إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

    القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

    منقول




    قضية القدس قضية عربية وإسلامية تعيش في وجدان كل عربي ومسلم، فهي قلب فلسطين النابض، وقد كانت وما زالت محط أنظار العالم عبر التاريخ، ومجمع الأفئدة، وملتقى الأرض مع السماء، بأنبيائها ومقدساتها، وفيها منتهى الإسراء، ومنطلق المعراج إلى السموات العلى، وهي قبلة المسلمين الأولى، والتي شرع النبي صلى الله عليه وسلم أن تشد الرحال إلى مسجدها المبارك حوله: المسجد الأقصى..
    القدس تعيش اليوم خطر التغريب عن أمتها العربية وحضارتها الإسلامية، فقد احتلها اليهود ودنسوا مقدساتها، وحاولوا طمس معالمها، وطي حضارتها وهدم مقدساتها الإسلامية والمسيحية، محاولين بكل الوسائل انتزاعها من محيطها وعمقها العربي والإسلامي، وذلك ضمن مخطط منهجي منذ أن بدأت الصهيونية العالمية بالتخطيط للهجرة إلى فلسطين، وإقامة وطن قومي لهم فوق ترابه.. حول أبعاد ما تتعرض له القدس بلد الإسراء والمعراج يدور تحقيقنا التالي مع ثلة من المفكرين والمختصين..

    في البدء يتحدث الدكتور محمد أكرم العدلوني مدير عام مؤسسة القدس فيقول: تشهد “القدس” وفلسطين عامة حملة عدوان منظّم ومبرّمج لطمس هويتها وكسر إرادتها واستئصال عزتها وكرامتها.. “القدس في خطر” كان شعار مؤسستنا في المرحلة السابقة وما زال، ومن أجل ذلك فقد سعت المؤسسة خلال السنوات الماضية إلى تنفيذ الدفعة الأولى من المشاريع المدنية الصحية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها، واستطاعت المباشرة وبالتنسيق مع غيرها من المؤسسات في تنفيذ أكثر من عشرين مشروعاً.. إن الكيان الصهيوني يعمل ليل نهار لإيجاد واقع جديد على الأرض في القدس، حيث يتبنى سياسة ديمغرافية تجعل من الفلسطينين أقلية في القدس من خلال مصادرة الأراضي، وسحب هويات المقدسيين، وتشجيع شراء البيوت والعقارات، وتطبيق نظام الضرائب الظالم بحق المقدسيين، وفرض الطوق العسكري على مدينة القدس، وتغليف القدس ليتم عزل المدينة عن محيطها البشري الكبير في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحويل المدينة إلى “كانتون” فلسطيني صغير يتعرض لكافة أنواع الضغوط وشلّ الحياة الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، مما أدى إلى إغلاق العديد من المؤسسات والجمعيات والأسواق.

  • #2
    رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

    وعن أوضاع المقدسيين يقول د. العدلوني أهلنا في مدينة القدس أمام تحديات كبيرة، يضاف إليها: تحدي البطالة التي بلغت حوالي 50%، وهجرة مئات الأسر الفلسطينية عن القدس بسبب هذا الوضع، بالإضافة إلى التحدي التعليمي والصحي والسكاني والتغذية والمياه وحالة الفقر وفوق هذا كله هدم مئات المنازل. أما التحدي الأكبر والأخطر فهو ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من حفر وتنقيب ومحاولات هدم وتفريغ من أهله ورواده سعياً لإقامة هيكلهم المزعوم.
    أمامنا سلة من الواجبات تشكّل استجابة عملية جادة لمواجهة هذه التحديات وخوض معركة القدس الكبيرة وإلا فلا قدس لنا في المستقبل.
    ويوجز د. العدلوني القول فير أن أهم الواجبات التي يتبغي النهوض بها تجاه القدس يتمثل في وضع إستراتيجية شاملة لحماية الأرض والإنسان والهوية والمقدسات في القدس. ووضع برامج عملية لإعادة التأهيل الاقتصادي والاجتماعي في الأراضي الفلسطينية. وبلورة آليات فعَّالة للشراكة والتوأمة بين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ونظيراتها من مؤسسات المجتمع المدني العربي والإسلامي والدولي. وإنشاء صندوق فلسطيني عربي إسلامي هدفه شراء الأراضي في القدس حفاظاً عليها. والعمل على تحسين الأوضاع في المدارس المقدسية للمساهمة في تطوير التعليم. وتفعيل النشاط الإعلامي والثقافي باللغتين العربية والإنجليزية في أوساط الأمة لتأكيد أهمية القدس ودورهم في الحفاظ عليها والعمل على إنقاذها. وحل مشكلة استئجار مترجمين يهود من قبل مكتب السياحة، حيث يقوم هؤلاء المترجمون اليهود ببث الدعاية المضللة والظالمة عن القدس وفلسطين للسياح الأجانب. ووضع الخطط والبرامج لحماية الأقصى والمقدسات والعمل على توفير جميع سبل إعماره وحمايته وإنشاء وقف خاص لرعايته من جميع المناحي. وتفعيل مشروع التآخي بين عائلات القدس وفلسطين وعائلات المجتمع العربي والإسلامي مع إنشاء لجان القدس في جميع البرلمانات العربية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني.

    تعليق


    • #3
      رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

      مؤسسات المجتمع

      أما الدكتور عبد الرزاق المقري “مدير مركز البصيرة والبحوث والاستشارات والخدمات التعليمية في الجزائر” فيتحدث عن سبل تفعيل مؤسسات المجتمع المدني في نصرة القدس وفلسطين، فيقول: إن التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية – الإسلامية بشكل عام والقضية فلسطينية بشكل خاص، وظهور العجز التام للعرب، وعدم قدرة حالات الانفعال اللحظي للشعوب على تصحيح الأوضاع تتطلب البحث في سبل جديدة للمحافظة على جاهزية الأمة العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية بشكل دائم وفعَّال.
      ومن أحسن فضاءات العمل التي يجب الاهتمام بها لتحقيق هذه الغاية مؤسسات المجتمع المدني، ويعتبر فضاء المجتمع المدني هو الفضاء الأنسب لتفعيل مجهود الأمة العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية باعتبار الخبرة التاريخية التي تعبر عن مضامين هذا المفهوم في الحضارة العربية الإسلامية، وباعتبار الأهمية المتزايدة التي أصبح يحتلها هذا القطاع في معادلات التغيير السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم.
      وقد أدت “الأوقاف” أو “الأحباس” دوراً تاريخياً في العمل المنظم لتحقيق المنفعة العامة والخدمة الاجتماعية وساهمت بشكل كبير في بعث الحضارة العربية والإسلامية.
      فقد اتجهت مخصصات الوقف إلى صنوف عدة من الخدمة والإنشاء الدينية والاجتماعية والثقافية والفنية والتعليمية وحتى الاقتصادية والعسكرية. ومنذ عصور طويلة أخذت القضية الفلسطينية وخصوصاً القدس حظاً وافراً في مجال العمل التطوعي المنظم وفي مجال الأوقاف ومن أشهر ما يذكر في هذا الموضوع أوقاف المغاربة في القدس. فالتجربة الإسلامية قديمة في هذا المجال يمكن الاعتماد عليها في صياغة خطط عصرية لتفعيل مؤسسات المجتمع المدني.
      ويضيف الدكتور المقري: يشهد العالم في السنوات الأخيرة تزايداً لافتاً للنظر لدور المنظمات غير الحكومية، سواء من حيث الأدوار المتميزة التي تؤديها في مجالات التنمية المحلية القاعدية في كثير من الدول الفقيرة والنامية، أو من حيث الوظائف الدفعية في مواجهة هيمنة النظام الليبيرالي الجديد وأثاره على البيئة والإنسان.
      وقد أصبح لهذه المنظمات قدرات كبيرة في مجالات التسيير والاتصال والتعبئة والتأثير بحكم تطور الاتصال والمعلوماتية والمعارف وقد نالت اهتماماً كبيراً من المنظمات الدولية، ورُصدت لها إمكانات مادية وتكوينية كبيرة زادت من فاعليتها.
      ولا شك أن هذا التطور في مجال مؤسسات المجتمع المدني في العالم سيؤثر كثيراً على واقع مؤسسات العالم العربي والإسلامي ولا بد أن تأخذ المؤسسات التي تهتم بالقدس وفلسطين حظها من هذه المكاسب الدولية. وكذلك فالتطورات التي شهدتها مختلف الأقطار العربية والإسلامية أضحت تعطي فرصاً متنامية لقطاع المجتمع المدني لكي يحتل مكانة متميزة في التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن هذه التطورات وبخاصة مع تراجع دور الحكومات في العقدين الأخيرين عن الإنفاق على الخدمات العامة والرعاية الاجتماعية والتحول نحو الخيارات الاقتصادية الليبيرالية، مع تزايد عدد السكان، خلق أوضاعاً اجتماعية صعبة، دفعت بقطاعات كبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية للاهتمام بنفسها، من خلال بعث شبكات تضامنية وتنموية واسعة ومتنوعة أضيفت إلى رصيد التجربة التاريخية، وقد استحسنت كثير من الحكومات هذه الظاهرة كونها تؤدي دوراً مهماً في تخفيف الأعباء الحكومية فحاولت هذه الحكومات مرافقتها وإعانتها.. والظرف الجديد يتيح فرصاً حقيقية لتطور مؤسسات المجتمع المدني.

      تعليق


      • #4
        رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

        ويؤكد الدكتور المقري أن شبكات المؤسسات المدنية الموجودة في أرض فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة تعد من أكثر الشبكات فاعلية وتطوراً في العالم، وسبب ذلك هو غياب دور أي نوع من الهيئات الرسمية في العناية بالتنمية والخدمة الاجتماعية مما جعل الفلسطينيين يشعرون بالواجب تجاه بعضهم بعضاً وتجاه وطنهم بواسطة العمل التطوعي الذي يقوم على أساس الدين خصوصاً والشعور بالمسؤولية الوطنية والقومية.
        ومن سبل تفعيل مؤسسات المجتمع المدني العربي والإسلامي في نصرة القدس وفلسطين في نظر الدكتور المقري؛ ابتكار أدوات جديدة لمناصرة فلسطين والمسجد الأقصى بواسطة مؤسسات المجتمع المدني بغرض تجاوز سياسة الإنهاك والتيئيس التي تنتهجها المخططات الصهيونية تجاه الشعوب العربية والإسلامية. وتحويل الغضب الجماهيري في العالم العربي والإسلامي تجاه الوضع في فلسطين إلى عمل هادئ وفاعل ودائم. ومأسسة العمل المبذول في العالم العربي والإسلامي لمناصرة القضية الفلسطينية مع المحافظة على التعبئة الدائمة والجاهزية المستمرة في العالم العربي والإسلامي بواسطة برامج متواصلة ودائمة تقوم عليها مختلف شبكات المجتمع المدني. وتحقيق التكامل والشراكة بين مختلف مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بالشأن الفلسطيني على المستوى المحلي وما بين الأقطار بما يضمن توفير “قيمة مضافة” فعلية للقضية الفلسطينية. وتفعيل وتنظيم مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي بما يجعل مجهودها نافعاً بشكل فعلي للقضية الفلسطينية في مختلف مجالات الدعم. وتنظيم وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي بما يجعل مناصرة فلسطين قضية مرتبطة بمصالح الأحزاب والمنظمات ومجموعات المصالح وموضوع تتنافس لصالحه كل القوى. مع تنظيم وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني المهتم بالقضية الفلسطينية بما يجعله قوة مرهوبة من المتخاذلين والعملاء والمتآمرين على القضية الفلسطينية. ثم تأكيد ثبات واستمرار وتصاعد دعم الأمة العربية والإسلامية في نظر الصهاينة والولايات الأمريكية والغرب بشكل عام ضمن الحرب النفسية التي نخوضها مع العدو الصهيوني وحلفائه.
        وعن فضاءات المجتمع المدني التي تتجه إليها خطط التفعيل يعتقد الدكتور المقري أنه لا ينبغي أن يقتصر مجال دعم القضية الفلسطينية على قطاع المجتمع المدني المحلي والمتخصص في دعم القضية الفلسطينية في العالم العربي والإسلامي، بل يجب أن تتجه خطط التفعيل إلى كل فضاءات المجتمع المدني التي يمكن إدراج القضية الفلسطينية ضمن اهتماماتها وبرامجها ومن هذه الفضاءات، فضاء المنظمات الفلسطينية الدولية: مؤسسة القدس، وفضاء المنظمات الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان واللاجئين وحقوق الطفل والمرأة، وفضاء منظمات الدفع في مختلف الدول العربية والإسلامية. وفضاء منظمات مناصرة فلسطين ذات النشاط العام. وفضاء منظمات مناصرة فلسطين ذات النشاط المتخصص: الدفاع على القدس، مناهضة التطبيع، المقاطعة، الدراسات والبحوث، اللاجئين، الخدمة الاجتماعية، التعليم، وفضاء الجمعيات المهنية والنسوية والاتحادات الطلابية والمؤسسات الدينية.
        وحول طبيعة الخطاب الموجه عن قضية القدس، يرى الدكتور المقري أنه لا بد أن يهدف الخطاب إلى توجيه الجهد إلى العمل المنظم وإلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الأشخاص والمؤسسات للدفاع على القدس والقضية الفلسطينية عبر توعية الأفراد والفئات والمنظمات بأهمية العمل المؤسسي من حيث الفاعلية والأجر والثواب. وربط القضية الفلسطينية بالعقيدة الإسلامية والواجب الشرعي باعتبارها قضية مقدسة لا يجوز التخلي عنها والقعود عن مناصرتها أرضاً وشعباً ومقدسات. وربط القضية الفلسطينية بمستقبل الأقطار العربية والإسلامية باعتبار المكائد التي تحاك ضد كل قطر إنما هدفها الرئيسي الإلهاء عن القضية المركزية فلسطين، وإرغام الدول على الاستسلام واستمرار خطط الإضعاف بعد الاستسلام، وأنه لا سبيل للاستقرار وتحقيق التنمية والرفاه إلا بتحقيق النصر في قلب المعركة في رحاب بيت المقدس، وذلك بواسطة الدعم المنهجي للمقاومة بكل أشكالها، كل في موقعه.
        مع الابتعاد عن تحزيب القضية الفلسطينية وخطاب المزايدة على الغير بها، وإشعار كل الأفراد والمؤسسات والمنظمات بأنها مسؤولة، بنفس الدرجة من الأهمية، عن القدس وفلسطين مهما كان اتجاه هؤلاء أو هؤلاء. والابتعاد عن الخطاب الصدامي مع الحكومات بشأن القضية الفلسطينية بقدر الإمكان، وتحميل الدول مسؤولياتها تجاه القدس وفلسطين، ومحاولة تجنب الخلط بين الوظيفة السياسية الدفعية، ووظائف الدعم والسند والخدمات الإنسانية والخيرية والثقافية في الخطاب المتعلق بالقضية الفلسطينية.
        ويعتقد الدكتور المقري أننا بحاجة إلى إعداد وثيقة تتضمن أسس الخطاب الذي يتناسب مع المرحلة يُقترح على مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الفلسطيني. وإعداد خطط إطارية وبرامج نموذجية تعرض على مؤسسات مناصرة القدس وفلسطين للاستفادة. وكذلك نحن بحاجة إلى برامج تدريبية وتكوينية ووضعها تحت تصرف المؤسسات وتنظيم دورات بهذا الشأن لصالحها مع القيام بإحصاء شامل للمؤسسات التي تعمل في مجال مناصرة القدس وفلسطين على مستوى كل الأقطار. وإلى قاعدة معلومات عن القدس والقضية الفلسطينية وما يتصل بهما وعن مختلف المنظمات والمؤسسات التي تشتغل في هذا الموضوع، وبرامج التدريب. وإلى موقع وشبكة اتصال إلكترونية خاصة بالمؤسسات المناصرة للقدس وفلسطين. وإلى برامج إعلامية وتثقيفية لتفعيل مؤسسات المجتمع المدني لنصرة القدس وفلسطين تعرض في الفضائيات ومختلف وسائل الإعلام ووضع برنامج سنوي لتنظيم مؤتمرات وندوات قطرية ودولية عامة ومتخصصة، وإلى برامج لتنمية الموارد المالية وتأسيس وقفيات خاصة بالقدس وفلسطين. وإلى دليل شامل لتفعيل مؤسسات المجتمع المدني لنصرة القدس وفلسطين حول: كيفية تأسيس الجمعية، طرائق التسيير، فنون الاتصال وربط العلاقات، تنمية الموارد، كيفية اقتراح مشاريع قوانين على البرلمانات..

        تعليق


        • #5
          رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

          ويتناول الحديث الأستاذ سعود أبو محفوظ “النائب السابق في البرلمان الأردنيّ، والمختص بشؤون القدس”؛ فيركز حديثه على سبل حماية المقدسات والمعالم الأثرية في القدس وفلسطين من خلال ابتعاث عدد من النابهين من خريجي الجامعات سنوياً للدراسات العليا في مجالات التنقيب والترميم والصيانة والآثار والبحث والعناية بالمخطوطات والحفر على الخشب للتفرغ لأجل العناية بالكنز المعماري المقدسي والحفاظ على موجوداته وصيانة التالف منها. وتأسيس مركز أبحاث مقدسية يكون من مهامه طباعة وتحقيق وفرز وتبويب الموروث الهائل من المخطوطات سواء الموجودة في المكتبات المقدسية الأهلية أو خزائن المسجد الأقصى أو سجلات المحكمة الشرعية وعددها وحدها يزيد عن 600 مجلد وثقت لحركة العمران والإنسان عبر القرون. وإنشاء هيئة للوثائق المقدسية لاسترجاع المتسرب منها إلى العواصم الأوروبية والهند ودول آسيا الوسطى وكذلك محاولة الحصول على صور لمئات الآلاف من الوثائق المقدسية المبعثرة في دور الأرشيف العثماني في الولايات التركية المختلفة والتي عبث اليهود بأكثرها بطرق عديدة، والمعروف أن الأرشيف العثماني نحو 150 مليون مفردة 2% منها عن البلاد المقدسية.
          والطلب من الجامعات العربية والإسلامية تقديم منحة واحدة سنوياً عبر مؤسسة القدس لواحد من المختصين في الدراسات المقدسية. وكفالة مائة مرابط في الأقصى يقومون برعاية صلاة الجماعة والجمعة في المسجد الأقصى والسكن في محيطه. والقيام بدور توعوي وتنويري للمصلين والزائرين بأهمية الأقصى ومكانته العقدية. وترتيب دوريات مداومة داخل حرم المسجد. والعناية بمرافق ومعالم المسجد الأقصى. والعناية بالوفود والشخصيات الزائرة. وإيجاد وحدة إعلامية محترفة للإنتاج والتوزيع وفيها خط للتوثيق وآخر للإنترنت للتواصل مع أبناء الأمة حول آخر مستجدات الاستهداف اليهودي للأقصى. مع القيام بجهد مكثف لفضح وكشف اكذوبة الهيكل التي يروّجون لها باعتبارها مصدر الشرور التي تحيق بالأقصى.
          وكذلك دعم المشاريع النوعية التي تنفذها جمعية رعاية شؤون الأقصى بخصوص مسيرة البيارق والمصاطب وحديث الثلاثاء وزيت الأقصى. وتبني مشروع مسح المواقع العربية والإسلامية التي يستهدفها اليهود وخصوصاً المقدسات والمقابر والمواقع الأثرية وميادين المعارك والخرائب والمرافئ والقلاع التي تتعرض لتدمير منهجي. والسعي لترميم مئات العمائر الإسلامية داخل القدس والتي تم تأجير أكثرها مجاناً أو تركت نهباً للعبث ومحاولة حل بعض الاشكالات المزمنة بخصوص حقوق الورثة التي تراكمت مع المدى. مع حصر كافة المساحات والأملاك التي تعود لعرب أو خليجيين في القدس ومحيطها وبذل الجهود في سبيل التنازل عنها للأقصى الشريف. وإطلاق مشروع التوأمة بين العواصم العربية والقدس والجامعات العربية ومعالم القدس وإطلاق مشروع المؤاخاة بين الأسر العربية بالأسر المقدسية والأفراد مع الأفراد والعائلات مع العائلات والعشائر مع العشائر والقرى مع القرى والعلماء مع العلماء والجمعيات مع الجمعيات وكذلك الروابط والنوادي.. إلخ، بحيث تدخل القدس في نسيج الأمة وشد الارتباط بفتلات العقيدة.
          أن يكون المسجد الأقصى هو القضية والمشروع والبرنامج والأجندة التي تتوافق الأمة على أولويتها في الاهتمام وأحقيتها في الالتفاف من حولها، إذ إن هذا هو شأن الأقصى على الدوام فهو محور الإيحاء والأحياء والبعث والإيقاظ والإنهاض. مع إعداد البرامج المساعدة على وقف نزيف الهجرة النصرانية من بيت المقدس إلى بلاد الغربة حفاظاً على المقدسات النصرانية والتوازن الديمغرافي العربي الفلسطيني.
          مطالبة كل القوى والأحزاب والجماعات والنقابات والاتحاد وكافة الهيئات العربية والإسلامية لتشكيل لجان ونوادي مقدسية تعنى بالمقدسات ويفرز لها كفاءات وكوادر مناسبة لنشر المعرفة والثقافة المقدسية التي توصل إلى زيادة الاهتمام والعناية والرعاية للمقدسات في بيت المقدس وأكنافها الطاهرة.

          تعليق


          • #6
            رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

            دور الإعلام!

            وعن دور الإعلام في نصرة القدس، يقول الأستاذ محمد السماك “أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي في لبنان”: تواجه الأمة خطر تهويد مدينة القدس، الأمر الذي لا يعني فقط وضع مقدساتنا الدينية في قبضة المتطرفين اليهود، حيث يتمتع هؤلاء المتطرفون بدعم وتأييد حركة دينية إنجيلية متصهينة في الولايات المتحدة تؤمن بالعودة الثانية للمسيح، وبأنه لا بد أن تسبق هذه العودة ثلاث إشارات: قيام صهيون “إسرائيل” وقد قامت “إسرائيل” في العام 1948م. ولذلك اعتبر الصهيونيون النصرانيين في الولايات المتحدة هذا الحدث أعظم حدث في التاريخ الحديث لأنه جاء مصدقاً للنبوءة الدينية التي تقول بأن صهيون يجب أن تعود حتى يعود المسيح، فالمسيح لا يظهر إلا بين اليهود، ولذلك لا بد من المساعدة على تجميعهم كشرط للظهور الثاني للمسيح. والثانية: هي تهويد مدينة القدس: ولقد احتلت “إسرائيل” القدس في عام 1967م. ويعتقد الإنجيليون الصهيونيون أنها المدينة التي سيمارس المسيح منها حكم العالم بعد قدومه الثاني المنتظر، ولذلك تضغط الكنائس الصهيونية النصرانية في الولايات المتحدة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، ولقد تجاوب الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب مع هذه الضغوط. كان ذلك في أبريل – نيسان 1990م عندما قرّر نقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب على أن يتم ذلك في العام 1999، ورغم أن مبنى للسفارة الأمريكية قد أُقيم بالفعل على أرض هي في الأساس تابعة للأوقاف الإسلامية ولأسرة الخالدي المقدسية، فإن الانتقال لم يتمّ رسمياً بعد تجنباً لردود فعل عربية وإسلامية تعرقل المساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة لتحقيق تسوية للقضية الفلسطينية. إلا أن الكونغرس جدّد مرتين منذ ذلك الوقت الالتزام بالقدس عاصمة (لإسرائيل) وبنقل مقرّ السفارة الأمريكية اليها.
            والثالثة: هي إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى: لقد وُضعت خريطة الهيكل الجديد، فيما تتواصل الحفريات تحت المسجد بحجة البحث عن آثار يهودية مطمورة. وفي الوقت نفسه يتم إعداد وتدريب كهان الهيكل في معهد خاص بالقدس. أما الأموال اللازمة فقد جُمع معظمها وأُودعت في حساب خاص باسم “مشروع بناء الهيكل” ويؤمن أتباع الكنائس الصهيونية النصرانية أنه بعد اكتمال المشروع، ستقع معركة هرمجيدون المدمرة التي يظهر المسيح فوقها مباشرة، ليرفع إليه بالجسد المؤمنين به ليحكم العالم من القدس مدة ألف عام تقوم بعدها القيامة!

            تعليق


            • #7
              رد: القدس ... يُهجّر أهلها يكتمون أنفاسها

              وفي ضوء هذه الخلفية لا بد لأي برنامج إعلامي عربي إسلامي من أجل القدس أن يأخذ بالاعتبار أن المبادرة إلى القيام ببرنامج إعلامي عربي على مستوى عالمي حول عدالة القضية الإسلامية في القدس تتزامن في هذا الوقت بالذات مع وجود حملة إعلامية عالمية تتلازم مع المساعي المبذولة لإقرار تسوية سياسية شاملة في الشرق الأوسط ومن مقتضيات هذا المشروع عدم إثارة قضية القدس في هذه المرحلة بالذات.
              يضيف السماك: للأسف لا توجد إستراتيجية عربية أو إستراتيجية إسلامية موحّدة حتى تصاغ حملة إعلامية انطلاقاً منها وحتى تفتح لها آفاقاً في قناعات الآخرين. إن أي حملة إعلامية لا تستند إلى مرتكزات إستراتيجية ولا تكون في حدّ ذاتها جزءاً من خطة عمل متكاملة، معرّضة لأن تصبح مجرد صرخة وجدانية. بمعنى أنه لا بد من أن توجَه الحملة في المسار الأول إلى الرأي العام الإسلامي وذلك بهدف تحقيق وعي إسلامي مشترك بعدالة قضية القدس وحيويتها. ومن ثم توظيف هذا الوعي كعامل ضاغط على المحتل الإسرائيلي بعد أن تراجعت قوى الضغط التقليدية الأخرى. ويمكن أن تلعب منظمة المؤتمر الإسلامي بمؤسساتها المتعددة دورها الفعّال كمنظمة تضم العالم الإسلامي كله، ولا سيّما أن المنظمة اتخذت في مؤتمرات عديدة سابقة توصيات بوضع إستراتيجية لتحرير القدس، يحتلّ العمل الإعلامي موقعاً بارزاً في هذه الإستراتيجية. كما أن ثمة منظمات إسلامية عديدة تستطيع أن تخلق وعياً إسلامياً حول القدس بما لها من انتشار واحترام لدى شعوب العالم الإسلامي في آسيا وإفريقيا.
              وأن يشمل العمل الإعلامي تنظيم معرض يجول العالم يتضمن: مجسّمات للأماكن المقدسة الإسلامية مع شروحات لها، ومخطوطات عن القدس، مصنوعات يدوية، ومنشورات مصوّرة تتضمن لمحة تاريخية (بلغات العالم الحيَّة) عن التاريخ الديني للمدينة وعن أسس العيش في القدس، كما تبيّن بالصورة والنص سلسلة المآسي التي تعرّض ويتعرّض لها المسلمون في المدينة المقدسة.
              واستكتاب شخصيات عالمية محترمة مقالات تبيِّن الحق العربي الإسلامي في القدس وتُنشر في كبريات الصحف والمجلات العالمية. وإعداد فيلم وثائقي حول القدس وتراثها الديني بصورة عامة يعرض على شاشات التلفزة وفي المدارس والأندية العامة الأخرى في كل أنحاء العالم. وإعداد فيلم من الصور المتحركة عن القدس وتاريخها، وذلك لعرضه على الناشئة في العالم العربي خاصة وفي العالم عامة.
              وتنظيم ندوات فكرية ومؤتمرات شعبية وحلقات دينية يكون محورها القدس تنشر وقائعها في أجهزة الإعلام المختلفة. وإعداد دورات رياضية باسم القدس، ويخصص ريعها لصيانة المقدّسات الدينية في المدينة المقدسة، ولدعم الحضور الإسلامي فيها. مع إعداد مسابقات بين طلاب المدارس في العالم العربي حول افضل مقالة أو دراسة تعدّ عن القدس، وحول أفضل رسم عن صروحها الدينية، وكذلك حول أفضل رسم يرمز إلى قدسية المدينة. وإطلاق اسم القدس على ساحات رئيسية في كل عاصمة ومدينة كبرى من عواصم العالم العربي ومدنه.
              مع تخصيص يوم للقدس في الإعلام العربي بحيث تنشر الصحف مقالات افتتاحية في اليوم المحدد حول موضوع القدس وحول الحق العربي فيها، كما تخصص الإذاعات والتلفزيونات برامج وثائقية عن المدينة المقدسة، وتعلق في الشوارع والساحات العامة لوحات تحمل صورة المسجد الأقصى وغيره من المعالم الإسلامية في القدس.
              ويضيف السماك: إن التطلع لكسب تعاطف الرأي العام العالمي وتأييده للموقف الإسلامي من قضية القدس يتطلب أولاً توفير الوسيلة لنقل وجهة النظر هذه إليه.
              ويتطلب ثانياً أن يراعى إعداد وجهة النظر هذه، تفهّم مكوّنات عقلية الجهة المخاطَبة وإدراك سلّم أولوياتها ومصالحها، فالصياغة والمضمون والإخراج والتوقيت تشكل عناصر متكاملة من أجل إيصال الرسالة إلى الضمائر والعقول. لا يجوز توقع تغيير ما في هذه الضمائر والعقول بين ليلة وضحاها. لا بد من عمل طويل النفس ومبرمج بحكمة. إن تصحيح صورة خاطئة هو أكثر صعوبة من زرع صورة جديدة. ومهمة البرنامج الإعلامي أن يصحّح صورة سلبية وسوداوية خاطئة، وأن يزرع صورة إيجابية ومشرقة. وهذه مهمة إعلامية تحتاج إلى كثير من الجهد والمثابرة والتصميم.


              انتهى

              تعليق

              يعمل...
              X