إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

    قمم

    قمم
    قمم..
    معزى على غنم
    جلالة الكبش
    على سمو نعجة
    على حمار
    بالقدم
    وتبدأ الجلسة
    لا
    ولن
    ولم
    ونهي فدا خصاكم سيدي
    والدفع كم ؟!
    ويفشخ البغل على الحضور
    حافريه
    لا . نعم
    وينزل المولود
    نصف عورة
    ونصف فم
    مبارك .. مبارك
    وبالرفاه والبنين
    أبرقوا لهيئة الأمم
    أم قمم
    كمب على كمب
    أبا كمباتكم
    على أبيكم
    جائفين
    تغلق الأنوف منكم الرمم
    وعنزة ... مصابة برعشة
    في وسط القاعة بالت نفسها
    فأعجب الحضور ..
    صفقوا .. وحلقوا...
    بالت لهم ثانية
    وستعر الهتاف...
    كيف بالت هكذا ..!!!
    وحدقوا .. وحللوا...
    وأجلوا
    ومحصوا
    ومصمصوا
    وشخت الذمم
    وأهبلتكم أمكم
    هذا دم أم ليس دم ؟؟!
    يا قمة الأزياء
    يا قمة الأزياء
    سوّدت وجوهكم
    من قمة
    ما أقبح الكروش من أمامكم
    وأقبح الكروش من ورائكم
    ومن يشابه كرشه فما ظلم
    قمم ... قمم .. قمم...
    قمم
    معزى على غنم
    مضرطة لها نغم
    لتنعقد القمة
    لا تنعقد القمة
    لا.تنعقد القمة
    أي تفو على أول من فيها
    إلى آخر من فيها
    من الملوك .. والشيوخ .. والخدم
    ***********
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #17
      رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

      عبداللّه الإرهابي

      الليل و عبدالله أقارب
      العرق البارد والنار و حزن الأيام
      وعبد الله أقارب
      يفهم في اللج
      وأفضل من يصنع مجدافين ولا يملك قارب
      يدفع جفنيه يقاتل لولا الصف البطلي
      يزيح الجدران
      يصاهر نار الأيام
      أحبك يا عبد الله لنفسك غاضب
      وعلى نفسك غاضب
      رشاشك يعقد قمته منفردا ونعالك في قمتهم
      اصفعهم عبد الله بأرض نعالك
      يخرج تاريخ عقارب
      أن تسحب سحاب السروال عليهم
      نزلت للأرض سراويلهم
      وقرار يفتح فخذيه
      وجلسات مغلقة وعجائب
      افتح عبد الله مسدسك الحربي
      افتتح الجلسة فيهم أعداء وأقارب
      ان تكن الطعم .. فأنت السنارة قد علقت
      لولا .. لعنت لولا
      ملعون من يتبعها
      تملك أسلحة الأرض وتسأل كيف نحارب
      يا عبد الله بساعات الضيق
      تحولت الدبابات أرانب
      فتلت أسلحة الجيران شواربها ليلا وصباحا
      حلقت وتصابت
      وغدى الميثاق القومي بدون شوارب
      وصواريخ الفرجة ضجت
      وأتمت يا عبد الله مهمتها
      ضمن مهمات صواريخ القوم مقالب
      أصحوت أخيرا يا عبد الله
      أصحوت أخيرا
      أصحوت
      أوقد حزنك.
      فرشاة الأسنان
      زكامك
      قهوتك المرة والمرأة والمرآة
      تطلع في وجهك لا تتذكر
      مثلك لا يتذكر .. لا وقت له للذكرى
      وإلى صدغك تتجه الحرب وتلتهم الجرافات صحون الرز
      تغطيها راحات الأطفال المبتورة
      دهشتهم صرخات الليل
      أتم الصمت العربي وليمتنا الكبرى
      سقطت لقمة رز من فمهم فيها الأسنان
      تدحرجت اللقمة حتى قلبك في الغربة وابتسمت
      أقسم عبد الله بها تبدأ توا بالثأر
      وكل دقيقة تأخير مذبحة أخرى
      أسند كوعك للكوة يا عبد الله
      أسند كوعك للكوة
      مد الرشاشة في الفجر الشاحب
      لا تتأخر عداد القلب وعداد القنبلة الموقوتة متفقان
      ووعي السبابة قد بلغ النار
      و أيام التاريخ تقبل راحتك اليسرى
      ضع متراس الشك أمام ثمالة أيامك
      و الألم الليلي
      زخذ حصة حزن في قلبك لا تسمع إلا دمك الناري
      جنونك .. زمجرة الجرافات
      صراخ قتيل دون يدين
      تفتش عن طفليها
      إغتصبوا زهرتك الأولى .
      ودعها ميتة يا عبد الله مجرد ذكرى
      حصدوا الورد الخائف في خديها
      اغتصبوا أمك أيضا من كلمات الله على شفتيها
      من خمسين من السنوات دموعا للأرض بعينيها
      هدموا الدار
      وإذاعات العرب الأشراف تبول على النار
      أعلنت التعبئة الجنسيو يا عبد الله درابكهم
      حزنزا هزا
      رهزوا رهزا ومضاجعة
      وتمنوا انهم كانوا بمخيمك الدامي
      يشتركون بفض إمرأة .. أكل صبي
      عرب .. عرب .. عرب جدا أولاد الكلب
      وأول ما تعرض خصيتيهم في نشرات الأخبار
      أي براكين خامدة في نظرك
      في زاوية الغرفة
      أية قافلة برخت في الصمت الهائل
      وجهك .. ما هذا الصمت العبد الله
      مقدمة الحقد الأعمى العاجل
      يا عبد الله القادر
      يا عبد الله المتمكن فعلا
      حدق في الشارع مرتابا
      فعدوك في الشارع
      أخبار الحرب جاء تتثاءب في الشارع
      رجل الأمن التكعيبي يهرول في الشارع
      جمهور لا يعرف يأكل
      لا يعرف ينكح
      لا يعرف في الشارع ماذا في الشارع
      سكينك يا عبد الله الساكن في البريات العربية
      منفيا عن نفسك .. زوجك .. تبغك ..جرحك.
      حزن شوارعنا
      سكينك.. احذر أن تتدجن للمطبخ
      يا عبدالله اشحذها
      نفذها تنفيذا نفذها
      أصبح ممنوعا أن تستشهد
      أو تدفع جيبك عند حدود الجيران وتستشهد أيهما إسرائيل
      أيهما إسرائيل
      الخبز عليهما علامة إسرائيل
      حبات الرز عليها إسرائيل
      المسجد والخمارة والصندوق القومي لتحرير القدس
      بداخله إسرائيل
      وأنت إذا لم تفهم .. لم تتعلم يا عبد الله
      تمتصك إسرائيل
      ناعسة بيروت الغربية في كف المطر الليلي
      وتزهر بين الإسفلت وحزنك والصمت
      ولغم يحلم أحلاما طيبة
      وجريح يصرخ:
      بيسان.
      إلى بيسان خذوني
      يا عاشق يا عبد الله عيوني
      لا تلبس أغنية شالا أسود في العرس إيقاعا مسرف
      ولدينا عمل قبل الإفطار جليل كالله
      سنخرب..
      إن أطعمت حمامات العالم من قلبك أنت مخرب
      أنت رصاص .. أنت رصاص
      أو أنت ملأت جيوبك حلوى
      تتحول يا عبد الله رصاص
      أو غنيت لزوجك أغنية الليل
      يكون اللحن كتفريغ المخزن في الليل
      وتسعل يا عبد الله دخانا
      وتنام براحتها عشقا وخلاص
      إن درت العالم تكتب أشعار السلم
      على التأشيرة .. تذكرة الرحلة ..
      أبواب مطارات البرد
      حافلة الليل
      فوجهك أنت ومنذ ولدت تسمى عبد الله الإرهابي
      وبناتك عبد الله العربي الإرهابي
      وصوتك عبد الله الإرهابي
      وموتك.
      بعض الناس خطايا فادحة يا عبد الله
      وبعض الناس قصاص
      أنت قصاص
      الحزن يجيء مع الريح وماء الحنفيات
      وضوضاء الطرق
      جنود الدبابات يبولون على وجه بلادي
      وجهي في الارض ووجهك في الارض
      إخرس لاتتنفس..لاتخرج للشارع..
      لا تتفرس
      ممنوع إن تصرخ في بطنك
      آه يا عبدالله ألا فاصرخ
      أصرخ يا عبدالله
      أنفث في أسئلة الناس ..ملابسهم
      ساعات أياديهم
      صمتهم الإلزامي البارد
      أقتلهم بوجودك ..إلحاحك .. حبك
      آه من حبك يا عبدالله حزين أخرس
      نتحداهم ..ننفذ من بؤبؤهم
      نمسح وجه الأحجار بخلده
      يا خلده يا قلعتنا البحرية لا يفتحها إلا العشق
      وريح الفجر وصوت النورس
      تترك باقات الأعذار براحة كهل ترتاح بحضن الأنقاض
      وكوفيات فدائيين عرفناهم وعشقناهم
      أو لا نعرفهم وعشقناهم
      يا أحباب تأخرنا
      يا صرخات الأطفال بخلده والبربير تأخرنا
      يا نادل مقهى أسلحة الليل تأخرنا جدا
      وامرأة ما زالت تكنس شرفتها
      وتلم شظايا قنبلة
      إنهم يا عبد الله يرون حزوز الأيام بوجهك
      كالرمانات اليدوية تنسف كل المؤتمرات
      مسكتتك الملغومة تسحب عن أوجههم يا عبد الله
      سراويل التصريحات
      نظرتك الحربية جمرة
      زيتونة ليل توقد مصباحا ذريا
      لا يا عبد الله ولا.. وتكاد تضيء
      ولو لم تك يا عبد الله حزوز في وجهك
      كان لوجهك إرهاب مسدس
      يا عبد الله ..الحي الله
      جميل أنت .. جميل بتراب الحرب
      ووجهك فوق وجوه الشهداء مظلة ورد
      وبوجه الأعداء مفازة صبير لا حد لها ومسدس
      أثبت عبد الله.. تحجر
      ليس لربك أن يأمر إلا بثبات القلعة والنار
      ولدينا عمل يا عبد الله
      مقدس قبل الإفطار
      نقرأ آخر برقيات الليل على الشارع
      نتأكد أن منظمة التحرير انتصرت
      رفضت رفضا قاطعا
      نستوثق أن لنا كالناس وجوها
      وذكورا ما حجزت للدولة يا عبد الله
      وخمس أصابع
      ونحب ونستشهد بدون عرائض أو أعذار
      نتأكد عشنا يوما في الوطن العربي ولم نخص
      غريب جدا
      خطأ لا بد خصينا
      نتأكد ما زلنا نطعم من شفة الحب عصافير الدار
      ونحاول تغيير الدنيا
      ولدينا عمل قبل الإفطار
      تأكد خبزك
      تأكد كوز الماء
      تأكد أن شقوق الشفة السفلى لن تتغير وجهتها
      وصراحتها
      وأغانيها
      سبابتك الإرهابية ليس تخاف التهمة بالإرهاب
      وتعرف كيف تذل عيون الذل
      وتسحب كالعشق مسدسها
      وتعد إلى القدس لياليها
      يا متهما بالشعر العربي
      أليس لهذي التهمة يا عبد الله مغازيها
      إن سلمت سلاحك سافل
      وأنا سافل
      وعشاء الليل البارد
      والماء وفجر اليوم القادم سافل
      ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ..
      بالإرهاب
      بقطع اللوز الصهيونية
      بعد مخيم شتيلا يا عبد الله
      مسدسك القانون الدولي
      أقم في مخزنه عبد الله مخيمك الثوري
      وحزنك والشعر وما تملك من أشياء
      وتجذر فيه..فإن الصف الأول لم يتجذر
      فاتته الأيام
      وخانته لياقته الثورية
      برر ليلا ما كان يدين نهارا
      حاول أن يلقى الشعب بجيب النفط
      وكان هنا رأس الداء
      قسما عبد الله بقبرين جماعيين بصبرة
      بيروت تنجسها
      ‘ن وضعت ملك المغرب
      في إحدى قدميها الطاهرتين حذاء
      و ستنهض من بين الأنقاض صنوبرية الحزن
      وتغمر صبره بالأوفياء
      وبساعات خروجك بسلاحك للتنظيف
      وتشهد أنك قاتلت الغارات
      وقاتلت البحر
      وقاتلت طوابير الدبابات
      وقاتلت خيانات الدبابات الأخرى
      و صمدت صمود الأنواء
      رشاشك كان وكالة أنباء الثوار
      إذا كذبت فيك وكالات الأنباء
      خذ جورب سيدة ذبحت
      أحفظه بجيبك
      ذاك صراطك يا عبد الله
      في الليل تسلل .
      هنالك جندي محتل
      أخنقه بهذا الجورب يا عبد الله
      لعلك تشفي واحد بالألف من الحقد بقلبي
      هذا الجورب سكين.
      حذاء شهيد سكين .
      فرشاة حلاقته سكين
      حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله فلسطين
      إن قدمت لهم ماء سألوك بحب إن ذقت مياه فلسطين
      أو أكلوا سموا بسم الله وحب فلسطين
      وقتلوا تحت الأرض
      يعودون إلى حضن فلسطين
      أو جاؤا باب الجنة
      يلقى الله بأيديهم قبضة طين منها
      يتمنى أن يستبدل جنته يا عبد الله بهذا الطين
      تتربع للإفطار و زوجك والأطفال وكأس الشاي
      بدون شهية
      وقروح في أمعائك مزمنة
      عدد الأنظمة العربية
      وتحرك سبابتك المهمومة في فم طفلك
      تسمع لذغته الناعمة الوردية
      تبحث عن أول سن تجرح من أجل قضية
      العضة ثأر
      وبعضك عضات ناعمة .. يضحك في وجهك
      يفهم أنك يا عبد الله
      تدربه الدرس الأول للثوار ..
      جميع الثوار
      وبحدق في نار الشيب بوجهك
      يفرش راحته في حجرك
      ترقأوا دمعك مخافة أن يثقب راحته
      وتهمهم أفراحا مبهمة
      وتقبل راحته وتقوم لأخذ الثأر
      وتدس وجوهك فيهم
      شفاهك
      آلاف عيونك
      تمسكه من كتفيه الناعمتين
      قتلنا أحدث أسلحة الموت بشهرين
      قاتلنا الصمت العربي
      شربنا البالوعات وماء البحر
      دفنا القتلى بين الغارة والغارة في قبر مشترك
      لا نتراجع يا ولدي لا نتنازل لا نغرق
      الطيران يهاجم في الفقرات
      شرايين القلب .. البرج.. السلم ..عبد الناصر دوار الكولا ..
      ستشفى البربير ..
      قبور الموتى .. جثث الموتى تخرج غاضبة .. تقتل ثانية
      تصعد في الليل كما الأفراح النارية
      أبيض أحمرأحمر قان أزرق
      نحن هنا لن نتزحزح عن هذا الخندق
      الطيران يهاجم غفوة طفل يحلم بالطيارات العربية
      يرفع كفيه يلوح للطيارين
      يحملق في فجوة صاروخ في السقف
      يرى طائرة سوداء
      فلم يصل الطيران العربي إذا
      لم يتجاوز أحد الطيارين أناقته وملابسه
      (ماكو) أوامر يا عبد الله
      فلا بغداد ولا جلق في جلق
      ولكن قسما بالحزن وصور وصيدا
      لن نتزحزح عن هذا الخندق
      طلبوا شرف الكوفية من بيروت
      أبت إلا أن تلبس كوفيته وتقاتل
      وتقاسمه الخبزة والخندق والخذلان العربي
      ويمسحها القصف مساء
      تتحامل في الصبح على قدميها
      تمسح تنورتها وتقول له
      ليس على الصمت العربي المزري يا عبدالله
      فالقصف توقف ثانيتين
      ولا تأبه .. سنقتل يعني سنقاتل
      تأكل من كتفيها بيروت
      ولا تسحب شبرا من تحت مقاتل
      تستشهد بيروت على أبواب منازلها
      ومعاذ الله تسلم عفتها كالصمت العربي
      ببيروت رجال .. رجل بجحافل
      يمرق أنظر بين الدبابة والدبابة والألغام فدائي
      عضلات الزند جميع الراجف الحربي
      وبيتان من العشق
      وسيف ومكارم
      أعلن سوق الجزارين ضيافته
      نطق المولودون من الخلف أخيرا
      نشكركم باسم الشهداء
      نشكركم بالسيقان المبتورة شكرا لا حد له
      نشكر علانا وفلانا وفلينا والفلن الثاني وفهد
      بالذات فهد
      ما قصرتم أبدا
      نشكر همة أعضاؤكم الجنسية
      في صد هجوم الجيش الإسرائيلي
      وإلقاء الصمت على المغتصبات
      نشكركم يا فضلات
      نشكركم باقون هنا
      قرب مذابحنا وخرائبنا والشهداء نقاوم
      بيروت على قدم واحدة ستقاوم
      أتذكر يا عبد اللّه بأنك في بعض الليل
      ضغطت على راحتها الوردية
      أكثر مما الحب
      أكثر مما الحزن ومما أنت
      أحبتك كأستاذة حب
      تعرف كيف تصفف باقات الزهر وساعات الليل
      وطلقات مسدسك الإرهابي
      أهينت يوم رحلت
      خلف العكاز بكت
      خلف سياج الحزن ألمينائي بكت
      عبد اللّه رجتك... دع الأوباش وما نسجوه
      رجتك كثيرا لا ترحل
      ورجتك بخيط الدمع تذكر أرنون
      تذكره ولا ترحل
      أرسلت دموع مسدسك الحربي
      سلاما أرنون الأبدي
      سلاما للصمت وللعتمة وللأحجار
      سلاما ما هتف العمر وغنت ساعات الليل
      لأحباب سكنوا قمتك الشماء بروقا رعودا
      وزلازل
      وتلوح مثل حقول التفاح
      ويهيم الصمت على وجهك والطرقات
      وأصوات صبايا النبطية
      والحزن الشيعي القدري
      إلى أين تسافر يا عبد اللّه إلى أين تحول
      يا قافلة النار إلى أين
      وأنت سلاح وقلاع حمر عابسة
      وجروح سوف يعقمها البعد
      ويعجز فيها الطب وصبرك
      يا من جربت جميع الأدوية العربية
      جرب يا عبد اللّه دواء النار
      أعظم ما في الطب العصري دواء النار
      وحذار يا عبد اللّه حذار
      نصف دواء النار لئيم قاتل
      يا عبد اللعنة والحزن
      وزرع المستقبل في اللحن
      وزاوية في قلبك فنجان القهوة
      ما أروع هذا الفجر الحربي
      ورائحة البن وضيعتك المغمورة
      بالفيء الهادىء والشوق الفردي
      لا تخسر ثانيتين من الوقت الطيب
      في صب اللعنات على الحكام
      فليس يساوي الواحد منهم ثانيتين
      من الحزن الجدي
      ولا البسط الجدي
      فكر أي طريق تسلك من خلف خيانات الواقع
      تبلغ بيروت الغربية
      أرهن خاتم عرسك
      حلي صغارك.... راتبك الشهري
      وقد لا يكفي ذلك تذكرة
      في القلب لديك عناوين المقهورين
      وأولاد الدولة يا عبد اللّه يمدون يد العون
      ويرجونك أن تحمل مكتوبين والنبطية
      ولديك عناوين منظمة التحرير
      وعنوان اللّه القهار
      ثم تحط بثم مطار
      وتفتش تفتيشا ذاتيا
      وتبلغ يا عبداللّبأوسع بنط عربي
      إنك موقوف منذ تقرر وقف النار
      وتحاول أن تفهمهم
      لست نظام مواحهة كذاب
      لست رئيسا عربيا
      لست خبيرا روسيا
      إسمك عبد اللّه وعبد اللّه أبو إرهاب
      ليس هنالك إلا الدم... سياج الميناء الساخن
      ووجهك والقتلة
      ليس الإنسان الآن بلا أذن
      يعرضك الباعة للبحر وللملح
      ومن بين يد الشغب وقبلته يسرقك السفلة
      وعلى مضض يا عبد اللّه
      يقبلك المنقرضون لتصبح منقرضا
      إدفعهم يا عبداللّه
      طهر وجهك من رؤيتهم
      كيف يقبل مرحض إعصار
      أحد باع طريق الزعتر
      باع الحزن
      ودس حديد مسدسك الحربي فلم يقدر
      حرق الفولاذ الأحمر كفيه و سمعته
      ووقاحة عينيه
      وسوف تطارده أنت
      مطاردة الأقدار
      شرعوا يعترفون بقاتلهم وكأن جراحك أعذار
      كذا فيهم يا عبد اللّه
      فأنت الحي الباقي القهار
      أقتل دونك... أفديك
      ولكني أتمنى أن تقتل مرفوع الهامة
      لم يتزحزح فيك قرار
      النار قرار منك وليس قرار فيك
      فأنت النار وأنت قرار النار
      لملم شفتيك القاهرتين وقهر الليل
      وأول أيام البعد وعد في أول بارقة فالموسم للبرق
      وللزخ المتواصل والزعتر ينمو
      وصفيح مخيمك الساكن ينمو
      وعصابات الليل الثورية تنمو
      وحديقة حزنك في باب الصبار امتلأت بالصبار
      ماذا سيضيفك المنحطون
      سوى دائرة الأمن وحانة ليل
      ورصيف
      ومراجعة الهجرة ليل نهار
      إن كان تقرر أين استشهادك ليس يطوعني قلبي واللّه
      أقول استشهد
      لكن واللّه استشهد
      فهناك يمنون عليك المشية في الشارع
      تمسك الشرطة أن لكفك خمس أصابع
      ولكي تتذكر وجه شهيد تحتاج موافقة
      تحمل خمسة أختام وطوابع
      في قلبي شيئا أجهله
      يفهم أنك باق معنا
      يفهم أنك باق بين مقابرها وخرائبها والمستقبل
      تغسل وجهك بالريح الساخن
      وترقب أطفالك في الماء الآسن
      قد نشروا أجنحة الضحك
      وطاروا بين حجارات البيت عصافير سمراء
      وبباقة شوق تذهب بين ثواني القصف
      تزور رفيقا في البربير
      يرجى أن تشفى ساق باقية تحمله لمثلثه الناري بخلده
      فالقدس هناك
      وبيارته الخضراء
      في قلبي شيء... فرح أعرفه
      أنك باق معنا في السراء وفي الضراء
      أحببناك تشاجرنا
      غنيناك
      تصرفك الخاطئ أحيانا
      وتصرفك الجيد دوما
      ألقيت شتائمك المقبولة يا عبد اللّه علينا
      لم تبخل
      أرسلت مكاتيب العشق إلينا
      تتحدث عن متراس وجليل أعلى
      وضرورة مسح التاريخ من الأنظمة السوداء
      كنا نغضب وأنت تهادنهم
      وتعامل قلة حياء فيهم بحياء
      نبكي إن أنت رحلت
      ونبكي إن جاءت بهمومك كل الطرقات
      نحفز حزنك في حجر الليل
      سنونوة ألفت دور النبطية
      نذكر اسمك..
      نزرعه في أفق الزهر على الشرفات
      نتشبث صوتك
      نعرفه معرفة الجرح..الفرح..الحزن...الصلوات
      من صوتك تهرب حيات وحكومات وعقارب
      الليل وعبد اللّه أقارب
      العرق الساخن والكمون وحزن الليل
      وعبد اللّه أقارب
      يفهم في اللجة
      وأقدر من يرفع وجه الشمس
      على مجدافيه ولا يملك قارب
      يرفع عينيه فيرتفع الموج وتصبح كل الأرض قضية
      أشتم حريقا في ورقي
      اسمك نار في ورقي
      وأضيء وإن تعبت طرقي
      وأطيب إبريق الشاي على شعري فيك
      لأنك يا عبد اللّه قضية
      ولأنك يا عبد اللّه محارب
      الليل و عبدالله أقارب
      **********
      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #18
        رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

        صرة الفقراء المملوءة بالمتفجرات

        أفل الليل
        وكبرق في الأفق الشرقي يوازي السعف
        يوازي همسات السعف
        وثمة طير منكفئ تدفعه الريح
        ورأسك في الطين البارد ساكنه
        ترتاح إلى حجر
        ارحم من هذي الدنيا وسفالتها
        فالعالم آلة إيذاء
        لا تتغير بعد الآن ولا الأرض
        فانك بالاسم الأول أحلى الأسماء
        اقسم إنك انك تلتفت الآن إلى بلد الموت
        وقبرك بعض خيام فلسطين
        تفتش عن بيت يجمع كل الغرباء
        وتفتح جفنيك رطوبة ليل القدر نشيجا
        لم يجد الوقت الكافي لديك بالأمس لديك
        وحرف يكتظ بكل إدانات الشهداء
        والحرف يشخص بعض الأوهام
        وبعض الأسماء
        هل أنت تصيخ خلال مسام الأرض
        لريح بساتين اللوز
        تهب على الغور
        وتذر في الليل بقايا مذبحة في الأردن والأشلاء
        لم يبق سوى وتد واحد في الأرض
        يطل على نهر الأردن في صمت
        ويثبت حقا بالعودة
        أكثر من كل حدود الخوف العرجاء
        أدين بموتك مقبرة حولي يتفسخ فيها الأحياء
        أدين بموتك
        أزياء التاريخ وقاعة المؤتمرات
        وعرض النظريات الأشياء
        أدين بموتك
        عهر الشارع
        يقرأ فيه الفاتحة وتثاؤبيين على الشهداء
        أدين بموتك
        لكن الصمت يعظ على قلبي
        حين أواجه أن حروف المرتدين بدون حياء
        ولم الصمت؟
        وأول ساعات الفجر تقوم بأكفانك
        في غضب تتوعد كالبرق بأعلى الصحراء
        تتسلل عبر خيام يستكثرها الحكام عليك
        تشد الغدارة في وجد
        وتقبلها
        والصدر الثوري رجاء
        تمسح باب القدس بما فيك من الشوق لها
        وترش حدائقها......
        أقسم أن حمام الساحة سيعرف ثوبك
        والأيتام سيجتمعون إليك بأمعاء فارغة
        وعيون فارغة
        وأماني فارغة
        وملابس من صدقات السلم
        وأنت تزور بيوت الفقراء
        سيرونك تحمل صرة حزن مثل الفقراء
        سيرونك...
        تقطع تذكرة للصرة في الناص الإسرائيلي
        وتجلس بين الناس الغرباء عن القدس
        تسافر في صمت
        وترى السهم على زاوية الشارع
        ينزل آخر من في الناص
        تنزل أنت سريع الخطو
        تخط على أبواب مطار الجلد خيانات ذوي القربى
        وشركاتهم للأعداء
        والآن فقط
        توزع ثوبك....
        أكفانك...
        خاتم عرسك...
        تمشي مجهولا
        وتوزع تلك الأشياء الربانية في صرتك الزرقاء
        بأرجاء مطار الجلد
        وبعد قليل....
        حسب التوقيت الصيفي
        فأنت تحب التوقيت الصيفي
        تنفجر الخزانات
        وتنفجر الصالات
        وينفجر الحل السلمي
        وتهز اللد من النشوة
        حين تراك تغادرها عجلا متقد القلب
        تفتح دفترك الثوري لتسجيل أماكن أخرى
        أدين بموتك
        ألا تتفجر في الأرض أماكن أخرى
        أدين بموتك
        كثر ما تحشى بالتبن فقاعات الصابون
        فتصبح أسماء كبرى
        تدين بموتك أصلا
        إن الثورة تقطع أرضا لتسمى تلك الأرض فلسطين
        بديلا عمن مت لها والناس يموتون لها
        ليست تلك فلسطين أبا مشهور
        ولكن تلك خيانات كبرى
        وأطايب بالسيف ليغسل بعض الأوهام
        من كان مع السيد هنري فليرفع ياقته
        من كان مع الثورة هذي فليرفع قبضته
        قبضات الثورة أعلام
        سيرونك تأتي من جهة القبر
        تلوح عليك أفاح البدو
        تلفعت بخرقة خام سمراء
        تحزمت قنابل في من حبل من مسد تتوسط حول حقول النفط
        كموعد عشق
        ب اللّه.....
        وقبل التنفيذ بمملكة النفط وشايات حصلت
        وقبل التنفيذ..وقبل التنفيذ...
        حذار...
        حذار أبا مشهور حذار....
        وألقى الحرس النفطي القبض عليك
        وصار مصيرك مجهولا ثانية في الصحراء
        يحضر مؤتمر القمة للتحقيق
        وتنزع أكفانك تنبش
        ما أسمك؟
        لم تنبس
        ما أسمك ها؟
        لم تنبس
        عمرك....؟
        لم تنبس
        وتبسمت
        فليس هنالك عمر للشهداء
        من أي بلاد أنت؟
        تشير إلى البصرة...
        تلك بلادي
        لنشهد أنك منها.....
        لنشهد أنك منها.....
        وتغذيت من البارود بتربتها
        نحن الشعب
        ونشهد أنك منها وتغذيت من البارود
        نقسم أن نسترجع كل فلسطين أو التدمير
        ونسف الآبار وحتى العودة
        أسهم يشير إلى الآبار
        أسهم يشير إلى الأسماء الكبرى
        أسهم يشير إلى الدول الكبرى
        أسهم يشير إلى مكة
        أسهم يشير إلى.........
        إذ ذاك يغص التحقيق
        ويسقط ريش الحكام جميعا
        ويصوت أن تدفن فورا
        تدفن فورا
        وتقوم وتدفن ثانية
        وتقوم وفي يدك الصرة ثالثة
        تدفن رابعة تذهب ألفا
        تدفن ألفا
        تذهب آخرة وفراقا
        وتحاسب هذي الدنيا
        حتى تشهد إنك منها
        وتغذيت من البارود بتربتها.........
        **********
        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #19
          رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

          أفضحهم

          لا تقهر انتفاضتي
          وموقعي
          في موقعي
          ولا أزاح
          جهنم الحمراء
          ملك قبضتي
          أوجّه الزمان
          مثلما توجّه السفائن , الرياح
          أقتلع المحتّل
          والمختّل بالتطبيع
          والذين مارسوا الخنا
          إن علنا
          او خفية
          او بين وبين!!!
          هذا حجري يوشك بالصياح
          أفضحهم...
          قد غسلوا وجههم ببولهم
          بولوا عليهم....
          علّهم يصحون من غبائهم
          ولست مازحا
          ارادة الشعوب تكره المزاح
          قد أذّن الدم الزكيّ :
          أن " محمد الدرة " من يؤمكم
          فيا رجال !
          يا رجال !
          وحدوا الصفوف خلفه
          حيّ على السلاح
          جئت من التاريخ كلّه
          وجاء من فراغه العدّو
          شاهرا فراغه ...
          وعقمه ...
          شهرت بندقيتي الشّماء للكفاح
          لا تقهر انتفاضتي ,.
          وموقعي أدوس أنف من يشك
          أنّ بندقيتي
          تلقح الزمان
          أشرف اللقاح
          *************
          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #20
            رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

            موت العصافير

            على دكة مولاي أبي الليل
            يا مسيل الفرس الزرقاء الغسق
            وعلى سرجك ينثال رماد الليل والغمد
            موشى بعراكات العصافير
            وفجر المشمش الأزرق
            مسترخ على راحة أقدامك
            ووراء القمر الفج
            أوت كل العصافير إلى جمجمة الحجاج
            لن تعثر على جذوة تهديد
            وأعينها تاهتز صغيرات بأقصى محجريه الثقافيين
            غدا كل العصافير تموت
            وأنا من سيفك إني أفق نخل بارد
            هذا الصبا
            أين البيوت ؟
            وأنا اصرخ في وادي الباطير وقاعات المماليك
            بان الشمس زرقاء على مئذنة العمر تموت
            والعصافير على دكه مولاي تموت
            أنت في بستان أحلامك بين الخمر والريحان
            والعمر قد فارق على ناقة حزن للرحيل
            ما ترى أنا رحلنا بعد يافا
            نحمل الخيمة في ليل الجليل
            وغدا أي الحكومات ترى تذبحنا
            عذرا لمولاها الذي خلف الجبل
            يا أبا الليل أفق
            فالطل غطى حاجبيك النبويين
            وقد مات من الجوع الجمل
            أين نيسان تغطيك من الحمى وتسقيك الزهور
            فبيسان وان قد سرقوا منها قفير النحل
            ما زالت تبيع البرتقالات العتيقة
            تحمل السلة ملآ بالزرازير
            التي قد وخست مئذنة اللّه العتيقة
            والبوار يد التي صارت من الصمت
            أنابيب لتصرف الوساخات عتيقة
            والزعامات العتيقة
            وارى ذيبا
            أرى الشام غزالا راكضا في المسك
            لا يحلم إلا ان كعبا سيعيدون الجبل
            فرسي وراء الجبل
            زوجتي وراء الجبل
            كلنا نحك من خلف الجبل
            وارى حسان ما زال على شاربه المسكي
            من خمر الشمال
            أيها القاطع إغفاء الزرازير
            ونوم البلبل النخلي في الفجر
            وغفوة البرتقال
            ها تثاءبت وقد هومك الوجد إلى اهلك
            والنوم بعينيك زوايا
            خذ لبيسان حكايا البشوات المستجدين
            لكي تصنع للسواح لعبات جريح عربي وهدايا
            قل لها كل الحكايا
            فإذا ما حزنت عند وجاق النار
            فارو من نكات الشعب في مصر
            وخبرها بان النكت الآن مرايا
            **********
            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #21
              رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

              زنزانته وما هم ..ولكنه العشق

              هام
              لم يدر متى أطفأه الشوق
              وأين احترقا!
              سنة
              ما كاسين غفا
              ثم صحا
              واغتبقا..
              سقطت زهرة لون
              عفه
              في كأسه
              احمرت عيناه شوقا
              وتلظى شيقا
              تركت من تاجها
              في خمره
              غيمه تغرق
              فاستل إليه الغرقى
              تطرق الحانة
              في أطرافه
              حزنا
              فإن حدق
              صارت حدق..
              عرف الدنيا
              طريقا
              بين كأسين
              فشق الدمع في خدمه منها
              طريق
              صحبه ناموا على أعناقهم
              وغدوا
              من طاولات الخمر
              إلا رمقا
              وهو ينضو
              بين أعناق القناني،
              عناق
              وبعينيه
              يلم الغسقا
              يدفع الكأس
              لكفي خله
              ربما ينشر
              فالقنينة الكبرى
              اشرأبت
              والضحى بالباب
              رش الحبقا..
              يا مولاي!
              على الصمت،
              نادماها ثقالا غادروا
              مزق تسحب منهم
              مزقا
              أخذتهم طرق ....
              عادت سريعا دونهم
              أين أخفتهم؟!!!
              وكيف البحث في الدهر؟!
              وأين الملتقى؟!!
              بهجتي كانوا...
              فلما خلت الأيام من ضحكاتهم
              ضحكت في عبها
              مما أناديهم بعبي
              فارغ قلبي وملأن
              بهم
              وجديد
              رابني كم عتقا
              أسمع المقبرة الصفراء
              تنعاهم
              تمط الأفق
              والعصفر على طاولة الخمر
              فراق ولقيا
              ينهلن بقايا خمرهم
              وينفضن
              الندى والألقا
              لا تمت !يا صاح!
              مما خلت الحانة منهم
              طارت الزهرة
              في الريح
              وظلت عبقا
              لا تمت
              لسنا قناني عرق
              فارغة
              يقذفها الدهر
              بنا قد سكر الدهر
              وقطرناه في كأس الليالي
              عرقا
              ثمل الله بنا
              مما فهمنا أدب الشرب
              وأنهينا القناني
              حيرة
              في لغزه
              سماره كنا
              وكان الأرقى
              سيدي!
              مولاي!!
              لا تعف
              تأمل زهرة اللون
              امن ربعيه ملت؟!!
              أنا الأيام لم تقدر على رأسي
              وقد يثبت رأسا
              قلقا
              إن أكن أطبقت جفنيا
              فأصحو داخليا
              وإذا كأسي
              مالت
              فكما البلبل ينساب
              أنيقا
              للسقا
              يا لكأسي وجبين الصبح،
              كم مالا على بعضهما!
              ليس في الحنة غيري
              وأخو"الفتحة"من أيا هم
              يكتبني!!!
              أنا يا (عرص)انقلاب أبيض
              من عرق
              قطره الدهر...
              فمن أنت ؟!ومن فوقك؟!
              أو فوقكما؟!!
              سبحانه ماذا من الوردة ناسا
              ومن الأقذار ناسا
              خلقا!
              طائر اللذة
              ملقى بين ضلعيك
              سجينا
              خذ رشفات
              وحرره قليلا..
              ربما يشتاق من نافذة الحانة
              لله ...
              وغر الأفقا
              أنا لم أشرك
              ولم ألق سوى الحنة هذي!
              أغلق الأبواب في وجهي مرارا
              وطني...
              وأظن الغربة الخرقاء
              تستكثر منها كوة
              اصرخ منها ألمي..
              فحشتها خرقا!
              رب سامحهم وأن لم يسكروا...
              كيف يشتاق إلى خمرة جناتك
              من لا يعرف الخمر
              ويشتاق صباياها
              إذا كان هنا ما عشقا؟!!!
              هام
              لم أدار
              ماذا أسر الشوق
              وماذا أعتقا..!؟
              سقطت زهرة لوز
              غيمة
              في قدحي
              يا رب ما هذا النقا ؟!
              غرقت..
              لم أستطع إنقاذها
              أصعبي زاغت من السكر
              وقلبي شهقا
              ما لهل الكرامة لا تعرفني؟!
              أمس رقرقت لها
              خمرتها
              وأنا اليوم على خمرتها
              دمعي وأمسي..
              رقرقا...
              طينتي ، قد عجنت كأسا..
              فماذا لكور الطينة
              شعرا؟!!
              أنت يا رب ؟
              أم الكور؟!
              أم الطينة طابت خلقا؟
              نطنط العصفور
              فيما قد تركنا
              من فتات
              وسفحنا حرق.
              ولوا من عنقه الزيتي
              حتى مس قاع الكأس،
              يا أبله!
              لم نترك
              ولا مثقال سكر..
              أبله من عقوق
              ادع .. رفيقاتك
              يؤنسن حجار الحانة الفقراء
              إن عاش في خمرا،
              من عاش في خمارة
              لو سكت السمار يوما
              نطقا
              يا سكارى بعدنا..
              إن سقطت في كأسيكم
              غيمه ورد..
              اذكرونا
              رشفة
              كنا نوازي الدهر .. أو نسبقه
              عشقا،
              رعى الله زمانا
              وسقى..
              إن أكن أفرطت..
              يامولاي!
              فهل يقتصد العشق
              ام يأبق عشقا؟!!
              ضاقت الروح
              وعظمي من صدود ،أبقا
              قفص الدهر
              كما أنت ترى
              ضايقني..
              واشتهتني لغة من خارج الدهر
              فهزته..
              فما بال فؤادي للذي يسجن فيه
              أشفقا
              هاجني غصن نسم
              راقص بالزهر
              والخمر برأسي لعبت
              أهو ذنبي
              زهرة من قطيه قد سقطت؟!!
              ذنب من مولاي !
              لم يبق من البستان إلا وهم عود
              صامت
              لست سفيها
              أبلها..
              أسأل عن زهري
              ولم تبق علي الورقا..!
              أغمدت في قدمي .. فامتشقا
              الصبوحان بكأسي...
              سيدي !..
              ربما أأمن للزهرة كأسي
              من مهب الريح
              أغضب مثلما شئت
              فعشقي لم يساومك على شيء
              وما الجنة والنار
              سوى ناريين
              فيمن عشقا
              أغمدت
              فاستلت السهد
              وقد كنت نويت
              الغسقا
              شمت
              لو أعلم شمت..وأتعبتهما
              كذب الغيم
              على حالي
              والصحو
              وإن قد صدقا
              سيدي!
              من عجب في داخل السكر
              أصلي...صادقا
              مهما تجازني سرابا
              أدمعي تسقيك في بحر النقا
              همت....
              لا أدري
              عصافير الضحى
              من قدحي... من صاحبي...
              كلهم طاروا...
              لئيم صاحب الحانة
              لم يرحم بقاياي بهم
              خذ أباريقك
              إني منك سكران
              سأمضي خلفهم
              ربما ألقاهم....
              أحجز كراسي الأمس
              لم نندم
              سدى لم يكتف العمر
              وإن كنت غششت العرقا
              اسمع المقبرة الصفراء
              تنعانا
              تمط الأفقا
              يا خطايا ! يا خطايا !
              كم كبيرة هذه الأيام من كان خطايا
              أنا منهم
              توبتي
              لم أنكسر
              إل لتقبيل نهيد نزقا
              إن يكن تاب السكارى!...
              أنا بالسكر أناجيك
              فما جرحي بالريش , ولا رب
              بالريش التقى
              ليس بي فاحشة
              إلا بأن
              لذتي أكثر مني خلقا
              **************
              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق


              • #22
                رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                الأساطيل

                ...إيه الأساطيل لا ترهبوها
                قفوا لو عراة كما لو خلقتم
                وسدوا المنافذ في وجهها
                والقرى والسواحل والأرصفة
                انسفوا ما استطعتم إليه الوصول
                من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة
                مرحبا أيها العاصفة..
                مرحبا...مرحبا...مرحبا أيها العاصفة
                مرحبا أيها العاصفة...
                ارقوا أطقم القمع من خلفكم
                فالأساطيل والقمع شيء يكمل شيئا
                كما يتنامى الكساد على عملة تالفة
                بالدبابيس والصمغ هذي الدمى الوطنية واقفة
                قربا النار منها
                لا تخدعوا إنها تتغير
                لا يتغير منها سوى الأغلفة
                مرحبا ...مرحبا أيها العاصفة
                أيها الشعب احش المنافذ بالنار
                أشعل مياه الخليج
                تسلح...
                وعلم صغارك نقل العتاد كما ينطقون
                إذا جاشت العاطفة
                لا تخف...لا تخف...
                نصبوا حاملات الصواريخ
                نصبوا جوعك
                ضع قبضتك على الساحل العربي
                وصدرك والبندقية والشفة الناشفة
                رب هذا الخليج..
                جماهيره
                لا الحكومات... لا الراجعون إلى الخلف
                لا الأطلسي ولا الآخرون وان ضحوا فلسفة
                لا تخف... لا تخف...إننا أمة
                -لو جهنم صبت على رأسها -واقفة
                محنى الدهر قامتها أبدا
                إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم
                تتم مهماتها الهادفة
                يا حفاة العرب...يا حفاة العجم...
                ادفعوا الهدي البشري المسلح
                ضحكوا على عنق السفن الأجنبية
                الووا مدافعها في ادعاءاتها الزائفة
                حشدوا النفط
                فالنفط يعرف كيف يقاتل حين تطول الحروب
                وقد يتقن الضربة الخاطفة
                يا جنود العرب ....
                يا جنود العجم....
                أيها الجند
                ليس هنا ساحة الحرب
                بل ساحة الالتحام لدك الطغاة
                وتصفية لدك بقايا عروش
                توسخ في نفسها خائفة
                أيها الجند
                بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
                حطموها على قحف أصحابها
                اعتمدوا القلب
                فالقلب يرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة
                هل أرى ...كل هذا السلاح
                لقد داس متجها نحو يافا بنيرانه الجارفة
                جاء يوم الجماهير ما أخطأت إنها لمقاديرها زاحفة
                ليس واعدا على ذمة الدهر
                غير الجماهير والعبقريات والعاصفة
                مرحبا أيها العاصفة
                مرحبا ...سيقوم من الجرح أكثر عافية وطني
                بجراحاته النازفة
                دفنوه عميقا فقام التراب به إذ تململ
                فالقوتان هي القوة الخائفة
                صرت شوقا مخيفا من لكثرة ما اشتقت يا وطني
                أن أحط على كل باب خدودي وألثمها
                أيها الدم العربي لماذا هزمت
                وواجبك العسكري فلسطين
                أنت أجب أيها الدم يا سيد المعرفة
                أيها اليأس...
                يا مثقلا بغرائزي سم على شفتي امتقع
                أيها الزبد الأرجواني الثقيل على شفة الملحدين
                بكل القبائل زد وارتفع
                رفرفي راية الحدس
                ردي الشجاعة للدهر تستيقظ الفلتات
                وتعطي نبأتها القاصمة
                اجمعي أمة الحزن واستأمنيها المفاتيح
                دهرا فدهرا
                فمهما بدت للوراء تسير بها النكبات
                هي الأمة القادمة
                شفتاي امتداد لجرح بها كلما صاح صحت
                فأمي هي النخلة الحالمة
                وأمي هي الأنهر الحالمة
                وأمي التي علمتني على الصبر
                آنئذ علمتني على الطلقة الحاسمة
                وطني البدوي ... نساؤك منهوبة
                ويباهي رجالك نصرا بأعضائهم فرحين
                فما زالت العاصمة
                تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان
                وعزمهم خصية نائمة
                اسكتوا...فالحكومات في أستها نائمة
                لا..لا..فحكومتنا دون كل الحكومات
                فزت من النوم شاهرة سيفها
                وعلى صدرها ما تشاء من الأوسمة
                طعنتنا وبشهد الإله مثل البقية مستلزمة
                إياس.. يا سيد الموقف اعصف ودمر
                اقبل حزن يديك
                اتقد... طهر الشعب من لعنة الجبر
                شمر.. وذوب مقاديرنا الشاحمة
                تمرد.. تمرد..فهذي الشراذم ملعونة الأبوين
                على عهرها شدت الأحزمة
                من جلالته بالحجاز يزج بكل أذان إله
                إلى خير الأنظمة
                شهوة نحرت باتجاه أميركة سبعا وسبعين في لحظة
                وتضأ مجرمها بالدماء
                وصلى إلى قبلة مثله مجرمة
                يا جهيمان حدق فما يملكون فرائضهم
                نفذت.. نفذت..زرعتهم قرحا
                ونفذت نفذت بعيدا فأصلابهم عاقرة
                فإذا طوفوا كان وجهك
                أو سجدوا فالدماء التي غسلوها
                تسد خياشيمهم ومنا خيرهم وقلوبهم الآثمة
                لم يناصرك هذا اليسار الغبي
                كان اليمين أشد ذكاء فأشعل أجهزة الروث
                بينما اليسار يقلب في حيرة معجمه
                كيف يحتاج دم بهذا الوضوح
                إلى معجم طبقي لكي يفهمه
                أي تفوه بيسار كهذا
                أينكر حتى دمه
                ويا ناصر بن سعيد
                إذا كنت حيا بسجن
                وإن كنت حيا بقبر
                فأنت هنا بيننا ثورة عارمة
                أيها الناس هذي سفينة حزني
                وقد غرق النصف منها قتالا
                بما غرقت عائمة
                وشراعي البهي شموخي
                تطرفت وعيا وأدرج في كل يوم
                كأن لي في قتلهم قائمة
                لا أخاف
                وكيف يخاف جمهور بطلقته كاتمة؟
                قدمي في الحكومات
                في البدء والنصف والخاتمة
                حاكم وحمت أمه عملة أجنبية في يومه
                فأتى طبقها
                وانقلاب بكل الحبوب التي تمنع الحمل يزداد حملا
                وسلطنة ربعها لحية وثلاثة أرباعها مظلمة
                ومشايخ ملء الخليج
                مراحل بعد الفراغ
                وأموالهم ذهب إنما أقزمة
                والجماهير قد حولت وزنها ضجة
                والبلاد إذا سمنت وارمة
                وقد تشرق الشمس من حزننا غاربة
                ينطبق الجوع منذ ولادتنا
                ويشب بنا الموت والأتربة
                وأجانب مهما نقاتل
                والحاكمين الخصايا هم العرب العاربة
                حاكم طوله وكرامته دون هذا حذائي
                ويضرب طولا بعرض هو الصفر
                مهما تك الآلة الضاربة
                بصدق الانفجار بنيرانه اللاهبة
                أيها الجمع صه
                لا تصفق لأنظمة غائبة
                ما لها تتثاءب هذي الجماهير
                تهتف وهي منومة
                زلزلي..واكفهري... واكفهري...
                اكفهري يا أجمل من أمة غاضبة
                امسحيهم فهم حاكمين بغايا بأفواههم
                والشريف الشريف شهامته سالبة
                اركليهم فأقدارهم يركلون
                وأقدارنا القوة الضاربة...
                ****************
                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                تعليق


                • #23
                  رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                  المساورة أمام الباب الثاني

                  في طريق الليل
                  ضاع الحادث الثاني وضاعت زهرة الصبار
                  لا تسل عني لماذا جنتي في النار
                  جنتي في النار
                  فالهوى أسرار
                  والذي بغضي على جمر الغضا أسرار
                  يا الذي تطفي الهوى بالصبر لا باللّه
                  كيف النار تطفي النار؟
                  يا غريب الدار
                  إنها أقدار
                  كل ما في الكون مقدار وأيام له
                  إلا الهوى
                  ما يومه يوم...ولا مقداره مقدار
                  لم نجد فيما قطار العمر
                  يدنو من بقايا الدرب من ضوء على شيء
                  وقد ضج الأسى أسراب
                  والهوى أسراب
                  كنت تدعونا وأسرعنا
                  وجدنا هذه الدنيا محطات بلا ركاب
                  ثم سافرنا على أيامنا أغراب
                  لم يودعنا بها إلا الصدى
                  أو نخلة تبكي على الأحباب
                  يا غريبا يطرق الأبواب
                  والهوى أبواب
                  نحن من باب الشجى
                  ذي الزخرف الرمزي والألغاز والمغزى
                  وما غنى على أزمانه زرياب
                  كلنا قد تاب يوما
                  ثم ألفى نفسه
                  قد تاب عما تاب
                  كل ما في الكون أصحاب وأيام له إلا الهوى
                  ما يومه يوم....
                  ولا أصحابه أصحاب
                  نخلة في الزاب
                  كان يأتي العمر يقضي صبوة فيها
                  ويصغي للأقاصيص التي من آخر الدنيا
                  هنا يفضي بها الأعراب
                  هب عصف الريح واه يوماه يوم
                  وانتهى كل الذي قد كان من دنيا
                  ومن عمر ومن أحباب
                  هاهنا ينهال في صمت رماد الموت
                  يخفي ملعب الأتراب
                  كم طرقنا بابك السري في وجد وخوف
                  لم تجبنا
                  وابتعدنا فرسخا هجرا
                  فألفيناك سكران جوابا
                  فلم نغفر ولم تغفر كلانا مدع كذاب
                  كل غي تاب
                  إنما غي وغي فيك قد غابا
                  وراء النرجس المكتوب للغياب
                  قد شغلنا ليلة بالكأس
                  والأخرى بأخت الكأس
                  و الكاسات إن صح الذي يسقيك إياها
                  لها انساب
                  يا غريبا بابه غرب الحمى
                  مفتوح للربح والأشباح والأعشاب
                  قم بنا نفخ الخزامى طاب
                  ننتمي للسر
                  لا تسل لماذا ألف مفتاح لهذي الباب
                  لا تسل
                  من عادة أن تكثر الأقوال
                  في من ذاق خمر الخمر في المحراب
                  لم يقع في الشك
                  إلا إنه من لسعة الأوساخ
                  تنمو خمر الأعناب
                  لم يقل فيها جناسا أو طباقا إنما إطلاق
                  نبه العشاق
                  مدفن أودى بلا هجر ولا وصل بباب الطاقة
                  مرهق من خرقة الدنيا على أكتافه
                  لم تستر الأشجان والأشواق والإشراق
                  لم يكن أغفى
                  وحبات الندى سالت على إغفائه شوطاً
                  ودب الفجر في أوصاله رقراق
                  آه مما فزمن إغفاءة لم تلمس الأحداق
                  أي طير لا يرى إلا بما يجاب عن ترديده البني
                  سعف النخل والأعذاق
                  موغل في السر مندس بنار الماء في الأعماق
                  يا طائر يحكي لماء أزرق بالوجد في الأعماق
                  ما أبعد الأعماق
                  ما أبعد الأعماق
                  لم يطق يوما ولم يأبه بمن قد فاق
                  مشفق مشتاق
                  كله إطراق
                  أثملت الخمر صحوا
                  فانبرى يبكي
                  وأطفال الزمان الغر ضجوا
                  حوله سخرية في عالم الأسواق
                  قل لأهل الحي
                  هل في الدور من عشق لهذا المبتلى ترياق
                  بأمة في العشق تكفي
                  نقطة تكفي
                  فلا تكثر عليك الحبر والأوراق
                  كل من في الكون تنقيط له إلا الهوى
                  فاحذر بالتنقيط(نهوي)
                  واسأل العشاق
                  هناك كأس لم يذقها شارب في هذه الدنيا
                  موشاة بحبات الندى سلطانها سلطان
                  إنها جسر الدجى للمعبر السري فلتعبر
                  ولا تنصت لمن أعيادها الإدراك والإدمان
                  لم يكن إيوان كسرى مثلما إيوانها إيوان
                  إن كأس اللّه هذي مسكها ربان
                  هذا درب وقد يفضي إلى بوابة البستان
                  إنما انفض الندامى والمغتني
                  فاتئد في وحشتي
                  يا آخر الخلان
                  *********
                  ولكن كلها خلل
                  ذئاب كلما سمت جريحا
                  بينها أجل
                  أطالت من مخالبها
                  وصارت فيه تقتتل
                  بمدأبه كذلك
                  كيف دعوى
                  يسلم الحمل
                  وكيف يقال أن الحكم
                  للأغماد ينتقل
                  سفاهات...وأسفهها
                  ضمير تحته عجل
                  يفلسف ثم ينقض
                  ثم لا عقم
                  ولا حمل
                  مزالق في مزالق
                  يرتشي فيها
                  وما زلل
                  بمختصر العبارة
                  أنه عهر تركب فوقه دجل
                  طباق أو جناس...أو مراحل
                  كلها حيل
                  فإن لم تقدحوا نارا
                  فكيف يراكم الأمل
                  فإن قدحت فكونوا لبها
                  فتظل تشتعل
                  ففي ليل كهذا الضوضاء ...والجمل
                  وما نظروا هذا الحضيض
                  وهذه العلل
                  قضيتنا وإن عجنوا..وإن صعدوا..وإن نزلوا
                  لها شرح يسيط واحد..حق
                  لم الهبل؟
                  لماذا ألف تنظير
                  ويكثر حولها الجدل
                  قضيتنا لنا وطن
                  كما للناس في أوطانهم نزل
                  وأحباب..وأنهار..وأجداد...
                  وكنا فيه أطفال...وصبيانا
                  وبعض صار يكتهل
                  وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل
                  قضيتنا سنرجع أو سنفني..مثلما نفنى
                  ونقصف مثلما قصفوا..ونقتل مثلما قتلوا
                  فإرهاب بعنففوق ما الإرهاب ثوري
                  يمينا هكذا العمل
                  أقول ويمنع الخجل
                  بشج العين يكتحل
                  وكيف عروسكم حصص
                  وحصتكم بها نغل
                  أعولتم على جمل بمكة
                  تسلمون ويسلم الجمل
                  غفا جرح فأرقه
                  بماذا قد غفا كهل
                  وأنب قلبه
                  ما كان عشق فيه يكتمل
                  وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبل
                  تطيب بريقه القبل
                  وأطيبهن تتصل
                  ولكن في قرارته
                  هموم ما لها مقل
                  كما قطط ولائد في عماها
                  والعمى كلل
                  تذكر أهله فطوى
                  فكابر دمعه الخضل
                  وكاد يجوب لولا
                  تمسك الآمال والحيل
                  وعاتب صامتا
                  لو كان يحكي إنما املل
                  فما أحبه يوما بأحباب
                  ولا سألوا
                  وما مسحوا له دمعا
                  كما الأحباب
                  بل عزلوا
                  ونقل قلبه لكنهم كانوا
                  هم الأول
                  فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا
                  فنخلة أهله الأزل
                  وماؤهم الذي يروي
                  وماء آخر بلل
                  وحبره الذي نصف الهوى في قلبه
                  وحل
                  يخط عدوه من وطنه له شبرا
                  فينتقل
                  طباق.. أو أجناس...أو مراحل
                  كلها حيل
                  قضيتنا وأن نفخوا الكلى وشرارهم جبل
                  وصاغوا من قررات وإن طحنوا...وإن نخلوا
                  لها درب مضيء واحد رب
                  فا هبل...ولا لات..ولا عزى...ولا لف
                  ولا جدل
                  قضيتنا لنا أرض قد أغتصبت
                  وكنا عزلا لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
                  ولا ما تصنع الأموال والحيل
                  وطالبنا فكان قرار تقسيم
                  وطالبنا فصرنا لاجئين وخيمة جربا تنتقل
                  كم اغتصبت عروس من مخيمنا
                  وكم جعلنا عرينا كم خجلنا
                  ثم طالبن فأصبح كل شبر مساخا
                  أما الآن لا طلبا ولكن
                  تحكم السكين..تختزل
                  لعنتم أطبقوا الفكين إطباقا على لوز الملوك
                  وأرسلوا السكين تختل
                  يمينا إنه درب إلى "حيفا" غدا يصل
                  تعافى جرحه من طهره وبدى سيندمل
                  ولكن نشأة فطرته
                  حتى كاد يشتعل
                  فغص بدمعه مضضا
                  وكابر حيث يحتمل
                  وعلل نفسه وتعله
                  فيما انتهى محل
                  فما شيء كعشق ينتهي
                  لا يرتجى أمل
                  أعدله فينخذل...وأخله فيعتدل
                  تغلب طبعه عن ثابت فيه
                  وينتقل
                  فبعض عاشق يصحو
                  وبعض عاشق ثمل
                  وكاد لولا كاد
                  لا دبر ولا قبل
                  وأمسكه هوى لبلاده ما
                  بعده غزل
                  عراقي هواه وميزة فينا الهوى
                  خبل
                  يدب العشق فينا في المهود
                  وتبدأ الرسل
                  ورغم تشردي
                  لا يعتريني بنخلة خجل
                  بلادي ما بها وسط
                  وأهلي ما بهم بخل
                  لقد أرضعت حب القدس
                  وائتلفت منابرها بقلبي
                  قبل أن تبكي التي قد أرضعتني
                  وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب
                  من قبضات من رحلوا
                  وتغتصب الذوائب ثم ترمى
                  فوق من قتلوا
                  وكيف مشت مجنزرة
                  على طفل ...وكيف مسيرها مهل
                  وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد...
                  وصار اللحم في الشرفات ينتقل
                  فلم يسمع له صوت
                  وفي خديه ما زالت ظلال المهد
                  والقبل
                  وجاءت أمه تمشي بكفيها
                  على ما تترك الشرفات من لخم تنزت حوله القبل
                  تعثر صوت أمي
                  واعترى كلماتها اشلل
                  وقلت لي قضيتنا...وغصت بالدموع
                  فقلت يا أمي :قضيتنا الدمار
                  أو التراب الرب
                  لا وسط ولا نحل
                  قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفدا
                  أرسلوا السكين وفدا
                  إنها أمل
                  سيسمع صوتها
                  وتشق دربا للرجوع
                  وينتهي الخطل
                  بذلت الروح حتى قيل يا مولاي يبتذل
                  وقد صار الفراق هوا جديدا
                  وهو متصل
                  فما أدري سلوت أم ابتدأت
                  تشابه الزعل
                  وإن من الهوى ما ليس عشق إنما سبل
                  وشاغلتني مخجلة ببيت في العراق
                  لائم فيها الفم العذري
                  إغفاء شديد الوصل بين الحاجبين
                  تمائم مكتوبة للنهد
                  نصف شراسة في الحلمتين
                  أطالة في الخصر ما طال الهوى
                  خصر وحزن توأمين
                  وطقس ليس يعتدل
                  ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل
                  فلست أرى ليومي
                  إنما ما بمحض الأمل
                  فما جوعي مذلي أو وعيد
                  كاهنا طفل
                  وأشهر كل ظفر في كياني
                  حينما النهار يرتجل
                  وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم
                  وأرحل
                  أغيط بكل نهاز وجندي...وهم شلل
                  قضيتنا سلام بالسلاح...
                  فثم سلم حفرة
                  وسلامنا جبل
                  وإن العنف باب الأبجدية
                  في زمان عهره دول
                  قبيل ذهابكم للسلخ الدولي وفدا
                  أرسلوا السكين وفدا
                  ينتهي الخلل
                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  تعليق


                  • #24
                    رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                    عروس السفائن

                    فوانيسُ في عُنُقِ المُهرِ.. علَّقَها الإشتهاءُ
                    ونجمٌ يضيءُ على عاتقِ الليلِ.. زيَّتَ نخلُ الهموم
                    وأعتقَ من عقدةِ الشاطئين رحيلَ السفينةِ
                    من سُفُنٍ لا تُضَاءُ
                    وناحت مزاميرُ ريحُ الفنارِ فأيقظْتَ رُبّانَها المُتّحيل
                    فذاقَ الرياحَ وأطرَبهُ الإبتلاء
                    وسادنُ روحي وقد أطْبَقَ الموج
                    حتى تَجرحَّها
                    أنها وحّدَت نفسها بالسفينة
                    من ينتمي هكذا الإنتماء
                    فنيتُ بعشقٍ وأفنيته بفنائي
                    لينبتَ من فانيين بقاءُ
                    بنيتُ بيوتاً من الوهمِ والدمعِ
                    أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. تم البناءُ
                    عروس السفائن ألصقتُ ظهري الكسير
                    على خشب الشمس فيك
                    حريصاً على الصمت.. مدماً من الناس
                    في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي
                    وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح
                    من مضغةِ القلبِ أبقِ الجروحَ
                    مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ
                    لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً
                    في الظلامِ الثقيلِ
                    إذاً.. دارت الشمسُ دورتها
                    وارتأتني الرؤى نائماً تحت ألفِ شِراعٍ
                    مجوسيةٌ قصتي
                    معبدُ النارِ فيها
                    وقلبي على عجلٍ للرحيل
                    بعيداً عن الزمن المبتلى.. يا سفينةُ
                    إن قليلاً من الوزر أمتعتي المزدرات
                    ولم تثقلي بالقليل
                    سأبقي المصابيح موقدةً في بواء الصباح
                    مصالحةً بين صحوِ الصباحِ وصحوي
                    وأُبقِ الرياحَ دليلي
                    وأسألُ عن نورسٍ صاحبُ الروحِ في زمن البرقِ
                    يومَ المُحيطاتِ كانت تنامُ بحضني نَشْوى
                    وما زالَ ثوبي أخضرَ من مائها
                    يا لهُ من زمانٍ مرَّ بين ألفٍ من السنواتِ الفتيةِ
                    يا وَجْدُ ما كُنتَ دون حَمَاسٍ.. وما ظَلَّ في خَاطِري الآن
                    إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
                    والزَبَدُ الأرجوان.. المعتق في غسقٍ باللآلئ..
                    والزبد الأرجوان.. المزخرف بالليل
                    والقمر الآن من زهرةِ البرتقال
                    تغيرتُ مستعجلاً أيها الفرح الضجري
                    وأصبحَ محشرُ أغربة سطحَ قلبي
                    ينحنح قبيل مغيب الهلال
                    عروس السفائن اني إنتهيت.. على سطحكِ الذهبي
                    ورأسي الى البحر يهفو رائحة اللانهايات
                    والليل.. تعبان.. يطوِّحها الموجُ ذات اليمينِ وذات الشمالِ
                    لقد ثَقًلَ الرأسُ بالخمرِ
                    والزمنُ الصعب قبل قليل
                    وأنهكني البحر في زمن للطحالب
                    عن طحلب بلا قلب.. يصيخُ معي في الهزيع الى جهة المستحيل
                    لدى الله كل النوارس نامت
                    ولم يبقَ إلا سفينتك الآن
                    مبهورةً بالشمول
                    على وجهها من رذاذ الغروب
                    ومن عرق الله بالأرخبيل
                    فأين سيلقي المراسي الماء
                    بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ
                    كيما يتم البناء
                    ومنذ نهارين في وحدة المتناقض
                    هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء
                    أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد
                    خليل السفائن سليني النهايات
                    يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ
                    بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد
                    إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ
                    فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ
                    ثم مدُّ
                    وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ
                    وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ
                    وعلى دمعتي في الهزيع
                    كما خصر أنثى أشُدُّ
                    وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ
                    وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق
                    بين الصواري يؤجج ما قد تبقى
                    من الشيب برقٌ
                    ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ
                    عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون
                    إذ يصل العتبات الأخيرة
                    في غفوةٍ لا يَنِدُّ
                    عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين
                    يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ
                    أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ
                    عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ
                    لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت
                    واربد بالصبر جلد
                    أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ
                    وما العاشقون سوى شدة الله
                    أسراها لا تحدُّ
                    فإن ساح البنفسج في موهن البحر
                    صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ
                    وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ
                    عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ
                    وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز
                    رسى السأمُ السرمدي بجسمي
                    وليس سوى غامضاتِ البِحار
                    التي تستفزُّ
                    أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها
                    ان برقاً بقلبي يلز
                    أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن
                    فقد أوحشتني الشوارع
                    مما بها من لحى ً ورؤوس تجز
                    وفاض وفاض الإناء
                    بنيت بيوتاً من الوهم والدمع أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ
                    أين هو العشق.. تم البناءُ
                    أُحاور روحي أحاورها.. وكل حوار مع الروح ماء
                    بكى طائر العمر في قفصي
                    مذ رأى مخلب الموت
                    ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء
                    متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء
                    ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
                    والجسد الآن في غاية الإعتلال
                    خذيني.. لأقرأ روح العواصف
                    حين تخانق سخط الليالي
                    خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
                    خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
                    خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
                    وينقذ من فقمات المقاهي
                    كفى لغطاً عاهراً أيها الفقمات
                    كفى يا ضفادع هذا النقيق الدنيء
                    فأنتم سبات
                    سأصرخ يا بحر.. يا رب.. يا رقص.. يا عتمات..
                    زٌحَارٌ بكل التقاليدِ
                    لا يتبعَ البحرُ بوصلةً
                    بل تتابعه البوصلات..
                    زحار ببحارة يرهنون لحاهم على ساحل
                    واعصفي فالمقادير قد أفلتت عن إرادتها العجلات
                    سيولٌ على بعضها تتواكب في زحمة الإرتطام
                    وفي دمهم يعبرُ السائرونَ
                    إذا لَزِمَ المعبرُ
                    ومن قطرةٍ يعرف المصدر
                    هي اللحظة اقتربتْ فابشروا
                    تَهِبُّ البنادق تستهترُ.. وتصحو النيازك والعنبرُ
                    ويأتي دمٌ مُدْلَهِمٌ مُخيفٌ
                    أقَلُّ ارتطاماته مَحشرُ
                    وعاصفُ أسودُ ذو ألفِ عينٍ
                    على متنهِ عاصفٌ أحمرُ
                    وتمسي ذقونَ ذُنَابَ عَقاربَ
                    في أوجهِ الخائفينَ وما زوّروا
                    فذئبٍ بفخذينِ من آخرٍ
                    يَدفِنُ الوجهَ رُعباً
                    فهم نسقٌ راعشٌ أصفرُ
                    لقد كنتُ أحلمُ وعياً
                    وفي حلمٍ بالذي سوف يأتي وفاءُ
                    ومرّت جنازةُ طفلٍ على حُلُمي بالعَشِيِّ
                    يرادُ بها ظاهرَ الشامِ، قلتُ:
                    أثانيةً كربلاءُ
                    فقالوا من اللاجئين.. كَفَرْتُ
                    وهل ثم أرضٌ تسمى لجوءً لنُدفن فيها
                    وهل في التراب كذلك
                    مقبرةٌ أغنياء.. ومقبرة فقراءُ
                    تلفتّ في ظاهرِ الشام أبحثُ عن موضعٍ
                    لا يمتُّ لغير منابعه
                    ندفنُ الطفلَ فيه
                    وقد دبَّ فينا المساءُ
                    وكان على كل أرضٍ نظام الحوانيت
                    يتبعنا في الغروب
                    وكان يُشارُ لنا: غُرَبَاءُ
                    وحين دنونا لمقبرة ليس من مالكين لها
                    جَعْجَعَ الحرس الأموي بنا: فُرزَت للخليفة
                    قلت بل يفرز الخلفاء!!
                    وكان نسيم الطفولة ينضحُ من شقوق الجنازة
                    بين المخيم والشام تنبت أين اللقاء
                    جنازة من هذه؟ ولماذا بلا وطن؟
                    وكلاب الخليفة تنبح من حولها
                    والمخيم يحملها راكضاً والشواهد تعرقُ
                    قلت: فلتعرقي
                    واكفهرّ على تلة في البعيد الشتاء
                    أليست هي الأرض ملك لرب العباد؟
                    وهذي الجنازة أصغر من أصبعي.. فادفنوها
                    وأم الجنازة يكسرها الإنحناء
                    وجد الجنازة أعمى يتأتئ
                    والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ
                    فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ
                    فاجتمع الفقراءُ
                    فللمال أفعاله يستفز
                    هنا دفن الطفل في آخر الأمر
                    يا أرض غزة فاسترجعيه
                    لئلا مقابرهم تستفزُّ
                    وليس يهاجر في موهن الليل إلا الأُوَزُّ
                    عروس السفائن ان المراكب
                    ان لم يكن فوقها عالمٌ بالبحار تنزُّ
                    ويلقي بها الليل منهكةً يتناول فيها النشيج
                    ويرتفع البحر جيما عجيبةَ
                    اما تصاعد منه الضجيج
                    وما نقطة الجيم الا البقية من جنةٍ
                    انا كالحبر فيها الأريجُ
                    وأسأل هل نزل الطفل في قبره...
                    لاجئاً بين أمواتنا
                    لكأن اللجوء مصير اللجوجِ
                    عروس السفائن أسندت ظهري على خشب الشمس فيك
                    حريصاً على الصمت.. أستنجد البحر
                    ان الجماهير في شاغل والدهاقين في قمة النفط
                    في حكةٍ بين أفخاذهم
                    والزمانُ على عجل للرحيل
                    وقد دارت الشمس دورتها
                    وانتهى اليوم
                    والشمس ترجئ بعض الدقائق.. قبل الأصيل
                    خذيني الى البحر
                    يا أيُّهذي العروس
                    لقد مَلَّ قلبي ألاعيبَ أهل السياسة
                    والرأس أثقله الخمر
                    والزمن الصعب.. قبل قليل
                    وكل النوارس نامت
                    ولم يبق إلا السفينة مبهورة بالشمول
                    عروس السفائن يا هودجاً.. يتهودج بين الكواكب
                    فليمرج البحر.. ولتحمليني لوادي الملوك
                    أرى عربات الزمان مُطَعّمَةً
                    ترجو الأبدية في معبد الشمس
                    شامخةً (طيبة) الآن
                    تلبس كل مفاتنها.. نهدها في اهتزازِ
                    ويرتفع الحزن من فوق أكتافها
                    يتبارك بالموكب الملكي
                    ترتفع الابتهالات.. فرعونُ.. فرعون.. فرعون
                    يرتفع الصبح.. فرعون.. فرعون.. فرعون
                    يرتفع المجدُ.. ترتفع الخيل بالرسل الذهبية
                    أصرخ قِفْ!
                    يتوقف رب الزمان
                    وقلبي توقف في الحزن كالحجر الأردوازي
                    و(طيبة) شامخة نهدها في اهتزاز
                    رفعت عيوني الى نثر طيبة
                    فوق الجبين الذي مسحته الخليقة بالخمر
                    والإعتزاز
                    أفرعون يا من تُخلد أهرامكَ الموتى
                    أسرع هنالك من يَقتنيْ هرماً للمخازي
                    تقزّزَ وجهُ الإله.. وألهبَ طهرُ الجيادِ سياطاً وقرحها
                    صحتُ قفْ أيها السادنُ الأبديّ
                    فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر
                    زَوّرُوا شعبَ مصرَ
                    وقعوا باسم مصر ومصر بُراءُ
                    شربوا نخبها وهي جائعة
                    ليس في قدميها حذاء
                    ولكن متى كان فرعون يصغي!
                    استجرت المماليك
                    لكنهم أرسلوا مصر فوق الجمال
                    لوالي الجزيرة كسوه
                    ووالي الجزيرة بين سراويله
                    الحل.. والربط.. والزيت.. والموت.. والحرب..
                    والسلم.. والعنعناتُ
                    وأكثر ما يُصرخ الأمعاتُ
                    ولكن لمصر مواعيدها.. للصعيد مواعيدهُ
                    للرصاص مواعيدهُ
                    والنجوم هنا لا تُعَدُّ
                    وليس أمام البراكين في لحظة الروعِ سَدُّ
                    وهذي الفوانيس تفضي لحلوان في الليل
                    حيث السلاح الخفي يُعَدُّ
                    أعدوا لهم ولعاهرهم، "ان عاهر نجد يعد"
                    لقد حاولوا أن يهدوا على "ناصر" قبره
                    فهو معترض دربهم
                    والقبور لهن لدى الله حَدُّ
                    ولكن لدى الله جند، ومصرُ الرحيمة
                    لا ترحم السفهاء
                    أنا لست بالناصري ولكنهم
                    ألقوا القبض ميتاً عليه
                    وعري من كفن نسجته قرى مصر من دمعتيها
                    إذاً.. سقط الآن عن بعض من دفنوه الطلاء
                    أقول لناصر أخطأت فينا اجتهاداً
                    ولكننا أمناء
                    وأن الذي في الكنانة مما رحمتَ فأطلقتَ بالأمس
                    يكافئكَ الطلقاء
                    لئن كان كافور أمس خصياً
                    فكافورها اليوم ينجب فيه الخصاء
                    تفتق فيه الغباءُ ذكاءً
                    ومن مُشْكِلٍ يتذاكى.. بدون حياءٍ غباءُ
                    وما عجبٌ ترسل الريح في أزمةٍ
                    وتلفُّ بموضعها الخنفساء
                    ولكن تموت على ظهرها وتكابر
                    مسألةٌ تقتضي فوهَ ماءُ
                    ومهما السجون تضم أماماً
                    يظل على شفة الكادحين الغناء
                    ومصر التي في السجون مع الرفض
                    أما التي في البيانات مصر البغاء
                    وحاشا فإن من النيل ما يغسل الدهرَ
                    مهما طغى الحاكمون الجفاءُ
                    لمن في الظلام الدماء
                    لمن في الظلام التوابيت تمشي
                    وفيم الحراسة حول المقابر
                    قال الذي يتلفت: ان العزيز يمر على شهداء (المحلة) بالطائرة
                    فقلت: هو القسط يُدْفَعُ
                    أقفل فمك فالمباحث من حولنا كالبعوض
                    وفيم العجالة في الدفن؟
                    أسكت!
                    مخافة أن يزحف الدم في القاهرة
                    صرخت: سيزحف.. علمني زمن بالعراق
                    بأن الدماء هي الآخرة...
                    وحين الصعيد يطوق قصر المماليك
                    لست أبالغ يجتمع الله في الناصرة
                    تقول البيانات قد قتلوا عاملاً واحداً
                    تكذب العاهرة
                    فهذا دم يجمع العرب الفقراء من الأطلسي الى صفقة في الخليج
                    وقد كفرت نخلة حين بيعت
                    واني من النخلة الكافرة
                    أرى الأرض تنقل أيضاً مع النفط
                    في الباخرة
                    خنازير هذا الخليج يبيعوننا
                    والذين هنا يمسحون قذارتهم بالقروض
                    لقد تمت الدائرة
                    لمن في الظلام الدماء؟.. سؤال يلح
                    وتزهر من حوله أغنية السائرين على جثث
                    زيتتها المكائن والدم والكبرياء
                    ستبقى المكاتب هذي مزيتتة بالدماء
                    وينتج عنها قماش دماء
                    عروس السفائن أبحرت مبتعداً عن متاهات روحي فيك
                    فإني من أمة تتفجر في ليلها الصحراء
                    وما بدعة لا أرى في المذاهب غير جواهرها
                    ما بهذا انتقاء
                    أمد جذوري تضرب في الأرض
                    عن ثقة أن دهري سماء
                    وليس على ناظري الغشاوة فيما رأيت
                    ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
                    (أبا ذر) إنا نفيناك ثانيةً
                    حين قُلنا بمحض الفجاجةِ:
                    من غير روحك يبتدئ الفقراء
                    وما كَفَنٌ قد شَرَطْتَ وعشت به في الزمان
                    فناراً تحاولك العادياء
                    سوى أن فائض مال رفضتَ
                    وشرعّت أن الخلائق خَلْقٌ سواءُ
                    وأنك في الفكر والروح أصلٌ
                    ومن معجز الملتقى.. يتوحد فيك الثرى والفضاء
                    بنيت بيوتاً من الوهم والدمع
                    أين هوَ العشقُ.. أين هو العشق.. أين هو العشق.. تم البناء
                    بكى طائر العمر في قفصي
                    مذْ رأى مخلب الموت ينزل في صحبه
                    ويكفّ الغناء
                    فأنبته أن يصدح كي يسكر القفص الدنيوي
                    فإن انفلاتاً من الشرط بدءُ لفك الشروط
                    كما تتعرى مراهقةٌ تتمتع حلمتها
                    أن يراها الهواء
                    ومنذ نهارين والطائر المشرئب.. يحدق في الأفق
                    ماذا تراه يشفُّ الوراء
                    كأن به هاجساً يتقرب من خطر
                    أو به خطر.. انها الأرض تدخل منزلةً وتشاء
                    هو الآن في وحدة المتناقض
                    حيث يتم النقيض الجديد
                    ويستكمل الدورة الإنحناء
                    أحاورُ روحي أحاورها
                    وحوارٌ مع الروح ماءُ
                    عروس السفائن أدعو النجوم الى قمرتي
                    فأنا أُولِمُ الليل نذراً
                    وألبسُ أبهى ثيابي
                    فقد كنت عند نخيل العراق.. وإن كان حُلماً
                    وكان العراقُ على مُهره عارياً
                    مثلما ولدته السماءُ
                    وكان على عتباتِ العراقُ الفضاءُ
                    وبين ضلوعي فضاءٌ.. به نجمةُ
                    لستُ أدري بماذا تُضَاءُ
                    وفي نجمتي تلك يجتمعُ الله والأنبياءُ
                    تأخرَ عنهم نبيٌ
                    سُئِلْتُ
                    فقلتُ: يُزَيِّتُ حَدَّ السِلاحِ
                    فإنّ نبيَّ الزمان الفداء
                    عروس السفائن صار العراقُ لطول المجافاةِ حُلْماً
                    ولكن به دجلة والفرات
                    كأن من الحلمِ يرشحُ عشقٌ وماءُ
                    يُسيءُ إلينا العراقُ.. وفي الحُبِّ حُلوٌ يساء
                    أيا وطني قد ضاقَ بيَّ الإناءُ
                    كأن الجمال بليل الجزيرة
                    سوف يطولُ عليها الحذاء
                    كأن الذي قتل المتنبي بشعر إبتداءُ
                    لأمرٍ يهاجر هذا الذي أسمه المتنبي
                    وتعشقهُ بالعذاب النساء
                    وما قدرٌ أنه في الجزيرة يوماً.. وفي مصر يوماً.. وفي الشام يوماً..
                    فأرضٌ مجزأةٌ.. والتجزؤ فيها جزاءُ
                    عروس السفائن
                    كُلٌّ على قَدَرِ الزيتِ فيهِ يُضَاءُ
                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    تعليق


                    • #25
                      رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                      الرحلات القصية

                      لكل نديم يؤرق
                      والقلب مل نديمة
                      كأني عشق تذوق طعم الهزيمة
                      دخلت وراء السياج
                      فآه من الذل في نفحة الياسمين
                      زكي ويعرف كل الدرب القديمة
                      وآه من العمر بين الفنادق
                      لا يستريح
                      أرحني قليلا فإني بدهري جريح
                      لكم نضج العنب المتأخر
                      وان طرقت بعض حباته
                      كن يدا أيها الحزن
                      وأقطف
                      ولا تك ريح
                      رمتني الرياح بعيدا عن النهر
                      فاكتشفت بذرتي نهره
                      غطت الدرب
                      والفتية المنتمين إلى اللعب
                      والخطر البرتقالي في حدقتا الزقاق
                      وتدخل غرفة نومي
                      وهذي رسومي....وهذا صباي الحزين
                      وتلك مراهقتي في شبابيكها...ولهاث السفرجل
                      والشوق قد كبر عشرين عاما
                      وصار اشتياق
                      وما من دموع أداوي بها
                      حاضرات الهموم
                      إلا قميصي..وقلبي..وكلمة حزن
                      ينساها الرفاق
                      تفتق حزن غداة افترقنا
                      ولست أحد نادم
                      غير قلبي
                      فقد عاش حبا معاق
                      أحلق وحدي بطائرة
                      كل ركابها نزلوا في مطار غريب
                      وأعطس في البرد
                      لا طاقما...لا مضيفة..لا مطارات حب سأنزل فيها....
                      ولا بلدا عربيا
                      يكون تبرأ مني الزمان الحبيب
                      لكم كان يكفي قليل من الورق الناعم البالي
                      أصنع طائرتي وأهيم بها في الطفولة
                      والناس مثل الطفولة صحو
                      يغني به عندليب
                      وتلك النوايا الصغيرة جدا
                      تمر البساتين فيها وتبني قناطرها
                      والكلاب الصغيرة تركض في ثوبها الليل كي
                      وراء نحاس المغيب
                      وبستان نون على شفتي...مراهقة قبلتني
                      لأني طفل ولا أفهم الرحلات القصية
                      ما زلت طفلا تهجت
                      أو يتهج قلبي طيب
                      وأتقنت أقرأ مثل الكفيف
                      بهذي الأصابع...خصرا وكسراته
                      فإذا ضمني مثله لم أعد معربا
                      بل بناء رهيب
                      لقد قدموني الحروف الى النون
                      ثم اكتفوا
                      فقين رضيعا
                      وعيني على الواو والياء أيتها الأحرف العربية
                      فالهاء حرف عجيب
                      وأمد الخيوط وطائرتي تسمع النبض
                      عبر خيوطي
                      وفي اللازورد السماوي في طرب تستجيب
                      وقد يعلق الخيط بمدخنة لرفيق قديم
                      فيجفل من رقة الخيط
                      هذا زمان دنيء كئيب
                      وأخجل أسحب خيطي الوفي
                      أراه لقد فحص الخيط حد الهزيمة
                      كفى.. تنفخين رمادي
                      قصدت أن أحرق القلب مستعجلا
                      أصفات الحريق السريع ذميمة...؟
                      لذاك احترقت
                      وأعطيت ما يعجز النور عنه
                      فإني على النور بعض النميمة
                      لكم كنت كالورق الناعم البالي حد الجريم
                      لقد خربش الحب أمسي
                      وقد خرجت خربشة الهوى لغدي
                      والتقت عند تلك المصاطب
                      والسرور والحانة المستديمة
                      هنالك مصطبة في (النواصي)
                      يطمرها القش والليل
                      كنت أحب عليها..وأنسى عليها وأربط طيارتي والسياسة..
                      والعشق
                      وقد اقتلعتها الدهور الأثيمة أعيد المصاطب قاطبة بيدي
                      إذا انتصر النهر والناس
                      أدهنها غير مصطبتي
                      سوف أتركها مثل ما هي كانت قديمة
                      والنسناسات التي يترك العشق....والسحر...والصيف...
                      قبل نهايته
                      والقوارب بيضاء في آخر النهر
                      في مسحة ضباب
                      رحيمة وأغفوا عليها
                      وزران قد قطعا من قميصي
                      ليخرج قلبي متى ما أراد
                      الى دجلة يتبرج ثم يعود
                      يمارس نفس الهوى الخطيئة
                      بل والجريمة
                      وأغسل عني الذي زور الملحقون بكل الدوائر
                      إذ وجدوا القلب دائرتي وحده
                      وبه أتحدى ومنه العزيمة
                      وأقرأ ثانية بالأصابع خصرا عشقته
                      والقراءة تأتي وإن كثر والتأتأة سليمة..
                      *********
                      *********
                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      تعليق


                      • #26
                        رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                        الاتهام

                        اتهم واقتحم وبغير المنايا البنادق لا تلتزم
                        قل أنا البندقية لست يزيدا ولا المعتصم
                        تدلهم اعرف ادلهي ستبرق اذا تدلهم
                        وتطوي طربا على نارها حيث لم يستقم
                        شد صلبك بالبندقية يشتد...
                        ام الجباءر هذي وام العزم
                        واقتحم او فأنت الذي اتهم
                        ان لحمك من لحم سيفك
                        فاضرب بمذبحة يلتهمونك او تلتهم
                        انما الرجل البندقية لا يستريح ولا يحتلم
                        مقدم البندقية نعم المبيت ونعم الرحم
                        راهنوك على دمعتي أمة إصنع الدهر من دمعهم
                        وارمه وانتقم
                        مالنا والطلاسم والحظ
                        انهض إلى حربة اكملت وعيها نتحكم
                        لا تقوم الجسور ولا تستقيم اذا كان بناؤها ينهدم
                        اقتحم واحترق
                        لا تسلم عنانك للاشعري ولا تنزلق
                        اوثقت بمن بمواقفه لا يثق
                        ربما خدعتك المقاييس كل بتاريخه يلتصق
                        قتلتنا الرتوق
                        فهذي الرتوق وما بلغت تنفتق
                        العراة السكاكين منهم انا
                        لا الرتوق لا ثوب ذل خلق
                        اقتحم ...
                        ذئب خزي بلحم الجماهير في مصرنا يهتدم
                        ابشع العهر عهر هرم
                        ما غريب يقبل دعر عزيزته
                        نسب سافل يلتحم
                        الغريب تأخرا اسيافنا والذي نعتزم
                        طلقة والقرار لمصر
                        فمصر التي لعروبتها تنتقم
                        اقتحم ..
                        انسيت بانهم شنقوك لأنهم انزلوك من المشنقة
                        انهم حلقة
                        لا تصدق دعاة بدون بنادقهم
                        فانا كنت في تكلم المحرقة
                        انه العصر كل بحجم بنادقه
                        وهنالك من حجمهم بطنهم وشعارهم الملعقة
                        ايها القانعون بما تحتهم وطنا ومعالقهم ملصقة
                        البنادق ثم البنادق ثم البنادق
                        والخطوة الواثقة
                        لا اخاف عدوا يواجهنا
                        بل عدوا بنا اسمه القمع والسلطة المطلقة
                        نياشين دم الضحايا على صدرهم زنبقة
                        شعبنا من الخطب الخائفة
                        أي شعب تنادون للحرب
                        ان السجون على أمة مطبقة
                        اتركوا الشعب يعمل وفق اسليبه
                        فاساليبهم لا الدينات منهما ولا الهرطقة
                        حضر الكركدن على قمعكم والتفاسير والحرتقة
                        لا يفتحون على القدس ابوابها المغلقة
                        اقتحم واسحب السلسلة
                        تجد الحل جزءا من اللغز
                        واللغز جزءا من الحل المعضلة
                        الذئاب هم قادة القافلة
                        فإذا اكلوك لعشق قضيتهم
                        او اكلوها بدعوى لاجلك ما المشلكة
                        نحن في سلة المهملات إذا انتصروا
                        وإذا هزموا حملونا هزيمتهم كاملة
                        ايها الوطن المبتلى بالقيادات خنثى ومسترحلة
                        نفذ المهزلة
                        والتحم وقتحم بيد قد برتها البنادق
                        عن وحشة جوعها يبتسم
                        إن هذي يدا تبدأ الخير من طلقة وبها اتسم
                        طبقوا وحدة البندقية
                        وحدة اعدائكم تنهزم
                        ***********
                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        تعليق


                        • #27
                          رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                          رسالة حربية عاشقة

                          في الليل تسلل
                          حمل طائرة الفجر قنابل وهلا هل
                          نفذ عشقك
                          اخرج عن أمر قياداتك
                          خذ في الجو طريقا مشبوها تعرفه وأنا اعرفه
                          وجماهير الأمة في عين الحلوة تعرفه
                          امرق سهما منتصرا
                          امرق نسرا شامخا منتحرا
                          اخترق الجبن الرسمي
                          الآن ... الآن العاصمة الاسرائيلية تحتك
                          من قتلوا رضع عين الحلوة تحتك.
                          من قصف الدمور
                          من احرق صور
                          من أمطر ألاف قنابله العنقودية في ارنون وخلده تحتك
                          من دفن النبطية فلم تدفن
                          بالضبط هو الآن هنالك تحتك
                          افتح أبواب جهنم يا نسر
                          رشاشاتك يا نسر
                          صواريخك.. حبك للدنيا .. غضبك
                          ألهب أحزانك ...
                          غربتك المرة في صمت العالم
                          نارك
                          العب لعبتك الربانية على عنق مدافعهم
                          وتأرجح نشوانا .. نشوانا ... نشوانا
                          مثل سكارى العالم قاطبة بين قذائفهم
                          نفذ نارك
                          يا اللّه ننفذ أقدارك
                          يا نسر إذا حاصرك الأعداء
                          يا نسر إذا لم يبق لديك قنابل.
                          يا نسر إذا حان لقاء اللّه
                          خل جبين الطائرة الفذة نحو الأرض
                          تماما نحو الأرض
                          خذ سرعتك القصوى
                          انفجر
                          دمر أي مكان في العاصمة الاسرائيلية واستشهد
                          فاللّه سيلقاك قبيل وصول الأرض
                          أو أنت وصلت احتضنتك فلسطين
                          **********
                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          تعليق


                          • #28
                            رد: الموسوعة الشعرية لمظفر النواب

                            غنه المظفر وحسبه هذا

                            تعليق

                            يعمل...
                            X