إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الضعف الإملائي : أسبابه و طرق علاجه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضعف الإملائي : أسبابه و طرق علاجه

    فبرغم الجهود التي يبذلها المعنيون بأمور التربية والتعليم فلا زال هناك بعض المشكلات التي تؤرقهم , وتؤرق إلى جوارهم أولياء أمور الطلاب , وتطال الطلاب أنفسهم , وأصبح القضاء عليها وإيجاد الحلول الناجعة لها يمثل هاجسا لكل أولئك , وهذا لا يعني استحالة الوصول إلى طريق النور للاهتداء إلى كيفية التعامل معها , فبمجرد تحديدها والشعور بخطرها نضع أيدينا على الجرح للبدء في علاجه .
    وهذه المشكلة التي نحن بصدد الحديث عنها ( الضعف الإملائي ) قد حظيت بمتابعات متفرقة واقتراحات عدة كانت حصيلتها رصيدًا ضخمًا من المعلومات أثْرَتْ المجال التربوي , وتكاد تتفق جميعها في أسباب المشكلة وطريقة علاجها , وإن كانت الأسباب تَجِدُّ بشكل دائم .
    ونظرا لما تخلفه هذه المشكلة من الآثار السلبية على المجتمع بأسره فقد أولتها وزارة التربية والتعليم جل اهتمامها من خلال دعوتها إلى عقد اللقاءات وطرح الأفكار والرؤى , وعليه فقد تقدمت بهذه الورقة عن
    ( الضعف الإملائي – أسبابه وعلاجه ) سائلا من الله المولى القدير أن يهديني إلى الصواب وأن يجنبني الزلل , وأن نحقق من خلالها ما يخدم أبناءنا الطلاب ويأخذ بأيديهم إلى الطريق القويم .




    * ( أكثر الأخطاء الإملائية تقع في الآتي ) :
    1- الهمزات ( المتوسطة - المتطرفة - القطع - الوصل )
    2- التاء المربوطة والتاء المفتوحة .
    3- اللام الشمسية واللام القمرية .
    4- الحروف التي تنطق ولا تكتب .
    5- الحروف التي تكتب ولا تنطق .
    6- الألف المقصورة .
    7- الخلط بين الحروف المتشابهة رسما أو صوتا ( كالسين والصاد والضاد والظاء ...)
    8- الإشباع .





    أسباب المشكلة :
    • أسباب تتعلق بالطالب نفسه .
    • أسباب تتعلق بالمنهج .
    • أسباب تتعلق بالمعلم .



    أولا : الأسباب المتعلقة بالطالب :
    1- هنالك أسباب صحية :
    يعاني كثير من الطلاب وخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من بعض الظروف الصحية , كضعف النظر أو السمع , وقد لا يتنبه المعلم لذلك , ويخجل الطالب من الإفصاح عنها , ولا يحسب حسابا لنتائجها , في ظل تقاعس بعض المرشدين الطلابيين عن متابعة احتياجات الطلاب الصحية في بداية كل عام دراسي , أو لعدم وجود مرشد متخصص , أو تكليف من لا علاقة له بالإرشاد الطلابي , أو لعدم وجود مرشد بالمدرسة أصلا .
    2- عوامل نفسية كالتردد والخوف من الوقوع في الخطأ .
    3- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتقاربة , فالخطأ في مخارج الحروف يؤدي إلى الخطأ في الكتابة .
    4- اعتماد الطالب في كثير من مشاركاته الكتابية على الحاسب الآلي ( نسخ ولصق ) وبالتالي يعزو أي خطأ يقع فيه إلى الحاسب الآلي .
    5- .ضعف الطالب في القراءة .

    ثانيا : أسباب تخص المنهج :
    1- كثرة الآراء في القواعد الإملائية وعدم الاستقرار , فمعلم - مثلا - يرى أن لفظة ( رؤوس ) تكتب بواوين , ويعلل هذا بالتزامه بقاعدة الهمزة المتوسطة , وثان يرى أن ترسم الهمزة على السطر لأنه لا يجوز عنده تتابع الواوين فيكتبها ( رءوس ) , وثالث يرى أن تكتب على واو واحدة ( رؤس ) لأنه إذا تعددت الأمثال يكتفى بواحد , ورابع يرى أن تكتب على ألف
    ( رُأُوس) لأنه يقترح كتابة جميع الهمزات على ألف .( 1 )
    2- ضعف الجانب التشويقي في الموضوعات المقررة أو التي يختارها المعلم لإملائها على الطلاب .
    3- غموض نصوص الإملاء وانغلاقها على فهم الطالب .

    ثالثاً : أسباب تتعلق بالمعلم :
    تعد طريقة المعلم في إيصال المعلومة ومدى مناسبتها لقدرات المتعلم من أهم عناصر الموقف التعليمي لذا فمن الأسباب التي يقف المعلم وراءها في هذه المشكلة ما يلي :
    1- ضعف المعلم , وبالأخص معلم المرحلة الابتدائية .
    2- إملاء القطع غير المفهومة :.
    لذا فعلى المعلم أن يبحث عن القطعة المفهومة والقريبة إلى الطلاب , والمتوافقة مع إدراكهم والمتناسبة مع أعمارهم " وإن كان في القطعة المملاة كلاما غريبا وجب عليه أن يفسره ويوضحه " (2) ," كما يجب عليه – أي المملي – أن يكون في مكان يراه جميع الطلاب ليتابعوا نبرة صوته , وأن يكون جهوري الصوت , وفصيح اللسان , وجيد الأداء" (3)



    3- قلة التطبيق للقواعد الإملائية : (4)
    كثير من المعلمين يورد مثالا واحدا أو اثنين على القاعدة ينفرد بكتابتها على السبورة والتعليق عليها دون إعطاء الطلاب الفرصة الكافية للتطبيق , متناسيا أنهم بحاجة إلى كثير مران وتعود على كتابة عدد كبير من الكلمات التي ترسخ القاعدة وتثبتها , مما يؤدي إلى ضعف خطوطهم وإملائهم .
    4- عدم ربط الإملاء بفروع اللغة العربية الأخرى .
    5- تهاون المعلم في تصحيح دفاتر الطلاب , وإعطاء قلمه حرية الانطلاق بإشارة ( صح ) دون التثبت من صحة المكتوب إملائيا وإن كانت المعلومة الواردة من الطالب صحيحة , وعليه يجب ألا يفرق المعلم بين صحة المعلومة وطريقة إيرادها وصياغتها .
    6- التركيز على الإملاء الاختباري وتناسي بقية الأنواع ( المنقول , المنظور, الاستماعي )
    7- الاستعجال في النطق , وخفض الصوت أثناء الإملاء .
    8- " كون المعلم غير معني بإتباع الأساليب المناسبة لمراعاة الفروق الفردية للنهوض بالضعفاء وبطيئي الفهم " .( 5 )
    9- مبالغة المعلم في إشباع بعض الحركات , فيكتب الطالب أحرف مد بدون داع .
    10- الجهل بأصول الوقف أونحوه .

    * وسائل تساعد في معالجة الضعف الإملائي :
    يكون ذلك بتجنب كل المسببات السابقة من خلال ما يلي :
    1- الاهتمام بمخرجات الكليات من المعلمين المختصين بتدريس الصفوف الأولية , وخاصة أنهم من يتولى عملية تأسيس الطلاب .
    2- عقد لقاءات وورش للمعلمين الذين يلحظ المشرف الزائر , أو مدير المدرسة أنهم بحاجة إلى دعم أومساعدة .
    3- عدم قبول الأعمال التي يشارك بها الطلاب في مجالات النشاطات المختلفة ما لم تُؤدَ بخط الطالب , واستبعاد كل مشاركة بالحاسب الآلي وبالأخص في المرحلة الابتدائية والمتوسطة .
    4- الاهتمام بوضع ضوابط دقيقة لقياس مستوى الطالب في ظل العمل بالتقويم المستمر للمرحلة الابتدائية.
    5- إسناد تدريس الصفوف الأولية إلى المعلمين القادرين , وجعل الحوافز مقابل التميز ووفقا للنتيجة التي يلحظها مدير المدرسة والمشرف المختص في القراءة والكتابة .
    6- إلحاق قواعد الإملاء بفيض وافر من التطبيقات .
    9- أن يحوي المنهج قطعا إملائية مشوقة ذات صلة بحياة الطالب , وأن تكون مفرداتها وأساليبها سهلة مفهومة , ومناسبة من حيث الطول والقصر للطلاب , ويجب – مع صغار السن – أن تكون القطعة من موضوعات القراءة .(6)
    7- أن ينوع المعلم في طرائق التصحيح .
    8- إثارة الدافعية في دروس القراءة لتزيد من نشاط الطلاب وتثير رغبتهم فينعكس إيجابا على إملائهم وجودة خطوطهم .
    9- الربط بين القراءة والكتابة في حصة واحدة أو فترتين متقاربتين , أي قبل أن تمحى من أذهان الطلاب الصور التي اختزنوها ( المرحلة الابتدائية )
    10- "محاسبة الطلاب على أخطائهم الإملائية في كل عمل كتابي , وذلك بالإنقاص من الدرجات".(7 ) , وتخصيص جزء من درجات المشاركة في كل مادة لسلامة الإملاء وجودة الخط .
    11- " يحسن تشجيع الطلبة على أن يتتبعوا الأخطاء الإملائية الشائعة في الصحف والكتب , وفيما تقع عليه أعينهم من المنشورات والبيانات المكتوبة ونحوها , وأن يجعلوا هذه الأخطاء موضع المناقشة والتعليق " . ( 8 )
    12- تنويع طرق تدريس الإملاء لطرد الملل والسأم .
    13- تصويب الخطأ الذي يقع فيه الطالب مباشرة .
    14- تكليف الطلاب بواجبات منزلية تتضمن مهارات مختلفة , كأن يجمع الطالب عشرين كلمة تنتهي ( بتاء ) مربوطة , أو عشرين كلمة تنتهي بهمزة متطرفة تكتب على ألف ..... وهكذا .
    15- الإكثار من الأمثلة المتشابهة لكل مهارة .
    16- جمع الكلمات التي يُلاحظ تكرار الخطأ فيها بشكل لافت , وكتابتها بخط واضح وكبير وتعليقها في الممرات داخل المدرسة .
    17- تخصيص دفتر يكون في معية جميع الطلاب لتصحيح الكلمات الخاطئة التي يلحظها المعلمون في جميع التخصصات , ولا يقتصر ذلك على الطلاب الضعاف مراعاة لمشاعرهم , وإخراجا لهم من دائر الحرج ولن يعدم المتميزون الفائدة منه .
    18- المتابعة الدقيقة في بداية كل عام دراسي من قبل المرشد الطلابي للتعرف على احتياجات الطلاب الصحية والنفسية , وإبلاغ المعلمين بما يتوصل إليه من الحالات لمراعاتها واتباع الطرق المناسبة للتعامل معها .
    هذا وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين


    الهوامش :
    (1) كتاب الهمزة في الإملاء العربي – المشكلة والحل , د/ أحمد محمد الخراط , دار القلم , ط 2 , 1994م , ص 14
    (2) كتاب أدب الإملاء والإستملاء , للإمام أبي سعد عبد الكريم التميمي السمعاني , دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان , ط 1 , 1981م , ص 59 .
    (3) السابق , ص 59 .
    (4) كتاب الهمزة في الإملاء العربي , ص15 , مرجع سابق .
    (5) الإملاء والترقيم في الكتابة العربية , تأليف : عبد العليم إبراهيم ,مكتبة التوحيد , ص21 .
    (6) السابق , ص12 .
    (7) السابق , ص31 .
    (8) السابق , ص 31 .


    منقول للفائدة
يعمل...
X