إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحجيج العراقي الى الرياض وطهران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحجيج العراقي الى الرياض وطهران

    الحجيج العراقي الى الرياض وطهران

    رأي القدس

    حجيج السياسيين العراقيين الى كل من طهران والرياض مستمر بحثاً عن مخرج من الازمة السياسية الحالية، يؤدي الى عقد جلسة للبرلمان تنتخب رئيساً للجمهورية وآخر للبرلمان، يتولى الاول تكليف الكتلة الفائزة في الانتخابات الاخيرة بتشكيل الحكومة.
    معظم السياسيين العراقيين من مختلف الكتل المشاركة في الانتخابات زاروا طهران باستثناء كتلة الدكتور اياد علاوي العلمانية، وتوجهوا الى الرياض للقاء القيادة السعودية باستثناء كتلة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء.
    في الماضي كانت واشنطن هي صاحبة الكلمة الحاسمة في تشكيل الحكومات، وصياغة الائتلافات، ولعب الدور الابرز في اختيار الرئيس، ولكن يبدو ان العصر الذهبي الامريكي في العراق في طريقه الى الزوال، رغم وجود اكثر من مئة الف جندي امريكي على الارض حتى الآن.
    التنافس السعودي الايراني على النفوذ في العراق بات واضحا للعيان، حيث يحاول كل طرف ايجاد قاعدة من الحلفاء والانصار، باستخدام سلاح المال تارة، او العامل الديني الطائفي تارة اخرى.
    ومن المفارقة ان المملكة العربية السعودية التي تتبنى مذهبا اسلاميا سنيا يعتبر الاكثر تشددا بين المذاهب الاخرى، استقبلت قيادات عراقية شيعية لا تقل تشددا عنها، وتدعم بشكل علني قائمة 'علمانية' هي قائمة السيد اياد علاوي التي حازت على النصيب الاكبر من مقاعد البرلمان (91 مقعدا).
    فقد كان لافتا ان الدكتور علاوي حرص على زيارة الرياض قبل ايام معدودة من بدء الانتخابات البرلمانية، وكأنه يريد توجيه رسالة الى ناخبيه من الطائفة السنية خاصة، بانه متمسك بالعمق العربي للعراق، والابتعاد عن ايران في الوقت نفسه.
    ولعل رهان الجوار العربي على الدكتور علاوي الذي يتفق عليه الخليجيون مع السوريين والمصريين، ونحن هنا نتحدث عن حكومات وانظمة، جاء نتيجة القلق المتنامي من تعاظم النفوذ الايراني في العراق من خلال بعض الاحزاب الطائفية، مضافا الى ذلك محاولة تنمية وتصليب الهوية الوطنية العراقية التي تجسدت بوضوح في الانتخابات الاخيرة من حيث ابتعاد نسبة كبيرة من الناخبين العراقيين عن المعممين على وجه الخصوص، والتطلع الى مجتمع مدني عراقي علماني.
    عند المقارنة بين الصراع السعودي والايراني على النفوذ وكسب الانصار في العراق، لا بد من الاخذ في الاعتبار طبيعة هذا الصراع، والخريطة السياسية العراقية الراهنة، للخروج بتقييم علمي لفرص الطرفين في النجاح او الفشل.
    النفوذ الايراني في العراق كان سباقا في دخول ميدان المنافسة من خلال الاحزاب الطائفية العراقية التي تأسست في طهران واتخذتها مقرا، وشكلت ميليشيات بدعمها اصبحت العصب الاساسي لقوات الامن والجيش العراقي. بينما جاء النفوذ السعودي متأخرا ست سنوات على الاقل، واعتمادا على قوى لا تملك ميليشيات، وليس لها وجود ملموس في مؤسسات الدولة.
    الامر المرجح ان هذا التنافس سيؤدي الى تعميق حالة الاستقطاب السياسي الحالية، واتساع دائرة الشرخ الموجودة حاليا، وزيادة الانقسام الطائفي في البلاد بدلا من تجسيره على ارضية الوحدة الوطنية والهوية العراقية المستقلة.
    بمعنى آخر يمكن القول ان الحجيج السياسي العراقي الى كل من الرياض وطهران قد لا يسرّع في تشكيل الحكومة الموعودة، وحل الازمة الراهنة، بل ما قد يحدث هو العكس تماما، لان الخلاف الايراني ـ السعودي المتفاقم، ووقوف البلدين في خندقين متقابلين سينعكس حتما على الواقع العراقي ويزيده تعقيدا.
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X