بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب / الإخلاص
لكاتبه / عبدالله العتيق
إن الله تعالى خلق الخلق من أجل أن يفردوه بالعبادة ويوحدوه بأعمالهم وطاعتهم.
قال الله تعالى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ [الذاريات: 56].
وقال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ{ [البينة: 5].
ولن تكون العبادة مقبولة إلا بالإخلاص، ولذلك كان سلف هذه الأمة حريصين على أن تكون أعمالهم خالصة لوجه الله تعالى, بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة.
وهذه قصص وأخبار عن الصالحين من سلف هذه الأمة مما يتعلق بإخلاصهم لله تعالى وخوفهم من الرياء.
إخلاص السلف وخوفهم من الرياء:
كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة.
اكتم حسناتك:
وقال أبو حازم المديني: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.
كانت أعمالهم مخلصة لله تعالى، فلم يجعلوا للرياء أدنى سبيل إليها.
النافلة في البيت إخلاصًا لله:
كان الربيع بن خثيم لا يتطوع في المسجد أبدًا، وإنما كان يتطوع في بيته.
ومثله عامر بن عبد قيس.
وكان محمد بن أسلم شديد الستر لأعماله، قال خادمه أبو عبد الله: صحبت محمد بن أسلم نيفًا وعشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه من التطوع إلا يوم الجمعة، ولا يسبح ولا يقرأ حيث أراه، ولم يكن أحد أعلم بسره وعلانيته مني.
الغياب عن الملكين لعمل الطاعة:
وقال أيضًا: وسمعته يحلف كذا مرة أن لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت، ولكن لا أستطيع ذلك.
من شدة الإخلاص لله تعالى، لا يريد أن يعلم عنه ملكاه، الله أكبر ما أغربها من حال.
وكان الإمام ابن أبي ليلى إذا دخل الداخل وهو يصلي اضطجع على فراشه.
هجر ابن ا لمبارك صاحبه لعلمه بعمله:
قال محمد بن أعين: كان ابن المبارك ذات ليلة ونحن في غزاة الروم، ذهب ليضع رأسه ليريني أن ينام.
فقلت: أنا برمحي في يدي قبضت عليه، ووضعت رأسي على المرح كأني أنام كذلك.
قال: فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم، وقال: يا محمد، فقلت: إني لم أنم.
قال: فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إليَّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني، لما فطنت له من العمل، فلم أزل أعرفها منه حتى مات.
ولم أر رجلاً أسر بالخير منه.
وكان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل عليه داخل غطاه.
وإنما كانوا يسترون أعمالهم الصالحة لخوفهم ممن تطلع القلب إلى حب مدح الناس وثنائهم، وهذا مما ينافي الإخلاص كما قال ابن القيم رحمه الله: «لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبته المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت» ([1]).
كتاب / الإخلاص
لكاتبه / عبدالله العتيق
إن الله تعالى خلق الخلق من أجل أن يفردوه بالعبادة ويوحدوه بأعمالهم وطاعتهم.
قال الله تعالى: }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ [الذاريات: 56].
وقال تعالى: }وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ{ [البينة: 5].
ولن تكون العبادة مقبولة إلا بالإخلاص، ولذلك كان سلف هذه الأمة حريصين على أن تكون أعمالهم خالصة لوجه الله تعالى, بعيدة كل البعد عن الرياء والسمعة.
وهذه قصص وأخبار عن الصالحين من سلف هذه الأمة مما يتعلق بإخلاصهم لله تعالى وخوفهم من الرياء.
إخلاص السلف وخوفهم من الرياء:
كان أيوب السختياني يقوم الليل كله، فيخفي ذلك، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة.
اكتم حسناتك:
وقال أبو حازم المديني: اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك.
كانت أعمالهم مخلصة لله تعالى، فلم يجعلوا للرياء أدنى سبيل إليها.
النافلة في البيت إخلاصًا لله:
كان الربيع بن خثيم لا يتطوع في المسجد أبدًا، وإنما كان يتطوع في بيته.
ومثله عامر بن عبد قيس.
وكان محمد بن أسلم شديد الستر لأعماله، قال خادمه أبو عبد الله: صحبت محمد بن أسلم نيفًا وعشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه من التطوع إلا يوم الجمعة، ولا يسبح ولا يقرأ حيث أراه، ولم يكن أحد أعلم بسره وعلانيته مني.
الغياب عن الملكين لعمل الطاعة:
وقال أيضًا: وسمعته يحلف كذا مرة أن لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت، ولكن لا أستطيع ذلك.
من شدة الإخلاص لله تعالى، لا يريد أن يعلم عنه ملكاه، الله أكبر ما أغربها من حال.
وكان الإمام ابن أبي ليلى إذا دخل الداخل وهو يصلي اضطجع على فراشه.
هجر ابن ا لمبارك صاحبه لعلمه بعمله:
قال محمد بن أعين: كان ابن المبارك ذات ليلة ونحن في غزاة الروم، ذهب ليضع رأسه ليريني أن ينام.
فقلت: أنا برمحي في يدي قبضت عليه، ووضعت رأسي على المرح كأني أنام كذلك.
قال: فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم، وقال: يا محمد، فقلت: إني لم أنم.
قال: فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إليَّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني، لما فطنت له من العمل، فلم أزل أعرفها منه حتى مات.
ولم أر رجلاً أسر بالخير منه.
وكان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل عليه داخل غطاه.
وإنما كانوا يسترون أعمالهم الصالحة لخوفهم ممن تطلع القلب إلى حب مدح الناس وثنائهم، وهذا مما ينافي الإخلاص كما قال ابن القيم رحمه الله: «لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبته المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت» ([1]).
([1]) تهذيب المدارج (516).
تعليق