إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإدارة شطارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإدارة شطارة

    "فورد" والنظارة الإدارية السوداء
    برغم ما يشهده العالمحالياً من متغيرات في عالم الأعمال، مما يجعل المؤسسات تلهث من أجل بناء هياكلإدارية قوية، وتدريب العاملين بها لموائمة هذه التغيرات وكذلك اعتناق مفاهيموأساليب إدارية متطورة -وهذا على عكس ما ساد في الماضي- انهارت أمامها بعض المفاهيمالإدارية القديمة وحلت محلها أنماط إدارية حديثة، تتبنى مناهج متطورة الأمر الذيجعل المؤسسات تنقسم إلى أنماط ثلاث:

    مؤسسات ابتكاريه قائدة (رائدة).

    مؤسسات تسعى لمواكبة هذا التقدم (متكيفة).

    مؤسسات تحيا في الظل (تشرف على الفناء).



    والسؤال هنا أين يوجد هذا النوع الأخير؟ وما هينظرياته أو نظراته؟ والأمر ببساطة أن هذا النوع الأخير من المؤسسات يوجد بيننا فيجميع قطاعاتنا، أما نظرياته أو نظراته بالمعنى الأدق فإنه يقود نظرات إدارية غيرعصرية، بل يمكن أن نقول إنه لا يؤمن بالإدارة أساساً، ومن هنا فإننا نسعى لأن ندخلفي أعماق هذه الأفكار والنظرات ونسعى معاً لإيجاد حلولاً ترتبط بإعادة النظر فيالوضع الحالي للوصول إلى مؤسسات ابتكاريه قائدة.

    الإدارة …شطارة !؟

    قالها( أحد المديرين ) وهو يغمز بعينه اليسرى مفرقعاً أصابعه..

    أكمل قائلاً :

    "
    إن كم الإصدارات والدوريات الموجهة إلينا نحنالمديرين - التي لا نقرأها بالطبع لاستغراقنا في العمل - يشعرنا بحجم من قد أضاعواأوقاتهم ويريدون أن يضيعوا أوقاتنا معهم في لا شيء".

    ثم اجتذب (مدير آخر) طرف الحديث وهو يعدل من هندامه قائلاً:

    "
    لقد اعتدنا في شركتنا أن الإدارةهي عمل من لا عمل له، فنحن ندير شركتنا بطريقة تلقائية دون تعلم".

    (
    مديرجداً) مستعرضاً :

    "
    إننا يا سادة نحقق بالفعل نجاحات فأرباحنا تزداد عاماًبعد عام، والمفاجأة أننا نفعل هذا كله ولا نطبق أيّاً من النظم واللوائح الإداريةالتي أعتقد أنها عقيمة- بل إننا لا نتبنى أيّاً من المناهج الإدارية الحديثة التيتزعمونها فإن أسواقنا مستقرة إلى حد بعيد".

    (
    مدير) بأحد شركات القطاع العامباسماً :

    "
    إننا بالفعل نطبق تلك اللوائح والنظم والقوانين الذي لا يطبقهازميلي العزيز ولكن النتيجة كما يقرأها الجميع على صفحات الجرائد".

    (
    مديرسابق) مقاطعا:

    "
    أستطيع أن أقول بعد خبرة بالعمل بالشركات العامة والخاصة أنالواقع العملي يختلف تماماً عن الفهم الإداري النظري .. بصراحة إن "الاستشاريينالإداريين" يضعون حلولاً تصلح إلا لشركات اتخذت من كوكب المريخ مقراً دائماً لها".

    (
    مهندس مدير) يضرب المنضدة بكفه قائلاً:

    "
    لماذا ننفق جهداً ووقتاًومالاً في تبني مبادئ إدارية ومنهج تغيير إداري؟.. يا عالم يا هوو .. لابد إن نوجهكل الجهد والوقت والمال إلى الإنتاج".

    (
    أخر مدير) يكتم ضحكة ذات معنى:

    أستطيع أن أقول بأن شركتنا والحمد لله ليس بها أي مشكلات فالوضع عال العال.

    قاطعتهم قائلاً: أعزائي المديرين اسمحوا لي أن أوضح بعض الأمور

    إنالأرباح في حد ذاتها لا تعد دليلاً على نجاح الشركة، فببساطة يمكن أن تكون الأرباحمؤشراً خاطئاً في بعض الأحيان، فقد ترجع الأرباح إلى رفع الأسعار لا إلى زيادةالإنتاج أو تميز الجهود التسويقية، فلابد من مراجعة أداء الشركة من نواحي عدة كيتستطيع القول بأن شركتك في وضع متميز.

    إنني لا أختلف معكم في أنكم قدتنجحون بدون تطبيق لوائح ونظم الإدارة بمعناها الأكاديمي وهذا قد يرجع إلى تطبيقكملروح الإدارة مع عدم استخدام المصطلحات التي نستخدمها.

    إنكم تعتبرون أنتنفيذ هذه اللوائح والنظم هو سبب فشل بعض الشركات؛ وذلك لان الأمر يحتاج إلى ملائمةتلك اللوائح والنظم لأهداف الشركة وتدريب مستخدميها وإعادة النظر فيها دورياً.

    إنكم تعتبرون الجهد المبذول لتبنى مناهج تغيير إداري جهد ضائع، وهذا ببساطةشديدة الطريق السريع لفناء الشركات هل سمعتم بقصة "هنري فورد".

    "
    فورد" والورم الكاذب:

    إن قصة "فورد" بين النجاح والفشل ثم النجاح مرة أخرى -قدأصبحت من التراث الإداري الشعبي- إذا أجزنا هذا التعبير- فقد بدأ "هنري فورد" عام 1905 من لا شيء وبعد 15 عاماً أصبح صاحب أكبر شركة سيارات في العالم وأكثرها ربحية،فقد بلغ مركزاً قيادياً في مبيعات السيارات في جميع أنحاء العالم وبلغت أرباحهبليون دولار .

    ولكن بعد بضع سنوات وبالتحديد عام 1927 تحولت الشركة إلىخراب وانهارت إمبراطورية السيارات العالمية المنيعة، ظلت تخسر لمدة 20 عاماً ، باتتغير قادرة على المنافسة خلال الحرب العالمية الثانية.

    في عام 1944 تولى "هنري فورد" الحفيد وكان في السادسة والعشرين من عمره -دون تدريب أو خبرة – إدارةالشركة وبعد عامين قام بحركة انقلاب سريع أطاح بأصدقاء جده المخلصين وأدخل فريقاًإدارياً جديداً وأنقذ الشركة.

    إنها ليست قصة درامية مأساوية أو قصة نجاحوفشل شخص، إنها قصة يمكن تسميتها بأنها تجربة مؤكدة في سوء الفهم الإداري لدى مديريأو مالكي الشركات دعونا نحلل الموقف بدقة أكثر.

    "
    فورد" لماذا الفشل بعدالنجاح:

    لاعتقاد "فورد" الجد بأن الشركة لا تحتاج إلى مديرين وإدارة، بلكان يعتقد أن الشركة تحتاج إلى مالك ومنظم للعمل لديه مجموعة من المساعدين.

    كان "فورد" أسيراً لمعتقداته، فكان لا يقبل أي حل وسط، كان يفصل كل من يجرؤعلى العمل كمدير أو يصنع قراراً دون أوامر منه شخصياً.

    ظلت شركة "فورد" الجد ناجحة برغم معتقداته الخاطئة لفترة لكنها لم تستمر عندما بدأت المنافسة وتضخمتالشركة بالشكل الذي لم يستطع به السيطرة عليها بشخصيته القوية وعصبيته وملياراته.

    اعتمد "فورد" الجد على فكرة البوليس السري فكان يحكم الشركة عن طريق التجسسوالرعب.

    إنها ليست قصة "فورد" أو غيره بل هي قصة فشل كل المؤسسات التىتعتنق مفهوم "أن الشركات لا تحتاج إلى إدارة أو نظم إدارية أو حتى مديرين؛ لأن هذاضربٌ من الإسراف ليس له داعى، وأن الرجل العظيم يمكنه حكم منظمات وهياكل أعمالكبيرة معقدة عن طريق معاونين ومساعدين".

    إنها قد تكون قصتك أنت أو قصةمؤسستك التي تعمل بها... أعزائي المديرين إن الفشل والنجاح رهن التأمل بنظرة عميقةإلى داخل مؤسستك وستكتشف بنفسك أنك في حاجة إلى إعادة نظر في فكرك الإداري قبلمؤسستك ، لتنتقل بها إلى مستوى المؤسسات الابتكارية الرائدة، أو حتى لتضعها على أولطريق النجاح .


    تأليف: ياسر فاروق حسين - استشاري إداري
    قيمة المرء ما يحسنه
يعمل...
X