البحر هذا اللغز الذي طالما ما شغل عقولنا و مخيلتنا و جذب تفكيرنا إلى محاولة معرفة أسراره و سبر أغواره ,, هذا اللغز الذي يخفي في أعماقه الكثير و الكثير من الأسرار التي شغفت الأنسان عصور عديدة لمحاولة معرفتها و فهمها سنحاول هنا كشفها و معرفتها و لكن مهما حاولنا ستظل به أسرار كثيرة يعجز العقل البشري عن أدراكها و لا يسعنا غير القول سبحان الله ( و يخلق مالا تعلمون ) صدق الله العظيم
الآثار الغارقة
على مر العصور القديمة و الحديثة ,, قامت مدن و سقطت حضارات و نفّست الطبيعة عن نفسها بزلازل و براكين و فيضانات لتغرق بلاد بما فيها و من فيها في أعماق البحر لتظل لغزا ينتظر من يكشفه و يميط اللثام عنه
مئات القطع الأثرية النادرة والكنوز و الآثار الغارقة قابعة تحت الماء ... تحكي عن تاريخ مدينة أو حضارة كان لها حياه و شأن ثم نالتها يد الطبيعة لتكون سرا من أسرار الكون و شيئا من الماضي السحيق الذي سكن في الأعماق بعد أن كان على سطح الأرض يتنفس الحياه و الوجود
المدينة الغارقة
الأسكندرية تتحول أعماق بحرها الى متحف «غارق»
كانت الاسكندرية أعظم مدن العالم في الحقبة الإغريقية الرومانية،وأثار تدهورها بدءاً من القرن السادس الميلادي تساؤلات عدة لم تتم الإجابة عنها إلا أخيراً من خلال الاكتشافات الأثرية في قاع البحر.
جرت أعمال البحث عن الآثار الغارقة في الأسكندرية في التسعينات ، وسرعان ما أدت إلى نتائج مذهلة، اذ كشفت عن وجود الإسكندرية البطلمية والرومانية أسفل شاطئ المدينة. ويرى علماء الآثار أن مدينة الأسكندرية ابتلعها البحر في نهاية القرن الرابع الميلادي، غير أننا نستطيع أن نتوقف عند حدث آخر ساعد على اختفاء المدينة، وهو وقوع زلزال عنيف في أوائل القرن السابع الميلادي أدى الى غرق أجزاء كبيرة من المدينة في البحر المتوسط.
جاءت الإشارة الأولى إلى وجود آثار للإسكندرية القديمة في خريطة تابير التي عملها لميناء الإسكندرية سنة 1841، وهي تشير إلى مكانين قرب قلعة قايتباي وكتب عليها «آثار تحت الماء» وبعد قرن وربع القرن من تاريخ هذه الخريطة أمكن انتشال تمثال إيزيس من أحد الموقعين.
و منذ عام 1992 يقوم المعهد الأوروبي للآثار الغارقة بالاشتراك مع إدارة الآثار الغارقة في المجلس الأعلى المصري للآثار بأعمال مسح طوبوغرافي وحفائر أثرية على طول شواطئ الاسكندرية للكشف عن المدينة الغارقة. واستطاع الفريقان رسم خريطة للجزء الشرقي من الميناء تتفق في أدق تفاصيلها مع شاهد عيان زار الاسكندرية سنة 25 قبل الميلاد وهو الجغرافي الإغريقي استرابون.
كان من ضمن ما رصده الغواصون في بحار الأسكندرية المئات من القطع التي تشمل التماثيل والمنحوتات الرائعة والنقوش المهمة العائدة إلى فترات تمتد من العصور الفرعونية حتى العصر الروماني. وكان أول مسح إلكتروني في سنة 1992، ومكنت الحساسية الشديدة التي تميزت بها المسابير المغناطيسية الثلاثة التي استخدمت إلى جانب القياس المستمر لدرجات انحدار الشاطئ من تحديد أماكن القطع الأثرية المطمورة بفضل الفروق بين هذه القطع والرواسب.
وبات من الضروري بعد ذلك رؤية قاع البحر بالعين المجردة لتحديد مواقع القطع الأثرية بدقة.
وجاء اكتشاف تمثالين لأبو الهول واحد من الغرانيت الرمادي والآخر من الديوريت مفاجأة للغواصين، وهناك أجزاء مكسورة في التمثالين. غير أن حالة وجهيهما لا تدل على كسر متعمد فيهما، وهو ما يوحي بأنهما لم يحطما عمداً.
وجاء اكتشاف تمثالين لأبو الهول واحد من الغرانيت الرمادي والآخر من الديوريت مفاجأة للغواصين، وهناك أجزاء مكسورة في التمثالين. غير أن حالة وجهيهما لا تدل على كسر متعمد فيهما، وهو ما يوحي بأنهما لم يحطما عمداً.
Comment