التربية في المفهوم الإسلامي0000!!!!
التعلم والتغيير في ميدان التربية والتعليم
يقول الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِه وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
التعلم: طلب العلم والمعرفة، والتعليم: إيصال العلم والمعرفة
وبذلهما للآخرين. العلم في الإسلام لا حد له ولا نهاية، قال الله تعالى: ] وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ
العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [ [الإسراء:85].
ومن أمعن النظر وأحسن التفكير وتتبع الأسباب المبثوثة
في الكون، دله الخالق سبحانه على بعض أسرار خلقه قال تعالى: ] عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْ[ [العلق:5]. وقال سبحانه :] سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ[ [فصلت:53]. وقال سبحانه:] وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا[ [الزخرف:48].
وكل علم نافع فهو مطلوب شرعاً. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول
من سعى لمحو الأمية، حين جعل فداء أسرى بدر أن يعلم كل منهم عشرة من المسلمين
القراءة والكتابة.
ومهما كان مقام الإنسان عالياً ومنصبه سامياً فإنه لا يستغني
عن التعليم، فهذا نبي الله داود عليه السلام مع حصوله على الملك والنبوة لم
يستغن عن تعليم الله إياه، قال تعالى: ] وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ
مِمَّا يَشَاءُ [ [251]. وموسى عليه السلام يلتمس من العبد الصالح مرافقته ليتعلم
منه، قال تعالى: ]قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً [ [الكهف:66].
وطلب منه المزيد ] وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً [ [طه:114].
قال سفيان بن عيينة رحمه الله :
"أول العلم الاستماع في الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر".
ميدان التربية والتعليم من أهم الميادين، أثره كبير في تنشئه الأجيال،
الذين هم قاعدة بناء المجتمعات والدول، ولما كان التغيير في المجتمعات
والأمم يسير حسب سنة لا تتبدل
] إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [ [الرعد:11].
فإن ميدان التغيير التربية والتعليم، وجيل المتعلمين اليوم هم قادة
مجتمع الجيل القادم. ولقد سارت التربية والتعليم في الواقع التاريخي
للأمة الإسلامية فكانت وسيلة هداية، وطريقة خير للفرد والمجتمع والناس
أجمعين، فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم الأول للأمة الإسلامية
] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [ [الجمعة:2].
تعليق