إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خيانة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خيانة

    السلام عليكم ورحمة الله


    خيـــــــــــانة


    لم أعد أستطيع التحمل سأعترف.

    بهذه العبارة انفجرت راضية ذات الست والأربعين عاما، في وجه وكيل النيابة العامة بعد أن وجه لها تهمة الخيانة الزوجية، إثر شكاية من زوجها.
    بدأت القصة يوم أن تقدم أحمد لخطبة راضية، والتي كانت طبعا تحب شخصا آخر، ورغم أنها استعطفته وطلبت منه أن يتركها لأنها لا تحبه ولا تتمناه زوجها لها إلا أنه تشبث بها، كانت صغيرة وذات جمال أخاذ ورغم أنه كان يكبرها فقط ببضع سنين وكان لديه عملا مذرا للمال إلا أنها لم ترغب به لأن قلبها كان مشغولا بغيره.
    طلبت من أمها أن تتدخل لدى والدها ليعتقها من براثن زوج المستقبل الذي لا تحمل له إلا مشاعر الكره، فهو الذي يريد أن يحرمها من حبيبها الأبدي الذي ما أحبت سواه.
    تتذكر راضية وهي محاطة بأسئلة رئيس النيابة والتهم تلو التهم تتساقط عليها كالصواعق، أطلقت العنان لتفكيرها ويوم أن قام زوجها باغتصابها، فهي لم تطق أن تسلمه نفسها فاقتادها غصبا رغم توسلاتها له بأنه لا ترغب به، ولكنه جن جنونه عندما أخبرته أنها تحب شخصا آخر ولن تكون أبدا إلا له مهما حاول هو منعها.
    اعترفت لقاضي التحقيق أنها فعلا سلمت نفسها للشخص الذي أحبته منذ سنين، بل اعترفت تحت وابل الأسئلة الكثيرة التي أمطرها بها القاضي أن الأولاد ليسوا من صلب زوجها، بل هم جميعا أبناء حبيبها.
    أصيب الزوج بالصدمة، وتم تأجيل القضية إلى حين إجراء تحاليل الحمض النووي للتعرف على جينات الأطفال الأربعة التي أنجبتهم راضية كما تدعي من حبيبها. وفعلا أجريت التحاليل واكتشف الأمر فبعد 15 سنة من الزواج يكتشف السر أخيرا بأن الزوج المخدوع عقيم.
    اعترفت الزوجة أنها عرفت بالصدفة أن زوجها مصاب بالعقم بعد أن عمل تحاليل ، وهناك اعترف لها الطبيب بأن زوجها لن ينجب، فطلبت منه ألا يخبره مراعاة لشعوره ولأنها تحبه وتخاف عليه من الصدمة خاصة أنه تواق ليحمل طفلا بين يديه ، وهنا ابتدأت الخطة، وقررت أن تنتقم منه انتقاما بالغا، لأنه حرمها من أعز شخص لها في حياتها.
    اتصلت بحبيبها وطلبت منه أن يصبح عشيقا وفعلا هذا ما كان، واستمرت علاقتهما بل أنها استطاعت أن تعرفه على زوجها حتى أصبح صديق العائلة، كان زوجها يشتغل في مدينة أخرى بعيدة جدا عن العالم الحضري.
    كانت كلما عرف الناس بحكايتها تطلب من زوجها الرحيل عن تلك المدينة، بحجة أن بعض الرجال يتحرشون بها لأنها تعيش لوحدها، طلب منها مرارا أن ترحل للعيش معه لكنها كانت دائما تتذرع أنها ألفت عيش المدينة ولا تستطيع أن تكون معه في المكان الذي يشتغل فيه لأنه يفتقر لضروريات الحياة و دائما تقنعه بأن هذا من أجل مصلحة أبنائهما.
    كان يتركها بالأيام بل كثيرا ما كان يبتعد عنها شهر أو شهرين، بسبب ظروف عمله وهي غارقة في العسل مع حبيبها، وبدأ الأطفال يتوافدون، والزوج في فرحة عارمة لا توصف، كان يغدق عليها المال الوفير، ولا يحرمها من شيء، و لكي تتقن مسرحيتها وتثبت لنفسها أنها ممثلة بارعة، كانت دائما تتشاجر معه لأنه يتركها بالشهور ولا يأتي ليتفقد حالها وحال أولاده لتحسسه بأنه لا يعير الحياة الزوجية أي اهتمام، أما هو فكان يقدم لها الهدايا الباهظة الثمن كتكفير له عن ابتعاده عنها وعن فلذات كبده.
    استمرت علاقتها بعشيقها سنين، رغم الأقاويل ونظرات الاشمئزاز التي تتزايد في كل حي جديد سكنته ، بعد أن احتل حبيبها مكان زوج غافل عن بيته وعرضه وشرفه.
    لم يعد ساكنة الحي يطيقون السكوت، الكل يعرف الحكاية، ويحاولون الصمت، بدأوا يبتعدون عن جارهم حتى لا تفلت منهم يوما ما كلمة تكون قنبلة تفجر عائلة بأكملها، كان الجيران يخافون على أولاده من التشرد ومن الفضيحة، لكن طفح الكيل وأصبح ظهور الحقيقة لا بد منها.
    فقرروا أن يتصلوا يوما بجارهم أحمد حتى يرى بأم عينه خيانة زوجته، واتصلوا بعدها بالشرطة.
    بعد أن علم أحمد أنه كان يعيش وهما، فلا الزوجة زوجته ولا الأبناء أبناءه، لم يستطع المقاومة فأصيب بذبحة صدرية لم تمهله الحياة طويلا.
    اتهمت راضية بالخيانة الزوجية وعشيقها بتهمة الزنا وأودعا السجن بعد ثبوت جرمهما المشهود، أما الأطفال فقد اقتيدوا لدار الأيتام بعد أن فقدوا الأب الحقيقي والأم والأب بالتبني.
    هذه قصة متخيلة لكن ربما حدثت في مكان ما من العالم، لكن ما أقول هو أن لاشيء يصوغ الجريمة كيفما كانت ومهما كانت درجة قوتها.
    الشرع والقانون أعطى للمرأة حق القبول والرفض في الزواج، وأعطاها حق طلب الطلاق في حالة استحالة الحياة بينها وبين زوجها، لكن الخيانة الزوجية لا يقبلها الدين ولا العقل ولا التقاليد و لا الأعراف بل هي قمة الانحطاط الديني والروحي والأخلاقي.

    إذا أردنا أن نحلل هذه القصة سنجدها ابتدأت بجريمة عندما وافق الأب على تزويج ابنته رغما عنها لرجل لا تريده، واستمر ت فصول الجريمة عندما تشبث الزوج بفتاة لا تريده رغم اعترافها له بأنها تحب شخصا آخر، وزاد الجريمة اتساعا حينما ترك الزوج البيت وغاب،ووصلت قمة السوداوية عندما رمت الخيانة بزوجة في أحضان عشيق.
    وبين هذا وذاك، أطفال صغار عاشوا فصول المأساة التي دمرت حياتهم ورمت بهم للمجهول هذا الأخير الذي سينهشهم لا محالة وسيدفعهم لاقتراف أخطاء أخرى سواء بإرادتهم أو رغما عنهم. وربما سيحاولون الانتقام من أناس آخرين، فبعد أن كانوا ضحايا فربنا يوما ما سيجعلون كل الناس ضحايا لهم.
    [img3]http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/6234/1203423234.jpg[/img3]

  • #2
    رد: خيانة

    الأخت العزيزة فاتحة

    لقد تجاوزت الإبداع في هذه القصة إلى النقد و التحليل و إبداء الرأي و لم تتركي

    مجالا للنقاد لتحليل القصة باعتبارك تعرضت إلى أهم القضايا المطروحة فيها

    و هو ما يكشف عن قدرتك على النقد و براعتك في تحليل النصوص الأدبية .

    عنوانة القصة " الخيانة " ورد مفردة و لكنها على قلة حروفها تحمل معاني كثيرة

    توحي بمضمون القصة و تتلاءم معه . و مع أن الخيانة متعددة الوجوه و الأبعاد

    إلا أنها سلبية و تكشف مرارة الواقع الذي انهارت قيمه و قل فيه الوفاء. كما أن

    هذا العنوان يبين - كما القصص السابقة أن المضمون مأساوي و فجائعي .

    لقد بدأت القصة من نهايتها فاعتمدت فيها أسلوب الإسترجاع فبدأت الأحداث من

    الحاضر لتعود بنا إلى الماضي فتسرد تفاصيل الحكاية ، ثمّ تعود من جديد إلى

    الحاضر و بدت الأحداث في القصة متسارعة و خاصة في نهايتها ( موت الزوج -

    سجن الزوجة و عشيقها - إيداع الأطفال إلى دار الأيتام ) . و تسارع الأحداث في

    نهاية القصة دليل على أنك لا تولينها حقها من الاهتمام باعتبار تركيزك على

    الخيانة و ما هذه الأحداث المأساوية إلا نتائج للخيانة .

    لقد ركزت في السرد و الوصف على الشخصية الرئيسية " راضية " و الإسم لا

    يتطابق مع طبيعة هذه الشخصية التي نعرف جميعا أنها غير راضية على حياتها

    مع زوج لا تحبها و أكرهت على الزواج منه . و بالرغم من فداحة ما اقترفته إلا

    أن القرائ لا يملك غير التعاطف معها فهي قبل أن تكون مجرمة و خائنة و مدمرة

    لأسرة كاملة كانت ضحية لعادات مجتمع بالية و هو ما يجعلنا في معادلة صعبة

    للغاية فهل ندين راضية على ما اقترفته أم أننا نجد لها الأعذار و هل أن ما ذكرته

    الأخت فاتحة في نهاية قصتها كاف ليوجه القارئ للقراءة التي تريدها الكاتبة

    فيحكم على راضية بالخيانة في حين أن المجتمع و عاداته و تقاليده التي لا تحترم

    الإنسان و لا تحترم مشاعره هو الذي يجب أن يدان . و هل نتعاطف مع الزوج في

    حين أننا نعلم جيدا أنه تزوج فتاة لا تحبه و أعلمته بذلك أم أننا نحتقره و نرى أن

    نهايته تمثل قصاصا عادلا لما اقترفه في حقها ؟

    إن لهذه القصة أبعادا عميقة لأنها - كما ذكرت الكاتبة - ملامسة للواقع بالرغم من

    أن أحداثها من وحي الخيال . و علاقة الحكاية بالواقع تجعلنا نبحث في أسباب

    تفشي الخيانة و تدهور القيم و خاصة الأسباب التي تؤدي بالمجتمع إلى التفكك .

    فالزوج مجرم و يستحق العقاب و الزوجة بالرغم من التبريرات تستحق العقاب

    و العشيق كذلك فهو طرف رئيسي و مشارك في جريمة الخيانة و يبقى الأطفال هم

    الضحية الوحيدة التي نالت العقاب و حرمت من الأب و الأم و من الرعاية

    الاسرية دون أن تقترف أي ذنب . و بالتالي فإننا نقول أن هؤلاء الأطفال هم

    المجتمع الذي نعيش فيه و هو مجتمع مشوّه .

    دمت مبدعة
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: خيانة

      الاخت فاتحة قرأت قصتك اكثر من مرة لأقف على محاورها الرئيسة وهي تتمثل في أربع محاور0
      1-الزواج دون رغبة الفتاة:وهي نقطة جديرة بالمناقشة لان الدين نهى عن الزواج للغصب والايات والاحاديث التي تدل على ذلك كثيرة با الاضافة ان قاعدة الزواج هو الحب فالبيت الذي لايعمره الحب بيت فقير معدم من كل مقومات الحياة

      2-اغتصاب الزوج لزوجته:هذا الموضوع أثار جدلا علىعدة محاور في فترة زمنية ليست بعيدة وطرح في العديد من الجلات والجرائد وعقدت له الندوات في معاهد تضامن المرأة التابع لمنظمة العفو الدولية ومفاده ان الرجل الذي يعتبر نفسه مالك للمرأة كقطة ثاث او قطعة ارض يحق له التصرف كيفما يشاء ووقت ما يشاء دون اي اعتبار لمشاعرها ورغبتها به على كل الاصعدة ولا أقول انزواج الغصب هو السبب لان هناك زيجات اجبرن الفتيات عليها ونجحت لأن الرجل استطاع ان يستقطب مشاعر زوجته بعدة طرق وأشكال كذلكهناك زيجات تمت عن رغبة وحب من الطرفين وآلت الى الفشل فالحياة بين الزوجين هي مودة ورحمة ولو حللنا كل من كلمتي مودة ورحمة لعرفنا سر السعادة بين اي زوجين والكلمتين مودة ورحمة وردتا في القران والاحاديث النبوية0

      3-الخيانة شيء رهيب أشعر ان عقلي لايستطيع فهم هذه الكلمة الرهيبة هل خانت زوجها أم خانت نفسها أم كلاهما معا هما كان كرهها لزوجها عليها بالصبر حتى تستطيع الخلاص وكان اولى بها ان تستخدم حجة عقمه للانفصال على ان تقوم بفعلتها المشينة 0

      4-الاولاد غير الشرعيين:لقد قتلت كل معنى للامومة بهذه الفعلة وحطمت معنى الطفولة وامتدت يدها الىبراءة اطفالها وحكمت عليها بالاعدام فلاهي ابقت عليهم بين اب وام ولاهي من الاساس لم تلجأ ليكونو اصلا ولقو ما لقو

      الاخت فاتحة قصتك مؤثرة وواقعية وطرحت فعلا فيها محاور مهمة جدا وارجو ان تكون عبرة لمن يريد ان يعتبر ودمت بود

      تعليق


      • #4
        رد: خيانة


        القصة صورّت المرأة بالاتي :

        1 ـ انها اجبرت على الزواج ممن لا تحب .
        2 ـ إعتراضها لم يفلح وتم تزويجها .
        3 ـ تحب وتعشق من قبل خطوبتها .
        4 ـ تتهم زوجها باإغتصابها ثم تعود عن الإتهام .
        5 ـ تنجب من عشيقها وحبيبها .
        6 ـ زوجها عقيم فأضاعت النسب وخلطته بالرذيلة .
        7 ـ تلاعبت على زوجها وأدخلت عشيقها بحضور زوجها او غيابه .
        8 ـ لم تأبه لأقاويل الناس والجيران مما عرفوه عن العشيق .
        9 ـ ثم مآلها السجن بعد كل فعلته من جرائم مرتكبة .


        لاأعتقد هذه القصة إلا إساءة للمرأة ومكانتها وفيها إجحاف كبير بحقها فهي أسمى من ذلك بكثير
        نظرة سوداوية للمراة غير قابلة للتحقق إلا بشواذ الشواذ من المجتمعات وما ندر
        حيث جُمعت كل أنواع الرذيلة في المرأة داخل هذه القصة المركبة على سوداوية النظرة للمرأة
        ثم كل هذه الجرائم التي أرتكبت بعدها يكون مصيرها السجن حل غير منطقي لهذه الجرائم مجتمعة التي ترفضها عموم الشرائع ولا مبرر لها حتى لو زوجت مكرهة فلا يجيز لها ذلك ولا نجيزه نحن ولا الشرائع مجتمعة ولا يغفر لها بسجنها سوى التطهير ممن أرتكبت بالرجم مرات ومرات .
        وطرح أراه مجحفاً للمرأة
        ولا بد من تغيير نظراتنا للمراة وطرح مشاكلها الحقيقية في مجتمعاتنا من حق الأسرة والتكوين والحقوق والمشاركة العامة والتعليم والتثقيف وأحترام رأيها في اختيار حياتها .

        تعليق

        يعمل...
        X