إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ميثاق عهد الطلاق نهايته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ميثاق عهد الطلاق نهايته

    في ميثاق عهد الطلاق نهايته






    إعداد : ابتهاج بنت ناصر الكليب

    الأسباب التي تؤديإلى الطلاق والأساليب لحل المشاكل قبل الطلاق.. وفي هذا المقام نورد ما ن الحوار التالي مع د. غازي الشمري حول تداعيات الأوضاع التي تفضي إلى الطلاق باعتباره نهاية الميثاق بين الزوجين.. فإلى تفاصيل الحوار.


    الحفاظ على اللبنة


    * متى يصل الزوجان إلى أبغض الحلال إلى الله (الطلاق) حلاً لمشكلاتهم؟

    - مما لا شك فيه أن الطلاق هو عملية هدم لبناء الأسرة إلا أنه في الإسلام هدم منظم يحافظ على اللبنة فينقلها من مكان إلى مكان آخر أكثر تلاؤماً دون كسرها أو إهمالها. ومع أن الدين الإسلامي يحرص حرصاً شديداً على بقاء العلاقة الزوجية وحث على ذلك حتى مع تحقيق أقل عناصرها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر)، و”الفرك” بفتح الفاء والراء هو الكراهية والإبعاد.
    وباعتقادي أن الطلاق يشبه العلاج بالكي (فآخر العلاج الكي)، إذن فالطلاق هو حل وعلاج لآفة اجتماعية وهي التعاسة الزوجية، أي عندما يصبح لا شيء يجمع بين الزوجين سوى جدران ذلك البيت الذي يعيشان فيه، ويتحول الزواج بعدما كان طريقاً إلى مرضاة الله والسعادة في الدنيا ليكون طريقاً إلى سخط الله ومن هنا كان الطلاق ضرورة إنسانية تحتمها الفطرة البشرية ويقتضيها الإصلاح الاجتماعي وذلك لزوجين ظنا أن يعيشا في سعادة فأقدما على الزواج اختياراً ثم اكتشفا أنهما كانا مخطئين وأنه يستحيل بقاؤهما إلى الأبد زوجين. فيكون الطلاق بكل ما يحمله من سلبيات هو أخف الضررين فيقرر الزوجان إنهاء مرحلة التعاسة أملاً بأن يحقق السعادة كل منهما بعيداً عن الآخر. وإن الحكمة من تشريع الطلاق توفير الراحة لكلا الزوجين وضمان أداء الأسرة لواجبها الاجتماعي والإنساني كما قال الله تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ } [النساء: 130].


  • #2
    رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

    الآداب الإسلامية



    * استنفدت كل الطرق للإصلاح ولعودة الزوجين للعيش الهني.. فوقع الطلاق.. نصيحتك لهما وما الآداب التي يجب التحلي بها؟
    - على الزوجين أن يمتثلا للآداب الإسلامية في الطلاق، وسأورد هنا بعضاً منها:
    - من آداب الطلاق أن يكون رجعياً، أي طلقة واحدة فلا يجمع بين الثلاث لأن الطلقة الواحدة بعد العدة تفيد المقصود ويستفيد بها الرجعة إن ندم في العدة وتجديد النكاح إن أراد بعد العدة.
    - أن يقع الطلاق في حالة هدوء لا غضب فيه ولا شقاق.
    - أن يقع في طهر لم يسبقه جماع فإن لم تكن الزوجة كذلك فاصبر حتى تطهر، ثم إن شئت طلقتها وإن شئت أمسكتها.
    - لا تغلظ لها القول، بل تلطَّف في النطق بالطلاق والتمس الأعذار المسببة له واطلب به سعادة الطرفين.
    - لا تخرجها من بيتك إلا إذا أتمت العدة وتبيّن لك من نفسك بانقضائها صدق رغبتك في طلاقها والإصرار على فراقها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً (1)} [الطلاق] .
    - أن يتلطَّف في التعليل بتطليقها من غير تعنيف أو استخفاف والإبقاء على ودها وتطييب قلبها بهدية على سبيل الإمتاع والجبر لخاطرها لما فجعها به من أذى الطلاق، يقول الله تعالى: ({لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 236].
    7- ألا يبخسها أي حق من حقوقها، ويقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } [النساء: 20].
    8- أن يكون رجلاً في موقفه منها وإن يكون شهماً في معاملته لها بعد الطلاق فلا يلوكها بلسانه بما يسيء إليها بحق أو بباطل ولا يلجأ إلى المحاكم في سبيل الحصول على حقوقها من نفقة أو حضانة امتثالاً لقول الله تعالى: {َلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237].
    عدم إفشاء الأسرار

    تعليق


    • #3
      رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

      ألا يفشي سرها لا في الطلاق ولا عند النكاح، فقد روي عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه) رواه مسلم وأبو داود وغيرهما.
      وروي عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأته فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟ فقال: العاقل لا يهتك ستر امرأته، فلما طلقها قيل: لم طلقتها؟ فقال: ما لي لامرأة غيري، وروي أيضاً أن رجلاً طلق زوجته فسأله أحد الناس عن السبب في طلاقها فقال: كنت أصون لساني عند ذكر عيوبها وهي زوجتي فكيف أستبيح ذلك وقد صارت أجنبية عني؟
      فهذه جملة الآداب الإسلامية، فلو أن كل مطلق التزم بها وطبق النصوص الشرعية في آداب الطلاق لما رأينا تلك المشاهد المؤلمة في ساحات المحاكم أو دواوين رجال الإصلاح.
      العوز المادي
      * المرأة تحكمها عاطفتها، مشاعرها فياضة، ولهذا فهي شديدة التأثر بهذا الحدث المؤلم (الطلاق)، فما هي الآثار السلبية التي يتركها الطلاق على نفسيتها؟
      - إن أبرز ما يفعله الزلزال الاجتماعي الأسري (الطلاق) على الزوجة هو العوز المالي الذي كان يقوم به الزوج أثناء قيام الزوجية مما يؤدي إلى انخفاض في المستوى المعيشي خصوصاً إذا لم يكن لها عائل آخر أو مورد رزق آخر تعيش منه حياة شريفة كريمة بعيدة عن المنزلقات الأخلاقية التي لا يعصم منها صاحب دين قوي. فقد جاء في خطط المقريزي “ج4، ص 392″ أن الست الجليلة (تذكار باي خاتون) بنت الظاهر بيبرس عملت رباطاً بمبنى كبير سمته رباط البغدادية كانت تودع فيه النساء اللائي طلقن أو هجرهن أزواجهن حتى يتزوجن أو يرجعن لهم، صيانة لهن لما كانا فيه من شدة الضبط وغاية الاحتراز وكانت لهذا الرباط شيخة صالحة تعظ النساء.

      تعليق


      • #4
        رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

        هذا وقد أطلق عالم الاجتماع (الأمير كان) على المطلقات “ربات البيوت الفقيرات” أو “الفقر المؤنث”، نتيجة لأن المطلقة بعد طلاقها أصبحت متعبة مالياً وجسدياً إن كانت تعمل خارج المنزل.
        الأثر الاجتماعي
        ومن الآثار أيضاً: الهموم والأفكار التي تنتاب المرأة وشعورها بالخوف والقلق من المستقبل ونظرة المجتمع السيئة لها كمطلقة فمعظم المطلقات يكن ربات بيوت، وبعد الطلاق يبدأ تفكيرهن بمستقبلهن يأخذ منحى جديداً، فالبعض يفكرن بالعودة إلى مقاعد الدراسة مثلاً لإكمال تعليمهن الثانوي أو الجامعي وبعضهن تتجه للتعليم المهني كالتطريز والخياطة لعل ذلك يدر عليها دخلاً يحسن ظروف معيشتها الاقتصادية وبعضهن يتوجهن للبحث عن عمل حتى يعتمدن على أنفسهن وبعضهن لم يكن لديهن مؤهل أو إمكانات تساعدها في العمل مما يجعلها تتكفف العوز والفقر. هذا وقد وجدت حالات من النساء نتيجة هذا الشعور والخوف تعرضن لمشاكل نفسية مثل: الانطواء على النفس والعزلة نتيجة لكلام الناس مثلاً، ولكن الآثار الاجتماعية أكبر وأكثر من النفسية فقد تتعرض المرأة لموضوع علامة استفهام حولها: لماذا طلقت؟ وما السبب؟ والسؤال الدائم لها عند خروجها من البيت لأي سبب كان مما يقيد حريتها، وقد أكدت دراسة ميدانية في الأردن أن أكثر من 90% من المطلقات عدن إلى بيوت أهلهن بعد طلاقهن مما شكل عبئاً آخر على ذويهن.

        تعليق


        • #5
          رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته


          تقلص فرص الزواج


          ومنها قلة الفرصة المتوفرة لديها في الزواج مرة أخرى لاعتبارات اجتماعية متوارثة من جيل إلى آخر، حيث تكون فرصتها الوحيدة في الزواج من رجل أرمل أو مطلق أو مسن، وبناءً عليه فإن مستقبلها غير واضح ومظلم فتعود بعد الطلاق حاملة جراحها، وآلامها ودموعها في حقيبة ملابسها، وكون مجتمعاتنا التقليدية وللأسف – وليس الدين طبعاً – يعتبرونها الجنس الأضعف فإن معاناتها النفسية تكون أكبر، إذ إنها وبحكم التنشئة الاجتماعية وإقناعها أن الزواج ضرورة اجتماعية لا بد منها لأنها (السترة) بالمفهوم التقليدي، فإنها بطلاقها تفقدها وتصبح عرضة لأطماع الناس وللاتهام بالانحرافات الأخلاقية نظراً للظن بعدم وجود الحاجز الجنسي الفسيولوجي (العذرية) الذي يمنعها من ذلك! وهي ليست مسؤولة فقط عن انحرافها، بل عن انحراف الرجل أيضاً لأنها أصل الفتنة والغواية لذلك عرف مجتمعنا جرائم الشرف ضدها وجعلها مرتبطة بالمرأة فقط.

          تعليق


          • #6
            رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

            كما أن نظرة المجتمع إلى المطلقة فيها ريبة وشك في سلوكها وتصرفاتها مما تشعر معه بالذنب والفشل العاطفي والجنسي وخيبة الأمل والإحباط مما يزيدها تعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي، فرجوعها إذن إلى أهلها وبعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب “مطلقة” الرديف المباشرة لكلمة “العار” عندهم وأنهم سيتنصلون من مسؤولية أطفالها وتربيتهم وأنهم يلفظونهم خارجاً مما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كاف، لأن ذلك يثقل كاهلها ويزيد معاناتها، أما إذا كانت عاملة فتحتك بالجنس الآخر أو حاملة لأفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء فتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيلاماً.
            تأثر الرجل بالطلاق

            تعليق


            • #7
              رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

              وماذا عن الرجل المطلق، هل تلحقه آثار سلبية كما المرأة المطلقة؟



              - “إن الطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه لأنه الخروج طواعية من أنس الصحبة وسكينة الدار ورحابة الاستقرار إلى دائرة بلا مركز”، هذه العبارة تصور مدى خطورة آثار الطلاق على الرجل وهو الذي يملك بيده وعقله وقلبه ولسانه إيقاع الطلاق، وما يكون ذلك من عاقل واع، إلا إذا وصل الأمر إلى حالة استحالة العشرة ونفور الصحبة، وهناك آثار كثيرة اجتماعية ونفسية وتربوية تقع على الرجل المطلق منها:
              - الضرر الواقع عليه من كثرة تبعات الطلاق المالية كمؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة وحضانة الأولاد، الأمر الذي سينعكس أيضاً على الزوجة وأولادهاه، هذا إذا قبلت به زوجة أخرى لترعى مصالحه وأولاده في ظل وجود الأعباء المالية عليه الناتجة عن الطلاق.

              تعليق


              • #8
                رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

                - قد يصاب المطلق بالاكتئاب والانعزال واليأس والإحباط وتسيطر على تفكيره أوهام كثيرة وأفكار سوداوية وتهويل الأمور وتشابكها وهذا الأمر يخلق عنده الشك والريبة من كل شيء يقترب منه أو يرنو نحوه فيفقد أفكاره والاتزان بأحكامه والاستقرار والتوازن، بمعنى آخر تصبح أفكاره لا تتسم بالثبات، بل التقلب والتضارب وتصبح أحكامه عديمة الرصانة والتماسك فضلاً عن التردد وعدم التشوق لمقابلة الأصدقاء، وإن هذا الاكتئاب وفقدان التوازن الاجتماعي وضياع أمن واستقرار البيت يشوبه قلق من فكرة فشل زواج آخر أو أنه رجل غير مرغوب فيه ومشكوك فيه من قبل المخطوبة الثانية لطلاقه الأولى.
                نتائج مأساوية
                * الأولاد ثمرة لهذه التجربة القاسية، ونتاج لبيت متصدع، ما الآثار الناتجة الذي تركه طلاق الوالدين عليهم، والبصمة مؤلمة في حياتهم؟
                - بالفعل إنها نتائج مأساوية وهي أكثر وأكبر مما ذكر هنا، بل هي نتائج كان يمكن الابتعاد عنها بقليل من الحكمة والتروّي والخضوع لصوت الشرع ثم العقل، وكما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج.
                إن العلم التربوي يجمع على أهمية الأبوين في تربية وتنشئة الطفل الاجتماعية خاصة دور الأم الرئيسي في التنشئة المبكرة وإبراز دورها في السنوات الأولى من حياته كنقطة انطلاق لنموه وتطوره جسدياً وفكرياً.

                تعليق


                • #9
                  رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

                  وتتمثَّل الآثار الناتجة عن الطلاق على الأولاد في عدة أمور منها:


                  - الضرر الواقع على الأولاد في البعد عن إشراف الأب إن كانوا مع الأم وفي البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي هذه الحالة يكون الأطفال عرضة لوقوعهم تحت رحمة زوجة أبيهم بعد أمهم التي من المستحيل أن تكون بالنسبة لهم أماً خصوصاً بعد أن تنجب هي عدداً من الأولاد وتعاملهم بطريقة أفضل من أولاد زوجها فيؤثِّر سلباً عليهم ويصبحون عرضة للانحراف والوقوع في الجنح.
                  الصحة النفسية والجسدية للأولاد
                  كما أن عدم الإشراف على الأولاد من قبل الوالدين واهتزاز الأسرة وعدم استقرارها يعطي مجالاً لهم للعبث في الشوارع والتشرد والانحراف واحتراف مهن محرمة. ويؤثَّر الطلاق على صحة الأولاد النفسية والجسدية وخصوصاً إذا كانوا في سن الخامسة أو السادسة أو أكثر نتيجة لعدم اهتمام والديهم بهم في خضم المشاكل العائلية بينهما وعدم إشراف والدهم الذي قد لا يشاهدهم إلا في مركز الشرطة عن طريق القضاء أو إحدى المؤسسات الاجتماعية، مما يؤدي إلى هبوط معنويات الأطفال فيواجه ذلك باليأس والبكاء ويعيش حياة كلها توتر وقلق واضطراب ويتعطشون للحنان والمحبة والرعاية فضلاً عن الأمور المالية التي تزيد نسبتها مع كبر سنهم نظراً لفقدان اجتماع الأب والآم معاً.
                  أما إذا تجاوز عمر الأولاد السابعة، فإن سلبيات الطلاق تكون لديهم أكثر وأكبر لأنه في هذه الحالة قد يدرك أسباب الشقاق والنزاع الدائم بين والديه ولذلك ينعكس على الأولاد سلباً بالتسرب من المدارس والانحراف في السلوك وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على التطور الفكري وعدم التوازن ومشاركة الجماعة وحرمانهم من التنشئة الاجتماعية السليمة مما يجعلهم يلجؤون إلى التشرد.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

                    وقد يصل الحد إلى استخدام المخدرات والمسكرات للابتعاد عن هموم الأسرة فكل هذه الآثار السيئة التي يتركها الطلاق على الأولاد تستدعي منا وقفة قوية لحصار وتطويق أسباب الطلاق في المجتمع والعمل الجاد للحد منها.

                    تعليق


                    • #11
                      رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته


                      صدمة الطلاق



                      * ما الأخطاء التي يقع فيها (الأب والأم) بعد الطلاق، وتؤثَّر على الأطفال وعلى نظرتهم إليهما، وتزعزع نفسيتهم؟
                      - إن صدمة تفكك والديهم بالطلاق تكاد تقتلهم بعدما يفقدون معاني الإحساس بالأمن والحماية والاستقرار حتى باتوا فريسة صراعات بين والديهم وخصوصاً إذا تصارع كل منهما من يكسب الطفل في جانبه حتى لو أدى ذلك إلى استخدام وسائل غير أخلاقية كتشويه صورة الطرف الآخر أمام ابنه واتخاذ كل السبل الممكنة حتى لو لم تكن أخلاقية للانتصار على خصمه فيعيش الطفل هذه الصراعات بين والديه مما يفقده الثقة بهما ويجعله يفكر في البحث عن عالم آخر ووسط جديد للعيش فيه قد يعوضه عن حب وحنان والديه مما يعرضه في بعض الأحيان إلى الوقوع فريسة في أحضان المتشردين الذين يقودنه إلى عالم الجريمة.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته


                        علاج الظاهرة



                        * وأخيراً.. كيف نعالج هذه الظاهرة في المجتمع والحد من انتشارها؟
                        - لعلاج ظاهرة الطلاق يجب الأخذ بالتدابير الوقائية التي منها:
                        - الاختيار الحسن للرجل والمرأة: فيجب أن يكون الاختيار مدروساً من كل الجوانب مثل تقارب الأعمار وتقارب الفكر والمستوى الثقافي وتقارب البيئة والعادات وطابع الحياة، حيث نجد أن كثيراً من الناس يغلب على اهتماماتهم شأن الجمال، أو الحسب، أو المال، وهذا ليس خطأ في حد ذاته، ولكن الخطأ أن يتنازل الرجل عن أهمّ مواصفات الزوجة، وهو (الدين) على حساب وجود المواصفات الأخرى كلها أو بعضها، فالدين، الدين، تربت يداك. وكما أن الرجل مطالب أن يحسن اختيار شريكة حياته. وأم أولاده. يجب على ولي المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب، ليكون زوجاً لموليته.
                        وأن يكون شكل كل زوج مقبولاً عند الآخر فلا يكفي توفر الشروط كلها بدون هذا الشرط، لأن الشكل دائماً هو الذي يعطي الانطباع بالراحة وعدمها، كما أنه هو المدخل إلى جوهر الإنسان وأقول المدخل وليس المرآة للجوهر وهناك فرق.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته


                          دور أهل الزوجين



                          ولا يجب إهمال موضوع الأهل والعائلة لكل من الزوجين: ولا أتحدث هنا عن الطبقيات والعنصريات، ولكن استرشد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيما معناه تخيَّروا لنطفكم فإن العرق دساس، فمن الجميل أن تكون عائلة زوجتك عائلة محافظة ترتاح بمجالستهم والحديث إليهم، تعينهم على الخير ويعينونك عليه على الأقل إذا حصل خلاف بينك وبين زوجتك وكان الخطأ منها أن تراهم يقفون في صفك لتقويمها والعكس صحيح.
                          وكذلك التزود بالمعارف للحياة الزوجية من ثقافة شرعية وواقعية: إن يعرف الزوج والزوجة واجباتهما ومسؤولياتهما وأن يلتزم كل طرف بما له وما عليه وأن تقام حدود الله في بيوتنا وأن نعالج مشاكلنا بهدوء وروية وبأسلوب منطقي. وخلق جو عائلي وروح يملأهما الترابط الأسري. ثم الالتزام بضوابط حسن المعاشرة ومد جسور الود والثقة والحرص على فهم الطرف المقابل فهماً صحيحاً.
                          الحلول العلاجية بعد نشوب الخلاف
                          ومنها تحكيم شرع الله عند كل خلاف يقع بين الزوجين {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 65].
                          واستحضار التوجيهات الشرعية والنبوية باستمرار، فهي معالم في طريق الحياة الزوجية: فمن النصوص الموجهة للرجل: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) رواه الترمذي. (واستوصوا بالنساء خيراً) متفق عليه. (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) رواه مسلم. ومن النصوص الموجهة للمرأة: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض” دخلت الجنة) رواه النسائي. (لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها) رواه أبو داود.

                          تعليق


                          • #14
                            رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته


                            الخلاف الإيجابي



                            ومن العلاج أيضاً: استثمار الخلاف الأسري لكي يكون الخلاف بين الزوجين مفيداً وجاداً، ينبغي ألا يصبح مجرد فرصة للتفريج عن النفس وإفراز نواتج الضغط والتوتر لدى كل طرف لحساب الآخر، أو أن يصبح التنازع هدفاً لتحطيم معنويات الآخر وإهانته، أو وسيلة لإظهار سلطة أحدهما على الآخر، فمثل هذه الخلافات تؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
                            أما الخلافات الجادة والنافعة فهي التي تتيح للطرفين فرصة للاتصال الفاعل، والحوار الجاد، وتُشكل مجالاً لإظهار الانفعالات الذاتية دون إلقاء اللوم على الآخر، ودون محاولة إلصاق أسبابها به.
                            أظن أننا إذا فعلنا ذلك طبعاً بعد توكلنا على الله سنحقق استثماراً لا نظير له فليتنبه لذلك! ومن هنا سنبتعد عن الطلاق وسيشيع جو من التفاهم والود. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق كل الأزواج والزوجات السعادة في الدارين،، الدنيا والآخرة.



                            انتهى بعون الله

                            تعليق


                            • #15
                              رد: في ميثاق عهد الطلاق نهايته

                              اخى معتز

                              موضوعك قيّم برأيي كونه يمسّ جزءا مهما من مجتمعاتنا.


                              لا أحد ينكر بأن الطلاق ظاهرة غير محببة فقد ورد في الحديث الشريف: (أبغض الحلال عند الله الطلاق)
                              ومن وراءهذه الظاهرة تنبعث مشاكل وأمراض إجتماعية خطيرة وخاصة على الأسرة .. وخصوصاً إذا كان بها أطفال ما زالوا بمراحل سنية صغيرة.. ولكنه وضع قائم وينبغى التعامل معه بشفافية والبحث عن أفضل الحلول للمشاكل المترتبة عليه..لا الإكتفاء بلوى الرؤوس ومصمصة الشفاه والنظرات الغير مبالية وإن كانت مبالية فتكون مملوءة بالعديد من عبارات السخرية والإستنكار ..والموجهة لشخص المرأة المطلقة.. فليضع كل رجل هذه المطلقة مكان إبنته أو أخته أو حتى والدته ويتعامل معها بحق الله.. ولتضع كل إمرأة فى إعتبارها عتدما تنظر لغيرها المطلقة .أنها معرضة لنفس الموقف وربما تكون حاملة لهذا اللقب يوماً ما ..وتتعامل معها مثلما تحب أن يعاملوها الناس…وربما يکون وضع المطلقة فى وطننا العربى من اجراس الخطر التى يجب ان نقرعها جميعا ونجد الحلول لها حتى تصبح المطلقة كائن حى له كيان مماثل للمرأة المتزوجة تماما فى المجتمع ونظرته اليها.. وحتى لا يكون العذاب إمرأة مطلقة

                              وتحيتي الصافية لك
                              اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
                              ولاتؤاخذني بما يقولون
                              واغفر لي مالا يعلمون

                              تعليق

                              يعمل...
                              X