إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مـزيــداً مـــن الحـــبّ : شعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مـزيــداً مـــن الحـــبّ : شعر

    مـزيــداً مـــن الحـــبّ

    - فادية غيبور -

    شـــــعر - من منشورات اتحاد الكتاب العرب - 1997
    مزيداً من الحبّ
    تقول عيون الغزالة
    ماذا تبقى من دماك
    قراءات في دفتر العشق
    فلمن توجه طلقتك
    أنا لاأريدك عاشقاً كالآخرين
    بطاقة إلى شهيد
    لا... تســـــــافر
    عشق.. وعناق
    سورية ياحبيبتي
    اعتراف أخير لعشتار
    احـــــتمال...
    هواجس ليلى الأخيلية
    الشــــــاعر
    ســــؤال ؟!
    ... ومـضــات...
    إنســــان..
    هـــوَ .. أنت
    أوراق هاربة من السّيرة الذاتية

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ


    مزيداً من الحبّ
    مزيداً من الحبِّ يوم أجيءُ‏
    مرايا حنينكَ‏
    أشرعُ وجهي‏
    لنهر الأنا شيدِ..‏
    يهرَبُ من حفلاتِ التّنكرِ‏
    ساعة تخطو الأنا شيدُ خطوتها المستريبة‏
    مابين لحظةِ خوفٍ.. وقبلةْ‏
    وينسابُ دفءُ القرنفلِ‏
    ضوعُ انعتاقِ الطيوبِ من الأسرِ‏
    مابين وجهي ووجهك‏
    هلْ جئتَ تحملُ أهزوجةَ الشّوقِ؟‏
    هاك دمي يرتدي في الصّباحِ الحزينِ‏
    همومَكْ‏
    ويطلقُها في المساءِ الذي يتعمّدُ بالمهرجانْ‏
    فماذا تخبئُ للعابرينَ ببابِك هذا الصّباحْ‏
    أبعضَ حنينٍ قديمٍ؟‍!‏
    أبعضَ جنونِ الرياحْ؟‍!‏
    وأدخلُ صدركَ.. أوغلُ فيهِ‏
    أذوبُ ببعضِ اتقادِك‏
    ينهمرُ الموسميُّ رذاذاً دفيئاً على جسدينا‏
    وهانحنُ متّحدانِ في الموتِ والصّحوِ‏
    في الصّحو والعنفوانِ الربيعيِّ‏
    هانحنُ متّحدانِ‏
    ولمْ نلتقِ ذاتَ صيفٍ‏
    ولكننا..‏
    وضعْنا احتمالاتِ أشواقنا‏
    قبيلَ ثلاثينَ عاماً في البريد المسافرِ‏
    نحو اشتعالِ الشرايينِ‏
    هانحنُ نبتكرُ الحلمَ... أغنيّةً‏
    صرخةً... هاجساً يبتدي في انعتاقِ العبيرِ‏
    من الجلد.. زوبعة التّوقِ في الدّمِ...‏
    ها نحن كفّان كفٌّ‏
    ووجهان... وجهٌ‏
    وأيقونتانِ...‏
    بلونِ البحارِ التي تمطرُ الأرضَ زهواً‏
    بعاصفةٍ من جمار الخصوبةِ.. يومَ يقومُ من الموتِ‏
    تموزُ منتصراً...‏
    فنغلقُ دائرةَ الأمنياتِ‏
    على خوفنا من رجوم الشياطينِ‏
    قهر ملوكِ الرواياتِ.. نمضي‏
    وبينَ أصابعنا نشوةٌ من عذابِ الأصابعِ‏
    بعضٌ من الدفءِ‏
    والهمساتِ الخجولةْ‏
    فلا ترحلِ الآنَ‏
    هذا المساءُ جميلٌ‏
    وبعضُ الأحّبةِ في البابِ.. جاؤوا‏
    تريثْ قليلاً‏
    وضعْ فوق صدري ورود حنانك‏
    صُغْ للمساءِ قصيدةَ حبٍّ جديدةْ‏
    فيورقَ صمتُ المساءِ‏
    وتنكسرَ البسمةُ فوقَ الشّفاهِ‏
    كنار القناديل وهي تعّرش ليلاً‏
    على هامشِ الخوفِ‏
    يدمي مواعيدنا العاطراتِ سؤالٌ‏
    على ثغره موسمٌ من رعافْ‏
    لماذا نخافُ إذا ماعشقنا‏
    إذا ماعشقنا.. لماذا نخافْ ؟‍‍!!‏
    .....‏
    ضفافُ المدائنِ يرقصُ فيها ارتحالُ العصافيرِ‏
    يرحلُ صوتي إليك‏
    فأغدو حمامةَ حزنك.. هذا الوجيعُ‏
    وأخلعُ أثوابَ صمتي‏
    أعرّي دمي من حنينِ الدّماءِ‏
    أمدّ يديَّ‏
    أمسُّ السّماءَ الرحيمةَ أسلمُ وجهي‏
    لفقرِ الأزقةِ والأمسياتِ‏
    لكلّ الذين استراحوا‏
    على شرفةِ الوجدِ‏
    فلتسمعِ العاصفاتُ من الرّيحِ‏
    أني أحبّك صنوَ جنوني‏
    وأغلى عذاباتِ عمري‏
    وأرسمُ فوق ذراعيكِ مرجاً‏
    من القبلاتِ العصّية أهتفُ:‏
    هبني مزيداً من الحبّ يومَ‏
    أجيءُ مرايا حنينكَ‏
    إني أخافُ انطفاءَ الأناشيدِ فوقَ الشّفاهِ‏
    فخذ بيديّ إلى بابِ عمرٍ جديدٍ‏
    أكنْ مثلما كنتُ سوسنةً في يباسِ خريفكَ‏
    يعشبُ حقلُ رؤانا القديمةِ‏
    ينهمرُ الأخضرُ.. الأزرقُ... الجلّنارُ‏
    أحبّـــكَ..‏
    حبي صلاةَ الينابيع تزجي تسابيحها‏
    لامتدادِ غديرٍ‏
    يخبئُ في ناظريه النّدى.. لايموتْ‏
    ويعبرُ نحو بهاءِ... البيوتْ‏
    تقولُ: تمرّين في البالِ‏
    مثلَ غمامةِ صيفٍ‏
    أريجاً يلوّنُ أيّامَ عمري‏
    نبيذاً يعتّقهُ القلبُ منذ ابتداءِ الزّمانِ‏
    ونشوةَ حلمٍ جميلٍ.. رهيفْ‏
    تمرّين في البالِ مثلَ رفيفِ العصافيرِ‏
    يحدوهُ فجراً.. غناءٌ.. رفيفْ‏
    وأزهو بحبّك.. أزهرُ صفصافةً‏
    في ربيعٍ فتيٍّ‏
    تخبّئ أحلامَ إيراقِها لغدٍ‏
    سيجيءُ كما الفجرُ بعد ليالٍ طوالٍ‏
    وتطلقُ ألوانها في المدى صرخةً‏
    ووعد ازدهاءٍ.. نضيرْ‏
    فأنثرُ وردَ دمائي‏
    على كلّ وجهٍ أليفٍ‏
    وألقاك في كلّ وجهٍ‏
    تطلّ بذاك الحنانِ الذي يوهنُ الروحَ‏
    أو يرتمي في السويداءِ‏
    يمدُّ أصابعه الظامئاتِ احتجاجاً‏
    إلى مطر القلبِ.. أخشى عليه السقوطَ‏
    وأخشى عليك المرورَ إلى دهشةِ الوقتِ‏
    أخشى عليك عذابَ انتظاري..‏
    تريّثْ قليلاً‏
    ولملمْ عنِ السّنديانِ بحقلي‏
    ضجيجَ المساءاتِ..‏
    عرسَ الطيورِ الصغيرةِ‏
    وامددْ يديك إليَّ.. استبحْ خوفَ صدري‏
    وهدهدْ صراخَ الخلايا‏
    بغابةِ عطرٍ.. ونخلةِ شوقٍ مديدٍ.. وقبلةْ‏
    أحبّك لم تأتِ‏
    بيني وبينك ألفٌ من الرغباتِ الجموحةِ‏
    والأمنياتِ..‏
    أهبُّ من الموتِ.. أدخلُ في وارفاتِ‏
    البلادِ..‏
    أعانقُ نخلَ العراقِ.. رمالَ الحجازِ‏
    وتفاحَ غوطتنا اليعربيَّ‏
    وأخشى عليك‏
    رماحَ القبائلِ تنهالُ طعناً‏
    بصدرك هذا الحبيب الأليفْ‏
    أخافُ عليكَ.. رياحَ الخريفْ‏
    هو الحلمُ التّوقُ والهاجسُ المستحيلُ‏
    وأحيا له في تشهي المواعيدِ...‏
    في رفّةِ القلبِ جذلى... بأفراحِ عيد‏
    فهل أنتَ وحدَكَ يرويك حبُّ السّلامةِ‏
    فوق وجوهِ نداماكَ‏
    يومَ يجيئونَ من نشوةِ الأرجوانِ‏
    شهيداً... يُنادي شهيدْ ؟‍!‏
    .........‏
    أسبِّحُ باسمِك كلَّ صباحٍ‏
    ووقعُ نداك يلوّن عمري‏
    بأقواس وردٍ‏
    أحبّك طفلاً.. يحالفُ ضدّي الطفولةْ‏
    وأقترفُ الأمنياتِ إلى وطنٍ‏
    لاينامُ حزيناً‏
    ولاتستبيحُ مواويله أحجياتُ البطولةْ‏
    فهل يأثمُ السّنديانُ إذا حنّ يوماً‏
    إلى أرضهِ‏
    وهل يأثمُ القلبُ إن حاصرَته الأناشيدُ في ومضةٍ‏
    هي عمرُ رؤانا...‏
    ورفّاتُ أسمائنا يوم تسرقُها‏
    من خطوطِ أصابيعِنا..‏
    تفاصيلُ جذعٍ لزيتونةٍ‏
    قد ألمَّ بها الشوقُ يومَ التجأنا‏
    إلى ظلّها.. والهوى بيننا غابةٌ من عيونْ‏
    غريبانِ نحنُ‏
    نطّوفُ في عالمِ الخوفِ هذا‏
    ونحزنُ.. نحزنُ‏
    نضحكُ... نضحكُ‏
    حتى تجنَّ العظامُ...‏
    فنختمُ أوراقَ أحزانِنا‏
    بأختامِ حزنِ البلادِ‏
    وتبغي الرّحيلَ... أهزّكَ توقاً..‏
    توقفْ.. أقولُ: توقفْ‏
    لكَ اللهُ.. هل كنتَ تهتفُ باسمي‏
    وراءَ المتاريس من ألفِ عامٍ وعامٍ... وعامْ‏
    تركنا هنالك أطفالنا‏
    يمرحونَ...‏
    وكانَ الرصاصُ عويلاً‏
    يباغتُ أشواقنا المستحيلةَ‏
    كانَ الرّصاصُ خلاصاً...‏
    خرَجْنا...‏
    دخلنا إلى قبَةِ الأرضِ... غبنا‏
    مئاتِ السنين‏
    وعدْنا‏
    أضعتُ طريَقك ألفاً‏
    وألفاً أضعتُ طريقي‏
    ويومَ التقينا.. عرفتكَ‏
    كنت الذي كان مني... الذي كنت منهُ‏
    الجذور.. الدّماءْ..‏
    ترَحّلتَ عني...‏
    ذهبتَ إلى آخرِ الجرحِ‏
    جاستْ خطاك بأرضِ المواجدِ‏
    وحدي بقيتُ‏
    على شاهقِ النّزفِ أهوي‏
    وتيّمني الوجدُ ذات شتاءٍ مطيرْ‏
    فهلْ حاصروك بعشبِ احتراقي‏
    غداةَ انتهينا إلى غابةٍ‏
    من صغارِ العصافيرِ‏
    هل كانَ ذنبُ العصافيرِ أنْ‏
    أتقنتْ رقصةَ الحبّ؟‏
    هاأنذا.. امتطي رقصتي‏
    وأموتُ...‏
    أموتُ حنيناً‏
    وأقترف الحلمَ التوقَ والهاجسَ المستحيلْ‏
    أجيءُ إليكَ‏
    أعلّقُ وجهي أمامك غصناً رطيباً‏
    يصلّي‏
    على شجر الحبِّ.. والذكرياتِ‏
    فتدخلُ أوراقُه خضرةَ الأطلسيّ‏
    صفاءَ الخليجِ‏
    ترشُّ النوارسَ بالمطرِ الصاعدِ مابين قبرِ الشهيدِ‏
    وقبرِ الشهيدْ..‏
    فمدَّ يديك أيا سيّدَ الحلمِ‏
    واقبضْ على عوسجِ الوقتِ‏
    مابين حدٍّ... وحدْ‏
    ورتّلْ أناشيدَك الوطنيةَ في آخر الأرضِ‏
    قد ينهضُ الشهداءُ من موتِهم ذاتَ وقتٍ‏
    ويهوي الكفنْ‏
    وقد يكسرُ الموتُ بين المياهِ.. وبينَ المياهِ‏
    حسدودَ الوطنْ...‏
    .......‏

    وأقترفُ الحلمَ التّوقَ والهاجسَ المستحيل‏
    فأركضُ عبر براريك مسحورةً‏
    بنداك القديمِ‏
    تعالي إليَّ..‏
    ومرّي بمصرَ مرورَ السّحابَةْ‏
    وكوني بأرضِ الشآم عبيراً وغابة‏
    ولاتهربي من تراتيلِ كفي‏
    فقلبي تدقّ الهواجسُ بابه"‏
    أمرّ؟!... مررتُ‏
    ومصرُ الكنانةُ حبٌّ يزعردُ فوقَ شفاهِ الأزاهرْ‏
    وحين وقفتُ على أرضِها‏
    تركتُ فؤادي هناك.. يسافرْ‏
    وكانَ الرّصاصُ ببيروتَ‏
    يرسمُ لوحاتهِ من رمادِ العيونِ‏
    يعلّقُ أسماءَهُ فوق صدرِ المدينة‏
    وناحت طرابلسُ يومَ التقينا‏
    تساءلتُ: من أشعلَ القصفَ؟‏
    من يوقفُ النزفَ؟‏
    من .............؟‏
    فأضحى السؤالُ على شفتيَّ صلاةً‏
    تناجي هديلَ حمائمها النائحاتِ‏
    بكيتُ اغتراباً‏
    وفي مائها العربيّ المحاصرِ بالخوفِ‏
    ألقيتُ أمنيةً‏
    وصغتُ وريدين من ألمٍ‏
    نسجْتُ غلالةَ حزنً‏
    نثرتُ تسابيحها في الدروب المحنّاةِ بالدّمِ‏
    كانت رفاتُ الشهيد‏
    تدقُّ جدارَ القيامةْ‏
    فعادَ السّؤالُ لصدري‏
    وصارَ... حمامةْ‏
    .........‏
    أحبّك.. إثمي كبيرٌ‏
    فأطلقْ حنينَ ازدهاركَ ياسيّدَ الحبِّ‏
    سوّرْ جراحي بلمسةِ شوقٍ أخيرٍ‏
    وهبني مزيداً من الحبِّ‏
    هبني مزيداً من الحبِّ يومَ أجيءُ‏
    مرايا حنينكَ..‏
    يومَ أجيءُ...‏
    وقد... لا...‏
    نيسان 1994‏

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

      تقول عيون الغزالة
      لبعضِ جنونِ لياليكَ‏
      للغربةِ المشتهاةِ بعينيكَ‏
      كانَ غناءُ المزاريبِ بعدَ صلاةِ غيابٍ‏
      وسحَّ المطرْ‏
      لبعضِ المداميك في المدنِ الصابراتِ‏
      لقافلةٍ تنحني نحو نهرِ أهازيجها‏
      لبعضِ تباريحِ عشقكِ‏
      والأغنياتِ القديمةِ مابين وجدٍ ووجدٍ‏
      يضيءُ القمرْ‏
      تقولُ عيونُ الغزالةِ في موسمِ العشبِ والأقحوانِ‏
      وتمنحُ ألحاظها دهشة الشجرِ المتألق‏
      في شرفةِ الجبلِ الأخضرِ... يرعاكَ طفلاً‏
      ويهتفُ: كيفَ؟ لماذا تأخرتَ.. لم تفتحِ‏
      البابَ للمطرِ القادمِ... لم توقدِ النارَ للطلّة البدوية؟!‏
      وجاؤوا إليك...‏
      أقالوا رؤاكَ عن الحلمِ السومريّ‏
      فحاصّركَ الجندُ بينَ عيونِ النساءِ الغريباتِ‏
      أغوين آدادَ بالقبلِ الضارياتِ‏
      ففاضتْ عيونُ الينابيعِ حزناً‏
      وأغلقْنَ دونكَ كلَّ الدروبِ الفسيحةِ‏
      بالخوفِ والقهرِ.. والنشوةِ الهاربةْ‏
      هزْمنَ صهيلَ الرياحِ بكفيكَ..‏
      ونادْمن أحلامك القرمطيةَ..‏
      صغنَ لعينكَ أسطورةً للهوى..‏
      من هسيسِ الرّمالِ وبوحِ النخيلِ‏
      ووجدٍ لعاشقةٍ تشتهيكَ‏
      جراحاً... دماً.. مطراً‏
      يغطي سفوحً الفجيعةِ‏
      ياندَّ يوسفَ في الحسنِ‏
      هل ضيّعتكَ زليخةُ يومَ عففتَ؟‏
      وهلْ أبدلتك السكاكينَ‏
      بتفاحةِ الرغباتِ القديمةِ‏
      يومَ أتيتَ كرمحٍ من الضوءِ‏

      يجني حدائقها المثقلاتِ بأندى الثمارْ؟!‏
      .........‏
      حنينُ البداياتِ يعبثُ بين يديكَ‏
      ويلهو كطفلٍ على ساعديكِ‏
      فياذا المدللُ.. مذ جئتَ كان انهمارُ البساتينِ‏
      خصباً...‏
      طلعتَ من الأرضِ أغنيةً من بخورٍ‏
      نشيداً لإنشادِ قلبي‏
      مددتُ إليك ذراعين منذورتين ضراماً‏
      ليوم عناقٍ جميلٍ‏
      يمرُّ من النصلِ للنصلِ‏
      يوري بريقَ السيوفِ‏
      وعطرَ النخيلْ‏
      وكنتَ جواداً‏
      يخبُّ على هاجسِ الرّمل، والزّمنِ القادمِ‏
      من أرض نجدِ‏
      نثرتَ الحروفَ تباريخَ عشقٍ‏
      على زبدٍ شاطئيٍ‏
      أراهُ... قريباً...‏
      فأدنو.. ويبعدُ... أعدو‏
      فينهضُ من مائِهِ‏
      ويقومُ شفيفاً‏
      كأطيابِ رندِ‏
      هو الخوفُ يانازفَ الجرحِ‏
      من صحوةِ العاصفة‏
      لماذا تأخرتَ عشرين خوفاً‏
      على القبلةِ الراعفةْ ؟!!‏
      .........‏
      يقولون: جنّتْ مزاميُركَ الفاتناتُ‏
      بوجهٍ غريبٍ‏
      لساحرةٍ.. أدمنتكَ طلاسمُها‏
      نازعتكَ التوهّجَ.. صاغَتْ لحلمكَ فصلَ‏
      النهاية، أغوتْ نداماك يومَ أسِرْتَ‏
      صرختَ: ندا... ما....يَ.. لاتسرقوا‏
      من دمي وردهُ....!‏
      وأغوتْ نداماك آنَ صرخْتَ‏
      بخابيةٍ من كرومِ الجبالِ..‏
      فماذا ستمنحُ للواقفينَ على شامخِ الجرحِ؟‏
      يومَ تسافرُ في طلقةِ الحرفِ والمدنِ الهارباتِ‏
      من الفقرِ والطينِ.. والقبّرات..‏
      تلوتُ أناشيدَ حبّكَ طعنةَ غدرٍ‏
      ووجه التي تركتكَ وحيداً تغني‏
      وراحت تعرّي ترانيمَها في ليالي دمشقَ‏
      وتوقدُ نارَ الغوايةِ في دمك المستثارِ‏
      رويداً... رويداً‏
      ويومَ أتيتَ إلى جذوةِ الشّوقِ بين‏
      صهيلِ الرياحِ وبسملةِ الوردِ‏
      كانت مدينتُنا ترفعُ الصلواتِ‏
      إلى سيّد الخصبِ‏
      مثقلةً بحنين القوافلِ ترحلُ‏
      مابين بغدادَ.. تدمرَ والشجر المحتفي‏
      ببهاءِ التواريخِ يومَ تشظيتَ عشقاً‏
      وكانتْ مدينتنا ترفعُ الصلواتِ‏
      إلى سيّد الخصبِ في قمةِ الجبلِ العاشقِ‏
      يرعاك طفلاً...‏
      بكتك بيوتٌ من الطينِ‏
      وامرأةٌ من ترابِ المزارعِ تحلمُ أنك سوف‏
      تعودُ إليها من التيهِ والكرنفالاتِ‏
      تضرمُ نارَ البداياتِ في منحنى العمرِ‏
      أصارَ خريفاً؟‏
      تقول: وصارَ نزيفاً‏
      تسائلُك الواجهاتُ الودودةُ عابقةً بالمهرجاناتِ‏
      والكتبِ الشاحباتِ‏
      ووجُهك فجرٌ أضاءَ اخضرارَ البيادرِ فوقَ‏
      صدور قرانا اليتيمةْ...‏
      وراهنْتَ يوماً على القمحِ والماءِ والحالياتِ‏
      من الأرج الليليكي تراكَ خسرتَ الرهان؟!!‏
      وعادتْ جواري الخليفةِ من أسرِهنّ‏
      ولما تجئْكَ زليخةُ‏
      فانعمْ بشدوِ العصافيرِ‏
      مابين نبضِ الحروفِ التي عبأتها الرياحينُ‏
      والنازفاتُ من الدمِ‏
      وانعمْ بوقفةِ زهوٍ على شامخِ الجرحِ‏
      ياسيّدَ الكلمات‏
      شموخاً.. جميلاً ..‏
      - نيسان 1993‏

      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق


      • #4
        رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ


        ماذا تبقى من دماك
        حملَ الصباحُ رسالةً‏
        لمتيّم أضناهُ وجدٌ واستفاقتْ‏
        في رؤى عينيه أطيافُ الهوى‏
        فهوى.. يحنُّ إلى مرابعِ حبّهِ‏
        قربَ الضفافْ‏
        ألفتْ خطاهُ -صغيرةً-‏
        أن تستكينَ لموجةٍ تأتي وترحلُ‏
        غير عابئة بهِ...‏
        عبثاً تناديها النوارسُ للبقاءْ‏
        فالمشتهى صعبٌ‏
        وأصعبُ مايكونُ المشتهى‏
        ورْدَ الدماءْ‏
        هو غائبٌ.. ولهانُ‏
        شدّتْه المنافي نحو تربتها‏
        وتربتُهُ تشدُّ‏
        اللهُ.. ماأشقى بلاداً‏
        دونَها.. سفرٌ وحدُّ‏
        لكنّهُ... سيعودُ أقسمَ‏
        يومَ باعتْ أمّةُ أوقاتها للأمنياتِ‏
        وماجنتْ إلا.. عذاباً يستبدُّ‏
        نامتْ على صدرِ المساءِ‏
        وبسمة الرّيحانِ قربَ سريرِها‏
        ياأمُّ...‏
        هلْ كانَ المدى بيني وبينك‏
        غيرَ أيّامٍ... تمرّ‏
        ولا تعدُّ ؟!‏
        ومضيتَ تمضغُكَ الشوارعُ‏
        والوجوهُ المتعبةْ‏
        وتمزّقُ الآهاتُ ثوبَ حنينِكَ الفضفاضَ‏
        إذ لم تأتِ في ذاكَ المساءْ‏
        ولقد تجيءُ محمّلاً بالحزنِ من أرضِ المنافي‏
        دمُكَ المهجّرُ قد يعودُ إلى الجسدْ‏
        عيناك تتقدانِ قربَ المرجةِ الخضراءِ‏
        في ولهِ المحبِّ‏
        تفتشانِ عن ابتساماتِ الشّفاهِ‏
        على تفاصيل الجماجمْ‏
        وتعاودان بذارَها‏
        وعداً ندياً‏
        في بساتين العواصمْ‏
        لازلتَ تشرقُ في عيونِ الأمهاتْ‏
        كفّاكَ من عبقِ الرّصاصِ‏
        ترفرفانِ‏
        كنخلتينِ على الفراتْ‏
        الوقتُ وقتُك.. فاقتربْ‏
        والنارُ ملكك.. فالتهبْ‏
        كتبوا على بابِ الصّباحِ وأسلموا‏
        عريَ الصدورِ إلى الرّماحْ‏
        فتكسّرت فوق الجراحِ... ولم تزل‏
        تروي على هام الذرا نشوى‏
        أساطيرَ الكفاحْ‏
        هل كان للأشواقِ وجهٌ آخرُ؟‏
        هل كانتِ الأوطانُ أطهرَ تربةً؟‏
        هل كانتِ اللحظاتُ أكثرَ ألفةً؟‏
        لا... فالبلادُ هي البلادْ‏
        تمتدُّ من ظمأ الترابِ إلى‏
        مواويل الحصادْ‏
        والبحرُ لازالت تخاصرُه المدينةُ ثائراً‏
        وتلمّ عن أثوابهِ لونَ الحدادْ‏
        ومدارسُ الأطفالِ لازالت‏
        تعلّمهم حكاياتِ البطولةْ‏
        هم يحفظونَ مئاتِ أسماءِ الذين‏
        تتوّجوا بالغارِ من سبأٍ.. إلى ماءِ المحيطِ‏
        وأطلعوا شجراً عروبياً‏
        تعلّقُهُ الحكايةُ فوق أحلامِ الصّغارِ القادمينَ‏
        إلى البلادْ‏
        قصصُ الفوارسِ تفتحُ الكلماتِ ينسربونَ‏
        في آياتها...‏
        ويسطّرونَ لمجدِ وجهِكَ سورةً‏
        كي يقرؤوها‏
        في احتفالاتِ الفصولْ‏
        وتعودُ مقترباً من الصبحِ الحزينِ‏
        يلفّكَ المطرُ الموشحُ بالغناءِ‏
        على طقوسِ السنديانْ‏
        هل نادمتكَ زنابقُ الغدارنِ؟‏
        مَّدتْ نحوَ صدركَ عطرَها‏
        هل جاءَ عشّاقُ القرنفلِ نحو فصلكَ؟‏
        لاتجيبْ‏
        وسدى أصوغُ من ازدهاءِ بيادري‏
        ترنيمةً‏
        فالجوعُ جاءَ بكلِّ أسرابِ العصافيرِ الأليفة‏
        كي تريحَ على أريجِ سنابلي أصواتها‏
        وتنامْ...‏
        فجراً أرددُ بعضَ أورادي القديمة والجديدةْ‏
        وأراكَ تزهرُ في دمي‏
        بينَ المواجعِ والقصيدةْ‏
        ........‏
        ماذا تبقّى من دماكَ وقد غدّتْ‏
        مزقاً مبعثرةً على كلِّ البطاحْ؟!‏
        وتحارُ بين دخولِكَ المنفى‏
        وبينَ دخولكِ الوطنَ المباحْ‏
        ماكلُّ من قرأ التفاصيلَ الجميلة قادرٌ‏
        أن يستضيء بنارها‏
        أو يحتوي صوتَ الجراحْ‏
        بالأمسِ.. هزّتْك القبيلةُ مرتين‏
        كانَ الغزاةُ على المشارفِ‏
        يرسلون رياحهم‏
        وغدوتَ بين القومِ (عنترةَ) الذي‏
        جعلوه أليهةَ ووجهاً ضائعاً‏
        بين الأب العبسيِّ والأعمامِ‏
        والأمّ الغريبة‏
        نادوا... تقدّمْ يابنَ شدادٍ‏
        وماذكروا "زبيبة"‏
        ونفرتَ مؤتزراً بحبّك غاضباً‏
        هاأنتَ تركضُ نحو تاريخِ استلابِكَ‏
        واقترابكَ من حدودِ الطعنةِ الأولى‏
        وتسلمكَ العشيرةُ للوعودْ‏
        ها أنتَ وحدكَ‏
        والظعائنُ لم تزلْ تمتدُّ‏
        بين السبيِ‏
        والسبي الجديدْ‏
        وتصيحُ عبلةُ‏
        - "ويكَ عنترَ أقدمِ..."‏
        نادَوا: حيا الله يابنَ شدادٍ‏
        وردَّ الخيلَ نمنحْك الحبيبةَ والحياةْ‏
        فجأتْك ومضةُ بارقٍ‏
        وعلمتَ أنّكَ لن تكونَ سوى الضحيةْ‏
        فإذا رديتَ تناوحوا‏
        وتهامسوا...‏
        وتسارعوا...‏
        كي يحفروا قبراً يهيلوا الرملَ‏
        تنتحبُ الرّمال‏
        باعوك يومَ شريتَهم‏
        جعلوا دماك مدادَ أمجادِ القبيلةِ‏
        نخبَها يومَ أنكشافِ الغمَ‏
        ماكانتْ دماءُ النازفين على امتدادِ الأرضِ‏
        غيرَ دماك تبعثُ من جديدْ‏
        هاأنتَ وحدَكَ‏
        تبتدي حربَ التحررِ من سلالاتِ العبيدْ‏
        وتجيءُ غزّةُ نحوَ صدرِكَ‏
        تفتديكَ من النّزيف‏
        يامنْ يلمُّ الحزنَ عن ثمر الحجارةِ‏
        عن حكاياتِ الرغيفْ!...‏
        ........‏
        من أينَ أبدأ رحلتي نحو احتضاركَ‏
        يا... مفدّى‏
        من صرخةٍ مسكونةٍ بالخوفِ‏
        أمْ.. من رايةٍ شمختْ على نبضِ الوريْد؟‏
        عد نحو جرحي...‏
        إن جرحي يشتهي لهبَ اتقادِكَ‏
        إن حضرْتَ وإنْ تغبْ‏
        ولربّما أسرجتَ خيلَ دمي لمجدِكَ‏
        إذ تؤوبُ محملاً بالمورقاتِ من القصائدِ‏
        والأناشيدِ التي أطلقْتها‏
        يومَ التقى الجمعانِ أو....‏
        عبّأتها بالأرجوانْ‏
        ........‏
        ضاقت مساحاتُ الكلامِ عن ابتكارِ خميلةٍ‏
        يغفو بها الزيتونُ طفلاً متعباً...‏
        سغباً يبسملُ خائفاً‏
        والجلنارُ مسبّحاً بالحبِّ‏
        يمرحُ... فوقَ أشلاءِ الحجارةْ‏
        وغدا حضورُك وحدَهُ‏
        أملَ الذين تناثروا‏
        وجعاً يمزّقُ في فضاءِ الرّوحِ‏
        أجنحةَ البشارة !‏
        - أيار 1995‏

        إذا الشعب يوما أراد الحياة
        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

        تعليق


        • #5
          رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

          قراءات في دفتر العشق
          إلى أين تمضي؟‏
          وقلبي يرفّ على راحتيك‏
          كطير ذبيحّ‏
          إذا ماتهاوى على كفٍّ صيفٍ حريقٍ‏
          وتطوافِ ريحْ‏
          يمرُّ سحابُ الخريفِ حزيناً‏
          وأنتَ بصدري طفلٌ صغيرٌ‏
          يلمّ خطاه عن العتباتِ‏
          ويركضُ نحو ابتسامةِ وجهٍ مضيءٍ‏
          تطيرُ عصافيرهُ في فضاءِ القرى القادماتِ‏
          إلى الأرضِ والعشبِ والسنديانْ‏
          يباغتُها مرّة.. مرّتين‏
          فتختصرُ الكونَ قيلولةً للجناحِ الحريرْ‏
          تباري الغصونَ بترجيعِ ألحانها‏
          فلحنٌ لهذا الصباحِ البهيِّ‏
          ولحنٌ لعشٍ وثيرٍ.. وثيرْ‏
          يجيءُ أوانُ القراءةِ في دفترِ العشقِ‏
          تسألها الأمهاتٌ فمن يذكرُ القبلة البكرَ؟‏
          في أي فصلٍ؟ وفي أيّ يومٍ؟‏
          - وكيفَ استحالَ النّهارُ محارةَ عطرٍ‏
          تضيءُ الشواطي؟‏
          وكيف تمادى انهمارُ الأغاريد في القلبِ توقاً؟‏
          ومسّتْ شفاهُ الحبيبِ حريرَ العيونِ‏
          الخضيلةِ بالدمعِ حتى جنونِ البكاءْ؟....‏
          تسائلُها الأمهاتُ، تزيّنُ أشواقها في الصباحِ‏
          ببعضِ ورودِ الحنينِ‏
          تباركُ فصلَ احتراقي بنارك يومَ‏
          تجاهلني صمتُكَ المستريبُ‏
          فخلفتَ بينَ يدي قصائدَ حبَ بهيٍّ‏
          ولم تبتعدْ عن مدارِ اشتياقي إليكَ‏
          ولكنّ هذي المسافة بيني و بين جنون يديكِ‏
          نمت مثلَ شوكِ البراري‏
          وشدّت يميني إلى رقصةِ العمر‏
          لكنني... ماارتضيتْ‏
          فهل كانَ وهماً حضورُك‏
          في صبوةِ الروحِ؟... ما‏
          ولكنهمْ حاصروه ببرد الشتاء القديم‏
          فصارَ سؤالاً على ثغرِ أنشودتي‏
          ودمي المستباحْ‏
          -لماذا يبعثرُ أشواقنا الغرباءُ؟‏
          ويختلسونَ شبابيكَ أحلامنا‏
          من بيوتِ القرى واخضرارِ الروابي‏
          وصوتِ الرّياحْ ؟‏
          لماذا يمرّون بيني وبينك ؟‏
          يستمطرونَ البنفسجَ أسرارنا‏
          والدروبَ.. العشياتِ بوحَ الدّماءْ‏
          لماذا تناثر عطرُ القصائدِ بين الوجوهِ ؟‏
          وبينَ الوجوهِ تشظى عذابي مرايا..‏
          وأنتَ تلوّن وقعَ خطاكِ بألوانِ حزني‏
          وترسمُ مابين وجهي ووجِهكَ حمى انتظارْ‏
          أحبّك.. يومَ التقينا..‏
          وكانتْ مساكبُنا تبتدي عيدَها‏
          فيضوعُ الترابُ بغيمة وردٍ‏
          وماهجرَتنا البيادرُ‏
          نحن الذين قطفّنا السنابلَ قبلَ أوانِ‏
          الحصادِ.‏
          فصارَ الحصادُ هشيماً‏
          ونحنُ الذين مضغنا لهاثَ الأحاديثِ قلنا:‏
          يعودُ زمانُ الصفاءِ القديمِ‏
          ولّما.. يعد‏
          فانكفأنا إلى لهفةٍ تستظلُّ شرايينَنا مرّةً‏
          ثم تتركُ أصداءها في اتقادِ أناشيدنا‏
          آهِ ... ياأيّها المشتهى لو تعودُ‏
          تعال.. نحاصرْ أكاذيبهم بانعتاقِ الوجوهِ‏
          الحزينةِ من أمنياتِ اللقاءِ المؤرجحِ بين‏
          تمني حضورٍ.. وبين تمني غيابْ‏
          تمطّتْ رغائبنا مذغدونا غريبين عن واحةِ‏
          الحبِّ.. منذ ابتدأنا دخولَ المتاهةِ‏
          فاقبض خطاكِ.. قليلاً‏
          وأورِد خطاي طريقَ الوصولِ إليكَ‏
          تعالَ.. اقتربْ يارفيقَ دمي من دمي‏
          سفحتُ عليه وشاحاً من الدفءِ والياسمينْ‏
          فهذي العنادلُ تياهةٌ بالشذا والرفيفُ‏
          وهذا أوانُ البكاء.. أوانُ الحنانِ الشفيف‏
          وبيني وبينك أرجوحتانِ‏
          لعمرِ الطفولةِ.. والكلماتِ التي يبتدي‏
          مجدُها.. في انهمارِ النزيفْ‏

          إذا الشعب يوما أراد الحياة
          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

          تعليق


          • #6
            رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

            فلمن توجه طلقتك
            أنا حينَ أدخلُ نارَ صوتكَ لاأخافُ‏
            من الحريقِ أو الدّخانْ‏
            فصفاؤه يمتدُّ من وجعِ انهمارِكَ في دمي‏
            حتى بدايات الزّمانْ‏
            ويصوغُ ماءُ الغمرِ في أسطورةِ التكوينِ‏
            بعض ملامحي‏
            فيضيعُ من زمني المكانْ‏
            وينامُ وجُهك في مرايا القلبِ طفلاً‏
            وادعَ القسماتِ‏
            موشومَ الأصابع بالكلامْ‏
            مطرُ التولهِ حين يرقصُ بين وجهينا‏
            يعطرُه التّولهُ بالغمام‏
            ويبثّهُ شوقاً إلى ماضٍ تأرّج بالألوهةِ‏
            وهي تزهرُ في المياهْ‏
            من قالَ: إن الصّمتَ يجدي‏
            يومَ تزدحم القصائدُ فوق يابسةِ الشفاهْ؟‏
            أو تبتدي صلواتها‏
            وجداً ألوهياً‏
            حنيناً يافعاً‏
            والنهرُ يرشفُ أغنياتِ القلبِ‏
            ينثرُها على النهرِ.. الكلام‏
            ........‏
            نزقٌ جنونُ يديك يومَ سرقتَ من حلمي حدودَ طفولتي‏
            وتركتني بين الوجوه سبيّةً تحتارُكيف تصونُ عزّة قومها‏
            ماكنتُ أبحثُ عن هوىً يُصدي الشفاهَ ويستمر مشاكساً نبضَ الشرايينِ الجموحةِ ألفَ عامْ‏
            أسرفت في حلمي.. زرعتكَ في دمي‏
            مطراً ربيعياً‏
            رسمتُ حديقة وبيادراً‏
            وقطفتُ من شجرِ الأصيلِ ثماره‏
            فتضرّجتْ بدم الغيابْ‏
            وفتحتُ نافذةَ السؤالِ‏
            على مزامير الترابْ‏
            -أنا كيفُ أدخلُ وارفاتِ نخيلكِ العربيِّ‏
            والجرحُ المعتَّقُ فوقَ صدرِ مواسمي‏
            وفمي يفتّشُ عن مفاتيحِ القصائدِ‏
            بينَ أشجارِ الظّلامْ‏
            من أين تسترقُ الحكايةُ وهجَها؟!‏
            ياأيّها المقدود من طينِ البداية، نارها‏
            من عاصفاتِ الريحِ‏
            من ولهِ النّجومِ بغابةٍ من ضوئها‏
            أنا كيفَ أولدُ منك ضلعاً تائهاً‏
            وأثوبُ نحو الصّدركي أجدَ امتدادي فيكَ‏
            ياطفلي الذي وأدوه قبل ولادةِ الأشياء؟‏
            كيفَ تعودُ؟‏
            كيف أعود كي أفديكَ من وجعٍ يطوّف في‏
            دمائكَ .. لم تكنْ تمّوز يومَ خلقت مع‏
            أرجِ السنابلِ‏
            لم أكنْ عشتارَ أرضٍ خبّأت أحلامها‏
            بين اختيالِ القبراتِ على الفراتِ‏
            وبينَ أغنيةٍ يردّدها الرعاةُ على السَّفوحِ‏
            تبركاً...‏
            بل كنتَ عبدَ الله يصلَبُ فوقَ أسوارِ المدائنِ‏
            مغضبا...‏
            عبرَتْ به أسماءُ في يومِ الترجّلِ‏
            فاستفاقَ معاتباً‏
            -وسُلخْتُ ياأمّاه مثلَ الشاهِ بعدَ الذّبحِ‏
            تنهشها الصوارمُ والظّبى‏
            فسلي العمومةَ أنتِ يا "أسماءُ"‏
            هلْ من رامَ حقاً‏
            كان في شرع العمومةِ مذنبا؟!‏
            أيُّ القبائل تشتهي أن أرتدي ثاراتها؟‏
            أيُّ المدائنِ ترتوي من ماءِ وجهي‏
            لو أريقْ‏
            كي تطفئ الظمأ الحريقْ؟‏
            أحنو على جرحي‏
            وأودعُ ياسمينَ حدائقي عبقَ المحبةِ‏
            فالشقيقُ يحنُّ ياأمّاهُ‏
            توقاً للشقيق....!!!‏
            .......‏
            إرثي يقسّمُ ماتبقى من دمي‏
            كي أستعيدَ سماءَ أحلامي‏
            رصيفَ قصائدي‏
            كي أزدهي..‏
            إن جئتَ تحمِلُ سوسناتِ الفرحةِ الأولى‏
            ويكتبني ربيعُك مرتين‏
            فأستعيذُ بنارِ صوتكَ من جنونِ الرّيحِ‏
            تذرو كلَّ ماترك الغزاهُ على جبينك‏
            من غبارٍ قادم..‏
            ........‏
            ليديكَ أرسمُ طلقة...‏
            قمراً... رغيفاً‏
            نخلة منذورةً لحنينِ أسرابِ القطا‏
            تبكي.. ويغسلُها الصباحُ بعابقاتِ وروده‏
            وتزغردُ الغدرانُ يومَ يجيئُها النبأ اليقينْ‏
            - هذي الرصاصةُ أوغلتْ في الخاصرة‏
            قبضتْ على النبضِ المحلّق في دماكْ‏
            لكنها لم تستطع أن تنزع الوطنَ المشرّشَ‏
            في فضاءِ الذاكرة!‏
            حمّى الشوارع أطفأتْ ورد الفوانيسِ النحيلةِ‏
            ثم نامَتْ في الضجيجْ‏
            وخرائطُ الدمِ والبنفسجِ تبتدي آلامَها‏
            ويلفّها فجرٌ تزمّل بالأريجْ‏
            أرأيْتها يومَ ارتميتَ على ثراها‏
            واغتسلتَ بعشبها البريّ متقداً بنارِ شجونها‏
            إذ أدمنتك العابراتُ من الوجوهِ‏
            وقايضتك همومها؟!‏
            فبحثتَ عن شجرٍ لطير الروحِ‏
            فاجأك الصنوبرُ بالرحيلْ‏
            ولم تشأ..‏
            غيرّ الصّنوبر واحةً لرؤاكْ‏
            وعلى متاريس الحصارِ الجاهليِّ‏
            توزّعَت عيناك مثقلتين بالأحبابِ‏
            قد آثرتَ أن تمضي رهيفَ الخطوِ‏
            فاخترقتْ حصارَ الأهلِ في غضبٍ‏
            خطاك‏
            تصحو... وينتفضُ السّؤالُ على شفاهِ البندقيةِ‏
            حائراً... متوثبا‏
            لولا الأنين ظننتَ نفسك غائبا‏
            وحسبتَ أنّ الكون أطفأ شمعةً‏
            في عيدك السنويّ‏
            أو أن السماءَ غدتْ لأجلِكَ‏
            ساحةً للمهرجانْ‏
            تصحو ويبتدئ الرّهانُ على نصيبكَ‏
            من ضياءِ الشمسِ.. قمحِ الأرضِ‏
            أفراحِ الطفولةِ...‏
            يومَ ساومك العدوُّ مع الصديقِ على دماكْ‏
            تصحو وتعرفُ أنكَ الممهورُ بالغضبِ القديمْ‏
            وعلى شفاهِ البندقيةِ يكتبُ الجرحُ الجوابْ‏
            فلمن توجهُ طلقتكْ؟!!‏
            - أيلول 1995 -‏

            إذا الشعب يوما أراد الحياة
            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

            تعليق


            • #7
              رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

              أنا لاأريدك عاشقاً كالآخرين
              وتعودُ.. تغمرُك الظّلالُ بسحرها‏
              لاشيء يستلبُ انعتاقك من حدودِ الحزنِ‏
              فالدّنيا بخير...‏
              وتروحُ تحلمُ هائماً برفيفِ أجنحةِ العصافيرِ‏
              الصغيرةِ وهي ترقصُ في يديكْ‏
              وتدقُّ بابَ العيدِ‏
              تفتحُهُ أحاديثُ الأصابعِ‏
              حين تركضُ نحو ضحكتها وتهمسُ:‏
              "كلّ عامٍ والدروبُ نديّةٌ بالعاشقين"‏
              عندَمتَ أغنيةً...‏
              ورحتَ ترشها فوقَ الغيومِ‏
              فأرسلتْ مطراً... وكانَ الصّحو ينذرُ‏
              بانتشارِ القبلةِ الأولى‏
              على ثغرِ ابتسامتكِ الوضيئةِ‏
              وانتشى قمرُ الطفولةِ‏
              فوق أكتافِ المزارعِ‏
              فابتدّتْ رقصاتها ولهى‏
              بأغنيةٍ يردّدها صباحَ العيدِ‏
              آلافُ الأحبةِ‏
              كلّ عامٍ والحياةُ جميلةٌ‏
              لم تذبل الأشعار فوقَ بطاقةٍ‏
              أرسلتها لحبيبةٍ‏
              كانت تزورك طفلةً‏
              وتنازَعتكَ الذكرياتُ‏
              وأنت ترسمُ غابةً‏
              شجراً مديداً... يستطيلُ إلى السّماءِ‏
              يرودُ غيمَ الأمنياتِ‏
              فيرتمي مطراً‏
              وينهمرُ البهاءُ على الحدائقِ‏
              والقصيدةُ..‏
              تفتحُ اللحظاتِ للمطرِ الجميلْ‏
              فانهضْ إلى فرحِ الفصولْ‏
              واضحك‏
              أحبّكَ ضاحكاً‏
              أنا لاأريدُك عاشقاً‏
              كالآخرين‏
              هذا المدى رحبٌ‏
              ويتّسعُ الفضاءُ لضحكتينِ صغيرتين‏
              ولحزمةٍ من دفءِ صوتك‏
              إذ يسافرُ في دمي‏
              كيف ارتحلتَ إلى التناسي‏
              بعدما أدمنت فيك توحدي‏
              وتشردي.. وجعلتُ حبّك‏
              بوحَ نايٍ.. في فمي‏
              أنا لا أريدك عاشقاً كالآخرين‏
              هذا المدى رحبٌ‏
              وتتسع السماءُ لهامةٍ مرفوعةٍ‏
              ولقبضةٍ من عنفوان الأرضِ‏
              بعض شموخِها‏
              لقصيدةٍ ترتادُ آفاقَ التألقِ‏
              حينَ ترسِلُها شفاهكَ‏
              عبرَ إيراقِ البنفسجِ‏
              واقترافِ الصبوة الأولى‏
              ليومٍ... فيه يبتكرُ التذكرُ‏
              أغنياتِ الوقتِ والفرحِ القديمِ‏
              فأنثني نحو ارتيابي‏
              واعتناقي كذبةَ الصّمتِ المعبأ بالهوى‏
              متناثراً في أضلعي‏
              مطراً... نجوماً.. ياسمينْ‏
              أنا لاأريدُك عاشقاً‏
              كالآخرين‏
              فاضحكْ.. أحبّكَ ضاحكاً‏
              كالأقحوان على سرير النّهرِ‏
              يغزلُ حلمَهُ‏
              في لحظةٍ مغسولةٍ بالضّوءِ‏
              يحملُ دفأها‏
              ويمدُّها‏
              كي تستحيلَ إلى سنين‏
              لو... يبتدي زمني لأجلك أبتديهِ‏
              بوردةٍ... وبضحكةٍ جذلى‏
              تزغردُ فوقَ ثغرِ قصيدتي‏
              لو... ترجعُ النبضاتُ نحو ربيعها الأحلى‏
              رسمتُّكَ فوقَ أوراق اليفاعةِ‏
              حلمَها المجنونَ‏
              رّياها المعبأ بالعطورْ‏
              وعدوتُ نحوكَ مهرةً عربيةً‏
              لاالريحُ تجرحُ وجهها‏
              لاالعابراتُ من الهمومِ تلفّها‏
              لاغربةُ الكلماتِ تسرقُ صوتَها‏
              لكنني...‏
              لم أستطعْ غير احتواءِ الحلمِ‏
              في زمنِ المواجعِ‏
              فابتكرْ لمواجعي أثوابها‏
              أنت احتمالُ النبضةِ الأغلى‏
              تمادَت في دمي...‏
              فاكتبْ دمي‏
              ورداً خضيلا واختصرْ آهاتهِ‏
              وابدأْ صعودك في أغانيَّ الجديدةِ‏
              وانبعثْ...‏
              زمناً جديداً للصفاءْ‏
              واضحكْ.. أحبّكَ ضاحكاً‏
              أنا لاأريدك عاشقاً‏
              كالآخرين‏
              - نيسان 1995 -‏

              إذا الشعب يوما أراد الحياة
              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

              تعليق


              • #8
                رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                بطاقة إلى شهيد
                سلامٌ على وردِ ناركَ‏
                هذا الذي سيّجَ الموتَ بالأغنياتْ‏
                سلامٌ على صحوةٍ تشتريكَ‏
                بومضِ دمٍ لاينامُ وحيداً‏
                ولايستريحْ‏
                سلامٌ على عاشقٍ صارَ في الزّمن المستباحِ‏
                وريثَ المسيح‏
                سلامٌ على زهوة المائساتِ من الحورِ‏
                تشمخُ قربَ ضفافِ ربيعكَ‏
                يومَ تهاطلتَ فوقَ المروجِ اخضرارا‏
                وصغتَ نهارا..‏
                وأوقدتَ عبرَ صفاءِ العيونِ‏
                مرايا التّوهجِ.. نارَ النّزيفْ‏
                وأيقظتَ في خاطرِ الأرضِ حلمَ ارتواءٍ‏
                وكنتَ الندى‏
                والغدا‏
                والضريحْ‏
                - 1994 -‏

                إذا الشعب يوما أراد الحياة
                فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                تعليق


                • #9
                  رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                  لا... تســـــــافر
                  لاتسافر....‏
                  خلِّ عينيك على النهرِ.. فقد‏
                  يسرقُه عابرٌ في هدأةِ هذا الليلِ‏
                  أو يرسلُه للعاشقينْ‏
                  كي يناموا‏
                  فوقَ أحلامِ المرايا‏
                  إنهم سرقوا ماءَ الينابيع‏
                  وغلّوا‏
                  في مزاريبِ البيوتْ‏
                  لا.. تسافرْ‏
                  خلِّ عينيك على قلبي.. فقدْ‏
                  يسرقُهُ قمرٌ يمضي وحيداً‏
                  ليهاديه أميراً‏
                  في المداراتِ البعيدةْ‏
                  ثم يرميه إلى الأرضِ‏
                  فينسابُ..‏
                  قصيدةْ‏
                  - 1994 -‏

                  إذا الشعب يوما أراد الحياة
                  فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                  و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                  و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                  تعليق


                  • #10
                    رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                    عشق.. وعناق
                    زمنُ العناقِ المستحيل أتى‏
                    فحاذرْ.. لاتعانقْ‏
                    عمّدْ جراحَك بابتهالاتِ الندى‏
                    تخضرُّ أعوادُ المشانقْ‏
                    وادخلْ ضفافَ الغوطتين مظفراً‏
                    وارفعْ على الجبلِ المكلل بالرياحين‏
                    البيارقْ‏
                    قلْ إنّ بابَ الحلمِ مفتوحٌ‏
                    على فرحٍ الحدائقْ‏
                    وابدأ غناءَك للسهولِ‏
                    وللشوارعِ.. والخنادقْ‏
                    أنت الذي رسمَ البلادَ‏
                    على اخضرارِ العشبِ.. لونِ الجرحِ‏
                    فقرِ الناس أوجاعِ الأجنةِ‏
                    يومَ تورثُها تفاصيلَ القضّيةِ مثلما أورثتها‏
                    أملاً عصياً‏
                    لايهادنُ، لايساومُ، لاينافقْ‏
                    واهمسْ بأذن البحرِ‏
                    إن المدَّ ياحلو التبرّجِ‏
                    فيكَ بالثاراتِ عابقْ‏
                    فامنحْ لنا‏
                    فرحَ الطفولةِ.. أغنياتِ الحبِّ‏
                    ميلادُ الزنابقْ‏
                    إنا تعبْنا من حصادِ الشوكِ‏
                    من ظمأ البنادقِ للبنادقْ‏
                    وانثر طيوبك في دروبِ العائدين‏
                    من المذابحِ والحرائقْ‏
                    واهتفْ: رجعتُ فإنني للأرضِ‏
                    والأطفالِ.. يا.. أيّارُ‏
                    عاشقْ‏


                    - 1995 -‏

                    إذا الشعب يوما أراد الحياة
                    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                    تعليق


                    • #11
                      رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                      سورية ياحبيبتي
                      وكتبتُ أغنيتي‏
                      رسمتُ حديقة وبنفسجاً وسنانَ‏
                      بعضُ سنابلٍ تختالُ في ألقٍ‏
                      وتمضي في نسيمِ الصبحِ‏
                      فاقترّب الربيعُ من اخضرار يديّ‏
                      أهدى مقلتيّ بهاءَهُ‏
                      فتدفقَ الفرحُ العصيُّ إلى بساتينِ الدماءْ‏
                      وعدوتُ بين تلالكَ السمراءِ‏
                      أنهلُ من عبير هواك كأسَ صبابتي‏
                      وأراكَ في أوجِ امتدادِكَ‏
                      بين قلبي.. والسّماءْ‏
                      ياأيّها الوطنُ المسوّرُ بالأغاني‏
                      وازدهاءِ السّنديانْ‏
                      برداكَ يجري في دمي‏
                      عرساً دمشقي الصّفاءْ‏
                      وجبالكَ الخضراءُ تومئ للأحبّةِ‏
                      أن يعودوا مثقلينَ بدفءِ أوزارِ الهوى‏
                      وعلى تقاسيم الفراتِ‏
                      تدافعَ النخلُ الفتيُّ إلى‏
                      ملاقاةِ الضياءْ‏
                      وتعانقا كحمامتينِ صغيرتينْ‏
                      تستقرئانِ على المدى سرَّ الحياةْ‏
                      وهناكَ هوّمَ عاشقٌ‏
                      بين التّولهِ والحنينْ‏
                      همستْ قرنفلةٌ لجارّتها:‏
                      -أعدّي للّقاءِ طيوبَهُ‏
                      فانهلَّ من صمتِ الصّخور عبيرُ قافلةٍ‏
                      تبثّ الرّيحَ أورادَ التصوّفِ‏
                      وهي توغلُ في الرحيلْ‏
                      وامتدَّ صوتُ البرتقالْ..‏
                      من أرضِ يافا والخليل‏
                      وهفا إلى أرضِ الشّمالْ‏
                      ودمشقُ تنهضُ من جفونِ الحلمِ‏
                      ترخي شعرّها المجدولَ من ألقِ التمردِ والفداءْ‏
                      وعبيرُ صفصافِ القرٍى‏
                      يكسو المعابرَ والضفافْ‏
                      وتذرّ ضحكتها‏
                      مؤرّجةً بقهوتها وبعضِ الهيلِ والنارنجِ‏
                      تهمسُ في دلالِ صبيةٍ جذلى‏
                      -"صباحُ الخير.. يابردى."‏
                      وتسيرُ.. أيُّ غزالةٍ سمراءَ‏
                      تمرحُ في الصّباحاتِ الجميلةِ‏
                      إذ يمرُّ العابرونَ إلى المعاملِ‏
                      والمدارسِ والحقولْ‏
                      وتودّعُ الأطفالَ بالقبلاتِ:‏
                      كنْ حذراً وأنتَ تمرُّ نحو القلبِ‏
                      كنْ حذراً‏
                      وتبتسمُ الشّوارعُ والحدائقُ للوجوهِ الطيبةْ‏
                      وأراهُ يزهر قاسيونْ..‏
                      ويضم خضرته الوريفة‏
                      ثمّ يعزفُ فوقَ أوتار الهوى‏
                      لحناً شداه العاشقون‏
                      "سورّيهُ ياحبيبتي"‏
                      وأعدتِ لي وجهي ولونَ مشاعري‏
                      وأعدتِ لي ولهي القديمَ‏
                      فجئتُ حاملةً هواي قصيدةً‏
                      تنسابُ بين دمي ونهرِك مذعرفتكِ‏
                      واقتسمتُ الليلَ مع فرحِ الجياعِ‏
                      وباعةِ الصّبارِ والشاي المخمّرِ‏
                      وانعتاقِ الساهرينَ‏
                      وكنتُ أولدُ في صباحاتِ المدارسِ‏
                      أرسمُ الأحلامَ نافذةً على عبثِ الطفولةْ‏
                      ياأيّها الأحبابُ غنّوا.. للوطنْ‏
                      ويغرّدُ الأطفالُ مبتسمينَ للنّهرِ المسافرِ‏
                      لاتكاءةِ قاسيونَ على المدى‏
                      ولعطرِ غوطتكِ السكيبِ وللندى‏
                      وأنا أضمّكِ ملءَ صدري‏
                      حيثُ غلَّ الياسمين‏
                      والنهرُ يركضُ والضفافُ تمرّ مسرعةً‏
                      وقلبي هاهنا لازال طفلاً‏
                      في هواكِ مردّداً..‏
                      سوريةُ... يا... حبيبتي‏
                      - دمشق 1995 -‏

                      إذا الشعب يوما أراد الحياة
                      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                      تعليق


                      • #12
                        رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                        اعتراف أخير لعشتار
                        رسموا على جرحي مفاتيحَ الفصولْ‏
                        ونهضتُ من وجعِ انتحابِ العشبِ‏
                        فاجأهُ ارتعاشُ الأرضِ‏
                        في ليلِ الحقولْ‏
                        لاتقتلوا فرحَ الفراشةِ والصّباحُ يضمّها بعذوبةٍ‏
                        تحنو على زنديه.. لونِ عيونهِ‏
                        وبلحظةِ الإشراقِ .. يخطفُها الرحيلْ‏
                        وجعٌ جميلْ‏
                        من يصطلي نيران هذا الشيّقِ‏
                        الوجعِ الجميلْ ؟!‏
                        يافاتنَ الأمس البعيدِ أسرتني‏
                        وتركتَ فوقَ دمي مياسمُك الغريبة‏
                        وابتهالات العيونْ‏
                        ياأيّها المتسابقونَ إلى ثمارِ مواجعي‏
                        إنْ تقرؤوا وجهي‏
                        ترواوجه الحبيب القاتل‏
                        وتلمّسوا جرحي‏
                        تروا وشمَ الهيامِ الآفلِ‏
                        هي لحظةٌ مابينَ أمنيةٍ وقبلةِ وردةٍ‏
                        هي لحظةٌ مابينَ موتي واتقادِ هوايَ‏
                        يومَ رأيتهُ‏
                        ورأيتُ وجهي لم يزلْ يحبو‏
                        على دربِ الطفولةِ والبراءةِ والفتونْ‏
                        وتزاحَمَتْ أوراقهُ عطراً دفيئاً‏
                        فوقَ أشجارِ الحنين‏
                        وقطفتهُ.. بيديّ‏
                        ثم زرعتهُ في القلبِ أغنيةً ربيعيةْ‏
                        ولطالما أدمنتُ أسرارَ الوجودِ بوجههِ‏
                        خّبأتُ دمعي في نسيجِ ضلوعهِ‏
                        وعشقتهُ.. عشقَ البراعمِ للندى‏
                        للشمسِ والمطرِ الربيعيِّ المغرّدِ‏
                        فوق هاماتِ الصخورْ‏
                        هولي هوايَ المرتجى‏
                        طفلي المسافرُ في عروقِ الأرضِ‏
                        أتبعُهُ.. وأقسمُ أن يعودَ مكللاً‏
                        بالقمحِ والزيتونِ‏
                        تفترشُ المواسمُ ساعديهِ‏
                        هي لحظةٌ مابينَ عاصفةٍ.. وقبلةِ عاشقينْ‏
                        هي لحظةٌ مابين وجهي واشتعالِ الحلم في عينيهِ‏
                        يوم رأيتُهُ.. مرّتْ على شفتيهِ قافلةٌ‏
                        من الكلماتِ...‏
                        في كفّيهِ كانَ البدءُ مهموساً‏
                        وجاءَ دمي يتوقُ إليه من عشبِ البلادِ‏
                        يرودُ نافذةً على جبلٍ تزنّر بالأساطيرِ‏
                        القديمةِ مذتلاقينا على وجعِ المسافةِ بينَ ميلادي‏
                        وموتِ بيادري..‏
                        كم قلتَ تعشقُ فيَّ عنفَ السّنديانْ‏
                        وصلابةَ الصخر المطلِّ على ضفافِ الصّيفِ‏
                        أرحَجَني جنونُ الحلمِ‏
                        طوّفَ بي.. قرأتُ البحرَ في ترحاليَ الأولْ‏
                        ضممتُ مياهَهُ بالهدبِ ممتداً‏
                        من الصفصافِ للصفصافْ‏
                        وتقتُ إلى جزيرةِ "سندبادٍ"‏
                        هدهدَتْ ولهي‏
                        حنيني لابتكار البسمةِ الأولى‏
                        ومرَّ البحرُ محترقاً على شفتيَّ‏
                        لم أنسَ ارتحالك في صراخِ الدّمِ‏
                        قد واريتني بيديكَ في زمنِ الغوايةِ‏
                        وابتعدتَ عن الندى‏
                        كم قلتَ: سوف أجيءُ مع صخبِ السواقي‏
                        يومَ يخضرُّ المدى‏
                        لم تأتِ.. صارَ المنحنى وطناً لكلّ العائدين‏
                        من الفجيعةِ.. من جنونِ الغيمِ في سفنِ الرياحْ‏
                        وجاءَ دمي إلى ملكوتك السفليّ‏
                        كي يفديك من ألمِ احتضاركَ‏
                        يرتديه عباءةً ويعودُ متشحاً بأسرارِ‏
                        الفصولِ معمَّداً بالنزفِ والقبلِ الجريحةِ‏
                        والسنابلْ‏
                        طفلاً يصوغُ الطيبَ من دمهِ‏
                        ومن زيتونةٍ.. وحجارةٍ في الطّورِ‏
                        قامّتْ وحدَها‏
                        لتعيدَ أمجادَ البلادْ‏
                        - 1993 -‏

                        إذا الشعب يوما أراد الحياة
                        فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                        و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                        و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                          احـــــتمال...
                          ربّما.. حاصَرني وجُهك يوماً‏
                          بعضَ يومٍ..‏
                          أو سنة‏
                          ربما صارتْ دموعي سوسنة‏
                          وتغرّبتُ عن الحلمِ‏
                          عبرتُ الأرضَ بحثاً‏
                          عن جهاتٍ.. ممكنةْ‏
                          وتفيأتُ ظنوني‏
                          كظلالٍ آمنة‏
                          ثم أرسلتُ شراعي‏
                          فوقَ أمواهِ بحارٍ عابراتٍ‏
                          وتقرّيت دهوراً‏
                          وجهَ بحارٍ أضاعَ العمرَ‏
                          يبغي في عيوني‏
                          موطنهُ‏
                          واحتواني‏
                          مثلَ سربٍ من حمامٍ‏
                          راحَ يبني في عظامي‏
                          مسكنّهْ..‏
                          - 1/96 -‏

                          إذا الشعب يوما أراد الحياة
                          فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                          و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                          و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                          تعليق


                          • #14
                            رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                            هواجس ليلى الأخيلية
                            لوجهكَ هذا المسافرُ في سوسنِ الروحِ‏
                            كان اشتهاءُ المرايا لعري الصباحاتِ‏
                            يومَ يهلُّ ربيعٌ جديدْ‏
                            لعينيكَ أطلقتُ قلبي يمامةَ شوقٍ‏
                            فصارتْ دمائي.. بلادا‏
                            ولم ينتهِ الحزنُ.. أوغلُ.. توغلُ‏
                            تبكي القوافي أسىً واتقادا‏
                            فخمسونَ عاماً مضَتْ منذ مرَّ الجرادُ‏
                            وخمسون أغنيّةً من صخورِ الشواطئِ‏
                            نامَتْ على بيدرِ الصّدرِ‏
                            أيقظها العابرون فماجتْ حصادا‏
                            وخمسونَ من باسقاتِ النخيلْ‏
                            تطوّف فوقَ الخريطةِ.. مامرّ نهرٌ يقول: تعالي‏
                            فهل ثمَّ واحةُ حبٍّ تلمُّ عناقيدَها المثقلاتِ‏
                            وتغلقُ بابَ السّرى والرحيلْ؟!‏
                            أحبّكَ يافارساً هارباً من جنونِ الحكايةِ‏
                            آتي عذابَ لياليكَ موشومةً بجنى الأمنياتِ‏
                            التي عذّبتني.. غداة التقينا‏
                            فغذّ حنيني خطاهُ‏
                            إلى أرضِ عذرةَ والولهِ العامريِّ‏
                            تعبتُ من التيه عبْرَ البوادي‏
                            وهبتْ عليّ رياح السمومِ‏
                            فألجمت صوتي‏
                            وهبتْ عليّ رياحُ الشّمالِ‏
                            فأعلنت موتي..‏
                            ختمتُ سلافاتِ حبي بنارِ القصيدةْ‏
                            ذروتُ الرمادَ على كل وادٍ‏
                            وأعلنتُ أني قضيتُ شهيدةْ‏
                            فيا أيّهذا المسمى على هيكل الجسمِ قلبي‏
                            احتملني قليلاً‏
                            فأرجعَ للنارِ ألوانها الراعفاتِ‏
                            وأمسحَ دمعةَ حزني التي هرّبتها المتاهاتُ‏
                            ذاتَ انتظارٍ.. فصارَت مدادا‏
                            وقلتَ: يهدّك شوقٌ إليَّ‏
                            وقلتَ: يجيئكِ صوتي بعدَ المواتِ‏
                            ويزقوبه صائحٌ من رميم العظامِ‏
                            إذا مامررتِ وقلت: سلاماً‏
                            وماردَّ يومَ مررتُ وقلتُ السلامْ‏
                            ولاانشال من شفتيه جميلُ الكلامْ‏
                            نعتني الأحاديثُ...‏
                            واريتُها في ارتعاشِ دمي وهتفتُ: سلاماً‏
                            وتوّجتُ عينيكَ يا "توبُ" ريحانةً‏
                            من ضياءٍ... على عرشِ قلبي‏
                            مررْتُ على هاطلِ الوجدِ من ألفِ عامْ‏
                            أتيتُ إليك.. ازدحمتُ بأمواجِ شوقكَ‏
                            مرّتْ هوادُجنا في المفازاتِ عامرةً‏
                            بالطيوبِ، الخمورِ، الحرائرْ‏
                            وماأيقظتك خطانا..‏
                            غرقتُ ببحرِ الضغائنِ ثمَّ..‏
                            تشظيتَ فوقَ شفاهِ التلاميذِ‏
                            في غرفِ الدّرس ترنيمةً من عبيرْ‏
                            وبينَ اخضرارِ الصباحات والأمسياتِ النديّةِ‏
                            ناديتُ: يا حمَيريُّ.. انتظرني‏
                            فماردَّ صوتٌ.. ولاصاح صائحْ‏
                            بكيت، ابتسمتُ، صرخت:‏
                            أيا أيهذا الزّمانُ الذي أرسلوكَ‏
                            إلى ساحةِ الموتِ.. ماأحرقوكَ‏
                            ولاقتلوكَ‏
                            ولكنهم.. سرقوكَ من الحلمِ والعشبِ والساقيةْ‏
                            فعدتُ إلى الرملِ أجثو‏
                            كعرّافةٍ تهتدي ببقايا الطلولِ‏
                            وراحت خيولٌ.. وعادَت خيولْ‏
                            مررْتُ بذاكرةِ العاشقاتِ دهوراً‏
                            رأيتُ الهوادجَ تلهو بها سافياتُ الرّياحِ‏
                            رأيتُ البلادَ تحمّلُ صوتي استعارَ الصبابةْ‏
                            أنا الأخيليةُ مامرَّحبٌّ كحبي.. ولاجنّ قلب كقلبي‏
                            فيا توبُ... قلبي يسوق إليك قطيعاً رغابه‏
                            فهلا تعودُ إلي ربيعاً جديداً‏
                            وهلا يودّعُ صدري الحزينُ الجراحَ‏
                            ويطوي عذابَهْ !‏
                            - 1993 -‏

                            إذا الشعب يوما أراد الحياة
                            فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                            و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                            و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                            تعليق


                            • #15
                              رد: مـزيــداً مـــن الحـــبّ

                              الشــــــاعر
                              مهداة إلى الشاعر.‏
                              عاشقاً كان يغنّي‏
                              عندما اغتالوا القمرْ‏
                              أغلقَ الجرحَ وأصغى‏
                              لترانيمِ المطرْ‏
                              أمسكَ الوقتَ المدمّى‏
                              بين كفّيه ونادى للسّفِرْ‏
                              وعلى أوراقهِ البيضاءِ قامتْ‏
                              كلّ آلامِ البشرْ‏
                              * * *‏
                              هو ملحُ الأرضِ في ليلِ الضّياعْ‏
                              صوتُه رجعُ حنينِ الصخرِ‏
                              آهاتُ الجياعْ‏
                              كلما أوقدَفي القلبِ قناديلَ الخزامى‏
                              ضاعَ منهُ القلبُ والقنديل ضاع‏
                              فمضى يبحثُ عن أحلامهِ‏
                              ربما يولدُ في الليلِ شعاعْ‏
                              .........‏
                              هو فيكم قمرُ الليلِ، عبيرُ الوردِ‏
                              رفّاتُ العصافيرِ الأليفةْ‏
                              وهو فيكم غابةٌ تمتدُ في الأرضِ منداةً وريفةْ‏
                              فلماذا كلّما ألفى طريقاً لرؤاهْ‏
                              تسرقون الأرض من تحت خطاه‏
                              تفتحون الجرح في الصدر مراراً‏
                              ثم تشكون نزيفه‏
                              ........‏
                              من حنين العشب صاغ الحرف‏
                              من ضوع جذور السنديان‏
                              واصطفى من ماء أحلام الينابيع‏
                              سلافات البيان‏
                              وسما للغاية المثلى نبياً‏
                              وابتغى في الشعر ميلاداً‏
                              فكانْ‏
                              ........‏
                              نذر النبض شموعاً‏
                              في دجى العمر الفسيح‏
                              رسم الفرحة حقلاً‏
                              بندى الحبِ يفوح‏
                              واستعار الحرف من خمر الدوالي‏
                              ثم أهداه وشاحاً للجريح‏
                              فلماذا كنتم مثل يهوذا‏
                              وهو مصلوب على أسواركم مثل المسيح‏

                              إذا الشعب يوما أراد الحياة
                              فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
                              و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
                              و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X