أرادت هيلين توماس ان تقول كلمتها وتمشي لكن الكلمة كانت هذه المرة صاعقة بما يكفي لاشهار الحرب عليها من كل اتجاه ، ودفعها الى الاستقالة من عملها كمراسلة صحفية في البيت الابيض لمدة 60 سنة عاصرت فيها 10 رؤساء امريكيين ، وحافظت على مقعدها في منتصف الصف الاول كما دفعها الى خسارة وظيفتها ككاتبة عمود في مؤسسة "هيرست" للصحافة.
قالت هيلين: "بحق السماء فليخرج اليهود من اراضي فلسطين ، وليعودوا من حيث اتوا هذه ارض محتلة تعود للفلسطينيين وليست ارضا للالمان او البولنديين".. ثم زلزلت الارض زلزالها : المتحدث باسم اوباما خرج في مؤتمره الصحفي ليوبخ هذه المرأة واصفا تصريحاتها بأنها "مؤذية ومعيبة" والصحف الامريكية بدأت بشن حملة شعواء عليها ، واحد الصحفيين المتشددين قال:"هذه عجوز تجبر الشخص على التقيؤ".. اما هيلين فقد فضّلت الصمت ، ثم قدمت اعتذارا دعت فيه الشعوب الى العيش معا بتسامح لكن لم يقبله احد ، ثم تساءلت: لماذا يتقاعس اوباما عن التحرك تجاه قرصنة اسرائيل على اسطول السلام؟ لماذا يتحالف الاعلام الامريكي مع الحرب على فلسطين والعراق؟ لماذا تقوم الدنيا اذا اساء احدنا بكلمة "لاسرائيل" ولا يأبه احد بمقتل الاف العرب والفلسطينيين بل والمتطوعين من العالم لكسر الحصار عن غزة؟
لا احد يجيب بالطبع على اسئلة هيلين وغيرها من "المنصفين" في الغرب ، هؤلاء الذين بدأ صوتهم يرتفع للحديث "بالنيابة" عنا هناك ، هؤلاء الذين يستحقون ان نمد ايدينا اليهم ونحييهم على مواقفهم ، هؤلاء الذين يحاربون على اخطر جبهة اطول خط ، وهيلين - بالطبع - واحدة من هؤلاء الذين كسروا حواجز الصمت والخوف ، وانحازوا لضمائرهم الحية ، فقالوا ما لا يجرؤ على قوله الكثير منا ، ودفعوا ثمن ذلك دون ان يندموا على شيء .
هيلين ، ولدت عام 1920 وبعد شهرين تحتفل بعيد ميلادها التسعين ، توصف بأنها "سيدة الصحافة الاولى" في امريكا ، كانت قريبة من الرئيس كينيدي ومعجبة به وقريبة من غيره من رؤساء امريكا اللاحقين ، الا انها وقفت ضد بوش وسياساته واحرجته اكثر من مرة وكانت تكرر اسئلتها المشككة في الحرب على العراق امامه مما افقدها مقعدها في الصف الاول لفترة ما لتعود بأمر من بوش نفسه اليه ، وهي - بالمناسبة - من اصول عربية لبنانية حيث جاء والدها من طرابلس واقام في كنتاكي بأمريكا منذ بدايات القرن المنصرم.
تقول هيلين دائما بانها فخورة بجذورها العربية ، وبأنها تردد منذ اربعين سنة - وما تزال - بأن من حق الفلسطينيين ان يقاتلوا ويقاوموا دفاعا عن ارضهم وحقوقهم وتقول -ايضا - ان من واجب الضمير الانساني - والامريكي - ان يتحرك لمساعدتهم وتحريرهم ، ومن المفارقات انها تقول ذلك في البيت الابيض الذي عملت فيه عقود ، فيما لا يتردد بعضنا عن الترويج للتطبيع والتسويات المجحفة ، ولا يجرؤ على اتنقاد اسرائيل بكلمة واحدة.
تستحق هيلين كما يستحق غيرها من المنصفين في الغرب والشرق ان نقول لهم : شكرا ، وتستحق من اتحاد الصحفيين العرب ان يخصص لها جائزة ردا للجميل وتستحق من مؤسساتنا الاكاديمية والثقافية ان تستضيفها تكريما لمواقفها النبيلة.
لكنني اخشى ان اقول بان احدا منا لن يلتفت لهيلين وغيرها من اصدقائنا الذين يدافعون عنا بالنيابة وبأنها ستجد نفسها وحيدة ومنبوذة حتى من قبلنا نحن اصحاب الحق الذي دافعت عنه ، فنحن "اشطر" ما نكون حين نشهر عداءنا ضد من يسيء الينا ، وحين نعمم خصومتنا على "الآخر" مهما كان واين كان ، اما هؤلاء الذين يقفون معنا فلا نتذكرهم بكلمة طيبة واحدة.
استأذن - بالنيابة عن ضميرنا العربي المتعب - ان اقول لهيلين المرأة والصحفية الشجاعة: شكرا ، وان ادعو الى تسجيل اسمها في ذاكرتنا القومية ، فهي اكثر شجاعة من كثيرين منا صمتوا على "الحق" وراهنوا على تأجيج "وهم" الخصومة مع الآخر بعمومه ، ونسوا ان ثمة اصواتا منصفة - مثل صوت هيلين - يمكن ان تؤثر وتصل اذا احسنا الانصات اليها والتواصل معها وتقديم ما يلزم من دعم.
شكرا هيلين ، فقد وصلت الرسالة ، ولا اعتقد انك بعد هذا العمر المديد تخشين من اي عقاب ولا تنتظرين مكافأة او ثوابا.
قالت هيلين: "بحق السماء فليخرج اليهود من اراضي فلسطين ، وليعودوا من حيث اتوا هذه ارض محتلة تعود للفلسطينيين وليست ارضا للالمان او البولنديين".. ثم زلزلت الارض زلزالها : المتحدث باسم اوباما خرج في مؤتمره الصحفي ليوبخ هذه المرأة واصفا تصريحاتها بأنها "مؤذية ومعيبة" والصحف الامريكية بدأت بشن حملة شعواء عليها ، واحد الصحفيين المتشددين قال:"هذه عجوز تجبر الشخص على التقيؤ".. اما هيلين فقد فضّلت الصمت ، ثم قدمت اعتذارا دعت فيه الشعوب الى العيش معا بتسامح لكن لم يقبله احد ، ثم تساءلت: لماذا يتقاعس اوباما عن التحرك تجاه قرصنة اسرائيل على اسطول السلام؟ لماذا يتحالف الاعلام الامريكي مع الحرب على فلسطين والعراق؟ لماذا تقوم الدنيا اذا اساء احدنا بكلمة "لاسرائيل" ولا يأبه احد بمقتل الاف العرب والفلسطينيين بل والمتطوعين من العالم لكسر الحصار عن غزة؟
لا احد يجيب بالطبع على اسئلة هيلين وغيرها من "المنصفين" في الغرب ، هؤلاء الذين بدأ صوتهم يرتفع للحديث "بالنيابة" عنا هناك ، هؤلاء الذين يستحقون ان نمد ايدينا اليهم ونحييهم على مواقفهم ، هؤلاء الذين يحاربون على اخطر جبهة اطول خط ، وهيلين - بالطبع - واحدة من هؤلاء الذين كسروا حواجز الصمت والخوف ، وانحازوا لضمائرهم الحية ، فقالوا ما لا يجرؤ على قوله الكثير منا ، ودفعوا ثمن ذلك دون ان يندموا على شيء .
هيلين ، ولدت عام 1920 وبعد شهرين تحتفل بعيد ميلادها التسعين ، توصف بأنها "سيدة الصحافة الاولى" في امريكا ، كانت قريبة من الرئيس كينيدي ومعجبة به وقريبة من غيره من رؤساء امريكا اللاحقين ، الا انها وقفت ضد بوش وسياساته واحرجته اكثر من مرة وكانت تكرر اسئلتها المشككة في الحرب على العراق امامه مما افقدها مقعدها في الصف الاول لفترة ما لتعود بأمر من بوش نفسه اليه ، وهي - بالمناسبة - من اصول عربية لبنانية حيث جاء والدها من طرابلس واقام في كنتاكي بأمريكا منذ بدايات القرن المنصرم.
تقول هيلين دائما بانها فخورة بجذورها العربية ، وبأنها تردد منذ اربعين سنة - وما تزال - بأن من حق الفلسطينيين ان يقاتلوا ويقاوموا دفاعا عن ارضهم وحقوقهم وتقول -ايضا - ان من واجب الضمير الانساني - والامريكي - ان يتحرك لمساعدتهم وتحريرهم ، ومن المفارقات انها تقول ذلك في البيت الابيض الذي عملت فيه عقود ، فيما لا يتردد بعضنا عن الترويج للتطبيع والتسويات المجحفة ، ولا يجرؤ على اتنقاد اسرائيل بكلمة واحدة.
تستحق هيلين كما يستحق غيرها من المنصفين في الغرب والشرق ان نقول لهم : شكرا ، وتستحق من اتحاد الصحفيين العرب ان يخصص لها جائزة ردا للجميل وتستحق من مؤسساتنا الاكاديمية والثقافية ان تستضيفها تكريما لمواقفها النبيلة.
لكنني اخشى ان اقول بان احدا منا لن يلتفت لهيلين وغيرها من اصدقائنا الذين يدافعون عنا بالنيابة وبأنها ستجد نفسها وحيدة ومنبوذة حتى من قبلنا نحن اصحاب الحق الذي دافعت عنه ، فنحن "اشطر" ما نكون حين نشهر عداءنا ضد من يسيء الينا ، وحين نعمم خصومتنا على "الآخر" مهما كان واين كان ، اما هؤلاء الذين يقفون معنا فلا نتذكرهم بكلمة طيبة واحدة.
استأذن - بالنيابة عن ضميرنا العربي المتعب - ان اقول لهيلين المرأة والصحفية الشجاعة: شكرا ، وان ادعو الى تسجيل اسمها في ذاكرتنا القومية ، فهي اكثر شجاعة من كثيرين منا صمتوا على "الحق" وراهنوا على تأجيج "وهم" الخصومة مع الآخر بعمومه ، ونسوا ان ثمة اصواتا منصفة - مثل صوت هيلين - يمكن ان تؤثر وتصل اذا احسنا الانصات اليها والتواصل معها وتقديم ما يلزم من دعم.
شكرا هيلين ، فقد وصلت الرسالة ، ولا اعتقد انك بعد هذا العمر المديد تخشين من اي عقاب ولا تنتظرين مكافأة او ثوابا.
تعليق