إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشكل والمضمون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشكل والمضمون


    الشكل والمضمون
    والهوة بينهما000!!!!




    هناك من يرى أنّ الشكل في النص الأدبي ، والشعريّ خاصة ، لا يؤثر على البناء الفني والمضمون .. وهناك من يصر على أنّ تأثير الشكل طاغ كبير، كونه يجرّ إليه الكثير من جزئيات الموضوع والبنية الفنية، وسوى ذلك .. وكما هي العادة ، فلكل منهما الأسباب التي يعرضها لتأييد وجهة نظره .. ولست أدري لماذا لا ننظر إلى الشكل والمضمون معا في تأثير متبادل نجده باديا ظاهرا في النص بشكل عام ، فليس هناك شكل ينفصل عن المضمون ، وليس هناك مضمون ينفصل عن الشكل.. وطبيعيّ أن كليهما يجران الصور الفنية والبنية وما إلى ذلك ..
    كنتُ قد رأيتُ في كتابات سابقة، من خلال تجربتي في كتابة قصيدة السطر الواحد، أنّ الشكل يجر المضمون إليه، ويغير في البنية الفنية والقصيدة كلية.. وهذا شيء قام على التجريب واختبار الأمر، لا على الكلام فحسب، لكن لا استطيع أن أفرض قناعتي على الآخرين لأنّ تجاربهم قد تختلف، وتصوراتهم قد تغاير تصوراتي.. وقد يكون بعضهم أَمْيَلَ إلى تأثير الموضوع على الشكل نتاج تجربته أيضا.. فكل شيء جائز في عالم الفن، حين نُخْضِع الأمر للتجربة والدراسة والتمحيص.. وهذا يجعلنا نقول بصحة كل رأي ما دام نابعاً عن شيء ملموس محسوس مجرب.. فالذي يقول بتبعية الموضوع والبنية الفنية للشكل مُحِق، والذي يقول بتبعية الشكل والفنية للمضمون مُحِق أيضا ، لأن كلا منهما ينطلق من أرض صلبة حية حيوية ..
    وقولي بتبادلية، أو تداخل الشكل والمضمون، تأثيرا وتأثرا ليكون النص كله نتاج هذا التفاعل القائم بين أجزاء العمل ، يأتي من كون الإيمان
    يتبع
    بتكاملية النص واستدعاء جوانبه لبعضها.. فالفصل هنا ، حين نفصل، فصل نظري نجده غير موجود حين ننظر إلى العمل من كل جوانبه.. فالكاتب ، أو المبدع، يفتح فضاء إبداعه على كل شيء، كي يكون أمام نص متكامل بكل شيء، هو لا يفكر كثيرا بالشكل أو المضمون بل بالعمل ككل ..يفكر بأنه يبني بناء يريد أن يصل به إلى نوع من الكمال الفني، أو الجمال الاستثنائي..وأي دراسة للشكل أو المضمون، وتأثر هذا بذاك، تأتي لاحقة لا سابقة، أي بعد أن يكون العمل قد أنجز. ويصعب هنا أن ندخل عقل الكاتب المبدع، لنبحث ونستقصي عن أيهما كان الأصل، وأيهما كان الفرع أو التابع.. فالنقد في هذه الحالة يجد نصا بشكله ومضمونه ، يقرأ من خلاله كل ما يريد قراءته ، وقد يجد أشياء غابت بالفعل عن ذهن المبدع، الذي كان منهمكا بعملية الإبداع، دون أن يعطي هذا الجانب أو ذاك أي انتباه ..
    هل يعني ذلك أنّ القصيدة العمودية، كقصيدة التفعيلة،وقصيدة النثر، في التأثير على المضمون والشكل الفني وما إلى ذلك .. يصعب أن نقول إن ذلك جائز ، لأن الانتقال هنا انتقال كليّ من عالم إلى عالم، ومن مدرسة إلى مدرسة .. الانتقال في هذا يعني انتقالا، لا تجزيء فيه، هو انتقال كل ، انتقال يلمّ التعريف والتوصيف والمضمون والبناء الفني وليس الشكل فحسب .. قد يكون الظاهر أمام العين مرهونا بالشكل، لكن هو ظاهر مخادع ، فالتغيير شامل عام، ليس بسيطا يمسّ الشكل فحسب ..!!!

    في هذا وذاك محاولة إحلال شيء مكان شيء آخر ، أي نسف نسق وإحضار نسق بديل، وهذا يختلف تماما عن مجرد شكل أو مضمون ..هنا المساحة واسعة وشاملة ، فالفرق بين العمود والتفعيلة ، ليس فرق شكل فحسب ، بل هو فرق شامل عام في كل التعريف والتوصيف .. لذلك شكّل الانتقال إليه صدمة ، كما شكّل الانتقال إلى قصيدة النثر صدمة ، فأن تلغي نسقا فنيا بكل أركانه من خلال نسق جديد بكل أركانه، يختلف بالتأكيد عن مجرد النظر إلى الشكل أو المضمون فقط..
يعمل...
X