إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللهو - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللهو - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    اللهو
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    قال تعالى: (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين )) ( لقمان /6) .
    جاء بعض أصحاب الإمام الرضا عليه السلام إلى ابنه الإمام الجواد عليه السلام، و كان صغير السن، و حمل أحد الأصحاب شيئا مما يلعب به الأطفال، فيقول : لما جئته و وقفت أمامه مسلما لم يأذن لي بالجلوس، فرميت بما كان معي بين يديه،فغضب علي و قال: م لهذا خلقنا .
    إن ( النتيجة من جنس العمل )، و عليه فمن المستحيل أن ينجح اموؤ في حياته باللهو، إذ النجاح نتيجة من جنس الجد و الاجتهاد، أليس كذلك ؟!
    و حيث إن النجاح نتيجة الجد و الاجتهاد و المثابرة، فأن الفشل نتيجة اللهو بلا تردد، إذ لا تناقص بين اللهو و الفشل، والفشل في ذات نفسه يكون سببا في إلتهاء الإنسان .
    و اللهو إحدى آفات الوقت المدمرة، لذا تجد دور اللهو مليئة بالفارغين الذين يجدون في لعبة الشطرنج و غيرها من ألعاب و أسباب اللهو تسلية يستغنون بها عن التفكير الجاد في فراعهم فيما يرضى الله تعالى، و يعود عليهم بالنفع و الفائدة.
    وفي الآية المتقدمة الذكر إشارة إلى حقيقة هامة، و هي : أن الإنسان الذي يشتغل باللهو، يفقد الوعي، و ينسي الحقائق، إذ يضمحل نور قلبه، و يفقد بصائر العقل، الأمر الذي يجعله على شفا حفرة من الضلال و الانحراف .
    و ينبه الإمام علي عليه السلام، الإنسان إلى هذا الداء ( اللهو )، و هو يستثير العقل و يرشدها، فيقول : (( عباد الله ! أين الذين عمروا فنعموا، و علموا ففهموا، و أنظروا فلهوا ((؟! ( نهج البلاغة/ح83) .
    ثم يقول : (( أيها الناس، اتقوا الله، فما خلق امرؤ عبثاً فيلهو، و لا ترك سدى فيلغو )) ( نهج البلاغة/حكم 370) .
    لقد حمل الله البشر المسؤولية في هذه الحياة، فهل من الصحيح و المعقول أن يلقي الإنسان هذه المسؤولية عن عاتقه و يذهب بعيداً عنها ليلهو ؟!
    يقول الإمام علي عليه السلام : (( شر ما ضيع فيه العمر، اللعب )) ( غرر الحكم ) .
    و يقول عليه السلام أيضاً: (( أول اللهو لعب، و آخره حرب )) ( غرر الحكم ) .
    فإذا ما أردنا اجتناب الحرب و عموم عواقب اللهو السيئة، و إذا ما أردنا الاستفادة من أوقاتنا، فلنحذف من ساعاتنا دقائق اللهو و اللغو، فان اللهو يسلب المرء إرادته و يبعده عن الجد و يرميه في وحل الهزل و اللااباليه، و الإمام علي عليه السلام يحذرنا من ذلك فيقول: (( اللهو يفسد عزائم الجد))، ( غرر الحكم ) .
    و كيف لا يكون ذلك ؟
    فالمرء إن ترك الجد و ابتعد عن الهدفية في حياته و عاش اللهو و الهزل انشغل قلبه بتوافه الحياة و وقتئذ لن يورثه اللهو إلا قساوة القلب، كما قال الإمام الصادق عليه السلام عمن طاب الصيد لاهيا :
    (( و إن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله طلب الآخرة عن الملاهي، . . . و إن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ماله و للملاهي ؟! فان الملاهي تورث قساوة القلب، و تورث النفاق ))، مستدرك الوسائل (ج2،ص458) .
    فمن يملك و لو مقدارا بسيطا من الوعي و الفهم لا يلهو أبدا إذ أن (( أفضل العقل مجانية اللهو )) و أن (( اللهو ثمار الجهل )) كما يقول الإمام علي عليه السلام ( غرر الحكم ) .
    و في مجتمع البيان عن معمر روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال :
    (( إن الصبيان قالوا ليحيى عليه السلام اذهب بنا لنلعب، فقال : ما للعب خلقنا، فأنزل الله فيه :(( و آتيناه الحكم صبياً )) مجمع البيان (ج6،ص506) .
    إن نبي الله يحيى عليه السلام لم يرضى باللعب، و إنما اغتنم عمره في العمل للهدف الإلهي، فأعطاه الله الحكم، لأنه – كما يقول الإمام علي عليه السلام : (( أبعد الناس عن النجاح، المستهتر باللهو)) ( غرر الحكم ) .
    و المستهتر هو اللاهي عن عبادة ربه، النشغل بالمعاصي و الذنوب .
    و من هنا فلا يجد المستهتر مكانا بين مصاف العظماء و الناجحين .
    و لو التهى التاجر عن تجارته لخسر كل شيء، و الطالب المشتغل باللعب و اللهو لا يحوز على النجاح، و هذه سنة من سنن الله في الحياة .
    فالملاهي قد تفرح الإنسان ظاهرا إلا إنها تخيب أماله في الأجرة بعد أن تلزمه ما اكتسب من المآثم، فقد قال الإمام علي عليه السلام :
    (( لا تفن عمرك في الملاهي فتخرج من الدنيا بلا أمل ))، ( غرر الحكم ) .
    و قال عليه السلام أيضا : (( لا تغرنك العاجلة بزور الملاهي فأن اللهو ينقطع و يلزمك ما اكتسبته من المآثم ))، (غرر الحكم).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعمل...
X