إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمن القومي العربي...؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمن القومي العربي...؟؟؟



    الأمن القومي العربي...؟؟؟


    لست من المتشائمين بمستقبل الأمة العربية على الرغم مما ينتابها من مظاهر فرقة وخلاف وتناحر وضعف تنسيق، وإن كنت أميل إلى التحذير واليقظة،فلو كانت الأمة العربية رقماً مهملاً في الحسابات الدولية أو كانت أرضها قفراً وعاقراً و عقلها غافلاً أو مغفلاً ،
    ولا يحمل أبناؤها روحاً وثابة وأملاً، لما تربص بها عدو، ولا حاصرتها أطماع . لكن بقدر تلك الامكانات والطموحات وذلك التاريخ المشرّف فإن علينا توقع الكثير من المخاوف والسياسات التي تريد أخذ هذه الأمة ومصادرة دورها وطموحها، بأن يكون لها مكان تحت الشمس من أجل ذلك فليس من المستحسن أن ينام المواطن العربي على حرير من الرضا والاطمئنان إلى المستقبل، وعلى الرغم من أننا نعيش عالم القرن الحادي والعشرين ،فأننا نجد أن العلاقات الدولية لا تسودها مع الأسف قواعد العدالة والسلوكيات الأخلاقية ، بل عالم سيظل وإلى زمن غير قصير محكوماً بشرعية الغاب والظفر . وهذا ما تؤكده وقائع الحاضر والمشهد الدولي العام حيث الحروب اللاأخلاقية والقتل والعدوان هو ما يخيم على العلاقات الدولية بشكل عام، وإذا كانت بعض العلاقات الدولية تبدو أكثر تشذيباً مما مضى فذلك ليس إلا مظهراً فقط وتغيراً في الأساليب فالأسلحة الحديثة في الفتك بالدول والشعوب لم تعد محصورة بالجانب العسكري ولكن لها أساليب أخرى أشد خطورة وفتكاً، بدءاً من الفساد الأخلاقي وإفساد الضمائر والذمم إلى تأليب عناصر الفتنة وتخريب وإثارة العصبيات العمياء بأيد مجهولة وخفية أحياناً إلى الإيقاع بين الأخوة والجيران وأبناء الثقافة الواحدة والمصير الواحد.‏‏

    إن مايسجله المرء ومع الأسف أن الكثير من العرب وبعض التيارات الفكرية أصبحوا يقعون في شراك العدو علمت بذلك أو لم تعلم وإن القوى الفاعلة على الساحة الدولية يهمها أن يشغل عالمنا العربي نفسه بصراعات وخلافات ومشكلات من كل الأصناف والألوان وأن يمزق نفسه بنفسه علىالطريقة البوذية( احرق جسدي بلساني)، ولا مستفيد من ذلك إلا العدو هذا ما يؤكده ماجرى ويجري في العراق وفلسطين واليمن والسودان وما يخبئه المجهول في قادم الأيام والسنين.
    ‏‏
    إن مايثير الدهشة والتوجس والاستغراب هو أن الأنظار التي كانت تتوجه إلى عدونا التاريخي الكيان الصيهوني بدأت تتجه نحو جبهات أخرى، أصبح بعض العرب يعتقد أنها أكثر خطراً من ذلك العدو وأنها تهدد أمنه الوطني، فالساحة الفلسطينية أصبحت هاجساً عربياً مقلقاً وكذلك هو الحال في العراق واليمن والسودان كما أشرنا سابقاً.‏‏

    والسؤال هل ماجرى ويجري هو حالة تلقائية أم أنه جزء في سياق عام وحلقات في استراتيجية وسيناريوهات معدة سابقاً ؟. نقول وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي عطلت العقل العربي وجعلته في حكم المستقيل في التحليل السياسي أن ماجرى ويجري في المنطقة العربية هو حلقات متصلة في سياق استراتيجية غربية صهيونية وجدت في الصراعات البينية العربية والفتن الداخلية المناخ المناسب ليبقى الكيان الصهيوني في حالة الأمان ، وينصرف هدف كل قطر عربي إلى أمنه الداخلي ووحدته الوطنية ليكون ذلك الهدف هو سقف طموحاته وهو مانجح به العدو حتى الآن.‏‏

    حيال هذا الواقع نجد أن الأمة العربية أمام تحد كبير وهو أن تكون أو لاتكون ولا بد لها من نظرية أمن عربية وإقليمية جديدة تتأسس على تحديد للعدو والصديق الجار والغازي، ولا ينصرف الأمر إلى الجانب العسكري فقط بل إلى كافة الجوانب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وسياقات أخرى كثيرة في مقدمتها حد أدنى من التنسيق السياسي بين العرب وجيرانهم الذين لا مفر لهم وللعرب من التنسيق والتعاون القائم على الثقة والقناعة أن أمن المنطقة ومستقبل أبنائها يتوقف على تحقيق أعلى درجة من درجات التنسيق والتضامن فيما بينهم شعوباً وحكومات.‏‏
يعمل...
X