إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امل وشعور.........بقلم الامام الشهيد ( حسن البنا )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امل وشعور.........بقلم الامام الشهيد ( حسن البنا )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    احب أن تعلم يا أخي أننا لسنا يائسين من أنفسنا و أننا نأمل خيرا كثيرا و نعتقد أنه لا يحول بيننا و بين النجاح إلا هذا اليأس ، فإذا قوي الأمل في نفوسنا فسنصل إلى خير كثير إن شاء الله تعالى، لهذا نحن لسنا يائسين و لا يتطرق إلى قلوبنا و الحمد لله.
    و كل ما حولنا يبشر بالأمل رغم تشاؤم المتشائمين، إنك إذا دخلت على مريض فوجدته تدرج من كلام إلى صمت ومن حركة إلى سكون شعرت بقرب نهايته و عسر شفائه و استفحال دائه ، فإذا انعكس الأمر وأخذ يتدرج من صمت إلى كلام و من همود إلى حركة شعرت بقرب شفائه و تقدمه في طريق الصحة والعافية. و لقد أتى على هذه الأمم الشرقية حين من الدهر جمدت فيه حتى ملها الجمود وسكنت حتى أعياها السكون و لكنها الآن تغلي غليانا بيقظة شاملة في كل مناحي الحياة، وتضطرم اضطراما بالمشاعر الحية القوية و الأحاسيس العنيفة. و لولا ثقل القيود من جهة والفوضى في التوجيه من جهة أخرى لكان لهذه اليقظة أروع الآثار، و لن تظل هذه القيود قيودا أبد الدهر فإنما الدهر قلب، و ما بين طرفة عين و انتباهتها يغير الله من حال إلى حال، و لن يظل الحائر حائرا فإنما بعد الحيرة هدى و بعد الفوضى استقرار ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
    لهذا لسنا يائسين أبدا , و آيات الله تبارك و تعالى و أحاديث رسوله صلى اله عليه و سلم وسنته تعالى في تربية الأمم وإنهاض الشعوب بعد أن تشرف على الفناء , و ما قصه علينا في كتابه , كل ذلك ينادينا بالأمل الواسع , و يرشدنا إلى طريق النهوض و لقد علم المسلون – لو يتعلمون - .
    و إنك لتقرأ الآية الكريمة في أول سورة القصص:
    (طسم , تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ , نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ , وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ , وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص:1-6) .
    تقرأ هذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته و يعتز بقوته، و يطمئن إلى جبروته و يغفل عن عين الحق التي ترقبه، حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، و أبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين و تأخذ بناصر المهضومين المستضعفين فإذا الباطل منهار من أساسه و إذا الحق قائم البنيان متين الأركان وإذا أهله هم الغالبون ، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات كتاب الله عذر في اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام تؤمن بالله ورسوله وكتابه. فمتى يتفقه المسلمون في كتاب الله ؟
    لمثل هذا يا أخي وهو كثير في دين الله لم ييأس الإخوان المسلمون من أن ينزل نصر الله على هذه الأمم رغم ما يبدوا أمامها من عقبات ، وعلى ضوء هذا الأمل يعملون عمل الآمل المجد و الله المستعان.
    أما الوسيلة التي وعدتك الكلام عليها فهي أركان ثلاثة تدور عليها فكرة الإخوان:
    أولها_ المنهاج الصحيح: وقد وجده الإخوان في كتاب الله و سنة رسوله و أحكام الإسلام حين يفهمها المسلمون على وجهها غضة نقية بعيدة عن الدخائل و المفتريات فعكفوا على دراسة الإسلام على هذا الأساس دراسة سهلة واسعة مستوعبة.
    و ثانيها_ العاملون المؤمنون: و لهذا أخذ الإخوان أنفسهم بتطبيق ما فهموه من دين الله تطبيقا لا هوادة فيه و لا لين، و هم بحمد الله مؤمنون بفكرتهم مطمئنون لغايتهم واثقون بتأييد الله إياهم ما داموا له يعملون و على هدي رسوله يسيرون.
    و ثالثها_ القيادة الحازمة الموثوق بها: و قد وجدها الإخوان المسلمون كذلك، فهم لها مطيعون و تحت لوائها يعملون.
    هذا ما أردت أن أتحدث به إليك عن دعوتنا و هو تعبير له تعبير، و أنت يوسف هذه الأحلام، فإن راقك ما نحن عليه فيدك مع أيدينا لنعمل سويا في هذا السبيل و الله و لي توفيقنا و هو حسبنا و نعم الوكيل فنعم المولى و نعم النصير.
    http://www.wahitalibdaa.com/picture....1&pictureid=14
يعمل...
X