إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وطن - رؤيا - وداع - للشاعر أدونيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وطن - رؤيا - وداع - للشاعر أدونيس


    وطن - رؤيا - وداع - للشاعر أدونيس


    وطن
    للوجوه التي تتيبس تحت قناع الكآبه
    أنحني، لدروب نسيت عليها دموعي
    لأب مات أخضراً كالسحابه
    وعلى وجهه شراع
    أنحني ، ولطفل يباع
    كي يصلي وكي يمسح الأحذيه
    (كلنا في بلادي نصلي كلنا نمسح الأحذيه)
    ولصخر يتدحرج تحت جفوني وبرق
    ولبيت نقلت معي في ضياعي ترابه
    أنحني - هذه كلها وطني، لا دمشقُ.
    رؤيا

    هربت مدينتنا
    فركضت أستجلي مسالكها
    ونظرت - لم ألمح سوى الأفق
    ورأيت أن الهاربين غداً
    و العائدين غداً
    جسد أمزقه على ورقي.
    ورأيت - كان الغيم حنجرة
    و الماء جدراناً من اللهب
    ورأيت خيطاً أصفراً دبقاً
    خيطاً من التاريخ يعلق بي
    تجتر أيامي وتعقدها
    وتكرّها فيه - يد ورثت
    جنس الدمى وسلالة الخرق.
    ودخلت في طقس الخليقة في
    رحم المياه وعذرة الشجر
    فرأيت أشجاراً تراودني
    ورأيت بين غصونها غرفاً
    و أسرّة وكوى تعاندني،
    ورأيت أطفالاً قرأت لهم
    رملي ، قرأت لهم
    سور الغمام وآية الحجر
    ورأيت كيف يسافرون معي
    ورأيت كيف تضيء خلفهم
    برك الدموع وجثة المطر.
    هربت مدينتنا
    ماذا أنا، ماذا؟ أسنبلة
    تبكي لقبرة
    ماتت وراء الثلج و البرد
    ماتت ولم تكشف رسائلها
    عني ولم تكتب إلى أحد
    و سألتها ورأيت جثتها
    مطروحة في آخر الزمن
    وصرخت - " يا صمت الجليد أنا
    وطن لغربتها
    و أنا الغريب وقبرها وطني. "
    هربت مدينتنا
    فرأيت كيف تحولت قدمي
    نهراً يطوف دماً
    ومراكباً تنأى وتتسع
    ورأيت أن شواطئي غرقٌ
    يغوي و موجي الريح و البجعُ.
    هربت مدينتنا
    و الرفض لؤلؤة مكسرة
    ترسو بقاياها على سفني
    و الرفض حطاب يعيش على
    وجهي - يلملمني ويشعلني
    و الرفض أبعاد تشتتني
    فأرى دمي وأرى وراء دمي
    موتي يحاورني ويتبعني.
    هربت مدينتنا
    فرأيت كيف يضيئني كفني
    ورأيت - ليت الموت يمهلني.
    وداع

    قلنا لك الوداع من سنين
    قلنا لك المرثية التائبه،
    يا هالة الملائك الميتين
    يا لغة الجرادة الهاربه.
    الكلمات أحتقنت بالوحول
    الكلمات ازينّت بالمخاض-
    عادت لنا أرحامنا الغائبه
    وها هي الأمطار و السيول
    يا لغة الأنقاض
    يا هالة الملائك الميتين.
يعمل...
X