السلام عليكم ورحمة الله
خيـــــــــــانة
لم أعد أستطيع التحمل سأعترف.
بهذه العبارة انفجرت راضية ذات الست والأربعين عاما، في وجه وكيل النيابة العامة بعد أن وجه لها تهمة الخيانة الزوجية، إثر شكاية من زوجها.
بدأت القصة يوم أن تقدم أحمد لخطبة راضية، والتي كانت طبعا تحب شخصا آخر، ورغم أنها استعطفته وطلبت منه أن يتركها لأنها لا تحبه ولا تتمناه زوجها لها إلا أنه تشبث بها، كانت صغيرة وذات جمال أخاذ ورغم أنه كان يكبرها فقط ببضع سنين وكان لديه عملا مذرا للمال إلا أنها لم ترغب به لأن قلبها كان مشغولا بغيره.
طلبت من أمها أن تتدخل لدى والدها ليعتقها من براثن زوج المستقبل الذي لا تحمل له إلا مشاعر الكره، فهو الذي يريد أن يحرمها من حبيبها الأبدي الذي ما أحبت سواه.
تتذكر راضية وهي محاطة بأسئلة رئيس النيابة والتهم تلو التهم تتساقط عليها كالصواعق، أطلقت العنان لتفكيرها ويوم أن قام زوجها باغتصابها، فهي لم تطق أن تسلمه نفسها فاقتادها غصبا رغم توسلاتها له بأنه لا ترغب به، ولكنه جن جنونه عندما أخبرته أنها تحب شخصا آخر ولن تكون أبدا إلا له مهما حاول هو منعها.
اعترفت لقاضي التحقيق أنها فعلا سلمت نفسها للشخص الذي أحبته منذ سنين، بل اعترفت تحت وابل الأسئلة الكثيرة التي أمطرها بها القاضي أن الأولاد ليسوا من صلب زوجها، بل هم جميعا أبناء حبيبها.
أصيب الزوج بالصدمة، وتم تأجيل القضية إلى حين إجراء تحاليل الحمض النووي للتعرف على جينات الأطفال الأربعة التي أنجبتهم راضية كما تدعي من حبيبها. وفعلا أجريت التحاليل واكتشف الأمر فبعد 15 سنة من الزواج يكتشف السر أخيرا بأن الزوج المخدوع عقيم.
اعترفت الزوجة أنها عرفت بالصدفة أن زوجها مصاب بالعقم بعد أن عمل تحاليل ، وهناك اعترف لها الطبيب بأن زوجها لن ينجب، فطلبت منه ألا يخبره مراعاة لشعوره ولأنها تحبه وتخاف عليه من الصدمة خاصة أنه تواق ليحمل طفلا بين يديه ، وهنا ابتدأت الخطة، وقررت أن تنتقم منه انتقاما بالغا، لأنه حرمها من أعز شخص لها في حياتها.
اتصلت بحبيبها وطلبت منه أن يصبح عشيقا وفعلا هذا ما كان، واستمرت علاقتهما بل أنها استطاعت أن تعرفه على زوجها حتى أصبح صديق العائلة، كان زوجها يشتغل في مدينة أخرى بعيدة جدا عن العالم الحضري.
كانت كلما عرف الناس بحكايتها تطلب من زوجها الرحيل عن تلك المدينة، بحجة أن بعض الرجال يتحرشون بها لأنها تعيش لوحدها، طلب منها مرارا أن ترحل للعيش معه لكنها كانت دائما تتذرع أنها ألفت عيش المدينة ولا تستطيع أن تكون معه في المكان الذي يشتغل فيه لأنه يفتقر لضروريات الحياة و دائما تقنعه بأن هذا من أجل مصلحة أبنائهما.
كان يتركها بالأيام بل كثيرا ما كان يبتعد عنها شهر أو شهرين، بسبب ظروف عمله وهي غارقة في العسل مع حبيبها، وبدأ الأطفال يتوافدون، والزوج في فرحة عارمة لا توصف، كان يغدق عليها المال الوفير، ولا يحرمها من شيء، و لكي تتقن مسرحيتها وتثبت لنفسها أنها ممثلة بارعة، كانت دائما تتشاجر معه لأنه يتركها بالشهور ولا يأتي ليتفقد حالها وحال أولاده لتحسسه بأنه لا يعير الحياة الزوجية أي اهتمام، أما هو فكان يقدم لها الهدايا الباهظة الثمن كتكفير له عن ابتعاده عنها وعن فلذات كبده.
استمرت علاقتها بعشيقها سنين، رغم الأقاويل ونظرات الاشمئزاز التي تتزايد في كل حي جديد سكنته ، بعد أن احتل حبيبها مكان زوج غافل عن بيته وعرضه وشرفه.
لم يعد ساكنة الحي يطيقون السكوت، الكل يعرف الحكاية، ويحاولون الصمت، بدأوا يبتعدون عن جارهم حتى لا تفلت منهم يوما ما كلمة تكون قنبلة تفجر عائلة بأكملها، كان الجيران يخافون على أولاده من التشرد ومن الفضيحة، لكن طفح الكيل وأصبح ظهور الحقيقة لا بد منها.
فقرروا أن يتصلوا يوما بجارهم أحمد حتى يرى بأم عينه خيانة زوجته، واتصلوا بعدها بالشرطة.
بعد أن علم أحمد أنه كان يعيش وهما، فلا الزوجة زوجته ولا الأبناء أبناءه، لم يستطع المقاومة فأصيب بذبحة صدرية لم تمهله الحياة طويلا.
اتهمت راضية بالخيانة الزوجية وعشيقها بتهمة الزنا وأودعا السجن بعد ثبوت جرمهما المشهود، أما الأطفال فقد اقتيدوا لدار الأيتام بعد أن فقدوا الأب الحقيقي والأم والأب بالتبني.
هذه قصة متخيلة لكن ربما حدثت في مكان ما من العالم، لكن ما أقول هو أن لاشيء يصوغ الجريمة كيفما كانت ومهما كانت درجة قوتها.
الشرع والقانون أعطى للمرأة حق القبول والرفض في الزواج، وأعطاها حق طلب الطلاق في حالة استحالة الحياة بينها وبين زوجها، لكن الخيانة الزوجية لا يقبلها الدين ولا العقل ولا التقاليد و لا الأعراف بل هي قمة الانحطاط الديني والروحي والأخلاقي.
بهذه العبارة انفجرت راضية ذات الست والأربعين عاما، في وجه وكيل النيابة العامة بعد أن وجه لها تهمة الخيانة الزوجية، إثر شكاية من زوجها.
بدأت القصة يوم أن تقدم أحمد لخطبة راضية، والتي كانت طبعا تحب شخصا آخر، ورغم أنها استعطفته وطلبت منه أن يتركها لأنها لا تحبه ولا تتمناه زوجها لها إلا أنه تشبث بها، كانت صغيرة وذات جمال أخاذ ورغم أنه كان يكبرها فقط ببضع سنين وكان لديه عملا مذرا للمال إلا أنها لم ترغب به لأن قلبها كان مشغولا بغيره.
طلبت من أمها أن تتدخل لدى والدها ليعتقها من براثن زوج المستقبل الذي لا تحمل له إلا مشاعر الكره، فهو الذي يريد أن يحرمها من حبيبها الأبدي الذي ما أحبت سواه.
تتذكر راضية وهي محاطة بأسئلة رئيس النيابة والتهم تلو التهم تتساقط عليها كالصواعق، أطلقت العنان لتفكيرها ويوم أن قام زوجها باغتصابها، فهي لم تطق أن تسلمه نفسها فاقتادها غصبا رغم توسلاتها له بأنه لا ترغب به، ولكنه جن جنونه عندما أخبرته أنها تحب شخصا آخر ولن تكون أبدا إلا له مهما حاول هو منعها.
اعترفت لقاضي التحقيق أنها فعلا سلمت نفسها للشخص الذي أحبته منذ سنين، بل اعترفت تحت وابل الأسئلة الكثيرة التي أمطرها بها القاضي أن الأولاد ليسوا من صلب زوجها، بل هم جميعا أبناء حبيبها.
أصيب الزوج بالصدمة، وتم تأجيل القضية إلى حين إجراء تحاليل الحمض النووي للتعرف على جينات الأطفال الأربعة التي أنجبتهم راضية كما تدعي من حبيبها. وفعلا أجريت التحاليل واكتشف الأمر فبعد 15 سنة من الزواج يكتشف السر أخيرا بأن الزوج المخدوع عقيم.
اعترفت الزوجة أنها عرفت بالصدفة أن زوجها مصاب بالعقم بعد أن عمل تحاليل ، وهناك اعترف لها الطبيب بأن زوجها لن ينجب، فطلبت منه ألا يخبره مراعاة لشعوره ولأنها تحبه وتخاف عليه من الصدمة خاصة أنه تواق ليحمل طفلا بين يديه ، وهنا ابتدأت الخطة، وقررت أن تنتقم منه انتقاما بالغا، لأنه حرمها من أعز شخص لها في حياتها.
اتصلت بحبيبها وطلبت منه أن يصبح عشيقا وفعلا هذا ما كان، واستمرت علاقتهما بل أنها استطاعت أن تعرفه على زوجها حتى أصبح صديق العائلة، كان زوجها يشتغل في مدينة أخرى بعيدة جدا عن العالم الحضري.
كانت كلما عرف الناس بحكايتها تطلب من زوجها الرحيل عن تلك المدينة، بحجة أن بعض الرجال يتحرشون بها لأنها تعيش لوحدها، طلب منها مرارا أن ترحل للعيش معه لكنها كانت دائما تتذرع أنها ألفت عيش المدينة ولا تستطيع أن تكون معه في المكان الذي يشتغل فيه لأنه يفتقر لضروريات الحياة و دائما تقنعه بأن هذا من أجل مصلحة أبنائهما.
كان يتركها بالأيام بل كثيرا ما كان يبتعد عنها شهر أو شهرين، بسبب ظروف عمله وهي غارقة في العسل مع حبيبها، وبدأ الأطفال يتوافدون، والزوج في فرحة عارمة لا توصف، كان يغدق عليها المال الوفير، ولا يحرمها من شيء، و لكي تتقن مسرحيتها وتثبت لنفسها أنها ممثلة بارعة، كانت دائما تتشاجر معه لأنه يتركها بالشهور ولا يأتي ليتفقد حالها وحال أولاده لتحسسه بأنه لا يعير الحياة الزوجية أي اهتمام، أما هو فكان يقدم لها الهدايا الباهظة الثمن كتكفير له عن ابتعاده عنها وعن فلذات كبده.
استمرت علاقتها بعشيقها سنين، رغم الأقاويل ونظرات الاشمئزاز التي تتزايد في كل حي جديد سكنته ، بعد أن احتل حبيبها مكان زوج غافل عن بيته وعرضه وشرفه.
لم يعد ساكنة الحي يطيقون السكوت، الكل يعرف الحكاية، ويحاولون الصمت، بدأوا يبتعدون عن جارهم حتى لا تفلت منهم يوما ما كلمة تكون قنبلة تفجر عائلة بأكملها، كان الجيران يخافون على أولاده من التشرد ومن الفضيحة، لكن طفح الكيل وأصبح ظهور الحقيقة لا بد منها.
فقرروا أن يتصلوا يوما بجارهم أحمد حتى يرى بأم عينه خيانة زوجته، واتصلوا بعدها بالشرطة.
بعد أن علم أحمد أنه كان يعيش وهما، فلا الزوجة زوجته ولا الأبناء أبناءه، لم يستطع المقاومة فأصيب بذبحة صدرية لم تمهله الحياة طويلا.
اتهمت راضية بالخيانة الزوجية وعشيقها بتهمة الزنا وأودعا السجن بعد ثبوت جرمهما المشهود، أما الأطفال فقد اقتيدوا لدار الأيتام بعد أن فقدوا الأب الحقيقي والأم والأب بالتبني.
هذه قصة متخيلة لكن ربما حدثت في مكان ما من العالم، لكن ما أقول هو أن لاشيء يصوغ الجريمة كيفما كانت ومهما كانت درجة قوتها.
الشرع والقانون أعطى للمرأة حق القبول والرفض في الزواج، وأعطاها حق طلب الطلاق في حالة استحالة الحياة بينها وبين زوجها، لكن الخيانة الزوجية لا يقبلها الدين ولا العقل ولا التقاليد و لا الأعراف بل هي قمة الانحطاط الديني والروحي والأخلاقي.
إذا أردنا أن نحلل هذه القصة سنجدها ابتدأت بجريمة عندما وافق الأب على تزويج ابنته رغما عنها لرجل لا تريده، واستمر ت فصول الجريمة عندما تشبث الزوج بفتاة لا تريده رغم اعترافها له بأنها تحب شخصا آخر، وزاد الجريمة اتساعا حينما ترك الزوج البيت وغاب،ووصلت قمة السوداوية عندما رمت الخيانة بزوجة في أحضان عشيق.
وبين هذا وذاك، أطفال صغار عاشوا فصول المأساة التي دمرت حياتهم ورمت بهم للمجهول هذا الأخير الذي سينهشهم لا محالة وسيدفعهم لاقتراف أخطاء أخرى سواء بإرادتهم أو رغما عنهم. وربما سيحاولون الانتقام من أناس آخرين، فبعد أن كانوا ضحايا فربنا يوما ما سيجعلون كل الناس ضحايا لهم.
[img3]http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/6234/1203423234.jpg[/img3]
وبين هذا وذاك، أطفال صغار عاشوا فصول المأساة التي دمرت حياتهم ورمت بهم للمجهول هذا الأخير الذي سينهشهم لا محالة وسيدفعهم لاقتراف أخطاء أخرى سواء بإرادتهم أو رغما عنهم. وربما سيحاولون الانتقام من أناس آخرين، فبعد أن كانوا ضحايا فربنا يوما ما سيجعلون كل الناس ضحايا لهم.
[img3]http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/6234/1203423234.jpg[/img3]
تعليق