إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لعنة المبحوح تصل استراليا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لعنة المبحوح تصل استراليا

    لعنة المبحوح تصل استراليا

    رأي القدس


    اقدام الحكومة الاسترالية على طرد دبلوماسي اسرائيلي كرد على استخدام حكومته جوازات سفر استرالية في عملية اغتيال السيد محمود المبحوح القيادي البارز في حركة 'حماس' في امارة دبي خطوة صغيرة، ولكنها تؤكد في الوقت نفسه على الوجه الاجرامي للدولة الاسرائيلية، وانتهاكها الفاضح للمواثيق والمعاهدات الدولية.
    خلية 'الموساد' الاسرائيلي التي اقدمت على اغتيال المبحوح في مطلع هذا العام استخدمت جوازات سفر مزورة لعدة دول اوروبية، من بينها بريطانيا وفرنسا وايرلندا الى جانب استراليا، دون اي احترام لسيادة هذه الدول، ودون اي التزام بالاعراف والمواثيق الدبلوماسية والسياسية.
    واللافت ان جميع الدول التي استخدمت هذه الخلية جوازات سفرها تعتبر من اقرب الدول واكثرها دعما للدولة الاسرائيلية، فبريطانياا لعبت الدور الاكبر في اقامتها عندما اصدرت وعد بلفور الشهير وفتحت ابواب فلسطين امام الهجرة اليهودية، وفرنسا كانت الدولة التي زودتها بالمفاعل النووي في ديمونا، اما استراليا فوقفت جميع حكوماتها الى جانبها، اي اسرائيل، في جميع حروبها ضد العرب.
    طعن هذه الدول في الظهر من الطباع الاسرائيلية المألوفة، فهذه الدولة لا تقيم اي وزن للصداقة او المعاهدات الدولية، وتتصرف كعصابة 'مافيا' وليس كدولة عضو في الامم المتحدة، وتدعي انها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
    ومن المؤسف ان الدول الغربية غطت، وما زالت تغطي على هذه الجرائم الاسرائيلية، وتوفر لها الحماية في المجتمع الدولي ومنظماته، تحت ذريعة الشعور بالذنب تجاه المحرقة او الهولوكوست، وتصمت صمت القبور على المحارق شبه اليومية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في الارض المحتلة.
    لم يكن مستغربا ان تستخدم عصابة الموساد جوازات سفر دول صديقة لتنفيذ جريمة اغتيال السيد المبحوح، او اختيار امارة دبي المسالمة كمسرح لها، ولكن الغريب ان تقتصر العقوبة الاسترالية، ومن قبلها البريطانية على طرد دبلوماسي واحد فقط. فالعقاب يتواضع كثيرا امام حجم الجريمة.
    لعل هذا الانتهاك الفاضح لسيادة هذه الدول الغربية من خلال الاستخدام غير القانوني وغير الاخلاقي لجوازات سفرها يفتح اعينها على حقيقة هذه الدولة التي طالما انتصبت للدفاع عنها ومجازرها في المحافل الدولية، وان تكف على تكرار مقولاتها الممجوجة عن كونها الديمقراطية الوحيدة التي تمثل القيم الحضارية الغربية، فبينما تستعد الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة لفرض عقوبات خانقة ضد ايران بسبب طموحاتها النووية السلمية المشروعة، تكشف صحيفة 'الغارديان' البريطانية المحترمة والموثوقة عن وثائق سرية تبين ان شمعون بيريس وزير الدفاع الاسرائيلي في حينها عرض رؤوسا نووية على النظام العنصري الابيض في جنوب افريقيا.
    فاسرائيل دعمت دائما الانظمة العنصرية، لانها تنتمي الى ناديها العنصري كعضو اصيل، ومن المؤسف والمؤلم ان جميع الانظمة العنصرية في روديسيا وجنوب افريقيا سقطت بعد ان رفع المجتمع الدولي، والغربي خاصة، الغطاء والحماية عنها، ولكن النظام العنصري الاسرائيلي ما زال قائما ويتمتع بهذه الحماية نفسها.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X