إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التباين سنة كونية حيوية (منقول)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التباين سنة كونية حيوية (منقول)

    السلام عليكم

    تُرى ماذا لوكان الكون كله كتلة واحدة بدون حراك . هل هذا يعتبر كوناً؟! أم أنه لابد أن تتبعثر هذه الكتلة الواحدة وتسير كل منها في فلكها
    أي لا بد من التغاير والاختلاف ووجود كواكب ونجوم متناثرة حتى يستمر الكون؟
    قال تعالى
    أولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
    صدق الله العظيم

    فلولا فتق الله لهذه الكتلة المتجمعة وفك رتقها ما وُجد كون ولا وجدت حياة! ونلاحظ الربط الذي في الآية بين الحياة "وجعلنا من الماء كل شئ حي" وبين فتق الرتق الأول!! فياله من ربط يستحق التامل. ولكي يستمر الكون ولا ينهدم قدر الله تعالى ان يكون الكون دائماً في حالة اتساع حتى لا يعود سيرته الأولى وينتهي كل شئ
    فال تعالى
    والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون
    صدق الله العظيم

    ولكن هذا الاتساع صممه الله بعناية فائقة لكي لا ينفجر الكون فخلق الجاذبية الكونية بين الأجسام ووضع النجوم بمواضع محسوبة بدقة لامتناهية حتى يكبح جماح هذا الاتساع

    قال تعالى
    فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
    صدق الله العظيم

    ولكن ماذا عن هذه الجاذبية ؟ إنها لو زادت عن حدها لوقعت كل سدوم السماء علينا وانتهى الكون وانتهت الحياة كلها دفعة واحدة لذلك فقد ضبط الله تعالى الجاذبية الكونية بميزان دقيق حتى يحدث المنافسة المطلوبة بينها وبين الاتساع

    قال تعالى
    الم تر ان الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بامره ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم
    صدق الله العظيم

    وقال أيضاً
    ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا
    صدق الله العظيم

    ولكن تأملوا! إنه يوجد في عالم الناس نفس هذا النظام!!! فلقد خلق الله البشر نفساً واحدة

    قال تعالى
    يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا
    صدق الله العظيم

    ونفس الآية السابقة تدل على المقابل لعملية الفتق في الكون " وبث منهما رجالا كثيرا ونساء " فياله من تشابه بين الأمرين أمر فتق الرتق وامر بث النسل من النفس الواحدة

    وبالرغم ان هذا قد يؤدي الى التباين والاختلاف فإنه بدون هذا الاختلاف لما وجدت الحياة ولما كان لها معنى

    قال تعالى
    ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين
    صدق الله العظيم

    وليس الاختلاف فحسب بل الخلاف ايضا وضعه الله لحكمة!!. فسبحان الله الحكيم

    قال تعالى
    الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز

    وقال أيضاً
    وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون
    وقال ايضاً
    ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم
    صدق الله العظيم

    ونلاحظ الشبه بين الآية الخيرة وبين أية اتساع الكون

    "ولايزالون مختلفين "
    مقابلة لقوله
    "وإنا لموسعون"
    وذلك في آية الاتساع
    ولكن قوله تعالى "إلا من رحم ربك" فيه دليل أن الاختلاف النافع انما يكون له حدود إن زاد عنها انقلب إلى نقمة فكما أن توسع الكون نعمة من الله إلا أن الله جعل النجوم بجاذبيتها للآجسام المتناثرة في الكون بمثابة المانع من ضرر الاتساع. وكذلك الأنبياء والصالحون في عالم البشر فوجودهم يجمع الناس على شريعة واحدة مهما اختلفت السنتهم والوانهم وهم في ذلك كالنجوم يضبطون الاختلاف والتوسع في حالة اليشر ويقون الناس ضرره.
    ...........


    الاستنتاج
    .........
    الاختلاف والتباين هي من اعظم سنن الله في الكون وفي عالم الإنسان فلولاه لانهدم الكون وانهدمت حياة البشر وهذا الاختلاف لا يمنع من التقارب والتجاذب بل أن هذا التقارب والتجاذب يضبط الاتساع ويقننه ويقي من شره المحتمل
    .........

    والله اعلم



يعمل...
X