إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التهديدات الاسرائيلية لا تخيف اردوغان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التهديدات الاسرائيلية لا تخيف اردوغان

    التهديدات الاسرائيلية لا تخيف اردوغان

    رأي القدس






    اعتبرت الحكومة الاسرائيلية اقدام تركيا على ارسال سفن حربية لحماية قوافل كسر الحصار على قطاع غزة بانه بمثابة اعلان حرب، ولكن من المؤكد ان مثل هذه التهديدات لا يمكن ان تخيف السيد رجب طيب اردوغان، وحكومته والشعب التركي.
    التهديدات الاسرائيلية كانت، وما زالت، تؤتي أُكلها عندما تكون الجهة الموجهة اليها عربية، وبالتحديد الحكومات العربية التي ترتعد خوفا منها، ولكن دولة مثل تركيا تتمتع قيادتها بدعم شعبي، وترتكز على ارضية ديمقراطية واقتصادية قوية، ليست مثل الانظمة العربية تخضع بسهولة للابتزاز الاسرائيلي.
    الحكومات العربية، وخاصة دول محور الاعتدال، رصدت مليارات الدولارات لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، ولكنها لم تجرؤ على الاقدام على اي خطوة عملية، سواء لارسال اموالها ومساعداتها واعادة اعمار ما دمرته الصواريخ والغارات الاسرائيلية، او ارسال قوافل سفن الاغاثة على غرار ما تفعله تركيا ودول عديدة اخرى غير عربية مثل ايرلندا.
    تركيا اردوغان لن تستسلم ولن ترفع الرايات البيضاء، فقد تعهدت بعدم ادارة ظهرها لاهل القطاع المحاصرين، وستواصل جهودها حتى يتم رفع الحصار كليا، وهذا موقف نبيل يكشف عن اصالة ورابطة اسلامية وانسانية لا يمكن للمرء الا الاشادة بها.
    بالامس أعلن السيد احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي بان بلاده لن تطبع علاقاتها مع اسرائيل، اذا رفضت الاخيرة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للامم المتحدة، حول الهجوم الاسرائيلي على سفن اسطول الحرية.
    السيد اوغلو يحتكم هنا الى القانون الدولي ونصوصه، ويستند الى دعوة بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بتشكيل مثل هذه اللجنة، اي انه لا يطلب المستحيل.
    مطالب السيد اوغلو هذه ستلقى تجاوبا في العالم بأسره، وستضطر الحكومة الاسرائيلية للرضوخ لها صاغرة، تماما مثلما اضطرت مكرهة للاعتذار للحكومة والشعب التركيين على اهانتها للسفير التركي في تل ابيب.
    ما يحز في النفس ان هذا المطلب التركي لقي تأييداً من وزيري خارجية كل من فرنسا برنار كوشنير وبريطانيا وليم هيغ، ولم نسمع من اي وزير خارجية عربي واحد، خاصة في مصر والمملكة العربية السعودية، ان قام بتأييد هذه الخطوة التركية، وكأن تركيا تريد كسر الحصار عن تايوان او ليتوانيا، وليس عن مليوني عربي مسلم، يعيشون حصاراً ظالماً خانقاً منذ ثلاثة اعوام.
    وما يغيظنا اكثر ان حملات اعلامية شرسة بدأت تشن حالياً على تركيا في صحف ومحطات تلفزة في البلدين، ونحمد الله ان تركيا لا تحتل جزراً عربية، وليست فارسية شيعية، والا لشاهدنا هجمات غير مسبوقة ضدها على غرار ما يحدث حالياً لايران.
    لا نضيف جديداً عندما نتحدث عن خروج النظام العربي الرسمي من التاريخ، ولا نعتقد ان انتقاداتنا لهذا النظام وتواطؤ زعاماته مع الحصار ستؤثر فيه، لان هذه الانتقادات لم تعد تؤثر فيه للأسف الشديد، ولكننا سنستمر، ولن نتوقف حتى تنهض هذه الامة من سباتها وتطور قياداتها القادرة على اعادتها الى دائرة الفعل الاقليمي والدولي.
    تركيا لن تنسى دماء شهدائها، ولن تسكت عن الاعتداء الذي تعرضت له احدى سفنها، لانها دولة اقليمية عظمى، وقيادتها شريفة مؤمنة، وشعبها صاحب تاريخ عريق في الكرامة وعزة النفس، وهي امور لم تعد موجودة عند معظم حكامنا ولا اقول شعوبنا.


    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X