إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقي في الشكوى!!!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقي في الشكوى!!!!!

    حقي في الشكوى

    دلع المفتي

    أعتقد أن الشكوى والانتقاد، هما خصلتان عربيتان خالصتان نحن اخترعناهما، ونحن طورناهما ونحن نمارسهما إلى أن أصبحا منهجا وأسلوب حياة. تعودنا أن ننتقد ونشتكي (على الطالع والنازل)..إن وجدنا مادة استهلاكية ليست بالمستوى المطلوب ركضنا واشتكينا، إن لم يعجبنا طبقا في مطعم نادينا الشيف وانتقدنا، إن لم يعجبنا مقال في جريدة، اتصلنا برئيس التحرير واعترضنا (أو كتبنا تعليقا هجوميا لاذعا وعادة تحت اسم مستعار)، إن لم يعجبنا تصرف موظف في شركة بعثنا للمدير ووبخناه، إن ساءنا تصريح احد النواب أو الوزراء اشتكينا لرئيس الوزراء وربما استجوبناه، فنحن نحب الشكوى ونؤمن بجدواها مهما طال الزمن.
    لكن في المقابل ماذا نفعل عندما يعجبنا شيء ما؟ عادة.. لا شيء.
    قاموسنا لم يعد يحتوي على كلمات المدح والإعجاب، ولم تعد تلفتنا الإيجابيات كأن نجد سلعة جيدة، أو خدمة على مستوى حضاري أو موظفا متعاونا تعدى مسؤولياته وواجباته ليساعدنا، أو عندما نقرأ موضوعا جميلا أو نشاهد مسلسلا راقيا ..لا ننتبه للموضوع ولا نذكره ولا حتى نعترف به. أصابنا الجفاف واليباس، حتى الجمال لم يعد يلفت نظرنا، فلا نراه ولا نستمتع به، لكن إن رأينا منظرا بشعا استنفرنا كل حواسنا لنعبر عن اشمئزازنا وغضبنا.
    في إجازة لي في عاصمة عربية، نزلت في فندق جديد افتتح حديثا، في نهاية إقامتي وقبل مغادرتي للفندق، طلبت من موظف الاستقبال أن ينادي لي المدير لأحادثه.
    تغير لون وجه الموظف عند سماع طلبي، وهرع ينادي مديره خشية أن يكون قد قصر معي في أمر ما. أتاني المدير لاهثاً: «خير يا مدام. هل حدث معك أي مشكلة؟ هل قصر احد الموظفين في خدمتك؟ هل هناك أي شكوى؟». وبكل جدية أجبته «نعم بصراحة عندي شكوى مهمة». امتقع وجه المدير، وهو الحاصل على أعلى شهادات التقدير والجوائز في إدارة الفنادق العالمية، فقلت «اسمع يا سيد ..لقد أمضيت عندكم أسبوعا كاملا في هذا الفندق، وبالرغم من بحثي الدائم عن السلبيات (حتى لا أشذ عن عاداتنا وتقاليدنا) وبالرغم من مراقبتي الدقيقة لكل موظفي الفندق بطوله وعرضه ولخدماته، لم أجد شيئا أو أحدا أنتقده أو أشتكيه..ولهذا أريد أن أقدم شكوى ضدكم..فلقد حرمتموني من ممارسة حقي الطبيعي في الشكوى..!».


    *نقلا عن "القبس" الكويتية
يعمل...
X