إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حول أفكار وأحلام الأطفال اللاجئين في سورية بكتاب ومعرض صور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حول أفكار وأحلام الأطفال اللاجئين في سورية بكتاب ومعرض صور

    كتاب ومعرض صور حول أفكار وأحلام الأطفال اللاجئين في سورية



    دمشق-سانا
    أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق مساء أمس في مكتب عنبر بدمشق القديمة كتاب بعنوان "رجلي فوق وأمشي على يدي" الذي جاء نتيجة ورشة عمل مع 25 طفلا من اللاجئين في سورية عبروا خلالها عن أحاسيسهم وأفكارهم وهواجسهم بعبارات صيغت على شكل كتاب حيث ترافق هذا الحدث مع معرض فني لرسوم الأطفال بمشاركة 23 فنانا سوريا استوحوا لوحاتهم من عبارات الأطفال.
    وتضمن حفل إطلاق الكتاب عرض فيلم قصير لمدة 10 دقائق تحدث فيه الأطفال المشاركون في الورشة عن رؤيتهم لوطنهم وذكرياتهم عنه وكان فيهم أطفال عراقيون ما زالت صور القتل والتفجير عالقة في مخيلتهم وأطفال صوماليون لديهم الكثير من رواسب الحرب التي يتذكرونها وفروا منها إلى جانب عدد من الأطفال الفلسطينيين الذي عرفوا وطنهم من حكايا الآباء والأجداد ويحلمون بالعودة لهذا الوطن السليب .
    كما عرض فيلما رسوم متحركة قصيران عبر الأول عن مرارة اللجوء والعدوان والحروب وما تسببه من دمار وتشريد للإنسان وانهيار أحلامه في بحر من الدماء كما جاء الفيلم الثاني للمخرج السوري سلام الحسن ليقدم قوة براءة الطفولة وقدرتها على الوقوف بوجه العدوان والاحتلال وآلة الدمار.
    وقالت ريناتا دوبيني ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق في بداية حفل إطلاق الكتاب: إن الحروب تدمر المدن وتشرد سكانها وأسوأ عواقبها هو اغتيال براءة الأطفال وأحلامهم وزرع الرعب والخوف والضياع في ذاكرتهم مما يؤثر على نموهم ونضجهم وبالتالي على مستقبلهم.
    وأضافت.. إن هذا الكتاب المتضمن لمجموعة من قصص الأطفال التي تلقي الضوء على أهمية حماية الطفل ومسؤولية الجميع تجاه هذا الشيء يأتي كثمرة جهود مجموعة من الشبان السوريين والفنانين الموهوبين الذين يذكروننا مرة أخرى بكرم سورية وضيافتها تجاه اللاجئين .
    بدوره قال بريء خليل صاحب فكرة الورشة والمدرب فيها لوكالة سانا: إن العدد الأكبر في الورشة كان للأطفال العراقيين كون جرحهم هو الأحدث وبعدهم الصوماليون وكان للأطفال الفلسطينيين ذاكرة مختلفة حول اللجوء ما دفعنا للعمل على الدمج بين هؤلاء الأطفال الذين كان لكل واحد منهم قصته مع اللجوء وما تركه في نفسه من انكسارات وخيبات وأفكار مبيناً أن العمل مع الأطفال اعتمد على اللعب والتركيز على كلمات مفتاحية لكي ينطلقوا بخيالهم نحو التعبير الحر والصادق.
    وأوضح خليل أن هذه الورشة هي خطوة أولى للشباب السوري لتقديم أفكار تطوعية جديدة تساعد هوءلاء الأطفال اللاجئين كما أنها خطوة لهؤلاء الأطفال ليبادروا في التعبير عن أنفسهم أكثر واكتساب القدرة على التعايش مع محيطهم ومع الأطفال الآخرين لتكوين أفكار واضحة حول وطنهم ومستقبلهم.
    وأشار صاحب فكرة الورشة إلى أنه يشارك حالياً في مشروع مع جمعية بسمة حيث سيصدر كتابا بعنوان "يوميات ليست عن سرطان البحر" وهو كتاب يضم تفاصيل حياة الأطفال المصابين بمرض السرطان من خلال تواجدهم في المشفى وتلقيهم العلاج ورأيهم فيه للفت نظر الناس والمجتمع نحو تفاصيل هذا المرض الذي يعتبر مرضا قابلا للشفاء وغير معد.
    أما صاحب تصميم بوستر الورشة وغلاف الكتاب سلام الحسن فقال: إن الورشة التي أقيمت وماصدر عنها من كتاب وفيلم حرض لدي الكثير من الأفكار لأرسمها وأقدم صورة تحاكي الصدق في كلمات هؤلاء الأطفال البعيدين عن وطنهم فعملت على التنسيق للمعرض مع زملائي الفنانين وقدمت فيلم رسوم متحركة كنت قد أنجزته في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
    وأوضح الحسن المشارك بلوحة ايضاً في المعرض أنه دعا 23 فنانا ممن يعملون في مجال الرسوم المتحركة وتصميم رسوم وكتب الأطفال بحيث ترك لكل فنان حرية اختيار العبارة التي أعجبته من الكتاب ليقدم عنها لوحة يعود ريعها لدعم هؤلاء الأطفال اللاجئين.
    وشاركت الفنانة سلام نور الله بلوحتين جاءت الأولى لتنقل سؤال بشكل أمنية لفتاة عراقية بقولها.. لو أن السيارات التي تتفجر في شوارع بغداد كانت معبأة بالبوظة بدل المتفجرات لامتلأت المدينة بالبوظة ولسعد الأطفال بها.
    أما اللوحة الثانية فتعبر عن الاختلاف في لون البشرة بين فتاتين وتقبلهما لهذا الاختلاف وقالت نور الله: أحببت أن أقدم شيئا لهؤلاء الأطفال الصادقين والعفويين في تعبيرهم عن مشاعرهم وهذا اقل ما يمكن تقديمه لمن فقد الحياة بوطنه.
    من جانبه قال الفنان عبد الرزاق الصالحاني المشارك بلوحتين: إن طريقة عمله في هذا المعرض جاءت مختلفة عما كان يعمله سابقاً كون الاعتماد في التنفيذ جاء على أفكار وكلمات الأطفال مبيناً أن أكثر ما أسعده هو أن يعرض لأول مرة أعماله للناس في مثل هذا الحدث الذي يساعد هؤلاء الأطفال على الفرح والسعادة.
    الطفل العراقي مايكل بسام 13 سنة قال: أحب أن أعود لبلدي وهو خال من أي دمار وقتل بعد أن يرحل الاحتلال عنه مبيناً أنه يتمنى لو أن كل رفاقه الذين باعدتهم الظروف أن يعودوا للعراق وتعود الحياة كما كانت دون قتل ودماء.
    وعبرت الطفلة العراقية فبيانا فوزي 12 سنة عن سعادتها باللعب والكتابة والرسم في الورشة بصحبة مجموعة رائعة من الأطفال متمنية قدوم اليوم الذي تعود فيه للعراق في المستقبل وهو آمن لتكون مهندسة تبني فيه المدن والشوارع المهدمة.
    يشار إلى أن عدد اللاجئين المسجلين حالياً في المفوضية في سورية يبلغ حوالي 000ر150 ويعتبر أكثر من 6000 طفل لاجئ معرضين للخطر بسبب عوامل عدة منها التسرب من المدارس لفترات طويلة أو المعاناة من اضطرابات ما بعد الصدمة والتي تؤثر على صحتهم النفسية بشدة ما يدعو لجهود ورعاية إضافية تجاه هؤلاء الأطفال.

يعمل...
X