Tweet
السلوك الخاطئ
من الآباء
التمييز بالمعاملة بين الأولاد
إن تصرفات الأطفال مصدرها الأساسي مما يتلقونه ومما يتعلمونه من الوالدين ،فإما أن يحسن الأهل التصرف ،وذلك يشكل مصدره قوة وطمأنينة لأطفالهم ،وإما أن يخطىء الأهل فيكون ذلك مصدر القلق الأساسي في تنشئة الأطفال ،وهناك بعض
التصرفات التي تندرج ضمن قائمة السلوكيات الخاطئة في تربية الأطفال وتنشئتهم ،فالتمييز في المعاملة بين الأولاد ضمن الأسرة إحدى أخطر هذه السلوكيات الخاطئة للأبوين ،فعندما يميل أحد الوالدين أو كلاهما ميلاً شديداً إلى أحد أبنائهم ،ويعاملونه بحب واحترام ودلال ويقدمون له الألعاب وكل ما يطلبه دون إخوته ،فهم بذلك يخلقون في نفسه بدور الأنانية وحب النفس والانكفاء على الذات وهذه السلوكيات هي بالمحصلة عوامل ضعف في تكوين الشخصية فهي التي تجعله اتكالياً وضعيف المبادرة ،ويسعى إلى من يلبي له متطلباته دون أن يمتلك إمكانية المبادرة والتصرف السليم والمنطقي أما تأثير تلك السلوكيات على إخوته ،فالنتائج غير مرغوبة،ليس أقلها الشعور بالغبن وعدم الاهتمام وشعور العداء والكراهية ،والناتج عن شعورهم بالتهميش ،وعندما يكون أحد الأبناء بعيد عن اهتمام والديه عكس إخوته فستكون لديه مشاعر سلبية والإحساس بأنه منبوذ وغريب ضمن العائلة مما يؤدي إلى خلق جو من الخلافات بين الأخوة ،ويعود ذلك لمعاملة والديه ،فعند ارتكابه خطأ بقصد أو دون قصد فإن الأم أو الأب يلجآن إلى معاقبته بقسوة ،وإحساسه بأنه طفل لا فائدة منه ،وهنا يكره والديه ويسعى للحصول على الحب والطمأنينة خارج المنزل ،وإن لذلك تأثيراً سلبياً على شخصيته ،فالحرمان من عطف الوالدين لا يعوضه شيء،لأن شعوره بالنقص لن يزول ،ولعل من السلبيات التي يمكن أن ترافق شخصيته تقبله الشديد لارتكاب الأعمال العدوانية تجاه الآخرين ،أو إنزوائه السلبي على نفسه لذلك إن التمييز بين الأطفال مشكلة ،وهي تبدأ عند الأهل وتمتد لتلقي بظلالها القاتمة على حياة الطفل والأسرة والمجتمع0وهنا تأتي أهمية إدراك الوالدين لدورهما التربوي السليم من حيث عدم التمييز في المعاملة ،وإنما معاملة الجميع قدر الحب نفسه ،فالطفل بحاجة للانتماء إلى العائلة ومن ثم إلى الجماعة ليكون في المستقبل شخصاً متوازناً ونافعاً لنفسه ولعائلته ولمجتمعه 0
Comment