إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

على خطا شهداء الاستقلال العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على خطا شهداء الاستقلال العربي

    على خطا شهداء الاستقلال العربي


    الخميس 6-5-2010م
    بقلم الدكتور فايز عز الدين



    السادس من أيار ذكرى شهداء الاستقلال العربي، والدلالة الكبيرة لهذا اليوم تعطيه هذه الرمزية لمن دقوا أبواب الحرية بكل يد مضرجة بالتضحية، ودم الفداء.

    ومنذ أن شهدت المشانق في دمشق وبيروت قامات هؤلاء الذين كتبوا ملحمة خلود الوطن وسيادته واستقلاله وكفاح الشعب من أجل التحرر القومي والسياسي لم ينقطع ولاسيما حين بدأت أزمنة الانتداب الأوروبي وعصبة الأمم وتغطية سايكس-بيكو بما سموه انتداباً ومن ثم تحضير الواقع العربي والوقائع على أرض فلسطين كي يتم احتلالها من قبل عصابات الصهاينة منذ الرابع عشر من أيار 1948 ليتواصل مسلسل الشهداء، ولا تزال الشهادة حتى اللحظة العربية الراهنة طريقنا الوحيد إلى النصر.‏
    وفي مجرى الذكرى تعيش جماهير الأمة العربية أصعب مرحلة حراك متناقض ومتنافر ولا يستند إلى أرضية الثوابت بمقدار ما تنوس به أحابيل النفاق السياسي والدوران بالعرب وقضيتهم من صورة إلى صور يكون الحاصل العام مزيداً من الترويض لأصحاب الحقوق بالتنازل عن حقوقهم، وبناء عليه لم تر السيدة كلينتون وهي تتحدث أمام اجتماع اللجنة اليهودية-الأميركية في واشنطن التي تمثل أهم لوبي يهودي ضاغط على الإدارة الأميركية وعلى القرار الأميركي أن الحل العادل هو الذي يجبر المحتل على إنهاء احتلاله أو الذي يبني المستوطنات عليه أن يوقف البناء أو الذي يهوّد المدائن والأرض والقدس، أولاً عليه أن يتوقف عن التهويد أو الذي يبني جدار الفصل العنصري عليه أن يهدمه أو الذي يحضر «للدولة اليهودية» النظيفة من أصحاب الأرض الشرعيين عليه أن يتراجع عن هذه العنصرية والنازية البغيضة أو الذي يحاصر غزة ويمنع أسباب الحياة الإنسانية عليه أن يفك حصاره والذي يغلق المعابر عليه أن يفتحها، نعم إن ذلك كله لم تره السيدة كلينتون في اجتماعها مع اللوبي وكل الذي قد رأته أنها استبقت اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة (في إطار لجنة المتابعة العربية لتحقيق مقررات قمة ليبيا) لتؤكد لهم أنها تنتظر منهم دعم استئناف المفاوضات غير المباشرة مع «إسرائيل» في إطار ما تسميه هي مفاوضات التقارب بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية.‏
    والغريب بالأمر أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هي مفاوضات تقارب، بينما المفاوضات غير المباشرة مع سورية هي مفاوضات تباعد! ومن البديهي أن العرب لم ينسوا بعد عام 1991 والمبادرة الأميركية للسلام حين أصر الإسرائيليون على المفاوضات الثنائية المباشرة وذهب معهم من ذهب إلى أوسلو ثم حين ظهر أوسلو الاتفاق بنهاية عام 1993 انقلبت «إسرائيل» عليه يوم رأت أن العرب المقاومين وعلى رأسهم سورية حافظ الأسد حيث لم توافق على اتفاق كهذا وقالت عنه: إن كل بند فيه يحتاج إلى اتفاق.‏
    واليوم يأتي الإصرار على التغطية العربية للمفاوضات غير المباشرة لأنها مكشوفة المقصد والنتائج فهي ستمرر عبر سلطة مؤقتة لا سيادة لها ومن ثم دون التزام بأي تحديد، أو تحدد بما يعني القدس وعاصمة فلسطين واللاجئين والمستوطنات والدولة المتصلة القابلة للحياة لاحقاً، وحين تتم مفاوضات التقارب المزمعة وتتشرعن بالتغطية العربية لها والضمانة الأميركية شفهية يمكن الانسحاب منها عندئذ ستتمكن أميركا من أن تقدم حلها كما أشارت إليه ولو قامت بعقد المؤتمر الدولي -في إطار الرباعية- وكان هدفه طرح مسار دولي لإقامة دولة فلسطينية يشمل عدداً من المبادئ المتعلقة بقضايا الحدود والترتيبات الأمنية واللاجئين الفلسطينيين والقدس، لكن هذا المؤتمر إذا كان مؤتمراً لإحقاق الحقوق فلماذا لا نبدأ بها؟ وما حاجتنا لتفاوض غير مباشر وبتغطية عربية وكأن ما كان قد حصل من إجراءات تبادل الثقة المزعومة بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية عن طريق التفاوض المباشر لم يؤد إلى الثقة بالسلام على أنه الضمانة الوحيدة للاستقرار في المنطقة والأمن لها وللعالم بأجمعه كذلك؟! حتى اللحظة لا شيء مقنعاً في السياسة الأميركية والدليل هو حين تطلب السيدة كلينتون في الاجتماع المومأ إليه أنه مع بدء المفاوضات وتقدم العملية فإنه على العرب مد اليد (للشعب الإسرائيلي) لإنهاء العزلة الإقليمية لإسرائيل.‏
    وتظهر هنا عملية فك العزلة الإقليمية لإسرائيل أكثر أهمية من إلزام «إسرائيل» بتطبيق قراري مجلس الأمن 242و 338.‏
    ثم تضيف السيدة كلينتون أن أملها أن ترى خطوات تطبيع ملموسة مع «إسرائيل» مثل فتح أو إعادة فتح مكاتب التمثيل التجاري وأقسام رعاية المصالح وحقوق الطيران والطرق البرية والمزيد من المبادلات بين الأفراد بما يبني الثقة على مستوى القواعد الشعبية وكل ما يترتب على «إسرائيل» بنظر كلينتون لا يزيد على احترام الطموحات للفلسطينيين التي تعتبر شرعية ووضع حد لأنشطة الاستيطان وتلبية الحاجات الإنسانية في غزة ودعم جهود السلطة الفلسطينية لبناء المؤسسات.‏
    ومن أجل هذا التطبيع الجديد تتناسى السيدة كلينتون أن التطبيع القديم بعد مؤتمر مدريد 1991 قد شعر العرب معه أن «إسرائيل» حين وصلت إليه شجعها على المزيد من العنصرية والغطرسة والتمسك بالاحتلال ورفضت مبدأ الأرض مقابل السلام ليصبح المبدأ الجديد للسلام على طريقتها هو: السلام من قبلها مقابل السلام والأمن لها من قبل العرب.‏
    فيا سيدة كلينتون قد سمح العرب بالتطبيع ووصلوا إلى حقائق مرة معه وسلي الشعب في كل قطر عربي حاوله.‏
    والمثل العربي يقول: «من جرب المجرب كان عقله قد تخرب» فيما أنت آتية به نحسّ رغبتك في إنقاذ إسرائيل مما وضعتها فيه قوى المقاومة العربية التي تنتهج سورية نهجها وتساندها وتقودها في كل معترك، أما التلويح بإمكانية السماح لمجلس الأمن بإدانة «إسرائيل» في حال قامت بنشاطات استيطانية استفزازية بما في ذلك القدس الشرقية، فهذه لعبة مكشوفة لم تعد تنطلي على عربي والنفاق السياسي هذا ليس له هدف أو مؤّدى سوى تمكين «إسرائيل» من جديد وحماية مشروعاتها وعنصريتها وضياع الحقوق العربية من جديد.‏
يعمل...
X