إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«خبير البروكار "شيركو متيني": البروكار ينعش سورية اقتصادياً فيما لو قنعت به كمشروع استثماري رابح»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «خبير البروكار "شيركو متيني": البروكار ينعش سورية اقتصادياً فيما لو قنعت به كمشروع استثماري رابح»

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اشتهرت بهما دمشق وانتقلا إلى تركيا وفرنسا ثم العالم
    البروكار والحرير الطبيعي منذ البدايات إلى عائدات الاستثمار

    خبير البروكار الدمشقي "شيركو متيني" لـ "المفتاح": الدخل العائد من الحرير الطبيعي يمكن أن ينعش سورية اقتصادياً فيما لو قنعت به كمشروع استثماري رابح
    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
    «البروكار جزء من النسيج السوري، دخل إلى سورية عن طريق الحرير في منطقة الجزيرة وحلب وضواحيها، وتميزت به دمشق نظراً لدقة هذه المهنة وصعوبة نسجها على الأنوال وطبعاً لعراقة دمشق كعاصمة قديمة تميزت بنسيج الحرير المخصص للسلاطين وأسياد القوم… لهذا السبب تميز الدمشقيون بهذه الصنعة وذلك تبعاً للعامل الاقتصادي».
    السيد "شيركو متيني" يعتبر من الصناع الأوائل للبروكار الدمشقي، وهو من المروجين له خارجاً، والأحرص على جودته واستمراريته، واستثمار الحرير الطبيعي اقتصادياً… أوضح مع بداية حديثه مراحل دخول المهنة إلى دمشق، فكيف انتقلت منها إلى العالم؟
    يضيف: «ذكرت أن البروكار دخل سورية عن طريق الحرير في منطقة الجزيرة وحلب وضواحيها، فنجد الشال الحريري الساحلي مثلاً بين القرويين، وأيضاً المنطقة الوسطى التي اشتهرت حالياً بإنتاج دودة القز وبعض الصنعات الحريرية الأخرى… أما انتقاله من دمشق إلى العالم فبدء فترة وجود العثمانيين الذين أبدوا اهتماماً شديداً به كصناعة يدوية عريقة فنقلوه إلى اسطنبول أو الأستانة ولم تنجح هذه الصناعة بسبب احتفاظ الأغوات الأكراد الذين كانوا حراساً للحج بها واستقرارهم الأساسي في دمشق، فكانت المهنة مفخرة لهم.. لذلك نجد في تركيا الآن بعض المهن المشابهة للبروكار الدمشقي، وأيضاً خلال فترة الانتداب الفرنسي على سورية فقد أعجب الفرنسيون بالبروكار وحاولوا تصنيعه في مدينة ليون الفرنسية مما يفسر وجود الأنوال اليدوية الشرقية هناك، ولكن الصناعة لم تزدهر لافتقارهم إلى المادة الأولية ـ الحرير الخامي».
    استثمار الحرير الطبيعي
    ويقول السيد متيني حول الجانب الاقتصادي من استثمار الحرير الطبيعي في سورية وعائداته المالية: «للحرير دوره في إنعاش الاقتصاد السوري القديم والحديث، فالدخل العائد من الحرير الطبيعي يماثل دخل البترول في الاقتصاد العالمي، ويمكن له أن ينعش سورية اقتصادياً فيما لو قنعت به كمشروع استثماري للعمل، والمؤسف أنها تعاني اليوم من ضعف إنتاج الخيط الحريري ففي العام 1965 تجاوز إنتاج الحرير في الساحل السوري 14 طوناً سنوياً بينما العام 1995 لم يتجاوز الطون والنصف، وهذا عائد إلى احتكار الدولة للحرير من المزارعين وبيعهم البذور الموسمية لدودة القز بأسعار مختلفة بعيداً عن إيجاد دعم لازم لهذه الصناعة مما تسبب في ترجعها علماً أن الحرير السوري يفخر بنقاوة لونه وقوة نوعيته، وصانع البروكار يعدّ ثرياً من الجانب المالي لأن صعوبة العمل لديه تعكس أجرته كدخل».
    ويضيف: «هناك حلولاً لإعادة استثمار الحرير الطبيعي السوري تبدأ من توزيع الأراضي المشاع على المزارعين لزراعة شجرة التوت في الساحل السوري حصراً كونه يحمل تربة مناسبة للزراعة، وعدم عشوائية زراعة التوت في سورية وبيع بذور دودة "القز" السنوية أو الموسمية بأسعار مناسبة للمزارعين، وشراء الشرانق في وقتها بسعر ينعشهم اقتصادياً، وتوزيع المحاصيل في أرض خصبة للحصول على إنتاج جيد، وإيجاد السوق المناسبة لترويج صنعة البروكار والحرير من حيث الاشتراك في المؤتمر العالمي للحرير الموجود في مدينة ليون الفرنسية لإلقاء الضوء الصحيح على كل جديد من كل سنة في هذه الصناعة، وإيجاد سوق مناسبة لتصنيع البروكار الدمشقي وترويجه عالمياً أي الاتصال مع مصممين أزياء عالميين وتسهيل المعاملة معهم أيضاً تتدخل وزارة السياحة بشكل فاعل لإيجاد الخبراء في صناعة الحرف اليدوية القديمة البروكار والحرير والأغباني والصرما والشامة والتطريز الدمشقي القديم والتطريز الجبلي في السويداء وتوظيفهم في إنعاش هذا المجال».
    ويشير السيد متيني إلى أن الحرير الدمشقي دخل في صناعة الأزياء العالمية، فنجد مثالاً الفنان أوسكاتريانو الذي يعد من أشهر مصممي الأزياء في أمريكيا خلال عام 91 ـ 92 ـ 93 استطاع أن يروج للبروكار الدمشقي خارجاً ونظراً لانعدام الثقة بيننا وبين أمريكيا تبعاً لمشكلات سياسية واقتصادية انقطعت الصلة مع مصممي الأزياء العالميين وصاروا يشترون البروكار الدمشقي عن طريق الخليج العربي، مثل: دبي نحن نبيعه إليهم وهم يشتروه من هناك».
    بداية الصنعة في دمشق
    وفيما يتعلق ببدء انتشار صنعة البروكار في دمشق، يقول: «حظيت أقمشة الحرير الطبيعي عند الدمشقيين باهتمام كبير وكانت مرغوبة بكثرة على رأسها البروكار الذي انتشر منذ القدم في دمشق كحرفة فنية، ومن المناطق التي اشتهرت به ركن الدين وفيها 15 ورشة تسمى الواحدة منها عبّارة الحرير موزعة على 15 عائلة جميعها تملك أنوالاً يدوية وتختص بنوع من أنواع البروكار المطرز بزخارف ونقوش رائعة ومن بين تلك العائلات أبي وجدي وبدوري ورثت المهنة عنهما، كذلك اشتهرت بهذه الصناعة منطقة القيمرية في دمشق القديمة التي تغنت بوجود العبّارة فيها، وقد علمت مؤخراً على توثيق تلك الذاكرة بإقامة نول يدوي لتصنيع البروكار بهذه المنطقة حتى أرجع التاريخ لأصحابه».
    وحول النقوش والزخارف المتوارثة في المهنة، يقول: «يبدأ البروكار بنوعيات السادة والجاكار ويقسم إلى عدّة أقسام… القسم الأول: سياق واسع متعدد النقشات ويحوي ثلاثة ألوان، من نقشاته أذكر: "العاشق والمعشوق، زهرة الكشمير، زهرة عمر الخيام، اللوزة الكردية، اللوزة الشامية، البندار" وهو عبارة عن شال حريري مزخرف يلف على الخصر عند الدمشقيين القدماء، وهناك نقشات أخرى مشهورة مثل: البندقة، واللوزة المجنحة، والكشميرة الصغيرة، والوردة الشامية والزنبقة، ولوزة الصليب التي تنقش على ثوب الخوارنة المسيحيين».
    ويضيف: «أما القسم الثاني فيحوي أربعة ألوان، من نقشاته: "البندقة مع نقطة، الهلال العثماني، الخيوط العربية"، والقسم الثالث يحوي خمسة ألوان، من نقشاته: زهرة الخشخاش ولها قياسات كبيرة وصغيرة يداخلها قصب مطلي من الذهب الخالص والفضة الخالصة، يبقى القسم الأخير المؤلف من سبعة ألوان وتسمى نقشته: السبع ملوك، وهذه النوعية تميز بها الدمشقيون لصعوبة عملها ودقة نسجها فنجد عليها نقشواً تمثل القوارب التي تحكي أسطورة صلاح الدين الأيوبي عند تحريره للقدس، ونقشات أخرى تمثل الموزاييك الدمشقي، والطاووس، وألف ليلة وليلة، ورحلة الصيد عند السلاطين والملوك المأخوذة من العهد الأموي».
    دلائل تاريخية
    وذكر السيد متيني بعضاً من الدلائل التاريخية التي تدل على وجود الحرير الطبيعي في سورية منذ حقب قديمة، حيث يقول: «هناك دلائل تاريخية لوجود الحرير الطبيعي في سورية، مثلاً تاريخ حضارة تدمر الذي يؤكد وجود الحرير الطبيعي في الحياة السائدة أن ذاك، وقد وجد في أحد المدافن التدمرية التابعة للملكة زنوبيا حريراً طبيعياً سوري الصنع، منسوجاً على نول أفقي يدوي، كمثال: النول اليدوي الأثري في قصر العظم».
    ويضيف: «أما الدليل الآخر فهو ثوب الكعبة الذي يستبدل كل سنة في مهرجان تاريخي حيث يحمل إلى الأستانة منذ زمن العثمانيين وقبله من عدة أماكن من العهود الأموية والعباسية، وكان ينسج في مدينة دارفورد في السودان وحيناً آخر في دمشق على أنوال البروكار الدمشقية، كما أن التسمية لها بعد تاريخي، فهي تقسم إلى اسمين: برو ـ تعني إبراهيم وتروي قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وكارـ لفظ قديم جداً ومعناه: مهنة عريقة الأصل».
    يذكر أن المصمم متيني تخرج في كلية الفنون الجميلة بالاتحاد سوفييتي ـ مدينة كيير عام 1986، وأقام هناك دراسات عليا بالنسيج وتصميم الأزياء النسائية ثم عاد إلى سورية وأكمل مشروعه في إحياء وتحديث البروكار الدمشقي بجميع أنواعه ونقوشه العربية الإسلامية وما يقابله من منتجات الحرير.
    الأعلى النموذج

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــ
    ــــــــــــــ
    ــــــ
    ـــ

    «على ضوء الحديث»
    ** الخبير "شيركو متيني"
    ** نول البروكار اليدوي الذي أعاد تجديده
    ** جدائل الحرير الطبيعي الخام
    ** من روائع النقشات الدمشقية
    ** أثواب من البروكار بنقشات مختلفة
    ** مشهد من منطقة "القيمرية" في "دمشق" القديمة



























    «خبير البروكار "شيركو متيني": البروكار ينعش سورية اقتصادياً فيما لو قنعت به كمشروع استثماري رابح»





    alaa gamall
    00963940920780
    [email protected]
يعمل...
X