جزء من رحيق
قدمت لي وجبة من العطف
ونامت على سرير أحلامها
قرأت عشر كلمات جميلة
وتمنت مئات تحبني أمي، آه كم تحبني
تجعلني بين نسمات أيامها
وردة ذات لون جميل!
وهناك على ضفاف حبها
تقدم كؤوس الحياة مرة بعد مرة لي
وهناك بجانب الطريق المقابل لخريطة
مدينتها تنيّم أحلامي على فراش وثير
كل البلابل تعرف أمي
علمتها كلها فن الغناء
كل الحدود تقبل أمي
كل العيون تداني عينيها
فالشحوب في مغارة بعيدة عنهما
آه كم كانت تحزن الزنبقة عند الرحيل
والسنابل كم كانت تعرش على أحاديث الهوى
تنسجها من خيط وتعطيه
قبل أن تطير لأحلامها
قبل أن تترك السماء تمطر
على أوراق تفاصيلنا
فالجو في غاباتها دائماً جميل
والتنزه بين أنهر حكاياتها
دائماً مثير، تغوص فينا
تخمر غيابنا تراقصنا مثل العصفورة
في كرم مليء بالزهور زهرة أمي
والدنيا تحب قطف الزهور
تكتب عليها آمالها تسرق منها الجمال
لعلنا إذا ما رحلنا نستطيع أن نكون
جزءاً منك –أمي-
نستطيع أن نكون جزءاً من رحيق