إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاء 'تاريخي' بين مشعل ومدفيديف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء 'تاريخي' بين مشعل ومدفيديف

    لقاء 'تاريخي' بين مشعل ومدفيديف

    رأي القدس


    تشهد العاصمة السورية دمشق حراكا سياسيا مكثفا هذه الايام، فبعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس بشار الاسد لانقرة ولقائه مع اركان النظام التركي الحاكم، وعقد قمة ثلاثية بحضور السيد رجب طيب اردوغان وامير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، ها هو الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يحل ضيفا على رئيسه السوري، ويطير بعدها الى انقرة في زيارة رسمية لها.
    ان يزور الرئيس الروسي دمشق ويلتقي رئيسها ربما لا يعتبر امرا خارجا عن المألوف، ولكن ان يلتقي السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' وبحضور الرئيس الاسد، فهذه خطوة تنطوي على معان سياسية بالغة الاهمية، تحمل في طياتها العديد من الرسائل لاكثر من طرف عربي وعالمي، وخاصة السلطة الفلسطينية في رام الله ورئيسها السيد محمود عباس.
    اللقاء هو في حد ذاته اعتراف بحركة 'حماس' كقوة سياسية لها صفة تمثيلية للشعب الفلسطيني او قطاع كبير منه، ومن قبل ثاني قوة عظمى على مستوى العالم.
    صحيح ان السيد خالد مشعل زار موسكو بدعوة من الحكومة الروسية، والتقى مسؤولين كبارا فيها، من بينهم وزير الخارجية، ولكنه لم يستقبل من قبل الرئيس مدفيديف ولا رئيس الوزراء بوتين.
    وربما يفيد التذكير بان غالبية الزعماء العرب، وخاصة في دول محور الاعتدال، رفضت استقبال السيد مشعل على المستويين الرسمي والشعبي، فحتى هذه اللحظة لم يلتق رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' بالرئيس المصري حسني مبارك رغم زياراته المتكررة للقاهرة، ولم يستقبل في العاصمة المصرية الا من قبل اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، في اشارة واضحة تفيد بان مصر ما زالت تتعاطى مع حركة 'حماس' في اطار اهتماماتها الامنية فقط.
    اللقاءات الرسمية التي تمت مع بعض مسؤولي 'حماس' في قطاع غزة، مثل السيد اسماعيل هنية رئيس الحكومة او محمود الزهار وزير الخارجية، جاءت في اطار الصفة الرسمية لهؤلاء كمسؤولين في حكومة وحدة وطنية فلسطينية انبثقت عن اتفاق مكة، وفي اطار السلطة الفلسطينية في رام الله، وكان لافتا ان هذه اللقاءات توقفت بعد انهيار هذه الحكومة، ولم يعد السيدان الزهار وهنية يُستقبلان من قبل رئيس الوزراء او وزير الخارجية المصري، مثلما كان عليه الحال في السابق.
    المملكة العربية السعودية ذهبت خطوة ابعد من نظيرتها المصرية، عندما استقبل الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السيد مشعل اثناء زيارته للرياض مطلع العام الحالي، ولكن اللقاء لم يكن ناجحا، وتردد ان الامير الفيصل طالب ضيفه الفلسطيني بالاعتراف بمبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة بين السلطة واسرائيل.
    الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لم يستقبله الزعيم الليبي معمر القذافي اثناء زيارته لطرابلس، واعتذر الرئيس السوري عن استقباله، عندما طلب زيارة دمشق قبل القمة العربية الاخيرة لانشغاله، كان يبرر عدم لقائه مع السيد مشعل اثناء زيارات سابقة لدمشق بالقول ان الاخير يعامله كند وعلى المستوى نفسه، ويؤكد بانه لن يلتقيه الا بعد توقيع حركة 'حماس' على وثيقة المصالحة المصرية.
    استقبال ميدفيديف للسيد مشعل في دمشق الذي يصفه المسؤولون في حركته بانه يشكل نقطة تحول تاريخية في تاريخ الحركة السياسية، سيقوي موقف رئيس حركة 'حماس'، وسيحرج بعض الزعماء العرب، وسيضعف موقف الرئيس محمود عباس التفاوضي، وفي وقت يتعرض فيه لاحراجات كبيرة بسبب اصرار حكومة بنيامين نتنياهو على استمرار الاستيطان في القدس المحتلة رغم موافقته، اي عباس، على العودة الى المفاوضات غير المباشرة تجاوباً مع ضغوط امريكية ومباركة عربية.
    الاحتجاج الاسرائيلي على هذا الاستقبال كان متوقعاً، خاصة انه جاء بعد اقل من اسبوع من زيارة شمعون بيريس الرئيس الاسرائيلي لموسكو، ولكن السؤال هو عن رد فعل السلطة في رام الله الذي لن يكون ممتناً لهذا الاستقبال، وللعاصمة السورية التي احتضنته، وفي مثل هذا التوقيت بالذات.
    ولعل ما هو أخطر من كل ذلك ان يدعو الرئيسان الروسي مدفيديف والتركي عبد الله غول يوم امس الى عدم 'استبعاد احد' من المفاوضات في الشرق الاوسط وتسميتهما 'حماس' بالاسم، وذلك في ختام مباحثاتهما امس في انقرة.
    السيد غول قال 'حماس ربحت الانتخابات ولا يمكن تجاهلها'، اما الرئيس الروسي فقال في المؤتمر الصحافي المشترك 'لا بد من اشراك كل الاطراف وعدم استبعاد احد كشرط للبحث عن حل اكثر فاعلية للمشكلة الفلسطينية في ظل الانقسام الحاصل حالياً'

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: لقاء 'تاريخي' بين مشعل ومدفيديف


    هو مظهر آخر من تمحور وتموضع للقضية الفلسطينية تقوده تركيا والذي فعلته في الآونة الخيرة كل دول الإعتدال لم تفعله طيلة أزمة القضية الفلسطينية المتعثرة على يديها .

    إن اللقاء الذي تم بين السيد مشعل والرئيس الروسي أعتقد انه تحول ومنعطف كبير في رسم خارطة عالمية جديدة ستبدل النهج الحالي الذي تقوده أمريكا وحلفاءها في المنطقة ، ويدعوا للتفاءل الحذر بمستقبل أفضل لمصداقية ربما تجد أرضية وتطلعاً في الأفق نحو رفع المعاناة عن أهلنا في غزة .

    لحماس اليوم دوراً هاماً في مسار القضية الفلسطينية واعتقد أن الدول الكبرى بدأت تعي هذا الأمر بموضوعية وتتناوله ومعطيات الأرض التي تقول لا سلام ولا أمن وحماس على الأرض ممثلاً كبيراً لشريحة كبرى من الشعب الفلسطيني وقوة كبرى على الأرض يوماً بعد يوم تزداد صلابة ومتانة ، ودون أن يكون لها الدور الأكبر في حل القضايا لن يكون هناك حلاً ولا أمناً في المنطقة بأسرها . .

    تعليق

    يعمل...
    X