تويت
وكان الضوء يُعيد تكوين الأشياء
باقة 2
ـــــــــــــــــــــــ
- " شعركِ
كقطيع مَعِزٍ رابضٍ
على جبل جلعاد"*
.. مثل راعٍ سأجمعه
ثم أعود ..
فأبدده
كحمل صغير ..
أضاع أمّه
Ι
- أيها الوجه
الراحل ..
كعصفورٍ ..
فَرَّ من قَبضة طفل.
الباقي ..
كجَرحٍ ..
أوْرَثهُ الماء ..
للصخر
ΙІ
إذ تغترب مجاهر الزهر
.. إلى حين
وتفتقد الأعشاش
دفءَ زغب العصافير
.. إذ تنوء السماء
موحشة بلا نجوم
مثل صحراء
تاهت بها الواحات
تبقين
حنين سارٍ
.. لألق نجمٍ .. بعيد
- أدرك ..
كم أنت راسخةً
في الذاكرة
حين أؤكّد كلّ حين
... أني نسِيتكِ
كنتِ
كحديقة منزلٍ غريب
كم مرَرتْ به
كم ودَدتُ لو أدخله
لكن ..
حين يُمسي ذلك من الماضي
وحين نجد أنفسنا هناك
بالطريقة الوحيدة التي
لم نكن نفكر بها ..
أدرك .. كم كنت واهماً
وكم كنتُ بعيداً
موغلاً في الحلم
- يبعثرنا الزحام
و أُدرك كم أحتاجكِ ..
وتدركين
إذ نعود بيتَنا هذا المساء
سآخذ وجهكِ براحتيّ
وألثم عينيك القاتمتين
دون أن أدعَ فرصة
سوى لابتسامةٍ خجولة
تتوارى ..
خلف سؤال عابر
- من زمن
ألمح خلف حياتك اليومية
فيضَ أفكارٍ ..
تسري في مجرىً بعيد
أخشى يا حبيبة
أن يكون الزمن
قد سرق منا ..
الرغبة بالبَوح
.. مهدَ كل مساء
Ι
- حبيبتي التي .. تلوّنَ بها الوقتْ
تلمسني بكلمة ..
.. وكان ارتجاف أوتار العود
.. يعيد صياغته
حبيبتي التي .. تلَوَّنَ بها الوقت
تنأى بفسحة العشب المضيء .. التي
.. لن تجدها في أي مكان
.. لكنك، تؤمن بها
oo
جَسَد النهار ، الذي
يستبيحه الجميع
.. يُلوّث عينيَّ .. بالآخرين
أفرّ منه ..
كطفلٍ يرتجف خلف الباب
ولا يعرف ترجمةً للقدر
... سوى والدَه
II
أتوارى بسواد شعركِ
أُمسي ضميراً .. مستتراً
لكني
أخاف اضطراب البحر
.. يُغيّبني .. أو
.. يلفظني .. قوقعةً فارغة
oo
حبيبتي التي ..
تلوّنَ بها الوقت
ترقى عن حدود اللون
إلى صفاء عذب الينابيع
200
- ظهيرةُ صيفٍ
ورائحة عشبٍ ممضوغ
.. شَفَةٌ جافّة .. دافئة
.. تَمَسّ زاوية فَمِكْ
حلمٌ ..
كما ينضغط النهد
.. على صدرك
.. وتلك التي
أجّجَتْ عطر البنفسج
.. سَلَبَتْه وجودَه
.. أو غيابَه
- الحبق الذي
تقمَّصني
- حين نظرتُ إليه -
دون أن يدري
كان ينتظركِ .. على الطاولة
مائلاً قليلاً
إلى ضوء النافذة
Ι
Ι
- لكنّي
في النهار.. الّذي
فارَقَني به قلبي
ماتت الأشياء بين يدَيّ
oo
عصفورٌ
غلَبَه صمتُ الحَجَر
... رَفيفُ جَناحٍ ..
.. وحَجَر .. يفتِّتُهُ الصَمت
oo
.. لكنّي
في النهار الّذي
تَداعَت ورَقة
... بكلِّ هذه الرِقَّة
.. وَجَفَ قلبي
oo
ΙΙ
الشجرة الّتي
تشَعَّبَت
في مسحة الأُفق
.. لن يقطعها أحد
لأنَّ هناك مَن سيأتيها
.. هذا الصباح
ويلمسها ..
بكلِّ هذا الحنان الخَبيء
oo
ІІІ
.. لكني
.. في الأيّام الآتية
سأُخبِّئ لكِ
الأشياء الصغيرة
.. والحصى
.. وترتجف روحي
.. للمطر
.. للخمريَّة التي
تشبهكِ
ت2 2000
- إذا تطهّرتُ بالحلُم
من رِجْسِ هذا التعب
كنتِ لي ..
تفاحة الصباح
إذا أصحرتْ الأتونُ
.. فراغ السماء ..
وأرهقت ْ.. أعشاب الحقول
كنتِ لي
فيءَ مقيل الظهيرة
إذ ينطوي نشر النهار
على وحوش.. وضحايا
.. تكونين لي
نافذة الليل ..
المشتعلة
- طريقُ آخرُ .. لم يكنْ
.. قبل أن أطَأهُ
... أوصَلَني إلى أن ... أعبُرَكَ
.. صُدْفَة
ومع ذلك
كنت ذلك الصديق القريب
الصديق الذي
أكاد ... لا أذكره
... وحين نكون معاً
لا ينظر أيٌّ بِوجْهِ الآخر
لا نتكلم
ولا يكون من ثالث
.... أو حتى .... ثانٍ
98
- غابة ترتعش
كهاجسِ امرئ وَحيد
... حبّة قَطْرٍ
تألّقت
... ثم غابت
عبق الصمغ الذي
ضَوّعَته الجذوع
.... يتلاشى
لأزمنةِ البراري ...
فِطْرتُها الأولى
.... خَمرة صمتٍ
... مُعتّق
... لأزمنة البراري
شمسٌ أخرى
لا ترشح
عَبْرَ لَوْثَةِ المدن .
- على زغَبِ العشب
فجراً
طَفَتْ قطَرات
تَتوق ... ولا تمتلكها
بين أصابعك
.. ترتجف عشبة
.. على زغَب العشب
مرآة مُنْتَثِرة
وقبل أن ..
... قطرة تسيل على
حافّة الورقة ... واليد
على زغب العشب
... انتظار
وهذا الضوء
ما عاد يسكن تلك الأعشاب .
* - عبارة من العهد القديم .