أشعلتك ِ في صدري ربيعاً ؟!..
انتظرتك منذ أول الوعي ، واشتعالات الروح بوحاً ..
فوحاً ، أطلقه النبض ، ورسمه على خطا الأرصفة ..
راح المدى يلتقط الأنفاس المتعبة..
يومٌ آخر يمضي ..
ويجيء زمنٌ
تقتربين من مساحات الدفءِ
والكونُ ، سديميُّ الأبعاد
ترسلين راحتيك نحو المدى
والفضاءات ، عبق ٌ، ونفير أسمك يملأ البوح
وأهربُ ، أهربُ في البرية !!
يتسعُ الفراغ...
ويئنّ في دمي صوتٌ تحرّق شوقاً...
وينادي!!
ظننت أنّه الخواء ، والشوق لرائحةِ أنثى
يطالعني وجهك ، وحيداً
خلت أنني أمام الأشياء
وحيداً .. أيضاً؟؟
من أنتِ!!!
من يركب أحصنة الخوف الأبله ، ويسبح في المجهول ؟؟
أنا ..لست عاشقاً !
ولست أحبّك !!
غير أنّي ، في لحظة الخوف ، والخوف ، والهروب
وجدتك تطلعين رغماً عني من شراييني
ويفاجأ وجهك ، وجهي ، كالمصير !
كطير لايهدأ إلاّ في عيني .. أمامي !!
ووجدتني أفتش خلايا الروح
فأجدك ِ ملكةً مزروعة بكفيَّ
وأسمك عبق بفضائي الحزين
من يسكنني ؟؟
أنا .. لا أحبك .... !
لكن أحسّ أنّك مسكونة بدمي
وطيفك يخترق جهلي بالأسماء والألقاب واللغة
وصمتي ، ولوعتي إلى الله والناس والأشياء ..
من أنت !!
خطٌ ، وجهٌ ، صوتٌ ....عبر خلايا الفضاء ..
وامتدادات الروح إلى الأبدية
يمتدُّ ، ويمتدُّ ...
ويخفق قلبي ، يظن أنّه وصل
أين تحطّ فراشاتي ؟
أيّ حدّ من دفء الكون أحاطني
***
ما بيننا قضيةٌ كبرى
لامست حدود الكون والأبعاد
أحدٌ ما في هذا العالم غير المألوف
هاجمني ..
كأنّه من رجع صدى
وأنا الساكنُّ في إبريق الهمّ طويلاً
من سلبني على نوافذ أنثى؟؟
ثم شرّعني قبل المجيء
***
سأنقر زجاج الشباك العاشق
والشرفات ..
مثل عصفور خائف...
وأزقزق حتى تفيق الشمس..
وأشدو حزيناً..
حتى يجيء أسمك منادياً في السرّ
أو ضاحكاً يرسم الأفق المقبل بلون قبلة
ترسلها للكون ، عيناكِ !..
قد أسكنتكِ نبضي
وامتشقت الفضاء ، وطويت المسافات
فاندلع من لون كلمات خرساء لونها الوردي على شفتيكِِِ ِ
اللقاء !!
وأشعلتكِِ ِ في صدري ربيعاً
فمن يطفئ يا روحي و يا قمري ضوئي َ الأخضر !
ويأخذني...إلى البعيد..!