رد: صمود وانهيار مسارات التفاوض العربية-الإسرائيلية بعد مؤتمر مدريد-
المناورات الجديدة للحليف الشريك
الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية اللتان يجمعهما تحالف استراتيجي تاريخي، وشراكة في مفاوضات السلام، وتوحُّد في المصالح والمصير والعمل الاستعماري، تخوضان، بتنسيق مع بعض الجهات العربية، معترك سياسة مرحلية بـ "تكتيك" متقدم، بهدف مواجهة الاستحقاقات القادمة في الوطن العربي عامة وفي هذه المنطقة -بلاد الشام- منه خاصة، والمؤشرات ذات الدلالة البعيدة الأكيدة التي تمت حتى الآن، تظهر بعض ملامح قمة جبل الجليد الذي تغمره تلك الأطراف في المياه السياسية الضحلة التي تفتح بغزارة في مسارب العمل العربي خاصة.
فعلى الصعيد الفلسطيني -يبدو هناك رغبة في إقامة توازن رعب بين التنظيمات الفلسطينية في الداخل، وزرع فتن في الخارج على أرضية إنعاش دور المنظمة وفصائل فتح في الداخل على حساب حماس والجهاد الإسلامي والجهات الرافضة لاستئناف المفاوضات، وقد ضغطت واشنطن على السعودية لتقديم أموال للمنظمة، وعملت مع " إسرائيل " على عودة ثلاثين من المبعدين القدامى ونسقت مع مصر لإعلاء شأن مثل هذا الاختيار لأنه يؤدي إلى إيقاف مد التيار الإسلامي، الذي لم تعد ترضى واشنطن عن دوره لا سيما في فلسطين المحتلة. لأنه حسب آخر تعريفاتها المصاحبة لتصنيف "حماس" كمنظمة إرهابية، يريد أن يقيم دولة إسلامية في فلسطين المحتلة على حساب "دولة إسرائيل".
ويبدو أنه من مصلحة عرب كثيرين أن يتم تقييد عمل وانتشار وشعارات كل الجهات والتيارات والفئات التي تنادي بعروبة فلسطين، كل فلسطين، وبتحريرها، وفي هذا السياق، سياق تنشيط المفاوض الفلسطيني وترجيح كفة فلسطينية على أخرى، يأتي التلويح بالجزرة أمام الفلسطيني السغب الذي طالما أضناه الإحباط والأسى. وربما اليأس. وها هي اقتراحات أو قل إغراءات تقدم له يراها "تنازلات" من (إسرائيل) وأموراً مشجعة له، وما هي في الواقع إلا فخاخ ومكائد تنصب إمَّا على طريق العمل الفلسطيني - الفلسطيني وإمَّا على طريق العمل العربي -العربي.
والسؤال الذي يبرز بصيغتين متوازيتين حول هذا التحرك الأميركي -" الإسرائيلي " المنسق مع بعض الجهات العربية يمكن تركيزه في الكلمات الآتية:
1-هل تعطي "إسرائيل" للمفاوض الفلسطيني حلولاً شاملة لقضية متكاملة؟ أو أن تقسيط الحل وتجزيء القضية يهدف إلى وضع الأرض المحتلة من جهة، وفلسطينيي الخارج من جهة أخرى على حافة الفتنة الداخلية فيما بينهم، حتى إذا أتى الحكم الذاتي، أو الانسحاب الجزئي، أو رفع الحصار، اشتعلت نار الفتنة فيما بينهم، وسال دمهم، وتضخمت مأساتهم إلى الحد الذي يرى فيه العالم، وبعض العرب، وبعض الفلسطينيين، أن الاحتلال أرحم من الاستقلال!
إن "إسرائيل" لا تحرص على الدم الفلسطيني بل على العمالة الفلسطينية الرخيصة من جهة -في ظل الأمن- وعلى سوق الاستهلاك الفلسطينية التي ستكون مدخلها لسوق الاستهلاك العربية مستقبلاً في ظل (السلام) المنتظر من جهة أخرى. وحين تقوم حالة حصار فلسطيني -فلسطيني، وعربي- فلسطيني؛ فإن تبعية الفلسطيني للإسرائيلي من وجهة نظر "إسرائيل" تكون شبه مضمونة.
2-هل تعطي "إسرائيل" -للمفاوض العربي حلاً شاملاً لقضية متكاملة؟! أم أنها تدفع المفاوضات مع طرف من الأطراف العربية لتؤثر على بقية الأطراف وتجبرها:
-إما على مزيد من التنازل والركض وراء القطار الذي تصور أنه قد تحرك إلى الأمام.
-وإما على تحطيم تنسيق المفاوضين العرب وجعلهم يتحركون فرادى بعيداً عن الالتزام بالحل الشامل والتنسيق التام فيما بينهم. حيث يتلمس كل منهم رأسه ويبحث عن خلاصه الخاص!!.
إن التلميحات الإيجابية بدأت في فترة من الفترات في المسار الأردني. ثم انتقلت إلى المسار السوري، ثم إلى المسار الفلسطيني. و"إسرائيل" مع شريكها الأميركي المخلص لها تبحث عن نقطة الضعف في حلقة المفاوضين والسياسيين العرب. وحين يتسنى لها النفاذ من ثغرة ما فإنها تضخ المياه الضحلة منها لتغرق كل المفاوضين وتدفعهم إلى عملية الاحتطاب بليل، حيث يلغ بعضهم في دم بعض، ويزداد حجم الشك فيما بينهم؛ فينحنون لقوة الضغط الغربي- الصهيوني وللقوة العربية التي تشارك في عملية الضغط تلك. فيأخذون أقل "المكاسب" من المفاوضات ويقدمون كل التنازلات.. وفي مقدمتها الاعتراف بـ " إسرائيل " دولة من دول هذه المنطقة.
إن الأميركي الذي يلعب دور "الراعي النزيه" هو حليف "لإسرائيل" وشريك لها في عملية ترمي إلى تعزيز مصالحه ومصالحها بالدرجة الأولى، وإلى تأمين مناخ أفضل للمرتبطين به تاريخياً بالدرجة الثانية. وهو يرمي إلى الحفاظ على حالة سياسية- اقتصادية- اجتماعية في الوطن العربي تمكنه من إحكام سيطرته ونفوذه إلى أبعد مدى ممكن، وباطمئنان تام إلى عدم وجود خروق مستقبلية في مجال القبضة التي يفرضها.
ومن أجل هذا يقيم حالة من الغزَل الباهت بينه وبين القيادات الفلسطينية التي كان يرفضها، ويجعل تلك القيادات تطمئن إلى الجلد " الإسرائيلي " النتن وترفع يديها لتتبارك به، ويقيم من بعض العرب عرافين ورؤوس جسور بين "إسرائيل" والعرب، ليضرب عصفورين بحجر واحد: صيد العرب بالعرب، ورفع صيادين عرب إلى مرتبة الزعامة القومية من طريق جعل الوفاق والمكاسب والتنازلات" الإسرائيلية تأتي على أيديهم.
وهو يقوم بذلك بحنكة ومن دون خسارة من أي نوع، إذ أنه حتى عندما يتوجب عليه دفع بعض المال فإنه يوعز إلى عرب آخرين بالدفع، تحقيقاً لصف ثان أو ثالث من المصالح والغايات.
إن سياسة أميركية- إسرائيلية ذات ذيل عربي عريض ترمي إلى خلق أربع مناطق على الأقل في الوطن العربي ذات خصوصية سياسية- اقتصادية وحتى ثقافية إن أمكن، وتتمتع بمتانة سياج لا يرشح ولا يشف باتجاه المناطق الأخرى، ولا يجعل الثدي القومي يدرّ الحليب أو سواه، تحت تأثير أية عاطفة قومية. وهذه المناطق هي:
-منطقة بلاد الشام التي ستقودها "إسرائيل" على أرضية السلام المنتظر.
-منطقة الخليج العربي التي أخذت منذ زمن قصير تنادي بخصوصية تامة حتى بخصوصية الثقافة على أرضية الغنى والثروة البترولية.
-منطقة المغرب العربي.
-منطقة مصر والسودان، بعد "معالجة أمر السودان" الذي لا يعجبها رأسه الآن.
وكل من هذه المناطق التي تسعى أميركا والصهيونية إلى خلقها بتنسيق مع حلفائها والمقربين إليها. ستكون مرتبطة على نحو ما بالمصالح الأميركية- والغربية عموماً، ومحتاجة إلى الحماية، وتخشى العربي والمسلم أكثر مما تخشى الأميركي و" الإسرائيلي "، وقد أخذت بعضها تعلن عن تلك "القرابة المصلحية تحت ستار الحضارة والمتغيرات الدولية" بينها وبين "إسرائيل".
حتى أن عرباً من العرب يشاركون هذا الأسبوع في المعرض الزراعي -التكنولوجي الذي يقام في تل أبيب. ولا غرابة في ذلك فالإسراع في كسر جدار المحذور عند البعض هو هجوم إيجابي على الأخ العربي، الذي يقاوم من أجل حق في الحياة، لا يستحقه من وجهة نظر البعض.
إن الوضع الذي يسيل بالمرارة، يكتنز في الوقت ذاته حلاوة في الأعماق. فهل نسلم بأن السياسة الأميركية -الإسرائيلية ذات الذيل العربي العريض سوف تكنس كل المخلصين العرب من طريقها وسوف تجد أرضاً لا مقاومة فيها؟ وهل يكون العرب، بعد كل هذا التاريخ من النضال، لقمة أميركية -إسرائيلية سائغة؟! وهل يقف الوعي العربي /سياسياً وثقافياً/ يتفرج على الأمة وهي تُسْلَم وتستسلم للأعداء؟!
إنني لا أظن ذلك ولا أجزم بوقوعه. فإنني أرى عبر الرماد العربي ولادة عملاقة الرؤية والأداء والنتائج. وإن غداً لناظره لقريب.
الأسبوع الأدبي/ع361//6/أيار/1993
فعلى الصعيد الفلسطيني -يبدو هناك رغبة في إقامة توازن رعب بين التنظيمات الفلسطينية في الداخل، وزرع فتن في الخارج على أرضية إنعاش دور المنظمة وفصائل فتح في الداخل على حساب حماس والجهاد الإسلامي والجهات الرافضة لاستئناف المفاوضات، وقد ضغطت واشنطن على السعودية لتقديم أموال للمنظمة، وعملت مع " إسرائيل " على عودة ثلاثين من المبعدين القدامى ونسقت مع مصر لإعلاء شأن مثل هذا الاختيار لأنه يؤدي إلى إيقاف مد التيار الإسلامي، الذي لم تعد ترضى واشنطن عن دوره لا سيما في فلسطين المحتلة. لأنه حسب آخر تعريفاتها المصاحبة لتصنيف "حماس" كمنظمة إرهابية، يريد أن يقيم دولة إسلامية في فلسطين المحتلة على حساب "دولة إسرائيل".
ويبدو أنه من مصلحة عرب كثيرين أن يتم تقييد عمل وانتشار وشعارات كل الجهات والتيارات والفئات التي تنادي بعروبة فلسطين، كل فلسطين، وبتحريرها، وفي هذا السياق، سياق تنشيط المفاوض الفلسطيني وترجيح كفة فلسطينية على أخرى، يأتي التلويح بالجزرة أمام الفلسطيني السغب الذي طالما أضناه الإحباط والأسى. وربما اليأس. وها هي اقتراحات أو قل إغراءات تقدم له يراها "تنازلات" من (إسرائيل) وأموراً مشجعة له، وما هي في الواقع إلا فخاخ ومكائد تنصب إمَّا على طريق العمل الفلسطيني - الفلسطيني وإمَّا على طريق العمل العربي -العربي.
والسؤال الذي يبرز بصيغتين متوازيتين حول هذا التحرك الأميركي -" الإسرائيلي " المنسق مع بعض الجهات العربية يمكن تركيزه في الكلمات الآتية:
1-هل تعطي "إسرائيل" للمفاوض الفلسطيني حلولاً شاملة لقضية متكاملة؟ أو أن تقسيط الحل وتجزيء القضية يهدف إلى وضع الأرض المحتلة من جهة، وفلسطينيي الخارج من جهة أخرى على حافة الفتنة الداخلية فيما بينهم، حتى إذا أتى الحكم الذاتي، أو الانسحاب الجزئي، أو رفع الحصار، اشتعلت نار الفتنة فيما بينهم، وسال دمهم، وتضخمت مأساتهم إلى الحد الذي يرى فيه العالم، وبعض العرب، وبعض الفلسطينيين، أن الاحتلال أرحم من الاستقلال!
إن "إسرائيل" لا تحرص على الدم الفلسطيني بل على العمالة الفلسطينية الرخيصة من جهة -في ظل الأمن- وعلى سوق الاستهلاك الفلسطينية التي ستكون مدخلها لسوق الاستهلاك العربية مستقبلاً في ظل (السلام) المنتظر من جهة أخرى. وحين تقوم حالة حصار فلسطيني -فلسطيني، وعربي- فلسطيني؛ فإن تبعية الفلسطيني للإسرائيلي من وجهة نظر "إسرائيل" تكون شبه مضمونة.
2-هل تعطي "إسرائيل" -للمفاوض العربي حلاً شاملاً لقضية متكاملة؟! أم أنها تدفع المفاوضات مع طرف من الأطراف العربية لتؤثر على بقية الأطراف وتجبرها:
-إما على مزيد من التنازل والركض وراء القطار الذي تصور أنه قد تحرك إلى الأمام.
-وإما على تحطيم تنسيق المفاوضين العرب وجعلهم يتحركون فرادى بعيداً عن الالتزام بالحل الشامل والتنسيق التام فيما بينهم. حيث يتلمس كل منهم رأسه ويبحث عن خلاصه الخاص!!.
إن التلميحات الإيجابية بدأت في فترة من الفترات في المسار الأردني. ثم انتقلت إلى المسار السوري، ثم إلى المسار الفلسطيني. و"إسرائيل" مع شريكها الأميركي المخلص لها تبحث عن نقطة الضعف في حلقة المفاوضين والسياسيين العرب. وحين يتسنى لها النفاذ من ثغرة ما فإنها تضخ المياه الضحلة منها لتغرق كل المفاوضين وتدفعهم إلى عملية الاحتطاب بليل، حيث يلغ بعضهم في دم بعض، ويزداد حجم الشك فيما بينهم؛ فينحنون لقوة الضغط الغربي- الصهيوني وللقوة العربية التي تشارك في عملية الضغط تلك. فيأخذون أقل "المكاسب" من المفاوضات ويقدمون كل التنازلات.. وفي مقدمتها الاعتراف بـ " إسرائيل " دولة من دول هذه المنطقة.
إن الأميركي الذي يلعب دور "الراعي النزيه" هو حليف "لإسرائيل" وشريك لها في عملية ترمي إلى تعزيز مصالحه ومصالحها بالدرجة الأولى، وإلى تأمين مناخ أفضل للمرتبطين به تاريخياً بالدرجة الثانية. وهو يرمي إلى الحفاظ على حالة سياسية- اقتصادية- اجتماعية في الوطن العربي تمكنه من إحكام سيطرته ونفوذه إلى أبعد مدى ممكن، وباطمئنان تام إلى عدم وجود خروق مستقبلية في مجال القبضة التي يفرضها.
ومن أجل هذا يقيم حالة من الغزَل الباهت بينه وبين القيادات الفلسطينية التي كان يرفضها، ويجعل تلك القيادات تطمئن إلى الجلد " الإسرائيلي " النتن وترفع يديها لتتبارك به، ويقيم من بعض العرب عرافين ورؤوس جسور بين "إسرائيل" والعرب، ليضرب عصفورين بحجر واحد: صيد العرب بالعرب، ورفع صيادين عرب إلى مرتبة الزعامة القومية من طريق جعل الوفاق والمكاسب والتنازلات" الإسرائيلية تأتي على أيديهم.
وهو يقوم بذلك بحنكة ومن دون خسارة من أي نوع، إذ أنه حتى عندما يتوجب عليه دفع بعض المال فإنه يوعز إلى عرب آخرين بالدفع، تحقيقاً لصف ثان أو ثالث من المصالح والغايات.
إن سياسة أميركية- إسرائيلية ذات ذيل عربي عريض ترمي إلى خلق أربع مناطق على الأقل في الوطن العربي ذات خصوصية سياسية- اقتصادية وحتى ثقافية إن أمكن، وتتمتع بمتانة سياج لا يرشح ولا يشف باتجاه المناطق الأخرى، ولا يجعل الثدي القومي يدرّ الحليب أو سواه، تحت تأثير أية عاطفة قومية. وهذه المناطق هي:
-منطقة بلاد الشام التي ستقودها "إسرائيل" على أرضية السلام المنتظر.
-منطقة الخليج العربي التي أخذت منذ زمن قصير تنادي بخصوصية تامة حتى بخصوصية الثقافة على أرضية الغنى والثروة البترولية.
-منطقة المغرب العربي.
-منطقة مصر والسودان، بعد "معالجة أمر السودان" الذي لا يعجبها رأسه الآن.
وكل من هذه المناطق التي تسعى أميركا والصهيونية إلى خلقها بتنسيق مع حلفائها والمقربين إليها. ستكون مرتبطة على نحو ما بالمصالح الأميركية- والغربية عموماً، ومحتاجة إلى الحماية، وتخشى العربي والمسلم أكثر مما تخشى الأميركي و" الإسرائيلي "، وقد أخذت بعضها تعلن عن تلك "القرابة المصلحية تحت ستار الحضارة والمتغيرات الدولية" بينها وبين "إسرائيل".
حتى أن عرباً من العرب يشاركون هذا الأسبوع في المعرض الزراعي -التكنولوجي الذي يقام في تل أبيب. ولا غرابة في ذلك فالإسراع في كسر جدار المحذور عند البعض هو هجوم إيجابي على الأخ العربي، الذي يقاوم من أجل حق في الحياة، لا يستحقه من وجهة نظر البعض.
إن الوضع الذي يسيل بالمرارة، يكتنز في الوقت ذاته حلاوة في الأعماق. فهل نسلم بأن السياسة الأميركية -الإسرائيلية ذات الذيل العربي العريض سوف تكنس كل المخلصين العرب من طريقها وسوف تجد أرضاً لا مقاومة فيها؟ وهل يكون العرب، بعد كل هذا التاريخ من النضال، لقمة أميركية -إسرائيلية سائغة؟! وهل يقف الوعي العربي /سياسياً وثقافياً/ يتفرج على الأمة وهي تُسْلَم وتستسلم للأعداء؟!
إنني لا أظن ذلك ولا أجزم بوقوعه. فإنني أرى عبر الرماد العربي ولادة عملاقة الرؤية والأداء والنتائج. وإن غداً لناظره لقريب.
الأسبوع الأدبي/ع361//6/أيار/1993
تعليق