إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطربوش في سوريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطربوش في سوريا



    الطربوش في سوريا
    ماضي رمز الوجاهة والأناقة



    الطربوش ظاهرة انقرضت أو تنقرض بمرور الزمن، وقد اهتم الرجل العربي بألبسة الرأس منذ القدم لأنها تتوج رأسه وتظهره بمظهر لائق أمام الناس ونادراً ما كان يظهر حاسر الرأس

    لأن ذلك كان أمراً معيباً ومخالفاً للمألوف وقد طال ألبسة الرأس مثل غيرها من الأزياء الكثير من التطور والتبدل سواء عند النساء أم الرجال، وإن كان تطور لباس رأس الرجال أسرع وأكثر تنوعاً وتبايناً واتقاناً.‏‏

    ومن ألبسة الرأس الرجالية التي اشتهرت في الماضي «القاووق» أو «القلبقط»، و «العُرف» و«الطبزة» و «التاج» و «اللبادة»، وهي ألبسة انقرضت منذ عشرات السنين وانقرضت صناعتها، ولم يبق منها شيء يذكر بعد أن كان لكل واحد منها دلالة على مكانة صاحبها ووظيفته الاجتماعية.‏‏

    غير أن سيد هذه الألبسة هو الطربوش الذي كان في الماضي رمزاً للوجاهة والأناقة، وقد عرف المجتمع السوري هذا النوع من الزي منذ أكثر من مئة عام وكان العامل الأساسي في انتشاره وشيوعه هو الفرمان الشاهاني الذي أصدره السلطان العثماني محمود الثاني والذي اهتم بلباس رجال دولته ورعيته، وحدد في هذا الفرمان طول الشارب واللحية وطراز الجبة وعرض أكمامها، وأوجب لبس الطربوش كلباس للرأس معترفاً به رسمياً، بل كان أول من لبس الطربوش من سلاطين الدولة العثمانية ويذكر المؤرخ محمد سعيد القاسمي في كتابه «قاموس الصناعات الشامية» إن الطرابيش في عهد السلطان محمود كانت تجلب من البلاد الأجنبية، وبدأ أمرها ينتشر حتى عم واستعاضت الناس به عن جميع ما تقدم من القاووق والعُرف والطبزة واللبادة والبقية من مشايخ الطرق لم تزل محافظة على هيئة أسلافها تعيشاً بها وصارت الناس تعتم على الطربوش، ثم وجدوا كبر العمامة فيه غلظة، فأخـذوا يتلطفون في تصغيرها حتى آل الأمر إلى ما نراه».‏‏

    ويرى القاسمي أن عمة الطربوش البيضاء لم تكن زياً لكل العلماء في دمشق فالشريف يلف الأغباني عليه، والعمة البيضاء بزيها المتقن الآن كانت خاصة بقضاة دمشق الأتراك فقط.‏‏

    وأخذ ولاة السلطان محمود يفرضون الطربوش على رجال الدولة وصغار الموظفين فلبسوه امتثالاً ورهبة، أما الشعب فلم يرق له الطربوش في البدء وبالنسبة لكلمة الطربوش فهي محرفة عن الفارسية وتعني زينة رأس الأمير ثم حُرفت إلى «شربوش».‏‏

    وقد بدأ زوال الطرابيش الحمراء نسبياً من شوارع المدن السورية مع المرسوم الجمهوري الذي أصدره الرئيس حسني الزعيم عام 1949 والذي منع بموجبه الموظفين والمستخدمين لدى الحكومة من ارتدائه ثم ألحقه بمرسوم طريف آخر منع بموجبه السير بالشوارع بلباس البيجاما متأثراً بمراسيم كمال أتاتورك في تركيا آنذاك وبعد نهاية حكم الزعيم ألغى الرئيس هاشم الأتاسي مرسوم الطرابيش والبيجاما.‏‏

    ويقال إن آخر طرابيشي في سورية عثر عليه في زقاق حمصي قديم وهو الحاج «عبد الفتاح تربة دار» وتقول الرواية إنه كان المكوجي الخاص لطربوش الرئيس هاشم الأتاسي.‏‏

    ومن مشاهير زعماء سورية الذين لبسوا الطربوش الرئيس هاشم الأتاسي والزعيم سعد الله الجابري والرئيس شكري القوتلي‏


    والسياسي الأديب فخري البارودي، ورئيس وزراء سورية الأسبق فارس الخوري والذي يروي الكاتب السوري المعروف عادل أبو شنب عن طربوشه قصة طريفة في كتابه «شوام ظرفاء» حيث يقول «مرّ فارس الخوري بأحد أسواق دمشق فرأى طربوشاً يناسب رأسه فجربه وسأل عن ثمنه، فوضع البائع رقماً كبيراً ولعله رفع الثمن لندرة وجود طربوش يستوعب رأس زبونه، لكن الخوري استغلاه وهمّ بالانصراف، فقال له البائع اسمع يا فارس بيك، لو درت الدنيا كلها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لما وجدت طربوشاً كهذا يناسب رأسك «المبجبج» ما شاء الله، وردّ السياسي السوري البارز فارس الخوري في الحال: اسمع يا أخانا أنت أيضاً لو درت الدنيا كلها لما وجدت رأساً كرأسي يجيء طربوشك عليه «حفر وتنزيل» ويقال: إن الخوري أخذ الطربوش برأسماله.‏‏

  • #2
    رد: الطربوش في سوريا



    لا بدّ لنا من الإشارة إلى التطور في ملبوس الرأس من العمامة إلى الطربوش، فقد كانت العمامة لباس الرأس السائد، وقد سميت بأسماء مختلفة، واختص بلبسها الرجال الأكثر رصانةً واعتباراً من الناحية الاجتماعية، وقلّ من لبسها دون الأربعين ولبسها رجال الدين والموظفون الدينيون والقضاة ونوابهم والمفتون ونقباء الأشراف وخطباء الجوامع والأعيان والولاة والأغوات ومشايخ الحارات ومدرسو المدارس والدفترداريون وغيرهم؛ وكان منها أنواع:

    أهمها الأسطواني والمخروطي. وتتألف العمامة من ثلاثة أجزاء هي: الطاقية المستديرة من القطن بيضاء اللون، وكانت تلبس على الرأس مباشرةً. ثم يأتي فوقها الطربوش أو القاووق ويلف عليه الشاش، وكان الشاش بألوان مختلفة. وتختلف طريقة لف الشال من شخصيةٍ إلى أخرى، وأسرفوا بتزيينه في بعض الأحيان بالأحجار الكريمة والمجوهرات.

    أما النوع الثاني فكان المخروطي الشكل، وتألف بدوره من طاقية بيضاء جامدة القوام ذات رأس مرتفع، يلف حولها الشاش، وهذا النوع من مؤثرات شمال أفريقيا. وكان الشاش مطبعاً بشكلٍ منتظم ومبروماً حول نفسه ثم حول الطاقية. وكان أثر شيوعاً من الأول لدى الهيئة المحكومة، في حين كان الأسطواني هو الأكثر شيوعاً لدى الهيئة الحاكمة وكان القضاة الأتراك يلبسونه، ثم قام علماء دمشق بتقليدهم. ومن الدمشقيين من كان يتعمم بالعمائم من الحرير المطرز المعروف بـ(عزيز خان) وبـ(الأغاباني)، وهي عمة سائر التجار، وبقية الناس. وكانت الطرابيش المعروفة قليلة، وكانت على شكل الطربوش المغربي.

    وكان لأكثر الناس عمامتان فأكثر، ويقولون: عمة للرياسة، وعمة للسياسة. أي عمة لمقابلة الناس، وعمة للدار وتعاطي الحرفة.

    ولما كثرت الطرابيش وانتشرت في عهد السلطان محمود،أخذت تتناقص القواقيق، وصارت تجلب الطرابيش من البلاد وتنتشر بين الناس الذين استعاضوا به عن القاووق والعرف والطبزة واللبادة، إلا بقية من مشايخ الطرق؛ وصارت الناس تتعمم على الطربوش بعد أن صغّروا حجمه.

    وكان السلطان محمود خان أوّل من لبس الطربوش من الملوك الإسلامية، وترك التعمّم مشياً مع المدنية الأوربية، وتشجيعاً للعساكر على نظامها المدني الجديد، الذي اقتضاه مظهر العصر. وقد عانى الطربوش شأنه شأن أيّ ثقافةٍ جديدة من هجمات بعض المتعصبين الذين يظنون بأن التعمم من قواعد الدين، ويستندون إلى أحاديث العمامة، التي كلها موضوعة ومكذوبة على النبي محمد.

    و في العام 1244هـ/1829م، خرج والي دمشق عبد الرؤوف باشا( 1829-1831) مسافراً بموكب الحج وهو يلبس الطربوش يغير عمامة.

    وحلّ الطربوش النمساوي محل الطربوش الكبير الذي كان ثقيلاً وواسعاً، وكانت طرته طويلة وعريضة جداً. وقد انتشر تشبهاً بالأجانب وأطلق عليه اسم فس (fez) أو فينية نسبة إلى مكان صناعته وهي فيينا عاصمة النمسا، وكان شكله أسطوانياً أحمر أو أبيض اللون ثم أصبح اسمه (فاس) نسبةً إلى مدينة فاس في المغرب الأقصى، كي يموه على المسلمين منشؤه الأصلي ويرضي مشاعرهم الدينية.

    وإبان الحكم المصري قام المصريون بارتدائه دون عمامةٍ، بدءاً من إبراهيم باشا المصري، وقلده في ذلك الأمير بشير الشهابي، وسماه جون باورنج (الطاقية الحمراء). وكانت هذه الطاقيات تستورد من فرنسا ثم ما لبثت أن عمّ لبسها، فارتداها التجار، ثم عامة الناس بدءاً من عام (1838م/1253-1254هـ).

    وكان محمد علي باشا قد أنشأ مصنعاً للطرابيش بفوه في مصر منذ العام (1824م) لتزويد الجيش بحاجته من أغطية الرأس، وكان هذا المصنع ينتج نوعاً ممتازاً من الطرابيش يضاهي طرابيش تونس، وقد استعان بالتونسيين لتعليم المصريين هذه الصناعة؛ وكان مبنى المصنع مرتباً ومنظفاً، وتستخدم الثيران في إدارته وتستخدم أجود أنواع الصوف الذي كان يُستورد من أسبانيا.

    وقد ألحّ محمد علي وابنه إبراهيم باشا منذ بدء حكمهما في الشام بوجوب إرسال عشرين أو ثلاثين صبياً من برّ الشام إلى مصر لتعلم صناعة الجوخ والطرابيش ولإدخال هذا الفن إلى بلاده " فتتحول إذ ذاك أرباح الأجانب من هذه البضاعة إلى أبناء البلاد "

    وقد استمرّ لبس الطربوش قائماً حتى عهد الرئيس السوري حسني الزعيم عام (1949) عندما أصدر مرسوماً يمنع فيه ارتداء الطربوش، وكان مصطفى كمال أتاتورك قد أمر بإلغائه منذ عام (1925) واستبدله بالقبعة

    اخى المعتز
    اشكرك على اتاحة الفرصة لى بهذة الاضافة البسيطة
    دمت بود
    اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
    ولاتؤاخذني بما يقولون
    واغفر لي مالا يعلمون

    تعليق


    • #3
      رد: الطربوش في سوريا

      أنت لم تضيفي أختي

      بل تألقت بموضوع أوسع ومتمم

      لك مني كل الشكر

      تعليق

      يعمل...
      X