إن الأعداء لم ينجحوا في شيء مثل نجاحهم في إخراج المرأة المسلمة من دينها.. والعبث بعقلها وعواطفها كي تصبح دمية في يد أعدائها. ومن يريدون الشر بها..
ولكي تكون الصورة أمامك أكثر وضوحاً، أنقل لك هذا الحوار:
(في عام (1969م) كان أحد (ملوك المكياج) يتنزه مع صديق له في حديقة الحيوانات، فرأى الصديق قردًا حول عنقه ألوان دائرية خضراء وزرقاء ورمادية، فأشار على القرد وظل يضحك.. فنظر إليه (ملك المكياج) وقال له:
ما رأيك لو جعلنا المرأة سنة (1970م) بهذه الصورة؟
فقال الصديق: هذا شيء غير ممكن، فمن من النساء تقبل بهذا؟
فرد (ملك المكياج): أنا أملك أن أجعلها تلهث وراء هذا الشكل..
وكان رهانا بينهما..
ثم كانت حملات إعلامية دعائية مكثفة في جميع صفحات المرأة والإذاعة والتلفاز.. ولم
(تأتي تلك المسلمة المقلدة لتدفع للخياط بالموديل الذي تلبسه تلك الكافرة.. أو الأخرى الفاسقة من اللواتي يتاجرن بأعراضهن تحقيقا لأهداف الصهيونية العالمية، وتريد المسلمة المسكينة أن تلبس مثله.. فإن سَلِمَت من الموديل المتبرج, لم تسلم غالبا من التقليد والتشبه بتلك الكافرة)([1]).
قد تقولين يا غالية:
إنه ثوب.
وماذا فيه..؟
نعم يا غالية إنه ثوب.. ولكنه يحمل عنوانك أنت أيتها المسلمة..
إنه ثوب عجيب .. ضيق مشقق، مفتوح الصدر، قصير الكُمَّيْن..
ماذا تريدين أكثر من ذلك؟
([1]) (النساء والموضة والأزياء) خالد الشايع (ص 14).
أتريدين أن تكوني من أولئك اللواتي قال فيهن الحبيب المصطفى r:
«العنوهن فإنهن ملعونات»..؟
معاذ الله. معاذ الله ...
يا ريحانة القلب..
إن هذا الكلام.. ليس من وحي الخيال، أو تكهنات المستقبل.. وإنما حقيقة مؤلمة تعيشها المرأة المسلمة كما أراد لها أعداؤها أن تعيش...
والأدلة أكثر من أن تحصى ..
* كلما خرجت قَصَّةٌ جديدة سارعت المسلمة إلى قص شعرها، هذه قصة فرنسية.. وتلك قصة كلب ديانا، وقصة ذيل الفأر..وآخر القصات قصة الولد، وقصة.. وقصة.. ورعت المسلمة مع الهمل...
* قبل سنوات. كانت الأمهات يصلحن شعورهن بالزيت والأعشاب ليكون ناعما، أما اليوم فالشعر الأجعد الأشعث المنفوش هو الموضة..
* رفعت المرأة ثيابها حتى قاربت الركبة.. بل وفتحت فتحة للصدر.. وأخرى للظهر .. وكأنها لم
* تعرضت إحدى النساء للنظرات المتعجبة من زميلاتها عندما جاءت إليهن وقد لبست ثوبا بِكُمٍّ واحد.. فلما سألنها عن الكُمِّ الآخر، ولعل الثوب لم تكتمل خياطته بعد. إذ بها تخبرهن بأن هذه إحدى آخر الموضات.. في بلد أوربي..
تسارع إلى تركيب العدسات الملونة.. وتحرص على تبديلها باستمرار.. لتلائم لون الفستان.. والحقيبة والحذاء..([2])
أرأيت إلى أي مدى وصلت حفيدات الفاتحين، وسليلات المجد من الأندلس إلى الصين..
أولا يحق لنا بعد ذاك كله أن نبكي بدل
([1]) انظري: (المرأة الإسفنجية) عبد الملك القاسم بتصرف.
الدموع دما إذا رأينا عظم الفرق بين امرأة تقص ظفائرها ليكون لجاما لخيل الله المسرجة في سبيل الله.. وبين امرأة تقص ظفائرها لتكون أشبه بالكافرة الفاجرة، أو الغانية العاهرة؟
والعياذ بالله.
وليت الأمر وقف عند هذا الحد فقط..
بل الأدهى والأمَرُّ ما وصلت إليه بعض فتياتنا -هداهن الله- من التتبع الأعمى والتقليد الكامل بحذافيره لكل ما وفد إلينا دون تمييز بين غثه وثمينه..
ناهيك عن الأضرار الصحية الهائلة لكل وافد جديد! فالملابس الضيقة كما يقول الأطباء أدت عند كثير من النساء إلى العقم، أو الولادة المقعدية (غير الطبيعية) أو تمزق عنق الرحم.
كما أدت الملابس العارية إلى ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بسرطان الجلد بأنواعه المختلفة.
أما الكعب العالي فيؤدي إلى تصلب عضلات الساقين، وانقلاب في الرحم، وآلام في الظهر، عدا الانزلاق الغضروفي، وتشوهات العمود الفقري، ولا تسألي بعد ذلك عن أضرار العدسات اللاصقة، وتسريحات الشعر، ومساحيق
ولكن لا بد أن تكون هذه الزينة مضبوطة بضابط الشرع وميزانه.
فالمسلمة المؤمنة إنما هي صاحبة التميُّز .. وحفيدة عائشة وفاطمة وأسماء. تنظر بعين الدين. فما وافق قول الله وقول رسوله r أخذته ورضيت به.. وما خالف ذلك نبذته وكرهته.. بل ودعت إلى الحذر منه.
فلا تكن المسلمة كالإسفنجة التي تمتص كل مادة سائلة ترد إليها، دون أن تفرق بين الآسن والزلال..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(ولا يكن قلبك مثل الإسفنجة يتشرب كل شيء.. بل اجعله مثل الزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولا يدخلها شيء، يأخذ ما ينفعه.. ويترك ما يضره. يأخذ الصالح ويترك الفاسد)([1]).
والآن يا غالية..
دعيني أنتقل وإياك على عجالة إلى دائرة الفتاوى علَّنا أن نحيط ببعضها خبرا..
(هذا اللباس لباس أهل النار، كما قال النبي r: «صنفان من أهل النار لم أرهما...» إلخ الحديث.. فهذه المرأة أي التي تلبس هذا للباس كاسية عارية؛ لأن اللباس إذا كان ضيقا فإنه يصف حجم البدن.. ويُبَيِّن مقاطعه..وكذلك إذا كان مفتوحا فإنه يُبَيِّن ما تحته لأنه ينفتح.. فلا يجوز مثل هذا اللباس)([1]).
وقال يرحمه الله في موضع آخر بخصوص موضة البنطال الوافدة إلينا من الغرب الكافر:
(أرى ألا ينساق المسلمون وراء هذه الموضة من أنواع الألبسة التي ترد إلينا من هنا وهناك، ومن ذلك لبس البنطلون، فإنه يصف حجم أرجل المرأة وكذلك بطنها وخصرها وغير ذلك، فلابسته تدخل تحت الحديث الصحيح: «صنفان من أهل النار...»([2]).
أما عن الكعب العالي فيقول فضيلته:
(النعال المرتفعة لا تجوز، إذا خرجت عن العادة، وأدت إلى التبرج، وظهور المرأة ولفت
([1]) (زينة المرأة بين الطب والشرع) محمد المسند (ص 45-46). ([2]) المصدر السابق (ص 46) باختصار.
النظر إليها، لأن الله تعالى يقول: }وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى{ [الأحزاب: 33]، فكل شيء يكون به تبرج المرأة وظهورها وتميزها من بين النساء، على وجه فيه التجمل.. فإنه محرم ولا يجوز لها)([1]).
إذن .. أيتها الحبيبة:
وبعدما عرفت رأي الشرع في كل ما يمت لعالم الأزياء والموضات بصلة وهو يخالف الدين والعقل والفطرة..
ها أنذا أدعوك يا غالية..
نعم أدعوك كي تحددي موقفك من الآن.. قبل ألا يكون درهم ولا دينار.. وإنما التعامل بالحسنات..
إن السعي لملاحقة الموضة قضية اجتماعية خطيرة فالنفس البشرية تتوق دائمًا للجمال وتعجب به ولذلك أمر الله عباده بالتزين والتجمل في غير إسراف مع التأكيد على أن لباس التقوى هو الساتر الحقيقي للإنسان. والمسلم يعمل على الاهتمام بمظهره الخارجي كل حسب طاقته وقدرته وكل هذا مباح ولا غبار عليه مادام لا يتعدى حدود الشريعة الآمرة بستر العورة للرجال والنساء على السواء فالتجمل والاعتدال فيه والانضباط أمر حسن ومحمود أما الإسراف فيه والتقليد الأعمى لكل ما يبتدع على أيدي أعداء الإسلام فهو المذموم الذي لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه لعباده
اخى المعتز بالله موضوع قيم ومميز وبالفعل نحتاج للعديد مثل تلك الموضوعات
التي تعتبر بمثابه أشاره ليستيقظ كل
من يتبع الموضه العمياء التي لا تليق ولا تناسب مجتمعنا ولا ديننا
Comment