مثقف في مجهول...؟
يسألونك عن دور آخر لمثقف آخر, وقبل أن ينتهي واحدهم من النطق بالسؤال يعاجلك حاسماً بأن الثقافة العربية فقدت دورها وسط التحولات الراهنة, ووسط تراجع الأفكار والأيديولوجيات أو أفولها .
حسناً: لو كان الأمر كذلك فلِمَ السؤال عن دور ما للمثقف الراهن أو عن طراز آخر لمثقف قادم ينسجم مع البدائل الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة الموعودة؟
هل سيهبط هذا المثقف القادم من السماء بعد أسبوع أو بعد سبع سنين؟ وبالتالي هل نعيش الآن مرحلة عطالة ثقافية أو موات ثقافي بانتظار القادم العتيد الذي ينسجم مع البدائل الجديدة؟ وهذه البدائل, الفكرية منها على الأقل, ألم يصنعها مثقف ـ مثقفون من القائمين اليوم وأمس وأول أمس؟
بالنسبة لي لم تتراجع الأفكار والأيديولوجيات ولم تأفل, كما يروج بين ظهرانينا, منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وكواكبه, أو منذ صدعنا القول بنهاية التاريخ وصراع الحضارات. بل العكس هو ما أراه.
فمنذ أي من تلك المفاصل الحاسمة, تفجر الصراع الإيديولوجي والفكري, في فضائنا وفي العالم, كما لعله لم يتفجر من قبل, وباطراد مع ثورة الاتصالات, مع العولمة, مع ما بلغه الصراع العربي الإسرائيلي, أو ما بلغته الأصوليات, أو ما بلغه التشظي القومي والعرقي والديني, أو ما بلغه خطاب المثقف التقني وخطاب المثقف الحاكم..
تعليق