القــــــدس والحــــــل....!!
منقول عن سيريا نيوز
عندما قامت إسرائيل كدولة وظيفية لتحقيق مصالح مشتركة بين الغرب والصهيونية لم يكن قيامها مرتجلاً أو اعتباطياً, بل قامت على أساس مدروس ومخطط له مسبقاً, ومع مرور الأيام جرى (تعديل) تلك المخططات حسب مقتضيات الواقع العملي للمشروع الصهيوني.
ومن يرجع للتاريخ لدراسة كيف قام هذا الكيان سيجد أن هناك مراحل أساسية مدروسة ومتتابعة, ولم يكن الأمر مجرد احتلال ارتجالي سمحت به الظروف المرحلية ومكّن الصهاينة من دخول فلسطين واحتلالها والاستيطان بها.
وقد وظّف المشروع الصهيوني كثيراً من الأدوات لتحقيق أهدافه حتى صار عنده (منهجية وخبرة عملية) مستندة إلى واقع عملي مُتابع ومدعوم.
أما بالنسبة للعرب أصحاب الحق المسلوب فقد بقيت نظرتهم للقضية قابعة في وعيهم وضميرهم مقيدة بإيمانهم الراسخ بأنهم أصحاب حق, وأن هذا الحق سينتصر لا محالة مهما طالت السنين, حتى لو بقيت مقاومتهم مرتجلة وأعمالهم تجاه القضية مجرد ردود أفعال غير مخططة ولا مدروسة, فنظرتهم للصهيونية لا تختلف عن نظرتهم لأي احتلال آخر مرّ على هذه الأرض وخرج منها, فهؤلاء المحتلون مارون بين كلمات عابرة ولا بد أن ينصرفوا (بالإذن من محمود درويش!).
لم يهتم العرب بالصهيونية على اعتبارها شكلاً مختلفاً من أشكال الاحتلال التي مرّت على هذه الأرض, بل تعاملوا معها (بسذاجة), تعاملوا معها على أنها قدر أو بلاء وسيأتي يوم سيرتفع فيه هذا البلاء, وحتى الآن, وعلى الرغم من مرور كل هذه السنين فإن العرب لم يصلوا إلى قناعة بضرورة التخطيط المدروس لمقاومة العدو الصهيوني. في محاضرة ألقاها الدكتور عزمي بشارة في المتحف الوطني بدمشق يوم الأربعاء 15/ 12/ 2009م, وذلك في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية «القدس في التاريخ»، وبعد أن تحدث عن وضع القدس حالياً وكيف تنفذ الصهيونية مخططاتها لتهويد هذه المدينة سأله بعض الحضور عن رؤيته للحل فأجاب قائلاً: أدعوكم للابتعاد عن طريقة التفكير الباحثة عن الحلول، ففي ميزان القوى الراهن لا يوجد حل إلا لصالح إسرائيل. فالمفاوضات ستنتج ترجمة لموازين القوى الحالية أو تخريجات لها، فالمفاوضات لا تولد حلولاً بل تطبيقاً لحلول. وميزان القوى الحالي لصالح المحتل ولا يؤدي لتوليد حلول. وإحدى العقبات الكأداء في المفاوضات التي تتحطم عندها الحلول هي القدس واللاجئون وعندها تتعطل الحلول حتى غير العادلة .......الهدف الأمريكي- الإسرائيلي هو اختزال قضية فلسطين لإقامة دولة فلسطينية بدلاً من القدس. وبما أنه لا يوجد إستراتيجية مقاومة لتحرير القدس لدى العرب، فكل هذا التوجه هو لإيجاد مخارج لإسرائيل لا لتوليد حلول عادلة.
تعليق