كان صباح المدينة كعادته ينذر بتصاعد مطرد للضجيج والفوضى ..كنت قد شرعت للتو، في ارتشاف فنجان قهوة ، متصفحا في الوقت ذاته جريدة ،كلها أخبار شؤم.. دخلا المقهى فجأة ، فأثارا بضجيجهما انزعاج المتواجدين بها ..جلسا دون تحية واستئذان إلى جانبي.. في نفس الطاولة التي كنت أجلس إليها منفردا، هاربا لهنيهة من ضجيج السيارات والحافلات الصباحي.. شرعا يتبادلان أطراف الحديث الفوضوي .. يتكلمان كآلة مسجلة ثرثارة ، تخوض في كل شيء وفي لاشيء..تحدثا في السياسة والدين وكرة القدم ..تحدثا في التجارة والفسق والدعارة..رائحة أحدهما كانت نتنة مقززة..لم استطع إخفاء انزعاجي بإخراج منديل ورقي معطر ، مسحت به على وجهي وأنفي... راح الجالس إلى يميني يروي مغامرات طيشه وبعض تفاصيل شذوذه..شتم الساسة،شتم التجار ومؤذّن المسجد ..شتم المارة من النساء بكلام بذيء ،دون معرفة سابقة بإحداهن ..شتم الطالبات الجامعيات ..شتم أولياءهن و كذلك مدرسيهن.
..تحدثا في الهجرة و الزواج وغلاء المهور ..همّ يناقش صاحبه - بسذاجة ما بعدها سذاجة - موضوع اختيار الزوجة الصالحة..ومقاييس الجمال المطلوبة ..حينها امتعضت .. .شعرت بغثيان ينتابني ..تهيأت للخروج بأن أمسكت بمحفظتي ..لم يمهلني فرصة المغادرة ..بادرني بسؤاله الوقح ..من دون استئذان أو حياء :
..يا شيخ.. وأنت ما رأيك في الموضوع؟
- ....
نظرت إليه متعجبا مستغربا وقاحته ..
- وهل بيننا موضوع حتى اعطيك رايي فيه؟
- أعني رأيك في الزوجة الصالحة
حينها ازداد امتعاضي..وغضبي الذي لم أعد قادرا على كتمانه..نهضت ، اجبته دون تردّد : " الشاذ لا ينكح إلا شاذة " وانصرفت..
بقلم :عبد الغني بن الشيخ
..تحدثا في الهجرة و الزواج وغلاء المهور ..همّ يناقش صاحبه - بسذاجة ما بعدها سذاجة - موضوع اختيار الزوجة الصالحة..ومقاييس الجمال المطلوبة ..حينها امتعضت .. .شعرت بغثيان ينتابني ..تهيأت للخروج بأن أمسكت بمحفظتي ..لم يمهلني فرصة المغادرة ..بادرني بسؤاله الوقح ..من دون استئذان أو حياء :
..يا شيخ.. وأنت ما رأيك في الموضوع؟
- ....
نظرت إليه متعجبا مستغربا وقاحته ..
- وهل بيننا موضوع حتى اعطيك رايي فيه؟
- أعني رأيك في الزوجة الصالحة
حينها ازداد امتعاضي..وغضبي الذي لم أعد قادرا على كتمانه..نهضت ، اجبته دون تردّد : " الشاذ لا ينكح إلا شاذة " وانصرفت..
بقلم :عبد الغني بن الشيخ
تعليق