Announcement

Collapse
No announcement yet.

أ. د . محمد كمال عبد العزيز-وقوله عن الحجامة - فريد ظفور

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أ. د . محمد كمال عبد العزيز-وقوله عن الحجامة - فريد ظفور

    الأستاذ الدكتور محمد كمال عبد العزيز
    أستاذ بكلية الطب ـ جامعة الأزهر ـ القاهرة
    خطيب في مساجد القاهرة
    وقوله عن الحجامة
    للباحث محمد أمين شيخو
    إعداد : فريد ظفور
    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد النبي الأميّ، ومن اتَّبع هديه إلى يوم الدين، أرسله ربنا بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وأتانا بكتاب من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض وهو على كلِّ شيء قدير.
    لقد عايش رسول الله e جميع المسلمين متفاعلاً معهم، ومدركاً لكلِّ ما يعنيهم ويهمهم. وكانوا يلجؤون إليه في جميع أمورهم العامة والخاصة فيعملون بنصيحته ويستمعون إلى مشورته e.
    ولقد عرضت أمام رسول الله e الكثير من الأمراض والمواجع، فكان يصف لها العلاج الناجع من واقع ما تيسَّر في البيئة الطبيعية، وكان e لهم طبيباً وحكيماً، حيث علَّمه الله سبحانه وتعالى، ومن تعلَّم عن الله فلن يعجزه شيء بمشيئته وقدرته.
    ولقد شرَّفتني (دار نور البشير) بالتعليق الطبي والعلمي لكتاب (الدواء العجيب) لفضيلة العلاَّمة العربي الكبير محمد أمين شيخو، فوجدت فيه منهلاً عذباً من أحاديث وكلام سيد المرسلين، وقد أخبرنا عن علوم وأبحاث، كشف العلم عن بعضها بعد أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن، ووقف عاجزاً أمام البعض الآخر، حيث ستكشف عنه التجارب العملية على مرِّ السنين، فرسول الله e لا ينطق عن الهوى وإنما علَّمه شديد القوى.
    وقد أمر الرسول e بالحجامة، فقال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة»(1) .
    وقد كانت الحجامة معروفة ومنتشرة في مصر إلى عهد قريب وتعرف بـ (كاسات الهواء)، وكانت تستعمل في علاج الالتهابات والآلام الروماتيزمية، وكانت هناك أجهزة صغيرة للقيام بعمل (التشريط) في حالات الحجامة الرطبة في أقل من ثانية وبدون ألم يذكر.
    وللحجامة أساس علمي معروف وهو أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي أو النخاع المستطيل أو في المخ المتوسط. وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.
    والحجامة وسيلة من وسائل علاج الألم القائمة على القاعدة التي يطبِّقها كلٌّ منها تلقائياً عندما يشعر بألم (حكة) في أي جزء من جلده، فإنه يقوم بتدليك (هرش) المكان فلا يشعر بالألم بعد ذلك.
    وتعليل ذلك يقوم على النظرية العلمية للعالم الفيزيولوجي (بافلوف) والتي تسمى (التثبيط الواقعي للجهاز العصبي):
    فعندما يصل التنبيه إلى المخ عن طريق الأعصاب فإن المخ يترجم هذا التنبيه حسب مصدره ونوعه، أي يحدد نوع التنبيه، ألماً كان أو لمساً، حرارة أو برودة، ولكن إذا وصل عدد التنبيهات التي تصل إلى المخ في وقت واحد إلى عدد كبير، فإن المخ لا يستطيع التمييز بينهم، وعندئذ يتوقف عن العمل. فيلغي الشعور من المنطقة التي زاد فيها عدد التنبيهات. وفي حالة الحجامة تخرج التنبيهات من نهاية الأعصاب في المنطقة المحتجمة بأعداد كبيرة فيقوم المخ بإلغاء الشعور من المنطقة ويزول الألم.
    الشكر الجزيل للعلاَّمة العربي الكبير محمد أمين شيخو (رحمه الله) على إحيائه ذلك التراث الطبي النبوي، فالكتاب حقّاً إثراء ثري للمكتبة العربية الإسلامية، وقد يكون الفريد من نوعه عن عملية الحجامة.
    وشكراً لـ (دار نور البشير) أيضاً على إحيائها تلك السنة النبوية الشريفة التي كان لها قصب السبق في مجال العلوم والطب.
    والله من وراء القصد والسبيل..
    الباحث الدكتور محمد كمال عبد العزيز – وقوله عن الحجامة للباحث محمد امين شيخو – فريد ظفور

    (1)أخرجه البخاري في كتاب الطب (2563).
Working...
X