إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العراق وطن تحت الاغتيال أم الانتحار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العراق وطن تحت الاغتيال أم الانتحار

    العراق وطن تحت الاغتيال أم الانتحار ...!!!

    لم تعد المشكلة في العراق زوال الاحتلال فقط، بل ماخلفه المحتل الأمريكي من مشكلات وما صنعه من فتن وما حفره من أخاديد في البنية العراقية السياسية والوطنية والاجتماعية،
    ولعل الإحيائية الطائفية وتصعيد العصبيات ما تحت الوطنية وتأطيرها سياسياً وجغرافياً هو أحد أهم الأهداف التي سعت قوات الاحتلال لتحقيقها، وهذا ما يلاحظه كل مهتم بالشأن العراقي ومع تكشف الأكاذيب التي ساقها الإعلام الأمريكي والغربي لمحاولة تبرير الغزو الهمجي للعراق، بدا واضحاً للجميع أن بعض القوى السياسية العراقية التي تموضعت في مفاصل الحكم بدعم وإسناد من قوى الاحتلال ثمناً لعمالتها، وبعد أن استمرأت طعم الخيانة أصبح هاجسها الأساسي البقاء في السلطة والتمتع بامتيازاتها ولو كان ذلك على حساب جثث آلاف العراقيين ومستقبل العراق الوطن والشعب .‏‏‏

    هذا ما تظهره الأحداث التي شهدتها الساحة العراقية في الفترة الأخيرة مع اقتراب موعد انتخاب البرلمان العراقي، الذي يبدو أن الوصول إليه سيمر عبر توابيت القتلى بدل صناديق الاقتراع وشهادات الوفاة بدل أوراق الانتخاب الصفراء.‏‏‏

    لقد أطلق المحتل الأمريكي وأعوانه نيران ديمقراطيتهم المزعومة لتسيل دماء العراقيين كل يوم محدثة شلالات من الدم وحافرة تضاريس من الكراهية بين أبناء الشعب الواحد الذي قدم للبشرية أروع الانجازات الحضارية من فنون وآداب وقوانين وغيرها، و تحولت بفعل المحتل الأمريكي فنوناً في أساليب القتل والاغتيال وشريعة غاب يقتل فيها الجبان القوي الآمن ،أما فنون الشعر والأدب و مهرجان المربد فقد أصبح أخباراً عاجلة فيها أعداد القتلى وصور الدمار الذي ترتكبه قوى الظلام الخارجة أساساً من رحم المحتل الغاصب؛ ميليشيات ثقافتها القتل وترويع الناس.‏‏‏

    إن تدمير البنية الوطنية العراقية وفرط العقد الاجتماعي العراقي وإعادة تأسيسه على حوامل عصبوية هو أحد الأهداف الاستراتيجية الواضحة لتلك الحرب ،وهو ما اشتغل عليه وخطط له المحتل الأمريكي وأعوانه منذ ما قبل الاحتلال وبعده، بدليل أن الرموز السياسية العراقية المسبقة الصنع تعمل جاهدة عبر سلوكها في إدارة الحكم أو بالأحرى إدارة الفتنة على تحقيق ذلك سواء عبر ما تطلقه من برامج انتخابية أم تحالفات سياسية على حوامل أقل ما يقال عنها إنها حوامل غير وطنية و في إطار علاقاتها مع الدول التي تريد خيراً أو شراً بالعراق الجريح .‏‏‏

    إن المأساة الكبرى التي تنتظر العراق هي أن يصبح الاحتلال واستمراره ضرورة أمنية عراقية، عندها يصبح العلاج أكثر خطراً من المرض ذاته و هنا الطامة الكبرى، وهذا ما تسعى إليه قوى الاحتلال والمتحالفون معها من الخونة الذين ارتبط مصيرهم وبقاؤهم بالسلطة بوجود المحتل الأمريكي بعد أن عبدوا له الطريق وفتحوا له الأبواب والنوافذ .‏‏‏

    ولعل السؤال المهم ما المخرج من ذلك النفق المظلم؟ والجواب عن ذلك ليس بالأمر السهل، لأن القوى الفاعلة في الساحة العراقية لها امتداداتها الإقليمية والدولية على تناقض وتضارب مصالحها وأهدافها ونظرتها للعراق ومستقبله، وهنا تبرز الحاجة إلى ميثاق شرف للقوى الوطنية العراقية التي واجهت المحتل بشجاعة نادرة وهي كثيرة على امتداد الساحة العراقية وخارجها, يتأسس على ثوابت في مقدمتها طرد المحتل الأمريكي وأعوانه وتصويب نيران الوقود المقاوم باتجاهه بدل حرفه بالاتجاه الخاطئ والحفاظ على العراق الوطن والشعب بكل مكوناته وتعدديته وانتمائه العربي والإسلامي.‏‏‏

    إن الوطنية العراقية وقواها الحية ستكون أمام تحد واختبار صعب في المرحلة الراهنة ومستقبلاً بعد زوال الاحتلال، لأن المقاومة الوطنية العراقية التي هزمت المحتل عسكرياً مطالبة بأن تفشل مخططاته وأهدافه البعيدة المتمثلة كما أشرنا سابقاً في تمزيقه وتحويله إلى كانتونات مذهبية وعرقية وبلديات تحرسها ميليشيات تجد في المحتل الضامن والحامي لها ،وذلك من خلال تمسك تلك القوى بالعراق المتصالح مع محيطه،المنتمي لعروبته ،تقوده قيادات تقدم انتماءها الوطني ومصالح العراق على أي اعتبار آخر ?
يعمل...
X