إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القــــــدس والحــــــل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القــــــدس والحــــــل


    القــــــدس والحــــــل....!!
    منقول عن سيريا نيوز

    عندما قامت إسرائيل كدولة وظيفية لتحقيق مصالح مشتركة بين الغرب والصهيونية لم يكن قيامها مرتجلاً أو اعتباطياً, بل قامت على أساس مدروس ومخطط له مسبقاً, ومع مرور الأيام جرى (تعديل) تلك المخططات حسب مقتضيات الواقع العملي للمشروع الصهيوني.
    ومن يرجع للتاريخ لدراسة كيف قام هذا الكيان سيجد أن هناك مراحل أساسية مدروسة ومتتابعة, ولم يكن الأمر مجرد احتلال ارتجالي سمحت به الظروف المرحلية ومكّن الصهاينة من دخول فلسطين واحتلالها والاستيطان بها.
    وقد وظّف المشروع الصهيوني كثيراً من الأدوات لتحقيق أهدافه حتى صار عنده (منهجية وخبرة عملية) مستندة إلى واقع عملي مُتابع ومدعوم.

    أما بالنسبة للعرب أصحاب الحق المسلوب فقد بقيت نظرتهم للقضية قابعة في وعيهم وضميرهم مقيدة بإيمانهم الراسخ بأنهم أصحاب حق, وأن هذا الحق سينتصر لا محالة مهما طالت السنين, حتى لو بقيت مقاومتهم مرتجلة وأعمالهم تجاه القضية مجرد ردود أفعال غير مخططة ولا مدروسة, فنظرتهم للصهيونية لا تختلف عن نظرتهم لأي احتلال آخر مرّ على هذه الأرض وخرج منها, فهؤلاء المحتلون مارون بين كلمات عابرة ولا بد أن ينصرفوا (بالإذن من محمود درويش!).
    لم يهتم العرب بالصهيونية على اعتبارها شكلاً مختلفاً من أشكال الاحتلال التي مرّت على هذه الأرض, بل تعاملوا معها (بسذاجة), تعاملوا معها على أنها قدر أو بلاء وسيأتي يوم سيرتفع فيه هذا البلاء, وحتى الآن, وعلى الرغم من مرور كل هذه السنين فإن العرب لم يصلوا إلى قناعة بضرورة التخطيط المدروس لمقاومة العدو الصهيوني. في محاضرة ألقاها الدكتور عزمي بشارة في المتحف الوطني بدمشق يوم الأربعاء 15/ 12/ 2009م, وذلك في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية «القدس في التاريخ»، وبعد أن تحدث عن وضع القدس حالياً وكيف تنفذ الصهيونية مخططاتها لتهويد هذه المدينة سأله بعض الحضور عن رؤيته للحل فأجاب قائلاً: أدعوكم للابتعاد عن طريقة التفكير الباحثة عن الحلول، ففي ميزان القوى الراهن لا يوجد حل إلا لصالح إسرائيل. فالمفاوضات ستنتج ترجمة لموازين القوى الحالية أو تخريجات لها، فالمفاوضات لا تولد حلولاً بل تطبيقاً لحلول. وميزان القوى الحالي لصالح المحتل ولا يؤدي لتوليد حلول. وإحدى العقبات الكأداء في المفاوضات التي تتحطم عندها الحلول هي القدس واللاجئون وعندها تتعطل الحلول حتى غير العادلة .......الهدف الأمريكي- الإسرائيلي هو اختزال قضية فلسطين لإقامة دولة فلسطينية بدلاً من القدس. وبما أنه لا يوجد إستراتيجية مقاومة لتحرير القدس لدى العرب، فكل هذا التوجه هو لإيجاد مخارج لإسرائيل لا لتوليد حلول عادلة.

  • #2
    إن ما قاله الدكتور عزمي بشارة صحيح تماماً فليس هناك إستراتيجية عربية لتحرير الأرض, وغياب هذه الإستراتيجية جعل العرب مع مرور الوقت والإخفاقات المستمرة يحاولون التملص من المسؤولية عن طريق (خصصة القضية) على اعتبار أن قضية فلسطين هي شأن فلسطيني لا دخل لباقي العرب بها, بل الأخطر الذي يتم حالياً كما أشار الدكتور عزمي في محاضرته وهو خصخصة أجزاء القضية إن صح التعبير, فتصبح القدس هي قضية المقدسيين, والحرم القدسي الشريف هو قضية المسلمين المقدسة, كما غزة هي قضية الغزاوين والضفة قضية سكانها وهكذا......

    إن ما يجب أن ننتبه إليه كعرب ومسلمين أن قضية فلسطين هي قضيتنا جميعاً, لأن الجيب الاستيطاني الصهيوني لم يُزرع هنا لأهداف محدودة وقاصرة على استغلال الأراضي المحتلة وحدها بل هو مشروع استيطاني إحلالي وُضع لتحقيق مصالح غربية في الوطن العربي عامة, وفي العالم كله على اختلاف في مستويات هذه المصالح والمخططات. والمتابع لما يحصل في العراق وأفغانستان والسودان وغيرها من البلاد يفهم تماماً هذه النقطة, لذلك كان لابد من التعامل مع القضية من منظور آخر والبدء بتحمل مسؤوليتنا التاريخية والحضارية وفق إستراتيجية مدروسة.
    ورحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري الذي أمضى حياته باحثاً في الصهوينة وقدّم لنا دراسة هامة جداً لم تجد العناية اللازمة للاستفادة منها على أرض الواقع مع أن البداية الضرورية برأيي من أجل إستراتيجية مدروسة يجب أن تبدأ من فهم الصهيونية على حقيقتها فهماً صحيحاً واقعياً.

    في موسوعته الشهيرة "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" على إيجاد دولة استيطانية: "يسكنها عنصر سكاني تم نقله من وطنه الأصلي ليقوم على خدمة مصالح الدولة الإمبريالية الراعية التي أشرفت على عملية النقل السكاني وساهمت في عملية قمع السكان الأصليين (عن طريق الإبادة أو الطرد أو الإرهاب) وضمنت له الاستمرار والبقاء ويمكن النظر إلى دويلات الفرنجة في الشام وفلسطين (الإمارات الصليبية) باعتبارها مثلاً جيداً على ذلك. وفي العصر الحديث يمكن الإشارة إلى الجيب الفرنسي الأبيض في الجزائر وجنوب إفريقيا، وبطبيعة الحال الدولة الصهيونية الوظيفية".


    انتهى بعونه تعالى

    تعليق

    يعمل...
    X