إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

احلي قصائد ايليا او ماضي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احلي قصائد ايليا او ماضي

    *** ابتسم ***

    قال : السماء كئيبة ، وتجهما
    قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما

    قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم
    لن يرجع الأسف الصبا المتصرما

    قال : التي كانت سمائي في الهوى
    صارت لنفسي في الغرام جهنما

    خانت عهودي بعدما ملكتها
    قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟

    قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها
    قضّيت عمرك كله متألما

    قال : التجارة في صراع هائل
    مثل المسافر كاد يقتله الظما

    أو غادة مسلولة محتاجة
    لدم وتنفث كلما لهثت دما

    قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها
    وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..

    أيكون غيرك مجرما وتبيت في
    وجل كأنك أنت صرت المجرما

    قال : العدى حولي علت صيحاتهم
    أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟

    قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة
    لو لم تكن منهم أجل وأعظما

    قال : المواسم قد بدت أعلامها
    وتعرضت لي في الملابس والدمى

    وعلي للأحباب فرض لازم
    لكنّ كفي ليس تملك درهما

    قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل
    حيا ولست من الأحبة معدما

    قال : الليالي جرعتني علقما
    قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما

    فلعل غيرك إن رآك مرنما
    طرح الكآبة جانبا وترنما

    أتراك تغنم بالتبرم درهما
    أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

    يا صاح لا خطر على شفتيك أن
    تتثلما والوجه أن يتحطما

    فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
    متلاطم ولذا نحب الأنجما

    قال : البشاشة ليس تسعد كائنا
    يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

    قلت : ابتسم مادام بينك والردى
    شبر فإنك بعد لن تتبسما

    *************
    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

  • #2
    رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

    في حياة وردة...





    رآها يحلُّ الفجرُ عقد جفونها *
    * ويُلقي عليها تبرهُ فيذوبُ
    وينفض عن أعطافها النورَ لؤلؤاً *
    * من الطلِّ ما ضُمت عليه جيوبُ
    فعالجها حتى استوت في يمينه *
    * وعاد إلى مغناه وهو طروبُ
    وشاء فأمست في الإناء سجينةً *
    * لتشبع منها أعينٌ وقلوبُ
    فليست تحيي الشمس عند شروقها *
    * وليست تحيي الشمس حين تغيبُ
    ومن عُصبت عيناه فالوقت كله *
    * لديه وإن لاح الصباحُ غروبُ
    لها الحجرة الحسناءُ في القصر إنما *
    * أحب إليها روضةٌ وكثيبُ
    وأجمل من نور المصابيح عندها *
    * حُباحبُ تمضي في الدجى وتؤوبُ
    وأحلى من السقف المزخرف بالدمى *
    * فضاءٌ تشع الشهبُ فيه رحيبُ
    تحنُ إلى مرأى الغدير وصوته *
    * وتُحرم منه ، والغدير قريبُ
    وكانت قليل الطل ينعش روحها *
    * وكانت بميسور الشعاع تطيبُ
    تمشى الضنى فيها وأيار في الحمى *
    * وجفت وسربال الربيع قشيبُ
    إسارك يا أخت الرياحين مفجعٌ *
    * وموتك يا بنت الربيع رهيبُ
    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

    تعليق


    • #3
      رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

      (لا تَسَلْ أين الهوى )






      لا تَسَلْ أين الهوى والكوثرُ
      سَكَتَ الشادي وبُحَّ الوترُ



      فجأةً ... وانقلب العُرسُ إلى
      مَأتمٍ ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ



      ماجتِ الدنيا بمن فيها ، كما
      ماج نهرٌ ثائرٌ مُنكدرٌ



      كُلهم مُستَفسِرٌ صَاحبه
      كلُّهم يُؤذيه من يَستَفسِر



      هَمَسَ الموتُ بهم همستهُ
      إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ


      فإذا الحيرةُ في أحداقهم
      كيفما مالوا وأنى نظروا


      علِموا ... يا ليتهم ما عَلِموا
      أنَّ دنيا من رؤىً تُحتَضَرُ


      والذي أطربهم عن قُدرةٍ
      بات لايقوى ولا يقتدرُ



      يَبِسَ الضِّحكُ على أفواههم
      فهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا


      وإذا الآسي ... يدٌ مخذولةٌ
      ومُحيا اليأسُ فيه أصفرُ


      شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
      أرضُها وطأتَهُ والجَدرُ



      فعلى الأضواء مِنه فترةٌ
      وعلى الألوان مِنه أثرُ


      والقناني صُورٌ باهِتَةٌ
      والأغاني عَالم مُندثرُ


      ألهنا أُفلِت من أيديهمُ
      والأماني ...؟ ..إنها تنتحِرُ
      وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
      وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

      تعليق


      • #4
        رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

        كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
        وحلاوة إن صار غيرك علقما
        إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها
        لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
        أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا
        أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
        مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟
        أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
        عُدَّ الكرامَ المحسنين وقِسهمُ
        بهما تجد هذين منهم أكرما
        ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما
        إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
        لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ،
        عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
        فاعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
        إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
        أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
        لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
        وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
        وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

        تعليق


        • #5
          رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

          ليت الذي خلق العيون السودا
          خلق القلوب الخافقات حديدا
          لولا نواعسها ولولا سحرها
          ما ود مالك قلبه لو صيدا
          عَوذْ فؤادك من نبال لحاضها
          أو متْ كما شاء الغرام شهيدا
          إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم
          كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
          وإذا طلبت مع الصبابة لذةً
          فلقد طلبت الضائع الموجودا
          يا ويح قلبي إنه في جانبي
          وأضنه نائي المزار بعيدا
          مستوفزٌ شوقاً إلى أحبابه
          المرء يكره أن يعيش وحيدا
          برأ الإله له الضلوع وقايةً
          وأرته شقوته الضلوع قيودا
          فإذا هفا برق المنى وهفا له
          هاجت دفائنه عليه رعودا
          جشَّمتُهُ صبراً فلما لم يطقْ
          جشمته التصويب والتصعيدا
          لو أستطيع وقيته بطش الهوى
          ولو استطاع سلا الهوى محمودا
          هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا
          ناراً وصار لها الفؤاد وقودا
          والحبٌ صوتٌ ، فهو أنةُ نائحٍ
          طوراً وآونة يكون نشيدا
          يهب البواغم ألسناً صداحة
          فإذا تجنى أسكت الغريدا
          ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى
          إن طال عهد الجرح صار صديدا
          ويلذُّ نفسي أن تكون شقيةً
          ويلذ قلبي أن يكون عميدا
          إن كنت تدري ما الغرام فداوني
          أو ، لا فخل العذل والتفنيدا
          وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
          وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

          تعليق


          • #6
            رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

            هدية العيد
            أيّ شيء في العيد أهدي إليك
            يا ملاكي، وكلّ شيء لديك؟
            أسوار؟ أم دملجا من نضار؟
            لا أحبّ القيود في معصميك
            أم خمورا ؟ وليس في الأرض خمر
            كالتي تسكبين من لحظيك
            أم ورودا؟ والورد أجمله عندي
            الذي قد نشقت من خدّيك
            أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟
            والعقيق الثمين في شفتيك
            ليس عندي شيء أعزّ من الروح
            وروحي مرهونة في يديك
            وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
            وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

            تعليق


            • #7
              رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

              قصيدة / الغبطة ... فكرة



              أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ
              لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ
              كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتحِ قطرَهْ
              أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ
              وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ
              فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ
              وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ
              وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ
              ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ
              قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ
              لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ
              حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ
              فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ
              فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
              وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ
              كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ
              فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ
              * * *
              أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
              ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
              وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
              تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
              وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
              وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
              لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
              فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
              أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
              أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
              لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
              إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
              فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
              سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
              إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
              وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
              وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

              تعليق


              • #8
                رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

                ×مصرع القمر×



                لوعة في الضلوع مثل جهنّم تركت هذه الضلوع رمادا
                بتّ مرمى للدهر بي يتعلّم كيف يصمي القلوب و الأكبادا
                كيف ينجو فؤاده أو يسلم من تمادى به الأسى فتمادي
                أنا لولا الشعور لم أتألّم ليت هذا الفؤاد كان جمادا
                كيف لا أبكي و في العين دموع كيف لا أشكو و في القلب صدوع
                قلّ في الناس من صبر مختار

                ****

                لحظة ، ثمّ صار ضحكي و جيبا و نشيجا ، و النوم صار سهادا
                ربّ لمّا خلقت هذي الخطوبا لم لم تخلق الحشا فولاذا
                كلّما قلت قد وجدت حبيبا طلع الموت بيننا يتهادى
                صرت في هذه الحياه غريبا ليت سهدي الطويل كان رقادا
                فتجلّد أيّها القلب الجزوع أو تدفّق كلّما شاء الولوع
                عندما أو دما هدر أو نارا

                ****

                كان بين الكرى و بيني صلح فأراد القضاء أن نتعادى
                لم أكد أخلع السّواد و أصحو من ذهولي حتّى لبست السوادا
                في فؤادي ، لو يعلم الناس ، جرح لا يلاشي حتّى يلاشي الفؤدا
                يا خليلي ، هيهات ينفع نصح بعدما ضيّع الحزين الرشادا
                أنت لا تستطيع إحياء الصريع و أنا ، حمل الأسى لا أستطيع
                ذا الذي صيّر الكدر إكدارا

                ****

                يا ضريحا على ضفاف الوادي جاد من أجلك الغمام البلادا
                فيك أودعت ، منذ ست ، فؤادي و برغمي أطلت عنك البعادا
                غير أنّي ، و إن عدتني العوادي ما عدتني بالرّوح أن أرتادا
                أنبتت حولك الزهور الغوادي و اللّيالي أنبتن حولي القتادا
                و ذبول الغصن في فصل الربيع لو رآه شجر الروض المريع
                جمد الماء في الشجر محتارا

                ****

                كيف لا يتّقي الكرى أجفاني و جفوني قد استحلن صعادا
                و دموعي بلونها الأرجواني منهل ليس يعجب الورّادا
                و الذي في الضلوع من نيران صار ثوبا و مقعدا ووسادا
                كيف يقوي على الشدائد عان أكل السقم جسمه أو كادا
                فإذا ما غشى الطرف النجيع فتذكّر أنّه القلب الصديع
                كظّه الحزن فانفجر انفجارا

                ****

                طائر كان في الربى يتغنّى أصبح اليوم يحمل الأصفادا
                غصن كان و الصبا يتثنّى هصرته يد الردى فانآدا
                نال مني الزمان ما يتمنّى و أبى أن أنال منه مرادا
                و تجنّى ما شاء أن يتجنّى و استبدّت صروفه استبدادا
                حطّم السيف و ما أبقى الدروع و تداعى دونه السور المنيع
                و أراني من العبر أطوارا

                ****

                ما لهذي النجوم تأبى الشروقا أتخاف الكوكب الأرصادا
                فرط البين عقدها المنسوقا أم لما بي البياض سوادا
                أم فقدن كما فقدت شقيقا فلبسن الدجى عليه حدادا
                ما لعيني لا تبصر العيّوفا و لقد كان ساطعا و قّادا
                سافرا يختال في هذا الرفيع هل أتاه نبأ الخطب الفظيع
                أم رأى مصرع القمر فتوارى

                ****

                سدّد الدهر قوسه ورماني لم تحد مهجتي و لا السّهم حادا
                هكذا أسكتت صروف الزمان بلبلا كان نوحه إنشادا
                فهو اليوم في يد السّجّان يشتهي كل ساعة أن يصادا
                فاحسبوني أدرجت في الأكفان إن أنفتم أن تحسبوا القول بادا
                ليس في هذي و لا تلك الربوع ما يسلّي النفس عن ذاك الضّجيج
                قبره ، جادك المطر مدرارا

                وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
                وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

                تعليق


                • #9
                  رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

                  العاشق المخدوع

                  أبصرتها في الخمس و العشر
                  فرأيت أخت الرئم و البدر
                  عذراء ليس الفجر والدها
                  و كأنّها مولودة الفجر
                  بسّامة في ثغرها درر
                  يهفو إليها الشاعر العصري
                  و لها قوام لو أشبّهه
                  بالغصن باء الغصن بالفخر
                  مثل الحمامة في وداعتها
                  و كزهرة انّسرين في الطهر
                  مثل الحمامة غير أنّ لها
                  صوت الهزار و لفتة الصقر ...
                  شاهدتها يوما وقد جلست
                  في الرّوض بين الماء و الزهر
                  ويد الفتى " هنري " تطوّقها
                  فحسدت ذاك الطّوق في الخصر
                  و حسدت مقلته و مسمعه
                  لجمالها و كلامها الدرّي
                  أغمضت أجفاني على مضض
                  و طويت أحشائي على الجمر
                  و خشيت أنّ الوجد يسلبني
                  حلمي ، و يغلبني على أمري
                  فرجعت أدراجي أغالبه
                  باليأس آونة و بالصّبر
                  ثمّ انقضى عام و أعقبه
                  ثان و ذاك السرّ في صدري
                  فعجبت ، منّي كيف أذكرها
                  و قد انقضى حولان من عمري
                  خلت اللّيالي في تتابعها
                  تزري بها عندي فلم تزر
                  زادت ملاحتها فزدت بهاكلفا
                  ، و موجدة على " هنري " ...
                  و سئمت داري و هي واسعة
                  فتركتها و خرجت في أمر
                  فرأيت فتيان الحمى انتظموا
                  كالعقد ، أو كالعسكر المجر
                  يتفكّهون بكلّ نادرة
                  و على الوجوه علائم البشر
                  ساروا فأعجبني تدفّقهم
                  فتبعتهم أدري و لا أدري
                  ما بالهم ؟ و لأية وقفوا ؟
                  لمن البناء يلوح كالقصر
                  أوّاه ! هذي دار فاتنتي
                  من قال ما للشمس من خدر
                  و عرفت من " فرجين " جارتها
                  ما زادني ضرّا على ضرّ
                  قد كان هذا يوم خطبتها
                  يا أرض ميدي ! يا سما خرّي
                  و رأيت ساعدها بساعده
                  فوددت لو غيّبت في قبر
                  و شعرت أن الأرض واجفة
                  تحتى ، و أنّ النار في صدري
                  و خشيت أنّ الوجد يسلبني
                  حلمي و يغلبني على أمري
                  فرجعت أدراجي أغالبه
                  اليأس آونة و بالصّبر ...
                  قالوا : الكنيسة خير تعزية
                  لمن ابتلي في الحبّ بالهجر
                  فنذرت أن أقضي الحياة بها
                  و قصدتها كيما أفي نذري
                  لازمتها بدرين ما التفتت
                  عيني إلى شمس و لا بدر
                  أتلو أناشيد النبيّ ضحى
                  و أطالع الإنجيل في العصر
                  حينا مع الرهبان ، آونة
                  وحدي ، و أحيانا مع الحبر
                  في الغاب فوق العشب مضطجعا
                  في السّفح مستندا إلى الصّخر
                  في غرفتي ، و الريح راكدة
                  بين المغارس ، و الصّبا تسري
                  حتى إذا ما القلب زايلة
                  تبريحه ، و صحوت من سكري
                  و سلوتها و سلوت خاطبها
                  و ألفت عيش الضنك و العسر
                  عاد القضاء إلى محاربتي
                  ورجعت للشكوى من الدهر ...
                  في ضحوة وقف النسيم بها
                  متردّدا في صفحة النهر
                  كالشاعر الباكي على طلل
                  أو قاريء حيران في سفر
                  و الشمس ساطعة و لامعة
                  تكسو حواشي النهر بالتبر
                  و الأرض حالية جوانبها
                  بالزّهر من قان و مصفرّ
                  فكأنّها بالعشب كاسية
                  حسناء في أثوابها الخضر
                  و علا هتاف الطير إذ أمنت
                  بأس العقاب و صوله النسر
                  تتلو على أهل الهوى سور
                  اليست بمنظوم و لا نثر
                  يحنو الهزار على أليفته
                  و يداعب القمريّة القمري
                  و انساب كلّ مصفّق عذب
                  و اهتزّ كلّ مهفهف نضر
                  فتذكّرت نفسي صبابتها
                  ما أولع المهجور بالذّكر
                  أرسلت طرفي رائد فجرى
                  و جرى على آثاره فكري
                  حتى دوى صوت الرئيس بن
                  افهرعت و الرهبان في إثري
                  و إذا بنا نلقى كنيستنا
                  بالوافدين تموج كالبحر
                  و إذا " بها " و إذا الفتى هنري
                  في حلّة بيضاء كالفجر
                  تمشي بين ذي أدب
                  حلو ، و بين مليحة بكر
                  رفع الرئيس عليها يده
                  و أنا أرى و يدي على صدري
                  يا قلب ذب ! يا مهجتي انفطري
                  يا طرف فض بالأدمع الحمر
                  أغمضت أجفاني على مضض
                  و طويت أحشائي على الجمر
                  و خشيت أنّ الوجد يسلبني
                  حلمي ، و يغلبني على أمري
                  فرجعت أدراجي أغالبه
                  باليأس آونة و بالصبر
                  و خرجت لا ألوي على أحد
                  و رضيت بعد الزّهد بالكفر ...
                  أشفقت من همّي على كبدي
                  و خشيت من دمعي على نحري
                  فكلفت بالصهباء أشربها
                  في منزلي ، في الحان ، في القفر
                  أبغي الشفاء من الهموم بها
                  فتزيدني وقرا على وقر
                  و تزيدني و لعا بها و هوى
                  و تزيدني حقدا على هنري
                  قال الطبيب و قد رأى سقمي
                  :لله من فعل الهوى العذري
                  ما لي بدائك يا فتى قبلا
                  لسحر محتاج إلى سحر
                  و مضى يقلّب كفّه أسفا
                  و لبثت كالمقتول في الوكر
                  ما أبصرت عيناي غانية
                  إلاّ ذكرت إلى الدمى فقري ...
                  و سئمت داري و هي واسعة
                  فتركتها و خرجت في أمر
                  فرأيتها في السوق واقفة
                  و دموعها تنهلّ كالقطر
                  في بردة كاللّيل حالكة
                  لهفي على أثوابها الحمر
                  فدنوت أسألها وقد جزعت
                  نفسي ، وزلزل حزنها ظهري
                  قالت : قضى هنري ! فقلت : قضى
                  من كاد لي كيدا و لم يدر
                  لا تكرهوا شرّا يصيبكم
                  فلربّ خير جاء من شرّ
                  رهفا هواها بي فقلت لها
                  :قد حلّ هذا الموت من أسري
                  قالت : و من أسري ! فقلت
                  : إذنلي أنت ؟ قالت : أنت ذو الأمر
                  فأدرت زندي حول منكبها
                  و لثمتها في النحر و الثّغر
                  و شفيت نفسي من لواعجها
                  و تأرت بالتصريح من سرّي
                  ثمّ انثنيت بها على عجل
                  باب الكنيسة جاعلا شطري
                  و هناك باركني و هنّأني
                  من هنّأوا قبلي الفتى هنري ...
                  من بعد شهر مرّ لي معها
                  أبصرت وضح الشيب في شعري
                  ما كنت أدري قبل صحبتها
                  أنّ المشيب يكون في شهر
                  فكرت في هنري و كيف قضى
                  فوجدت هنري واضح العذر
                  يا طالما قد كنت أحسده
                  و اليوم أحسده على القبر
                  وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
                  وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

                  تعليق


                  • #10
                    رد: احلي قصائد ايليا او ماضي

                    أجمل ما كتب "شاعر الطلاسم" إيليا أبو ماضي

                    " يأبى فؤادي أن يميلَ إلى الأذى .. حبُ الأذية من طباع العقرب ، لي أن أرد مساءةً بمساءةٍ
                    .. لو أنني أرضى ببرقٍ خُلَّب ، حسبُ المسيء شعورُهُ ومقالُهُ .. في سرّهِ: يا ليتني لم أذنبِ.."
                    بهذه الكلمات يصف الشاعر الفيلسوف إيليا أبو ماضي نفسه، ولا نبالغ إن ذكرنا أن الفضل في شهرة إيليا أبو ماضي بين قراء العربية يرجع إلى رائعته "الطلاسم" خاصة بعد أن غنى عبد الحليم حافظ مختارات منها ونقلتها الإذاعات العربية بعد ذلك وأكسبتها شهرة فائقة
                    وسرعان ما لقى شعره هوى في نفوس قرائه بحيث أصبح يمثل علما من أعلام شعراء الرومانسية العربية يضارع إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وغيرهما من المقيمين في مصر، رغم بعد الشقة بينه وبين وطنه "لبنان" ومقامه في الولايات المتحدة الأمريكية.

                    وقد جمعت مكتبة الأسرة في كتاب بعنوان "أجمل ما كتب شاعر الطلاسم إيليا أبو ماضي" مختارات هدفها أن تجمع بين دفتي كتاب واحد نماذج منوعة من ألوان الشعر التي كتبها إيليا أبو ماضي
                    إيليا أبو ماضي 1889م - 1957م شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين.

                    في مصر، أصدر أبو ماضي أول دواوينه الشعرية عام 1911، بعنوان "تذكار الماضي"، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، تناول من خلاله موضوعات مختلفة، عرض فيها الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً ما اعتبره طغيانا عثمانيا ضد بلاده، الأمر الذي جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية، فهاجر عام 1912 إلى أمريكا الشمالية، وصل أولاً إلى مدينة سينسيناتي، وهناك عمل مع أخيه مراد في التجارة، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة إلى أن استقر في مدينة نيويورك عام 1916 وهناك عمل نائباً لتحرير جريدة "مرآة الغرب" وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجبت له أربعة أولاد
                    من أهم أعماله: "إيليا أبو ماضي"، "الجداول"، "الخمائل"، "تبر وتراب"، و"الغابة المفقودة".

                    فلسطين



                    القدس

                    أيضا شغله حب الوطن عن كل شئ فنجده في قصيدة عن فلسطين تحمل نفس الاسم يقول:
                    ديار السّلام ، وأرض الهنا
                    يشقّ على الكلّ أن تحزنا
                    فخطب فلسطين خطب العلى
                    وما كان رزء العلى هيّنا
                    سهرنا له فكأنّ السيوف
                    تحزّ بأكباد ههنا
                    وكيف يزور الكرى أعينا
                    ترى حولها للرّدى أعينا؟
                    وكيف تطيب الحياة لقوم
                    تُسدّ عليهم دروب المنى؟
                    بلادهم عرضة للضّياع
                    وأمّتهم عرضة للفنا
                    يريد اليهود بأن يصلبوها
                    وتأبى فلسطين أن تذعنا
                    فقل لليهود وأشياعهم
                    لقد خدعتكم بروق المنى
                    ألا ليت "بلفور" أعطاكم
                    بلادا له لا بلادا لنا
                    "فلندن" أرحب من قدسنا
                    وأنتم أحبّ إلى "لندنا"
                    وفي النهاية يؤكد ويقول:
                    فلا تحسبوها لكم موطنا *** فلم تك يوما لكم موطنا
                    وليس الذي نبتغيه محالا *** وليس الذي رُمتم ممكنا
                    وإمّا أبيتم فأوصيكم بأن *** تحملوا معكم الأكفنا
                    فإنّا سنجعل من أرضها *** لنا وطنا ولكم مدفنا
                    لم ينس أوجاع الفقراء والمسحوقين فكتب لهم كثيراً حيث قال:
                    وإن هم لم يقتلوا الأشقياء
                    فيا ليت شعريَ من يقتلونْ
                    ولا يحزننكمُ موتُهمْ
                    فإنهمُ للردى يولدونْ
                    وقولوا كذا قد أراد الإله
                    وإن قدر الله شيئًا يكونْ
                    كان إيليا شاعرا فيلسوفا، ذو رؤيةٍ فلسفية لكل شيء، فله في الموت فلسفة وفي الكون والوجود، وفي السياسة وفي المجتمع وفي الحب. آمن أن الإنسان خالد وأن الموت ليس آخر المطاف، بل تكملة للمسيرة، عادى التعصب والطائفية، ونبذها في قصائده
                    ولكن الغريب أن الشاعر قد توقف عن الكتابة أو كتب ولم ينشر أي دواوين بعد "الخمائل" حتى توفى عام 1957

                    الطلاسم
                    يبدأ الكتاب بقصيدة "الطلاسم" أشهر ما كتب إيليا أبو ماضي وهي تأملات في الحياة والطبيعة وتكشف عن ولع صاحبها بالبحث عن الذات ومنها نقرأ:

                    أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

                    هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

                    هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود

                    أتمنّى أنّني أدري ولكن...

                    لست أدري!
                    بين المقابر:
                    إن يك الموت هجوعا يملأ النّفس سلاما

                    وانعتاقا لا اعتقالا وابتداء لا ختاما

                    فلماذا أعشق النّوم ولا أهوى الحِماما

                    ولماذا تجزع الأرواح منه؟..

                    لست أدري!

                    ***
                    صراع وعراك:

                    إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكا

                    وأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكا

                    هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا

                    أم تراني واهما فيما أراه؟

                    لست أدري!

                    **
                    أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية

                    أنا لا أعرف شيئا من حياتي الآتيه

                    لي ذات غير أني لست لأدري ما هيه

                    فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟

                    لست أدري!


                    فلسفة الحياة
                    يجنح إيليا بشعره دائما إلى التأمل الذي يطلق عليه الكثيرون صفة الفلسفة والذي يحاكي الفكر المجرد والتأملات الإنسانية من مظاهر حياة الإنسان في الطبيعة ومن قصيدته الشهيرة "فلسفة الحياة" نقرأ:<
                    أيّهذا الشّاكي وما بك داء * * * كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
                    إن شرّ الجناة في الأرض نفس * * * تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
                    وترى الشّوك في الورود، وتعمى * * * أن ترى فوقها النّدى إكليلا
                    هو عبء على الحياة ثقيل * * * من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
                    والذي نفسه بغير جمال * * * لا يرى في الوجود شيئا جميلا </
                    ويقول في نهاية القصيدة:
                    أيّهذا الشّاكي وما بك داء * * * كن جميلا تر الوجود جميلا

                    يطلق النقاد على إيليا شاعر الأمل والتفاؤل، حيث كان الجمال حاضراً في أغلب أعماله ومن أجواء قصيدته "كم تشتكي" نقرأ في البداية:</
                    كم تشتكي و تقول إنّك معدم * * * والأرض ملكك والسما والأنجم ؟
                    ولك الحقول وزهرها وأريجها * * * ونسيمها والبلبل المترنّم </
                    ثم يمضي يقول:
                    هشّت لك الدّنيا فما لك واجما؟ * * * وتبسّمت فعلام لا تتبسّم
                    إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى * * * هيهات يرجعه إليك تندّم
                    أو كنت تشفق من حلول مصيبة * * * هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم
                    أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل * * * شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم </
                    وفي نهاية القصيدة يخاطب المبتئس قائلا:
                    يا من يحنّ إلى غد في يومه * * * قد بعت ما تدري بما لا تعلم

                    وكأنه يعاصر زماننا ويكتب عن صاحب القلم الذي لا يثنيه عن الحق شيئا فيقول في قصيدته "صاحب القلم":<

                    أشقى البريّة نفسا صاحب الهمم * * * وأتعس الخلق حظّا صاحب القلم
                    عاف الزّمان بني الدنيا وقيّده * * * والطير يحبس منها جيّد النغم
                    وحكّمت يده الأقلام في دمه * * * فلم تصنه ولم يعدل إلى حَكم
                    فيا له عاشقا طاب الحِمام له * * * إن المحبّ لمجنون فلا تَلُمِ
                    لكلّ ذي همّة في دهره أمل * * * وكلّ ذي أمل في الدهر ذو ألمِ
                    ويقول في النهاية:
                    أصبحت في معشر تقذي العيون بهم * * * شرّ من الدّاء في الأحشاء والتّخَم
                    ما عزّ قدر الأديب الحرّ بينهم * * * إلاّ كما عزّ قدر الحيّ في الرّمم

                    يا سائلة

                    لم يقتصر شعر إيليا على التأمل فقط، لكنه برع براعة خاصة فيما يسمى بشعر الأقصوصة الرمزية، وهي التي لم تكن ذاعت في الأدب العربي قبله . وفي قصيدة له بعنوان "الشاعر" يحكي لنا إيليا حكاية فتاة سألته أن يحدّثها عن الشاعر وصفاته، وتمضي القصيدة ليدلل لنا إيليا أن وصف الشاعر من أصعب الأمور:

                    يا هذه إنّي عييتُ بوصفه * * * وعجزت عن إدراك مكنوناته
                    لا تستطيع الخمر سرد صِفَاتِِها * * * والروض وصف زهوره ونباته
                    هو من نراه سائرا فوق الثرى * * * وكأنّ فوق فؤاده خطواته
                    إن ناح فالأرواح في عبراته * * * وإذا شذا فالحبّ في نغماته
                    يبكي مع النائي على أوطانه * * * ويشارك المحزون في عَبَراتِه
                    وتُغيّر الأيام قلب فتاته * * * ويظلّ ذا كَلَف بقلب فتاتِه
                    هو من يعيش لغيره و يظنّه * * * من ليس يفهمه يعيشُ لذاته!!!..
                    فأجبتها: هو من يسئل نفسَه * * * عن نفسِهِ في صبحه ومسائه
                    والعين سرّ سُهادها ورقادها * * * والقلب سرّ قنوطه و رجائه
                    فيحار بين مجيئه و ذهابه * * * ويحار بين أمامه وورائه
                    ويرى أفول النجم قبل أُفولِه * * * ويرى فناء الشيء قبل فنائه
                    ويسير في الرّوض الأغنّ فلا ترى * * *عيناه غير الشوك في أرجائه
                    إن نام لم ترقد هواجس روحه * * * وإذا استفاق رأيته كالتائه
                    ما إن يبالي ضحكنا وبكاءنا * * * ويخيفنا في ضحكه وبكائه
                    كالنار يلتهم العواطف عقلُهُ * * * فيميتها ويموت في صحرائه !!

                    الملك الجائر


                    وفي شعره يحكي إيليا أحيانا بعض القصص لنستقي منها العبر، ومنها المناظرة التي جرت بين الشاعر والملك ويصورها لنا في قصيدته "الشاعر والملك الجائر" حين استدعى الملك الشاعر وأخذ يصف له ملكه وقصره وجيشه حيث قال:
                    إنّ لي القصر الذي لا تبلغ الطير ذراه
                    ولي الروض الذي يعبق بالمسك ثراه
                    و لي الجيش الذي ترشح بالموت ظباه
                    ولي الغابات و الشمَُ الرواسي والمياه
                    ولي الناس ... وبؤس الناس منّي والرفاه
                    إنّ هذا الكون ملكي، أنا في الكون إله!

                    ولكن الشاعر يقارع الملك بالحجة ليقول له عن جيشه أنه أسير المال وليس الولاء لك أيها الملك فيقول:
                    والجيش معقود لواؤك فوقه * * * ما دمت تكسوه وتطعمه
                    للخبز طاعتُهُ وحُسنُ ولائه * * * هو "لاتُهُ" الكبرى و"بَرهَمهُ"
                    فإذا يجوع بظلّ عرشك ليلة * * * فهو الذي بيديه يحطّمه
                    ثم يقول الشاعر:
                    ولقد نقلت لنملة ما تدّعي * * * فتعجّبت، ممّا حكيت، كثيرا
                    قالت: صديقك ما يكون ؟ أقشعما * * * أم أرقما ؟ أم ضيغما هيصورا ؟
                    أيحوكُ مثل العنكبوت بيوته * * * حوكا؟ و يبني كالنسور و كورا ؟
                    هل يملأ الأغوار تِبرا كالضّحى * * * ويردُّ كالغيث الموات نضيرا ؟
                    أيلفُّ كاللّيل الأباطح والرّبى * * * والمنزل المعمورَ والمهجورا ؟
                    فأجبتها : كلا ! فقالت: سمّه * * * في غير خوف "كائنا مغرورا!"
                    ويصف لنا إيليا كيف غضب السلطان وأمر بقتل الشاعر قائلا:

                    وصاح بالجلاد: هات الحسام! * * * فأسرع الجلاد يسعى إليه
                    فقال: دحرج رأس هذا الغلام * * * فرأسه عبء على منكبيه

                    قد طبع السّيف لحزّ الرّقاب * * * وهذه رقبة ثرثار
                    أقتلهُ... واطرح جسمه للكلاب * * * ولتذهب الروح إلى النّار
                    وتمضي القصيدة ليحكي لنا الشعر أن الموت تسلل إلى سرير الملك وهناك التقى الشاعر بالملك دون عز ولا سلطان ولا جاه للملك ولا ذل للشاعر، وتعاقب الزمن وهُدم القصر المنيف ويقول أبو ماضي:

                    وتوالت الأجيال تطّرد * * * جيل يغيب و آخر يفد
                    أخنت على القصر المنيف * * * فلا الجدران قائمة ولا العُمُدُ
                    ومشت على الجيش الكثيف * * * فلا خيل مسوّمة ولا زردُ
                    ذهبت بمن صلحوا ومن فسدوا * * * ومضت بمن تعسوا ومن سَعِدوا
                    وبمن أذاب الحبُّ مهجتَه * * * وبمن تأكَّلَ قلبَه الحسدُ
                    وطوت ملوكا ما لهم عدد * * * فكأنّهم في الأرض ما وُجِدوا
                    والشاعرُ المقتولُ باقيةٌ * * * أقوالُهُ فكأنّها الأبدُ
                    ألشيخُ يلمٌسُ في جوانبها * * * صورَ الهوى والحكمة الولدُ

                    هدية العيد
                    كانت تجارب أبي ماضي قاسيةً عاطفياً، ولكنه احتفظ بالأمل الذي لم يفارق كتاباته، فكان يخرج دوماً حالماً مبرراً القسوة والانكسار جاعلاً منه قلعة تفاؤل وتمسك بالحب. من شعره الرومانسي نقرأ بعنوان "هدية العيد":
                    أي شيء في العيدِ أهدي إليكِ
                    يا ملاكي, وكل شيء لديكِ؟
                    أسوارا ؟ أم دُملجا من نضار؟
                    لا أحبُ القيودَ في معصميكِ؟
                    أم ورودا ؟ والوردُ أجملهُ عندي
                    الذي قد نشقتُ من خدّيكِ
                    أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟
                    والعقيقُ الثمينُ في شفتيكِ
                    ليس عندي شيء أعزُ من الروحِ

                    وروحي مرهونة في يديكِ
                    ويقول إيليا بكل حكمة الحياة في قصيدته "ليس السر في السنوات":
                    قل للذي أحصى السنين مفاخرا * * * يا صاح ليس السرّ في السنوات
                    لكنه في المرء كيف يعيشها * * * في يقظة، أم في عميق سبات
                    قم عدّ آلاف السنين على الحصى * * * أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟
                    خير من الفلوات، لا حدّ لها، * * * روض أغنّ يقاس بالخطوات
                    كن زهرة، أو نغمة في زهرة، * * * فالمجد للأزهار والنغمات
                    تمشي الشهور على الورود ضحوكة * * * وتنام في الأشواك مكتئبات
                    وتموت ذي للعقم قبل مماتها * * * وتعيش تلك الدهر في ساعات
                    تُحصى على أهل الحياة دقائقٌ * * * والدهر لا يُحصى على الأمواتِ
                    ألعمر، إلاّ بالمآثر، فارغٌ * * * كالبيت مهجورا وكالموماتِ
                    جعل السنينَ مجيدةً وجميلةً * * * ما في مطاويها من الحسنات

                    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
                    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

                    تعليق

                    يعمل...
                    X