بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المريض ماذا بعد الشفاء ..؟؟
أزهري محمود
الحمد لله تعالى أنعم على الدوام، ورزق كثيرًا على التمام. والصلاة على النبي محمد والسلام. وعلى الآل والأصحاب أقمار الظلام.
وبعد:
لا تزال النفوس تهفو إلى حياة خالية من الأمراض.. صافية من شوائب الأسقام!
تلك هي أمنية المخلوق الضعيف.. الجاهل الذي وقف عقله عند علمه.. لا يدري ما وراء الأقدار من الحكم والأسرار!
فعجبًا لك يا ابن آدم! مالك إذا وجدت نسيم العافية؛ تطاولت.. وشرهت نفسك إلى هذا.. وإلى هذا!
حتى إذا أصابك المرض بمراراته؛ انقبضت انقباض العاجز.. وتراجع ذلك التعالي؟!
قال الحسن البصري: «لولا ثلاث ما استُطِيعَ ابن آدم، إنك لتجدهن فيه، وهو معهن: الفقر، والمرض، والموت».
أخي المريض: وهذه وقفة محاسبة.. بعد أن ذقت حلاوة الصحة.. وجدت نسمات الشفاء ..
إنها مرحلة حري بكل عاقل أن يقف عندها كثيرًا.. ليستلهم دروسها.. ويفهم مواعظها.. فإلى هذه الدروس البليغة..
* تذكر نعمة الصحة والعافية:
أخي المريض: لقد ذقت الأمرين: بلاء المرض، ونعمة الصحة والعافية.. ورأيت كم بينهما من التفاوت والدرجات!
فأنت بالمرض: ضعيف القوى.. منقبض.. مقيد الحركات!
وأنت بالصحة: قوي.. نشيط.. غادي ورائح في شؤونك.. تجد بهجة الحياة وسرورها.
أليس في هذا – أيها العاقل – داع لك في تذكر عظم نعمة الصحة؟!
قال r: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» [رواه الترمذي وابن حبان/ صحيح الجامع: 6042].
قال بكر بن عبد الله المزني: «من كان مسلمًا، وبدنه في عافية، فقد اجتمع عليه سيد نعيم الدنيا، وسيد نعيم الآخرة؛ لأن سيد نعيم الدنيا: هو العافية، وسيد نعيم الآخرة: هو الإسلام».
أخي المريض: إن نعمة الصحة لا يعرفها على حقيقتها إلا أولئك الذين تجرعوا مرارة كأس المرض.. وذاقوا غصصه.. إذ أن الضد يعرف بضده!
قال حاتم الزاهد: «أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة: قدر الشباب، لا يعرف قدره إلا الشيوخ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء، ولا قدر الصحة إلا المرضى، ولا قدر الحياة إلا الموتى».
تعليق