إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستقلال ..دائماً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستقلال ..دائماً



    الاستقلال ..دائماً






    17 نيسان , 2010

    دمشق - الثورة




    معظم السوريين، وغيرهم أيضاً، يقدّرون أن يوم الجلاء هو يوم الاستقلال..

    لكن.. في التاريخ المكتوب أن الاستقلال كان في عام 1942 ومخاضاته كانت قبل، وفي التاريخ الاجتماعي والسياسي للشعب السوري بأن الاستقلال كان في 17 نيسان 1946.. يعني عندما رحلت القوات الفرنسية كاملة عن سورية.‏‏

    دائماً اتصفت الروح السياسية السورية الوثابة بهذه الرؤية، هي طبعاً ليست رؤية خاصة, كثيرة هي الشعوب التي سعت بعد الاستقلال للخلاص من الوجود الأجنبي، على شكل قواعد، أو إقامة عسكرية دائمة.‏‏

    السوريون أبكروا – ومازالوا- في رؤية أن أهم عنصر في الاستقلال الوطني هو استقلال القرار السياسي والاقتصادي.. بكل صوره.‏‏

    هنا المغزى الأساسي.. أما خروج آخر جندي من أرض الوطن فهو بالأصل وسيلة لتحقيق الغاية التي هي استقرار القرار.‏‏

    هذا يعني، أن المحاربين فيما بعد لبناء الدولة وإعطائها أرضية القوة اللازمة لسلامة قرارها.. هم مناضلون أشداء من أجل الاستقلال مهما اختلفت أساليب عملهم.‏‏

    طبعاً تتوحد صورة الجهد وهدفه وغايته ولا تتوحد الوسائل والرؤى والمواقف.. هذه تخضع لمجموعة من العوامل تقترن فيها شروط الزمان والمكان بالثقافة الاجتماعية والموقف السياسي.‏‏

    التجربة البرلمانية الأولى في سورية بعد الجلاء، ثم التجربة الثانية 1954، وصولاً إلى دولة الوحدة مع مصر في عام 1958.. هي محاولات طيبة عاقلة مثقفة للوصول إلى الدولة التي تستطيع أن تستقل بقرارها على أرضية وجودها الوطني الموحد من مركزه إلى أطرافه.‏‏

    قيام دولة الوحدة لا يشذ عن ذلك أبداً.. إنه النزوع الحق والصحيح لقيام الدولة العربية بمضمونها القومي الوحدوي.‏‏

    ثم ما تبعه من أحداث.. حتى قيام ثورة 8 آذار وما شهدته من أحداث..‏‏

    الضغط الداخلي يؤدي دائماً إلى تراجع القوة.. أو ضعف البنية.. فيهتز ولو بشكل غير مباشر استقلال القرار.‏‏

    الاستقلال لا يعني فقط أن تعلن عن قرار..‏‏ بل يتطلب أن تستطيع حمايته وتنميته..‏‏

    الرئيس الراحل حافظ الأسد هو الذي خاض أولوية الدولة القوية من المركز إلى الأطراف.. لذلك لا يخطئ أبداً من سموه «بباني سورية الحديثة»..‏‏

    حديثة بإمكانياتها البنيوية والسياسية للدفاع عن قرارها السياسي المستقل.‏‏

    مع الرئيس حافظ الأسد شعر السوريون أنهم ينتمون لدولة عاصمتها دمشق، وقيادتها في عاصمتها، ورئيسها مصمم سياستها، وبينهم وبين ذلك كله لا طريق عبر زعامات أخرى إقليمية أو عشائرية أو بأي انتماء كان.‏‏

    لقد واجه الرئيس حافظ الأسد - رحمه الله- الكثير للحفاظ على مفهوم الاستقلال بهذه الصورة.‏‏

    وظل هذا الاستقلال هدفاً حقيقياً مستمراً يستثير عدوانية كل قوى الهيمنة والسيطرة في العالم..‏‏

    بل.. لقد شهدت سورية بداية القرن الحالي والسنين التي تلت ولا سيما مع التطور المرعب لأوضاع المنطقة.. الذي يتمثل بالصورة الأوضح، بالوضع الفلسطيني وغزو العراق ومسيرة السلام.. أكثر بكثير مما شهدته بعد سايكس بيكو والثورات الوطنية والاستقلال وصولاً إلى الجلاء.‏‏

    لقد احتاج الدفاع عن سورية.. عن استقلالها.. عن الجلاء عنها وعن قرارها.. فهماً عميقاً.. وصبراً جميلاً.. وهمماً عالية.. ولست بالمتردد أن أقول لقد تهدد الاستقلال.‏‏

    وأوصلت أبواق الهيمنة أصواتها إلى ساحاتنا ومسامع أبناء شعبنا.. لكن.. ليس أبداً إلى ضمائرهم وثقتهم.‏‏

    بل يشهد التاريخ أن السوريين برؤاهم السياسية ومواقفهم النبيلة... ازدادوا التحاماً مع بلدهم وقائدهم السيد الرئيس بشار الأسد عندما كانت أصوات الهيمنة تصم الآذان.‏‏

    لقد عملت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد على أكثر من محور, وفي أكثر من مجال, بدأب ورؤى سليمة لتحمي استقلال سورية.. وتحفظ لقرارها سوريته وعروبته وقوته.‏‏

    إنه الجلاء.. يولد فينا دائماً.. وبقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.. وطنّاه وحميناه ونمضي على هداه.

    أسعد عبود


يعمل...
X