إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هدف ايراني في الثواني الاخيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هدف ايراني في الثواني الاخيرة

    هدف ايراني في الثواني الاخيرة

    رأي القدس


    اثبتت القيادة الايرانية قدرة غير عادية على المناورة وكسب الوقت في تعاطيها مع الضغوط الامريكية الاسرائيلية المتعلقة ببرنامجها النووي والمطالب باخضاعه بالكامل للتفتيش ووقف عمليات تخصيب اليورانيوم، ولذلك لم تكن الخطوة الاخيرة المتمثلة في اتفاق تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب على اراضي تركيا مفاجأة في هذا الصدد.
    ايران كسبت الجولة، وسجلت هدفاً قاتلاً في المرمى الامريكي الاسرائيلي بتوقيع الاتفاق مع كل من تركيا والبرازيل في الدقائق بل في الثواني الاخيرة قبل نجاح الجهود الامريكية في استصدار قرار عن مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات اقتصادية ضدها.
    السلطات الايرانية تعرف جيداً كيف تلعب اوراقها في التوقيت المناسب، دون ان تخسر مواقفها الاستراتيجية والسيادية، فقبولها بمبدأ التبادل، اي تسليم 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الحصول على 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة لتشغيل مفاعلاتها النووية للاغراض السلمية، ودون ان تتعهد بوقف عملية التخصيب التي تمارسها بفاعلية هذه الايام، خلط جميع الاوراق، واعطى اصدقاءها في موسكو وبكين ذخيرة جيدة لمعارضة العقوبات التي تريد امريكا فرضها.
    الدبلوماسية الامريكية لحشد التأييد للعقوبات ضد ايران منيت بضربة قوية، وان لم تكن قاتلة، وعادت الى المربع الاول، ولو بصفة مؤقتة، فالتنازل الذي قدمته الحكومة الايرانية يتماشى مع عرض امريكي ـ فرنسي سابق، والفارق الابرز هو اختيار تركيا كمكان لحدوث عملية التبادل المذكورة.
    ايران ضربت عصفورين بحجر واحد، الاول 'تنفيس' الضغوط الامريكية على الدول دائمة العضوية في مجلس الامن وخاصة الصين وروسيا، واحراج الادارة الامريكية دبلوماسيا، والثاني كسب كل من تركيا والبرازيل العضوين غير الدائمين في مجلس الامن الى صفها، عندما كافأتهما بانجاح وساطتهما وتقديم هذا التنازل الكبير لهما دون غيرهما.
    من الطبيعي ان تحاول الادارة الامريكية، التي فوجئت بالاتفاق، التشكيك في هذا الاتفاق، والنوايا الايرانية من خلفه، وفرص نجاحه، من خلال التذكير بعدم التزام ايران باتفاقات سابقة، حيث اكد روبرت غيتس المتحدث باسم البيت الابيض ان نقل ايران اليورانيوم المنخفض التخصيب الى خارج اراضيها سيكون خطوة ايجابية، ولكن اصرارها على مواصلة التخصيب بنسبة عشرين في المئة يشكل انتهاكا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي'.
    العارفون ببواطن السياسة الايرانية يقولون ان السلطات الايرانية تتمتع 'بمرونة' تتسم بالواقعية تسمح لها بالتراجع في اللحظة الاخيرة، ويشيرون الى قبول السيد الامام الخميني باتفاق على وقف اطلاق النار مع العراق بعد ثمانية اعوام من الحرب، ومقولته الشهيرة بانه اتفاق مثل كأس السم يتجرعه مكرها.
    الاتفاق مع تركيا والبرازيل كان تراجعا ملموسا يعكس 'واقعية' محسوبة بشكل دقيق، يمكن فهم اهميتها من خلال حالة الارتباك التي تسود حاليا المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وعضوية كل من اسرائيل وفرنسا والمانيا وبريطانيا، الى جانب آخرين اقل اهمية من بينهم بعض الدول الخليجية.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X