إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من تاريخ الشيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من تاريخ الشيعة



    من تاريخ الشيعة


    كانت الفكرة الأولى لأنصار علي من الصحابة، وممن نشأ على رأيهم أنّ علياً أولى بالخلافة من غيره، ولم تتجاوز هذا الحد، ولم تمنعهم من أنْ يبايعوا الخلفاء الذين توفرت لهم ثقة الأكثرين من وجوه الصحابة، لعلمهم بأنّ الأمر شورى، يحتاج إلى شمل متحد، وكلمة مجموعة.

    غير أنّ تشيّع هؤلاء الأنصار لم يقف عند حد الرأي، والنزول على مبدأ الشورى فيم بينهم، بل تطورت نصرتهم إلى مدى أوسع، وأخذت صبغة أشنع من الحزبيّة الأولى بكثير، فقد أصبحوا يرون أنّ الخلافة ليست موضع النظر ولا مجال للشورى، بل لابد أنْ يكون النبي (ص) بِّين بالنص، أو بالوصف من يخلفه، ولابد أنْ يكون هذا الخليفة المعين من لدنّه (ص) معصوماً مثله ، فلا يأتي صغيرة ولا كبيرة، وينتقلون من هذا إلى أنّ علياً هو الموصى له من الرسول (ص)، ويستندون في دعواهم هذه إلى أحاديث لم يعرفها سواهم من رجال العلم، يثبتون بها لعلي تلك الوصية المزعومة، وعلى ذلك يكون كل من سبق علياً إلى الإمامة هو غاصباً لها، أو نازعه فيها، أو عارض ذريته فيها من بعده؛ لأنّ علياً وحده هو الذي تنطبق عليه أوصاف الإمامة في نظر بعضهم، أو هو الذي عيّنه الرسول(ص) بالاسم في نظر آخرين، وأولاد علي هم الأوصياء من بعدهم دون سواهم، وليس هذا فقط، بل دفع بعضهم الغلو في التشيّع إلى القول بتأليه علي، وأنّه يعلم الغيب، ويختلقون لذلك نصوصاً يتمسكون بها، وتأويلات في القرآن لا يرضاها غيرهم.


    وما دامت فكرة التحكيم قد تسربت إليها حيلة معاوية حتى كانت في غير جانب علي وانتهت بإسقاطه، ومادام علي لم يزل بعد ذلك يحاول التغلب على معاوية، ولم يصدّه عن طلب هذا الحق ألا قتله غيلة بيد أحد الخوارج ـ عبد الرحمن بن ملجم ـ فحقه في الخلافة قائم، ولا بد أن يكون هو أوصى بها لمن بعده من بنيه، كما أوصى له النبي(ص) من قبل، ويكون تطلع الشيعة إلى تنصيب واحد من أولاده تطلعاً إلى حق ديني في معتقدهم، وسعيهم وراء ذلك مما يوجبه عليهم الدين فيما يرون، فلا بد من مبايعتهم للحسن بن علي، وهو اكبر أبناء علي من فاطمة رضي الله عنها، ولكن الحسن لم يكن كَلْفَاً بالإمامة، ولا راغباً في شرائها بدم المسلمين، فما كادوا يبايعونه حتى تنازل عنها لمعاوية، وعكف على شان نفسه، وبذلك صفا الجو لمعاوية من خصومه شغلت ذهنه طويلاً، وعصفت بالكثير من جنوده وجنود العلويين وسمي ذلك العام ـ عام الجماعة ـ لاجتماع الناس حول إمام واحد ـ هو معاوية ـ غير أنّ نظر الشيعة لم يتحول عن بُغيتهم، ولم يصرفهم عنها تنازل الحسن، ولا سلطان معاوية. وليس في مقدورهم إلاّ أنْ يسكتوا الآنَ على مضض، حتى تكون فرصةَ ينتهزوها، ولبثوا على حالهم هذه إلى يزيد بن معاوية، فتحركوا للشغب من جديد، واستنهضوا الحسين بن علي للخروج معهم على يزيد، ولم يصادفهم شيء من الحظ في هذه الحركة، بل كانت نتيجتها شراً مما سبق وقتل الحسين في كربلاء، ولحق بأهله وذريته كثير من ظلم يزيد عليهم، وتقتيله إياهم حتى لم يبقى من ولد الحسن والحسين رضي الله عنهما إلا أطفال لا يتعلق بهم أمل الشيعة في النهوض بالدعوة، وقيادة الأتباع..... وهنا تعددت وجهة نظر الشيعة فيمن يكون الإمام ؟ وبدؤوا ينقسمون إلى فرق يخالف بعضها بعضاً.


    فريق أول: يرى أن الخلافة بعد قتل الحسين انتقلت إلى أخيه من أبيه محمد بن علي(أمه الخولة بنت جعفر الحنفية) المعروف ـ بابن الحنفية ـ فيبايعونه بها.

    وفريق ثاني: يحصرها في ولد علي من فاطمة بنت الرسول(ص)، وقد أصبحت بعد قتل الحسين حقاً لأولاد الحسن، لأنّه أكبر إخوته، فلا يؤثر بها غير أولاده، وهم ينتظرون كبرهم فيبايعون أرشدهم.

    وفريق ثالث: يرى حصرها في ولد فاطمة، ألا أنّ الحسن قد تنازل عنها، فلم يعد لأولاده حق فيها، وأما الحسين فقد قتل في سبيلها، فأولاده هم الوارثون لها وهم الأولى بالانتظار.

    تلك الفرق الثلاث هي أمهات الفرق الشيعية، ومنها تسللت فرق أخرى كثيرة كشفت عنها الأيام فيما بعد، وخاضت كل منها سبيل الدعوة إلى إمام لها، وعُرفت باسم خاص بها، وسلكت في الفقه والعقيدة مذهباً مختلفاً عن مذهبٍ سواه، وليست كلها سواء في الشهرة ووضوح الأثر حتى يومنا هذا، بل بينها تفاوت يدعو إلى الاهتمام والدراسة في آن واحد.........؟

  • #2
    من تاريخ الشيعة



    من تاريخ الشيعة


    كانت الفكرة الأولى لأنصار علي من الصحابة، وممن نشأ على رأيهم أنّ علياً أولى بالخلافة من غيره، ولم تتجاوز هذا الحد، ولم تمنعهم من أنْ يبايعوا الخلفاء الذين توفرت لهم ثقة الأكثرين من وجوه الصحابة، لعلمهم بأنّ الأمر شورى، يحتاج إلى شمل متحد، وكلمة مجموعة.

    غير أنّ تشيّع هؤلاء الأنصار لم يقف عند حد الرأي، والنزول على مبدأ الشورى فيم بينهم، بل تطورت نصرتهم إلى مدى أوسع، وأخذت صبغة أشنع من الحزبيّة الأولى بكثير، فقد أصبحوا يرون أنّ الخلافة ليست موضع النظر ولا مجال للشورى، بل لابد أنْ يكون النبي (ص) بِّين بالنص، أو بالوصف من يخلفه، ولابد أنْ يكون هذا الخليفة المعين من لدنّه (ص) معصوماً مثله ، فلا يأتي صغيرة ولا كبيرة، وينتقلون من هذا إلى أنّ علياً هو الموصى له من الرسول (ص)، ويستندون في دعواهم هذه إلى أحاديث لم يعرفها سواهم من رجال العلم، يثبتون بها لعلي تلك الوصية المزعومة، وعلى ذلك يكون كل من سبق علياً إلى الإمامة هو غاصباً لها، أو نازعه فيها، أو عارض ذريته فيها من بعده؛ لأنّ علياً وحده هو الذي تنطبق عليه أوصاف الإمامة في نظر بعضهم، أو هو الذي عيّنه الرسول(ص) بالاسم في نظر آخرين، وأولاد علي هم الأوصياء من بعدهم دون سواهم، وليس هذا فقط، بل دفع بعضهم الغلو في التشيّع إلى القول بتأليه علي، وأنّه يعلم الغيب، ويختلقون لذلك نصوصاً يتمسكون بها، وتأويلات في القرآن لا يرضاها غيرهم.


    وما دامت فكرة التحكيم قد تسربت إليها حيلة معاوية حتى كانت في غير جانب علي وانتهت بإسقاطه، ومادام علي لم يزل بعد ذلك يحاول التغلب على معاوية، ولم يصدّه عن طلب هذا الحق ألا قتله غيلة بيد أحد الخوارج ـ عبد الرحمن بن ملجم ـ فحقه في الخلافة قائم، ولا بد أن يكون هو أوصى بها لمن بعده من بنيه، كما أوصى له النبي(ص) من قبل، ويكون تطلع الشيعة إلى تنصيب واحد من أولاده تطلعاً إلى حق ديني في معتقدهم، وسعيهم وراء ذلك مما يوجبه عليهم الدين فيما يرون، فلا بد من مبايعتهم للحسن بن علي، وهو اكبر أبناء علي من فاطمة رضي الله عنها، ولكن الحسن لم يكن كَلْفَاً بالإمامة، ولا راغباً في شرائها بدم المسلمين، فما كادوا يبايعونه حتى تنازل عنها لمعاوية، وعكف على شان نفسه، وبذلك صفا الجو لمعاوية من خصومه شغلت ذهنه طويلاً، وعصفت بالكثير من جنوده وجنود العلويين وسمي ذلك العام ـ عام الجماعة ـ لاجتماع الناس حول إمام واحد ـ هو معاوية ـ غير أنّ نظر الشيعة لم يتحول عن بُغيتهم، ولم يصرفهم عنها تنازل الحسن، ولا سلطان معاوية. وليس في مقدورهم إلاّ أنْ يسكتوا الآنَ على مضض، حتى تكون فرصةَ ينتهزوها، ولبثوا على حالهم هذه إلى يزيد بن معاوية، فتحركوا للشغب من جديد، واستنهضوا الحسين بن علي للخروج معهم على يزيد، ولم يصادفهم شيء من الحظ في هذه الحركة، بل كانت نتيجتها شراً مما سبق وقتل الحسين في كربلاء، ولحق بأهله وذريته كثير من ظلم يزيد عليهم، وتقتيله إياهم حتى لم يبقى من ولد الحسن والحسين رضي الله عنهما إلا أطفال لا يتعلق بهم أمل الشيعة في النهوض بالدعوة، وقيادة الأتباع..... وهنا تعددت وجهة نظر الشيعة فيمن يكون الإمام ؟ وبدؤوا ينقسمون إلى فرق يخالف بعضها بعضاً.


    فريق أول: يرى أن الخلافة بعد قتل الحسين انتقلت إلى أخيه من أبيه محمد بن علي(أمه الخولة بنت جعفر الحنفية) المعروف ـ بابن الحنفية ـ فيبايعونه بها.

    وفريق ثاني: يحصرها في ولد علي من فاطمة بنت الرسول(ص)، وقد أصبحت بعد قتل الحسين حقاً لأولاد الحسن، لأنّه أكبر إخوته، فلا يؤثر بها غير أولاده، وهم ينتظرون كبرهم فيبايعون أرشدهم.

    وفريق ثالث: يرى حصرها في ولد فاطمة، ألا أنّ الحسن قد تنازل عنها، فلم يعد لأولاده حق فيها، وأما الحسين فقد قتل في سبيلها، فأولاده هم الوارثون لها وهم الأولى بالانتظار.

    تلك الفرق الثلاث هي أمهات الفرق الشيعية، ومنها تسللت فرق أخرى كثيرة كشفت عنها الأيام فيما بعد، وخاضت كل منها سبيل الدعوة إلى إمام لها، وعُرفت باسم خاص بها، وسلكت في الفقه والعقيدة مذهباً مختلفاً عن مذهبٍ سواه، وليست كلها سواء في الشهرة ووضوح الأثر حتى يومنا هذا، بل بينها تفاوت يدعو إلى الاهتمام والدراسة في آن واحد.........؟

    تعليق


    • #3
      رد: من تاريخ الشيعة

      شكرا أخي على الموضوع الذي ينير مرحلة هامة من التاريخ الإسلامي.

      تعليق

      يعمل...
      X