نَـــدْرة حَــــدّاد
1881 ـ 1950
1881 ـ 1950
المهندس جورج فارس رباحية
هو ندرة حدّاد وُلِدَ في حمص عام 1881 وتلقّى علومه في مدارسها ثم هاجر إلى نيويورك
عام 1897 وكان هو وشقيقه عبد المسيح من مؤسّسي الرابطة القلمية والعاملين في حقلـها ، ولهما أثر مرموق في أدب المهجر الذي غَذّاه بشِعره الرقيق بينما كان يعمل موظّفاً في بنك لبنان الوطني . كان عفيف القلب واليد واللّسان وقدوة تُحْتذى في نظافة الوجدان . كان شعره مرآة نفسه عذوبة وبساطة ونعومة وصفاء . وقال عنه حنا خباز في كتابه ( حول الكـــرة الأرضية ) حين قابله في نيويورك عام 1919 أثناء تجواله حول العالم : انه شاعر هادىء الروح بعيد جداً عن الفضول . كان يميل إلى الإيجاز في القول . متعبِّد صوفي النزعة بعيد
عن التعصّب المذهبي ، ويُبشِّر برسالة الحب الإنساني . وكان يتّسم بطابع المحافظين لغـة
وبطابع المُجدّدين تلاعباُ بالأوزان ، كما أُولعَ بالبحور القصيرة المُجَزّأة .
اعتلَّت صحّته وصحة جيبه في السنين الأخيرة من حياته ولكنها لم تؤثّر على بشاشته ولا
على إبائه وكان القلق يرتسم على ملامحه ويهمس في حديثه . وكانت وفاته عام 1950 فجأة في حفلة عرس بعد أن أنشد فيها شعر التهاني . له ديوان ( أوراق الخريف ) وكان يكتب في جريدة ( السائح ) التي أسّسها شقيقه عبد المسيح عام 1912 في نيويورك .
ونورد أدناه مقتطفات من شِعره :
1 ـ من قصيدته الحنين الى الوطن :
أيّها الآتي من الأوطـــان والأوطــان حلــوة
لم أجد عنها وإن طال زمان البعــد سلــــوى
وطن أصبـح مــذ فارقته في القلب جــــذوة
لم أجد عنها وإن طال زمان البعــد سلــــوى
وطن أصبـح مــذ فارقته في القلب جــــذوة
2 ـ من قصيدة يصف فيها النَفْس :
هي سر غامض أو مبـتدا جهل الإنسان منه خبــره
ظنّها بعضـهم مــعرفة أخطأوا. لم تك إلاّ فــكره
ليس يدري غير من أبدعها ما مصير النفْس بعد المقبره
قوة تحمل ذا الكــون كما يحمل اللاّعب في الكفّ الكره
ضلّ من يُنشدها في جامـع ضلّ من يُنشدها في أديِـره
إنّ نفْساً حاربت أهواءهـا هي نفْس خلقت منتصـره .
ظنّها بعضـهم مــعرفة أخطأوا. لم تك إلاّ فــكره
ليس يدري غير من أبدعها ما مصير النفْس بعد المقبره
قوة تحمل ذا الكــون كما يحمل اللاّعب في الكفّ الكره
ضلّ من يُنشدها في جامـع ضلّ من يُنشدها في أديِـره
إنّ نفْساً حاربت أهواءهـا هي نفْس خلقت منتصـره .
3 ـ من قصيدته ( أنا إن مُتّ ) :
أنا إن مُتّ بأرض ماتت الأحرار فيهــا
وقضى في الذود عنها كل شهم من بنيها
ـــــ
وإذا متّ بأرض تخـــرج القوم أُسودا
تدفع الأبنـاء في المجد إلى الحرب جنودا
وإذا ما مات منهم بطــــل كان شهيدا
وقضى في الذود عنها كل شهم من بنيها
ـــــ
وإذا متّ بأرض تخـــرج القوم أُسودا
تدفع الأبنـاء في المجد إلى الحرب جنودا
وإذا ما مات منهم بطــــل كان شهيدا
4 ـ من قصيدة يصف فيها ليلة ساهرة :
ونجومها في الأفق ترقبنا سهرانة ، تبدو كـحرّاس
ياليتــها تبقى ، ويتركنا وجه الصّباح وأوجه الناس
ياليتــها تبقى ، ويتركنا وجه الصّباح وأوجه الناس
21/10/2006 المهندس جورج فارس رباحية
المــراجع : ـ حول الكرة الأرضية : حنا خبّاز 1923 .
ـ أدب المهجر : جورج صيدح 1957
ـ تاريخ حمص ج2 : منير أسعد .
ـ الجذر السكاني الحمصي ج5 : نعيم الزهراوي
ٍٍٍٍٍٍٍ
تعليق