لا أقبل الانتظار
قصة
حسنة محمود
لم يمضِ على حمل سميرة إلاّ شهور سبعة حيث كانت حركة الجنين غير طبيعية. كانت شديدة. عنيفة . أقوى من أن يكون قد مضى على وجوده هذه الأشهر السبعة فقط .
تحسست بطنها متسائلة :
ماذا جرى لهذا الجنين ؟ فهو دائم الحركة ، هل هو طبيعي ؟ أم إنه متذمر من شيء ما ؟ ساعده يا رب واحمه .
دهشت سميرة عندما سمعت الجنين يرد عليها :
-أجل يا أماه أنا دائم الحركة ومتذمر ومستاء …. !!! سألته :
- ما سبب كل هذا يا حبيبي ؟ قال :
- لقد طال وجودي ضمن هذه الحجرة المظلمة . ضجرت و أريد الخروج سريعاً. ناشدته سميرة :
- أرجوك . لم تحن ولادتك بعد .
- أعرف ذلك ولكني أخشى ألا أتمكن من القيام بواجبي وأشارك أبناء وطني في انتفاضتهم . خاطبته بألم :
- أخشى أن يقتلك الأعداء !
-أنا لا أخاف هؤلاء الجبناء . لقد اغتصبوا أرضي وحريتي . وعندما عجزت عن إقناعه في البقاء قصدت المشفى . و في غرفة المخاض قُصفت المشفى بالصواريخ فتوفيت سميرة مع جنينها فكان أول شهيدٍ لم يرَ النور .
ــــــــــــــــــــــــــــ
لا أقبل الانتظار - قصة - حسنة محمود