إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأثير الحب على العمر البيولوجي - تأليف ديبيك تشوبرا - إعداد المحامي : بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأثير الحب على العمر البيولوجي - تأليف ديبيك تشوبرا - إعداد المحامي : بسام المعراوي


    تأثير الحب على العمر البيولوجي
    قراءة في كتاب حافظ على نفسك شاباً باستمرار
    تأليف : ديبيك تشوبرا
    إعداد المحامي : بسام المعراوي
    بمقدورك الحفاظ على شبابٍ دائم من خلال الحب . الحب هو جوهر الحياة ، لأنه ضروريٌ للبشر كالماء والهواء ، وبغير ماءٍ أو هواء ، ليس بمقدورنا أن نعيش .
    الحب ليس ظاهرة نفسية فقط ، لا بل إنه يؤثر بقوة في التركيب البيولوجي للإنسان .
    كل الحيوانات اللبونة ، من الأرانب صعوداً لقردة الشمبانزي ، تواجه متاعب حادة في النمو إذا لم تنل حب الأم .
    بالرغم من إننا غير معتادين على النظر إلى الحب من منظورٍ علميْ ، فإن البحوث العلمية الحديثة ، أوضحت بجلاء أن الحب له تأثير كبير وحيوي على التركيب الفسيولوجي .
    البحوث العلمية أوضحت أن جهاز المناعة في الجسم يقوى بشكل كبير في حالة إبداء التعاطف والمشاركة الشعورية مع الآخرين .
    Daived Mc Clland والذي يعمل كأستاذ وباحث في جامعة ( هارفرد ) ، أكتشف ظاهرة لدى طلاب الكلية ، وهي ازدياد إنتاج المواد المضادة في اللعاب حين يرون فلماً للأم تيريسا وهي تعتني بطفل بذات الآن ينخفض إنتاج تلك المواد حين يرون مشاهد حربية في الفلم ، كذلك فقد علمتنا بحوث الدكتورDaived Spiegels في جامعة (ستانفورد ) أن النساء اللواتي يعانين من انتشار السرطان ، واللواتي يشاركن في أنشطة الرعاية الاجتماعية للمرضى والأطفال ، يتمكنَّ من العيش ضعف أعمار رفيقاتهن المريضات ممن لا يشاركن في مثل تلك الأنشطة .
    كما ونعرف جميعاً أن الرجال ممن واجهوا نوبات قلبية ، وكانت لديهم قناعة أن زوجاتهم يحببنهم ، فإنهم يتعافون بوقت أبكر ، بل ولوحظ أن اتصال تلفوني من الممرضة العاملة في عيادة أمراض القلب ، خصوصاً إذا كانت من النوع الطيب ذو القلب المليء بالحنان والعاطفة الصادقة ، يمكن أن يضاعف عمر مريض القلب إلى الضعف .
    وكذلك الأمر في الحيوانات ، فقد لوحظ أن الرعاية والحنان على ما في البيت من حيوانات يؤدي إلى أن تنخفض نسبة حدوث الأمراض وإن حدثت فإن الشفاء يكون أيسر في ظل الرعاية وإظهار الحب للحيوان
    في بحثٍ ممتع في جامعة ولاية أوهايو أعطي لمجموعتين من الأرانب غذاء بكمية كبيرة من الكوليسترول . المجموعة الأولى تلقت عناية وحنان فائق من قبل أناسٌ مهتمون ومحبون للحيوانات ، المجموعة الثانية تركت لوحدها لتعنى بنفسها
    عندما انتهى الاختبار ، تبين أن المجموعة التي تلقت رعاية وحنان ، لم يكن كامل الدسم المتخلف في أوعيتها الدموية أكثر من عشرة بالمائة ، قياساً إلى الكمية التي تخلفت في الأوعية الدموية للحيوانات التي حرمت من الحنان والرعاية .
    في الحقيقة ، مجمل هذه النتائج ، لا تفاجئنا بقوة ، لأننا جميعا خبرنا حجم الحيوية والفتوة والجمال والثقة التي نشعرها في أنفسنا ، حينما نؤمن أننا محبوبون وأن هناك من يعنى ويهتم بنا .
    كذلك فليس فينا من لم يعش هذا المزيج من الخوف والوحدة واليأس والكآبة ، حينما نكون منفصلين عن الآخرين ومحرومين من الحب والحنان .
    وقد أظهرت البحوث أيضاً أن أولئك الذين يعانون من النقص في الحب والحنان ، تتغير كيمياءُ المخ عندهم ، وهذا ما ينعكس بالتالي على كل خلية من خلايا أجسامهم ، وتلك المتغيرات تزبد من خطورة الإصابة بأمراضٍ عديدة بينها السرطان ، متاعب القلب ، بعكسه فإن الإحساس بالحب والحنان يؤدي إلى متغيرات إيجابية في كيمياء المخ ، تنعكس لاحقاً على كل أعضاء الجسم بمزيدٍ من الحيوية والحماس والإحساس بمعنى وأهمية أن تكون حياً .
    فإذن الحب قادر على تغيير التركيب العضوي للجسم ، وبالتالي قادر على تخفيض عمرك البيولوجي وبقوة .
    فما هو الحب يا ترى …؟
    حيث أننا عرفنا أن الحب يؤثر بل ويغير فيسيولوجيا الكائن الإنساني باتجاه صحةٍ أفضل وحيويةٍ أكبر ، فإن الوقت مناسبٌ إذن لطرح السؤال القديم المتجدد : ما هو الحب ؟
    حاول الشعراء والفلاسفة وفي كل الأزمان ، وبما أوتوا من مواهب ، أن يجدوا سرّ الحب ، وكان لكلٍ منهم رأيه وبقي الحب عصياً على التفسير .
    هذين الحرفين ، وفي كل لغةٍ من لغات العالم ، لم يعفيا أحداً من التأثر بهما ، وما من كلمةٍ في كل معاجم اللغة ، من ليس هناك ولا حتى فرداً واحداً ، لا يحمل لها عاطفة خاصة ، ويراها تعنيه ويتذوقها بلهفة إلا وهي كلمة …حب …!
    إنها تعني كل واحد منّا بشكل شخصي ، وكل واحدٍ منّا يحمل آثارها وبصماتها في قلبه وعقله ، ذكريات ورغبات وشغف وألق .
    يرى الكثيرون منّا ، إن الحب ما هو إلا شعورٌ أو عاطفة متلفة للفكر والجسم ، وهذا حكمٌ ظالم ، لأن العكس هو الصحيح لأن الحب حالة تسامي في الوعي إلى مستوى راقٍ ينجم عنه رقيٌ في الخيارات وتغيير كبير في المفاهيم والأفكار .
    عندما تحب ، تختفي كل أنواع التوتر والقلق والخوف وتغدو إنساناً أكثر انفتاحا على الحياة وتجاربها ، بحيث يمكن لوعيك أن يغتني ، وكما إنك تغدو شفافاً حساساً ، فإنك بذات الآن تصبح أقوى من حجمك وكفاءتك وقوتك الحقيقية ، حتى لتبدو أحياناً وكأنك عصيٌ على الهزيمة .
    في ظلال الحب تلدُ إنساناً جديداً ، ممتلئ بالسعادة والرضا والحماس . الحب يفضي بكٍ إلى أن تقصي متاعبك وقلقك ، بحيث تبدو وكأنها لا تؤثر فيك مهما كانت عسيرةٌ على الحلّ أو التجاوز ، وبذات الآن يتفتح وعيك لسحر الحياة وغموضها الجميل الذي لم يعد يخيفك ، ولم تعد تكتفي من الحياة بالسلامة والأمان .
    بل وإن الحب يحرضك على أن تفعل أشياء كبيرة . قوة الحب تمنحك القدرة على الدخول إلى عالم كنوزك الإبداعية والمعرفية الداخلية وكنوز الطاقة الحيوية التي كانت تستهلك عبثاً في توافه القول والرخيص من الفعل .
    في كل ثقافات العالم وأساطيرها ، هناك حكايات حبٍ رهيبْ ترسخ في أعماق العقل الجمعي الباطن للشعوب المختلفة ، حتى إنه صار المهماز المحرض للأجيال لتجربة هذا الحب ومحاولة تكرار إنتاجه بذات القدر وذات المواصفات .
    قيس وليلى ، روميو وجولييت ، آمور وسيكا ، راما وسيتا ، بل وسبنسر تراسي وكاترين هيبورن .
    نماذج رومانتيكية لجحيم الانفصال وجنة التواصل والتوحد في الآخر ، عاشها أناس في أفياء الحب ، والحب وحده …!
    تلك الحكايات الخالدة هي المفاتيح التي تفتح بوابات الحب الكوني الخالد الذي يربط كل عناصر الكون ببعضها في انسجام وتوافقٍ هرموني عذب .حبٌ فرديٌ كحب كونيٌ مركزْ :
    الموروثات الروحية العظمى في كل الثقافات الإنسانية ، تعبر عن أن الوحدة هي الحقيقة العظمى لكل ما هو موجود .
    الروح الوحيدة التي لم تجزأ من قبل ، تقسم نفسها إلى ما لا يعد من المخلوقات . لكن حين تتم التجزئة تعود تلك الأجزاء للالتقاء والتوحد ببعضها بمساعدة قوى أساسية خالدة في جواهر المفردات ، تنحو بها ثانية منحى الوحدة .
    الجزيئات الذرية الصغرى تجهد في سبيل أن تتحول إلى أجزاء أكبر ، الكواكب التائهة تسعى لتكوين مجاميع شمسية ، الإنسان يسعى للتوحد مع من يحب .
    جوهر الحب الخالد ، سعيٌ حثيثٌ لبلوغ الروح ، وشوقٌ ملتهبٌ للتوحد مع نصفه المفقود . الحاجة لإشباع هذا الشوق للتوحد لها في ذاكرتنا الجمعية مكاناً مركزياً ، ومع كل جهدنا والعناء الذي نبذله لغرض التوحد خارج كينونتنا الفردية ، فإننا نعرف وبوعيٍ مسبقٍ أن نبع الحب الخالص الصادق موجودٌ في جوهر ذواتنا ، في أرواحنا .
    وكلما زاد تواصلنا مع جوهرنا الروحي ( ذاتنا العليا ) كلما امتلأنا حباً وغدونا أكثر تواضعاً وتحناناً وغدت كل تصرفاتنا موسومةٌ بخاتم الحب الصادق .
    والمدهش أن للطبيعة الذكية حكمتها ورحمتها فينا ، إذ… لأن القلّة منّا يشعرون بتوافقٍ مباشرٍ مع أرواحهم ، لذلك كان من رحمة الطبيعة أنها منحتنا ذلك السعي المتلهف المنبثق من شوقٍ قدسي للبحث عن الحب في الخارج ، ومن ألق الحب تأتلق الروح ، فتشمخ وتزداد جمالاً وإبهاراً وقوة وشفافيةٍ وإنسانية وبالتالي يغدو بمقدورنا أن نؤثر في تكويننا الجسماني وأعمارنا ذاتها .
    الحب الفردي يعطينا قطعةٍ صغيرة من الحب الكوني ، نتذوقها فنعرف بقية ما على مائدة الكون من أطباق الحب الشهية .
    والمدهش أيضاً ، أننا …ومع كل ما نشعره من عظمةٍ وقوة ونحن في صميم حالة الحب ، فإن هذا ليس بكافٍ ، إذ نشعر ومنذ لحظة الحب الأولى أننا نريد المزيد والمزيد من هذا الحب .
    مزيد من القرب ، مزيد من التحولات العجيبة التي تحصل في حياتنا ، لماذا ؟
    لأن نفوسنا تتوق بقوة للوحدة مع الروح ، ومتى آمنت بأن الحب والروح هما ذات الشيء ، فإنك ستنظر لاشتياقك للحب على إنه جوعٌ لمزيدٍ من الوعي ، مزيد من المشاركة ، مزيد من التواصل مع الذكاء الكوني الخالد الذي هو القوة الأصلية خلف نشوء وتطور هذا العالم واللحمة التي تشد عناصره ببعضها .
    لقد صدق حكماء العصور القديمة إذ قالوا أن كل الأفعال التي تنبع من الحب هي أفعالٌ إلهية ، والأفعال الإلهية تعبير عن الروح .
    ومتى تسنى لك أن تؤمن بهذا ، فإنك لا مندوحة ستحيل الإيمان إلى عمل وبالتالي ستصمم مع نفسك على أن تعتبر كل الأفعال الناتجة من الحب تعبيراً صادقاً عن الروح .
    إن نظرة حنونةٌ مشجعةْ لطفلٍ صغير ، أو نفحة نقودٍ لفقيرٍ أو عونٍ لعجوزٍ في الطريق أو مراعاتك لأبيك أو أمك في الشيخوخة ، شريطة أن يخرج الفعل من القلب لا الخوف أو الطمع ، كما والمشاركة في المؤسسات الخيرية ، ومساعدة المرضى أو المقعدين بغير ثمن ، جميع هذه أفعالٌ روحية تمنحك سعادةٍ كبيرة ، بتوسيع مداركك وإغناء وعيك بكينونتك ، كما وإنها تمنحك ثقةٍ أكبر بأخلاقك وقيمك وتوجهاتك الجادة للتسامي الروحي .
    الحب يمنحنا القدرة على أن نعيش لحظة الحاضر وكأنها لحظةٍ أبديةٍ خالدةٍ لا تنتهي ، وكلما عشنا الخلود ، كلما غدونا أكثر شباباً وحيويةٍ .
    وكلما تعمقنا في الاغتراف من كنوز الروح ، كلما غدونا اكثر شفافيةٍ ورقةٍ وعاطفة وحرية ، وكان حبنا للآخر أصدق وأعمق وأقوى .
    فكر بالحب .تحدث عن الحب . أبحث عن الحب . صمم مع نفسك أن تعبر في كل أفعالك عن الحب . بمثل هذا تذكرّ نفسك دوماً بالكمال الذي تتشوق إليه وترجوه .
    كل حكمة العصور كانت عن الحب ومن أجل الحب وبحثاً في كنوزه وحضاً للناس على الاستهداء بنوره ، لأن الحب هو هدف الحياة وحقيقتها الأزلية .
    الحُب في تصوري هو الروح تمشي على الأرض ، الروح في انتفاضها وتجسمها بالقول واللمسة والتواصل بألف وألف طريقة .
    الحب وإذ يتحرك من قلبٍ إلى آخر ، يفعلّ عملية بيولوجية تؤدي بدورها إلى تأخير النمو البيولوجي للجسم ( استهلاك الخلايا عبر التقادم الزمني ) ، وهذا قطعاً لا يتم إلا بأن يعبر الحب عن نفسه بحرية وإلا فهو لن يفعل شيئاً ذو قيمة لكلا الحبيبين ، والتعبير يتم عبر :

    الإصغاء بغاية الانتباه للآخر .
    أن تعبر بالكلمات والفعل عن إنك تعطي الآخر قيمة كبيرة• وإنك تعتمد عليه وتؤمن به وتثق به .
    الاحتضان ، لمس اليدين ، القبلة …أي مسعى• يؤكد الرغبة في التواصل ، وبحرارةٍ يغلب عليها طابع الشفافية الروحية والتسامي على الهوى الجسدي ، بل هو الشغف الروحي في التوحد مع الآخر بكل الحواس .
    تلك النماذج من السلوك العاطفي تحصل تلقائياً حين تحب ، وإلا فأنظر لمن هم في حالة حبّ ، أنظر كيف يرتشفون بشغفٍ كل كلمةٍ يقولها الآخر يتحدثون إلى الآخر بلغة الروح بالشعر بأعذب الكلمات ويعبرون عن حبهم للآخر بانتقاء الرموز المادية الصغيرة وتحميلها شحنات العاطفة ، من الزهرة والبطاقة والأغنية وكل هديةٍ تعبر عن الوله والتعلق بالآخر .
    سواء كنت في المرحلة الأولى من الحب أو كنت في السنة الخامسة منه فإن تلك الأساليب الثلاثة للتعبير عن الحب ، تضل نافذةٍ حيةْ ، لا مناص من ممارستها .
    عبر عن عواطفك بالقول والفعل ، تجدك تتألق وتسمو روحك ويغدو جسدك أكثر فتوةٍ وشباب ، حتى لكأن العمر توقف عن التدفق السريع مع تدفق الأيام والسنين في أجندة حصتك الحياتية التي قسمت لك .
    الحب ، الجنس والروح
    الطاقة الجنسية ، هي طاقة الخلق الأكثر خطورة من كل الطاقات الإبداعية الأخرى في هذا الكون ، كل ما هو حي في هذا العالم هو ثمرة هذه الطاقة .
    تعبر هذه الطاقة الخلاقة عن نفسها لدى كل الأحياء عدا الإنسان عبر الخلق البيولوجي كوسيلة وحيدة للتعبير ، أما لدى الإنسان فإنها تعبر عن نفسها بوسائل شتى تفضي إلى الخلق المتنوع ليس للأبناء حسب ، بل ولأشياء أخرى عديدة .
    الجنس لدى الإنسان يعبر عن نفسه مادياً ، شعورياً وروحياً .
    لو تمعنت بحالتك النفسية ووجدت حيويةٍ في الفكر ، صفاءٍ في الروح ، شعور بالثقة العالية بالنفس ، شعور بالتأثر بالفن والانجذاب إلى الإبداع والأشياء الجميلة الحماس الاشتهاء الجنسي ، تنوع الاهتمامات ، إحساس بالنشاط التخيلي والرغبة في إبداع شيء جديد ، شفافية روحية …الخ ، جميع هذه مؤشرات على إن الطاقة الجنسية نشطة وفي حالة فعالية .
    كل تلك المظاهر للطاقة الجنسية تعبر عن نفسها في الجسد عبر أعراض فيسيولوجية ، وحيث تكون مستثار فإن شعوراً أو عارضاً من حماس أو تدفق شعري أو قوة حدس أو إلهام يتملكك ليعبر عن أسمى وأرق ما فيك .
    ما يجمع كل هذه المظاهر ، هي أنها تحمل بصمات توسع ، استكشاف ، انطلاق في الخارج ، تحليق في فضاءات الآخرين ، رغبة في إثبات الذات على حدود الآخرين أو ضمن حدودهم ، تماماً كما يستعرض الجند قوتهم عند حدود البلد الذي يرومون غزوه ، إنها غزو رفيق للآخر ( حتى قبل أن يكون هناك آخرٌ محدد سلفاً ، أي معشوق محدد ) تتمظهر لدى الإنسان بتعابير مهذبة وإبداعية تعكس سمو روح صاحبها ورغبته في الظهور على بوابات الآخر أو الآخرون ، بأحلى حلّة ( روحية وسيكولوجية واجتماعية و..و..الخ ) .
    أحياناً يبلغ شعور التوسع بالمرء حداً من القوة يظهر فيه الإنسان وكأنه يذوب وجداً وشوقاً وشفافيةٍ بحكم كمّ الطاقة المنتجة في قلبه وعقله . حاول أن تسجل لنفسك تلك الحالات من خلال استعادة بعض الذكريات القديمة أو اللحظات التي عشت فيها مثل هذه الأحوال ، أغمض عينيك وأستحضر لحظة كنت فيها في أوج توترك العاطفي وشعورك بالمعاناة والحرمان ، ربما كانت تلك اللحظة عند سماعك لأغنية ما أو قطعة موسيقية أو لوحة فنية معينة أيقظت فيك شعور الشوق والمعاناة , تنبه لتلك المتغيرات الفسيولوجية والشعورية التي تحصل لديك في تلك اللحظة ، ربما تتغير نبرة صوتك ، تشعر برغبة بالبكاء ، تطفر دمعة من عينيك ، تشعر برغبة بفعل شيء لم تفعله من قبل ، أن تكتب شعراً أو ترسم أو تسعى لتعلم شيء جديد ، ربما فيض من القوة ينتابك وتصبح أكثر عزماً وتصميماً على تغيير حياتك .
    لاحظ أيضاً هذه المعايشات المكثفة الحية التي تعيشها في يومك العادي خصوصاً بحضور من تحب أو من تشعر بالانجذاب إليه ، لون السماء يبدو أجمل ، قطرات المطر تغدو سيمفونيات خالدة لا تبارح الذاكرة ، بل حتى البرد أو الريح تترك في نفسك في تلك اللحظة انطباعات خاصة متميزة تتسلل إلى وعيك فتجعله يبدو أكثر إشراقا وتملأك السعادة حتى ليرتعش قلبك من فرطها .
    سجل في وعيك تلك اللحظات وخلّدها وأستعدها باستمرار ، تجعلك تمتلئ بذات المشاعر وذات الأحاسيس المتفجرة بالحيوية والحب والجمال والشفافية .
    أيٍ كان نمط التربية التي تربيتها في الصغر ، فإنك لا تجرؤ على أن تنكر أن الرغبة الجنسية شيءٌ مقدس ، وما هو زائفٌ هو احتقار الجنس أو استرخاصه و ابتذاله .
    بل إن الجنس هو الشرارة الأولى للقرب الروحي والعاطفي الحقيقي الذي يفضي إلى التوحد مع الآخر ، إذ حيث يذوب الاثنان معاً شعورياً وفسيولوجياً ، فإنهما يرحلان بعيداً عن حدود الجسد الفردي ، وحيث يتحدان في كيانٍ واحدٍ ، ينتفي الزمن ، ينتفي التصنع والزيف ويعيشان التلقائية ، الفطرية ، الطبيعية ، براءة الأطفال في اللعب ، غياب التوتر الدفاعي والشعور العميق بالرغبة في الاستسلام الجميل .

    إنه وجه الروح الحقيقي ، إذ تكون خارجة من أسر الرقابة والسيطرة والخوف والشعور بالذاتية المفرطة والانفصال التام عن الآخر ..
    لقد أثبتت البحوث العلمية أن الشعوب التي توجد فيها حرية عاطفية وجنسية كبيرة ، هي الشعوب التي يوجد فيها أكبر عدد من المعمرين ، وهي التي تقل فيها الوفيات ويزداد فيها معدل العمر إلى درجة كبيرة ، بعكسه فالشعوب التي تتعامل مع الجنس والحب على أنها من المحرمات التي توجب عقاب السلطة الدنيوية وسلطة الرّب الأخروية ، هي الشعوب التي ينخفض فيها معدل العمر إلى أرقام مفجعة ،إذ يبلغ المعدل دون الستون عاماً في بعض الدول الإسلامية المتخلفة .
    مضافاً إلى أن الشعوب الإسلامية هي الأقل إنتاجية اقتصادية والأكثر في نسبة العوانس والأكثر تخلفاً ثقافياً والأقل إنتاجية إبداعية بين شعوب العالم والأقل انسجاما بين الرجل والمرأة من كل شعوب العالم ، كما وهي الشعوب الأكثر إنتاجية للقتلة كالإرهابيين مثلاً بحكم التفكك الأسري الذي لا يرى ولكنه يلمس بقوة من خلال إنتاج أبناء سطحيين مرضى العقول تافهو الشخصيات في الغالب وجبناء إلى حد كبير ، وكل هذا ثمرة قلة الخيارات أمام التسريب للطاقة العاطفية والجنسية ، بحيث لا توجد إلا قناة واحدة فقط ، وهذه القناة ذاتها ينبغي أن تحوز على مباركة الواعظ والأب والأم والأخوان والأقارب ورجل الدولة وشيخ القبيلة ، فتخيل كم هي عسيرة أن تنال السعادة وتفتح قلبك للحب والتوحد مع الآخر في المجتمعات الشرقية ، وقطعاً ثمرة هذا كلّه مجتمعات مشوهة عرجاء تمشي على ساقٍ واحدة ساق الرجل وذات هذه الساق مثقلة بالعار و الخوف والجبن

    يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك
    من خلال المحافظة على عقلٍ فتيْ …!

    لكي يحافظ المرء على شباب دائم وحيوية مستمرة ، عليه أن يحافظ على شباب العقل ، لما نعرفه من تأثير العقل الكبير جداً على كامل الكيان الفسيولوجي .
    العقل كما نعرف ، ليس بالعضو المادي الذي يرى ويحس ويلمس كاليد أو اللسان أو الساق ، فتلك أعضاء مادية متكونة من خلايا والخلايا مقسومة إلى جزيئات وذرات ، وهي حتى في أصغر وحداتها ، تأكل وتشرب وتنام وتطرح الفضلات وتتنفس ، ومن ثم تموت .
    العقل ليس بالوعاء المادي المتضمن لجزيئات وذرات وخلايا ، بل هو متضمن لما لا يرى ويلمس ويتنفس ، إنه الأفكار والتي لا تقاس بالأشعة ولا ترسم لها الصور الإلكترونية .
    لكن ..وحسب فيزياء الكم فإنها في نهاية المطاف ، طاقةٌ ومعلومات تسري في أمواج كهر ومغناطيسية …!
    وهنا يلتقي العقل بالجسم …!
    هنا تلتقي الأفكار باليد واللسان والأنف إذ جوهر كل الأشياء في خاتمة المطاف طاقةٌ ومعلوماتية
    الجسم بخلاياه وجزيئاته وذراته التي لها عمر بيولوجي ولها زمنٌ تموت فيه هي في جوهرها حسب فيزياء الكم طاقةٌ ومعلوماتية والأفكار منتجات العقل ومحتوياته التي هي من الأساس طاقة ومعلوماتية ..!
    طيب ..ما هي العلاقة بين الجسم المادي الفاني والعقل بأفكاره …؟
    العلاقة عزيزي القارئ وطيدة ومتبادلة التأثير بين هذا وذاك ، فالأفكار تؤثر تأثيراً بالغاً على الجسم بحيث أنها قد تسرّع في شيخوخته وقد تفعل العكس إذ تطيل شبابه ونضارته وتزيد من سني عمره .
    كيف …؟
    لأنهما يلتقيان في الجوهر الذي شكلهما والذي يتخلف بعد أن يغيبان إلا وهو الطاقة والمعلوماتية وكما يؤثر العقل في الجسم ، يؤثر هذا في العقل وفي نمط الأفكار والتصورات التي ينتجها هذا ، وكما يقول المأثور الدارج ، العقل السليم في الجسم السليم وبالعكس ، الجسم السليم في العقل السليم …!
    أما رأيت عزيزي القارئ ، شباباً بعقول عجائز …؟
    وبالعكس …شيوخاً بعقول شابة …؟
    كلا الحالين موجودان وبكثرة …!
    حسناً ، لأجل هذا أردنا أن نتعرف على الآليات والنهج السلوكي الذي يمكن أن يديم شباب العقل وعافيته و بالتالي يحقق لنا جسماً فتياً وعمراً أطول …!
    ولكي ما نضع نهجاً سلوكياً لإدامة شباب العقل حريٌ بنا أن نتعرف على سمات العقل الشاب أو الفتي فما هي تلك السمات الأبرز ؟
    بدءاً نقدم لتلك السمات بموجز عامٍ قبل أن نستغرق في التفاصيل ، فنقول :
    أن العقل الشاب هو ذلك الذي لا يكف عن النمو والتطور وتلك أبرز سمات مرحلة الشباب ( طور الطفولة والمراهقة ) والتي تشمل الجسم والعقل معاً .
    في مرحلة لاحقة من العمر يتوقف الجسم عن النمو بل وتبدأ رحلة العد التنازلي إذ يزداد موت الخلايا و يقل تعويضها بخلايا جديدة هذا على الصعيد الفسيولوجي أما على الصعيد العقلي فأن العقل يتوقف عن إنتاج الأفكار الجديدة ويكف عن التفاعل السريع مع الحدث ويخلد إلى الراحة و اللاأبالية وقلة الاهتمام وهنا تبدأ شيخوخة العقل …!
    الشيخوخة لا تحصل فجأة لا للجسم ولا للعـــقل بل إنها عملية بطيئة نسبياً وتبدأ مع توقف النمو
    و لأن العقل والجسم يؤثران ببعضهما ، ولأن سيطرتنا على العقل أكثر منها على الجسم ، فإن قدرتنا على ابتداع نهج سلوكي يمكن من إيقاف تداعي العقل ويعيد له العافية والشباب ، يمكن أن ينعكس على الجسم فيتوقف تداعيه ويتجدد شبابه ويطول عمره البيولوجي …!
    لقد توصلت البحوث العلمية الحديثة التي عنيت بالمخ ، توصلت إلى أنه عضوٌ ديناميكيٌ بطبيعته وإنه قادر على أن يخلق ويطور نفسه بنفسه طوال الوقت .
    إن قشرة المخ والتي لا يتجاوز سمكها الأربعة مليمترات ، تحتوي على عشرون مليار عصب وفي كل خلية من الخلايا المخية ، حوالي عشرة آلاف توصيلة تمتد بين كل الخلايا والأعصاب ، وتلك التوصيلات تقوم على الدوام بتغيير أشكالها ,أنشطتها باستمرار لتتناسب مع أنشطة الحقول المغناطيسية والإلكترونية والكيمائية التي هي ذاتها في حالة نشاطٍ دائم يقوم بعكس الخبرات المستحصلة من الحواس ونقلها إلى كامل الكيان الجسماني .
    أنظر كم هو ديناميكيٌ هو المخ وكم من عمل عظيم يقوم به في كل ثانية …!!
    طيب … فما هي إذن أبرز سمات العقل الفتي التي يمكن أن نقلدها أو نتمثلها في عقولنا كبالغين :
    أولاً : الحماسة :
    يتميز العقل الفتي بالحماسة ، ومصدر كلمة حماسة بالإنجليزية متأتٍ من اللغة الإغريقية ، حيث تعني الكلمة " الامتلاء بالألوهية والقداسة " .
    وبالتالي ليس غريباً أن تربط الحماسة بالقداسة .
    وليس غريباً أن نقول أن العقل الشاب يتميز بالحماسة المقدسة ، لأنه فعلا يتواصل مع جوهر القداسة في هذا الكون ، فيقتنص إشعاعات الذكاء الإبداعي الكوني الخالد ، ليحيلها إلى أفكار جميلة تخدم البشرية وتعزز من رقيها .
    إنه يتواصل مع الكون الخالد الأزلي الجميل المبدع الحي الذي يلد من جديد في كل لحظة .
    أستمع هنا للإله شافا ، إله الهندوس إذ يهتف بالإنسان قائلاً :
    " أخرج من مستنقع الذكريات والشروط والالتزامات وأرتقي إلى سطح هذا العالم الجميل وأنظره كيف يلد في كل لحظة …! " .
    العقل الفتي هو عقل الوليد الذي يتحمس لكل شيء جديد ويفرح بكل شيء ، بالفراشة ، بالنهر الجاري ، بملمس الماء البارد وزهو ينثال على الجسم العاري ، بمنظر الطير الملون والزهرة الجميلة …!
    عش هذا العقل …تمثله …مارسه وأنت في نضوجك المزعوم الموهوم … عش الطبيعة … عش الحب … عش الصداقة … عش العطاء وأستمتع باهتمام الآخرين وحبهم أطرد همومك جانباً وعش لحظة الجميلة التي أنت بها الآن …!
    بمثل هذا …بمثل هكذا حماسة طفولية بريئة ، يمكنك أن تجدد فتوة وطفولة عقلك وبالتالي تكسب عمراً إضافياً وشباباً دائماً …!
    ثانياً : التلقائية :
    من ميزات العقل الفتي أنه تلقائي ، لا يعنى بالشروط والالتزامات والمحاذير المبالغ بها ويأبى أن يحبس نفسه في سجن القيمة الذاتية والاعتبار الذاتي والخوف المبالغ به على الكرامة والشرف والقيمة الشخصية والممتلكات المادية الشخصية …!
    إنه مرن للغاية ، يأبى أن يستسلم لأسر التصورات السالفة العتيقة ويرفض المعايير المسبقة التقليدية ، وهو مرنٌ إذ هو يتقبل التغيير ولا يقاومه بشراسة ، بل يرتضيه ويكيف نفسه عليه .
    حسناً … وأنت تقرأ هذه المادة الآن ، ما رأيك أن تقوم بعمل تلقائي لم تفكر فيه سابقاً وتجد لديك الرغبة لفعله :
    قم بهذا الآن ، من قبيل أن تترك القراءة وتشرع بالغناء أو تذهب للهرولة خارج البيت أو تتلفن لصديق لم تهاتفه منذ زمن طويل ، أو توجه صوب شريك حياتك فقبله بشغف ثم عد إلى القراءة أو قم بخلع ملابسك أو أقرأ شعراً …!
    قم بشيء ما تؤكد من خلاله أنك قادر على أن تكون فتي العقل ، حراً في أن تفعل ما تريد طالما أن هذا الذي تريده هو بحدود بيتك مثلاً أو ضمن إطار أسرتك وليس فيه إساءة بالغة للآخرين
    إن من غير الممكن للمرء أن يتمرن على التلقائية من خلال القراءة ، التلقائية لا يتعلمها المرء إلا بأن يفعلها بأقل القليل من الفكر … إنها ممارسة .
    التلقائية عزيزي القارئ هي ضمانة الحصول على شبابٍ دائم وعمر مديد فلا تحرم نفسك من هذا الشباب وهذا العمر الذي يمكن أن يكون حافلاً بالسعادة والألق والمزيد من الخير لك ولمن حولك
    ثالثاً : المرونة والتأقلم السريع :
    يتميز العقل الفتي بالمرونة العالية والقدرة الواسعة على التأقلم ، إنه يأبى أن يجيز لنفسه التوقف عند الحدود الضيقة التي تفتت وحدة الأشياء ، بل إنه يأخذ الأمور في شموليتها ووحدتها ولا يستغرق في التفاصيل غير النافعة ، كما وإنه يؤمن بالتنوع ويتقبل التغيير والتحول بسرعة ويتكيف معه .
    فإن أردت شباباً دائماً ، أسعى لتطوير قدرتك على التكيف والتلاؤم مع المتغيرات وأنظر للأمور في شموليتها ووحدتها وطور قدرتك على النظر إلى الوحدة الكونية وكيف أن كل شيء في هذا الكون متصل ومرتبط ومتعلقٌ بكل شيء آخر في وحدة عجيبة جميلة .
    الوعي الكمي :
    لا يتكون الكون حسب الفيزياء الكمية من تجمع عناصر منفصلة متفرقة ، بل من حقولٍ متموجة للطاقة تسري في ترددات مختلفة ، حقول الطاقة تلك تلقائية في فعلها وحركتها ولا يمكن توقع حركتها ووضع قوانين رياضية تضبط اتجاهاتها ، كما ,إن كل شيء في عالم الكم مرتبطٌ بكل شيء آخر في نسيج سريٍ غير مرئيٍ ويؤثر في بعضه البعض .
    عالم الطاقة الكمية ( Quality Field ) ، يتميز بلا محدودية الطاقة فيه ولا إمكانية تخمين اتجاهاتها وتوقع حركتها وبذات الآن فأن كل شيء مرتبط بآخر في نسيج خفيٍ قوي .
    بمعنى آخر المرونة والحماس الدافق والتلقائية هي سمات عالم الكمّ الذي هو جوهر عالمنا المادي ، وتلك ذاتها سمات الوعي الكوني الذي يخلف في كل برهةٍ من الزمن كوناً جديداً يختلف عن ذاك الذي كان قبله في البرهة التي مضت ، ذات هذه الصفات والخواص هي ما يملكه العقل الفتي والذي يخلق في كل لحظة جسداً جديداً يرث هذا الذي سبقه .
    الارتقاء بمستوى الإحساس :
    يتميز العقل الفتي بأنه يملك إستقبالية عالية للاحساسات النابعة من الداخل كما ومن الخارج ، لديه القدرة على استقبال كم أكبر ونوعية أعقد وأشف من المعطيات الحسية ومعالجتها والتعامل معها بسرعة أكبر من العقل غير الفتي ، وبالتالي فهو سريع التقبل لأحاسيس السعادة مثلاً بعكس العقل غير الفتي والذي يتأخر في استيعاب وفهم ومعالجة والتأثر بالأحاسيس المنتجة للسعادة .
    بمقدورك أن تخلق عقلاً شاباً أو تجدد شبابك من خلال تطوير قدراتك الحسية بمعنى أن تفتح حواسك بشغف لكل ما يأتي من الخارج أو يحصل في الداخل .
    كيف يمكن أن تغذي جسمك وعقلك عبر تلك الحواس الخمس :
    كن يقظاً لمحيطك وما يجري في هذا المحيط .
    أعط حواسك غذائها الصحي من خلال الانطباعات الغنية الجميلة التي تجري حولك ......أنظر لمحيطك وما حولك عامة بعينٍ جديدة ، ولا تأخذ الأمور ببساطة واستهانة شديدة فكل شيء تراه وكل انطباع تخلقه يمكن أن يكون مغذياً للحواس .
    حاول أن تجرب ممارسة التالي من الأنشطة التي نظنها مفيدة :
    - أصغ للأغاني الجميلة بأي لغة كانت وأمنح الموسيقى دوراً أكبر في حياتك أصغ إلى موسيقى الطبيعة ، أستمع لحركة الحياة في عالمك أصوات الطيور والأشجار والأمواج والريح وإن لم تكن الأجواء حولك طبيعية فحبذا لو تفرغ نفسك في بعض الأمسيات للخروج إلى الطبيعة في الريف المجاور أو الجبل .
    - تحسس الأشياء الطبيعة بيديك ، تلمس عناصر الطبيعة المرئية من تراب أو ورق شجر يابس أو ملمس ساق الشجرة أو الأغصان ، أخلع حذائك وأنت في الطبيعة ودع قدميك تتلمسان الأرض الرطبة …خض في المخاضات المائية الآمنة … تلمس الحيوانات بيديك إذا ما صادفتك وأنت في القرية مثلاً …أربت بيديك على الخيول أو الأبقار أو الكلاب والقطط … تحسس ملمس الأشياء على راحتي كفيك …بمثل هذا توقظ فتوةٍ خاملةٍ وتعيد الأيام التي مضت …تعيدها للحياة .
    ـ أنظر للعالم من حولك بنظرة جديدة ، تحرر من ردائك الأيديولوجي أو المنظومة القيمية والفكرية التي كونتها إبان سني البلوغ ، تخلص من كل هذا وأنظر للدنيا بعين فتى لا يملك بعد كامل الباقة الجاهزة من المفاهيم التي لديك ، أنظر بحب وحدب للأشياء التي لم تكن توليها أي اهتمام ، أنظر للغيوم وهي تتجمع ثم وهي تتحلل وتتفتت ، قم بزيارة المتاحف الفنية ، تذوق الفن الجميل ، أنظر للناس من حولك وتابع كيف يستمتعون وينفعلون للجمال والفن الراقي ، أخرج إلى الشارع وتابع الناس وهم في انفعالاتهم اليومية وحركتهم الدائبة ، أنظر لهم بحب وشغف وكأنك تراهم لأول مرة .
    ـ تذوق الأشياء بمذاق جديد ، وكأنك تتذوقها لأول مرة ، أستمتع بوجبتك بروحية جديدة ، تأملها بعناية وتذوقها على مهل ، تعامل مع شريكك أو الحبيب بروحية جديدة ، أحبب بشغف وقبلّ بوله وكأنك تقبلّه لأول مرة .
    ـ أولي اهتمام للروائح والنكهات والعطور وكأنك تستنشقها لأول مرة ، تحسس روائح الزهر أو الحشائش المنبثقة من حديقة دارك أو من الريف المجاور ، تحسسها بعناية وصفاء ذهن .
    توسيع مساحات الخيال :
    الطاقة والمعلوماتية في عالمنا تتحول إلى محرضات حسية رقيقة للغاية يمكن أن نعيشها من خلال شاشة الوعي الداخلية ، وكلما كان خيالنا نشطاً كان بمقدورنا أن نمتلئ دوماً بتلك الطاقات الهائلة التي يمدنا بها هذا الكون الجميل العجيب ، وبالتالي كلما رصيدنا من تلك الطاقات حافظنا على شبابٍ دائم ليس للمخ حسب ، بل وللجسم أيضاً ، لو تتابع نجوم السينما الغربية على سبيل المثال أو أولئك الأغنياء المرفهين في الغرب ، لوجدت أن الكثير منهم يعيشون شباباً دائماً حتى وهم يبلغون الثمانين أو ربما التسعين ، وذلك بفضل أما سعة العيش والتنوع في الخيارات بالنسبة لأولئك الأغنياء الذين جمعوا مع ثراء المادة ثراءٍ نفسياً وروحياً أو لأنهم يعيشون حياة شبه خيالية من خلال عملهم في السينما .
    ونكرر الخيال يمدنا بغنى هائل من الصور التي هي في حقيقتها شحنات طاقة ، شريطة أن نحاذر الاستغراق في الخيالات المشروطة ، أي ذات الطابع الشرطي والتي نفترض أننا يجب أن نحققها مثلاً أو نصل إليها وكأنها هدف بحد ذاته ، مثل هذا يؤدي إلى انعكاسات نفسية ضارة .
    حسناً …أقرأ النقاط أدناه أغمض عينيك ثم تخيل بغاية الحيوية والحرارة ما يلي :
    أصوات :
    - صوت جرس المدرسة القريبة وهو يدق معلناً بداية الحصة الأولى .
    - صوت سيارة إسعاف أو سيارة النجدة .
    - صوت ساعتك المنضدية وهي تدق .
    - صوت نباح كلب في الجوار .
    الحس والّمس :
    تخيل في ذهنك شعورك وأنت :
    - شعورك وأنت تمشي على الأرض حافي القدمين .
    - إحساسك وأنت تأخذ حماماً دافئاً ، إحساسك والماء ينهال على جسمك .
    - ملمس الزهرة وأنت تلامسها برقة .
    - ملمس خد الطفل وأنت تلامسه بأطراف أصابعك .
    النظر :
    تصور منظر :
    - الشمس وهي تهبط عند المغيب .
    - سربٌ من الإوز وهو يطير فوق رأسك .
    - كتل الغيوم في يومٍ صيفي ساخن .
    - عرض راقص لفرقة ( بالية ) من أطفال في عمر الزهور .
    التذوق :
    تخيل مذاق :
    - حبة تمرٍ أو تفاحة مقطوفة للتو .
    - ملعقة مثلجات بالشوكلادة .
    - ذائقة الماء أو العصير بالنعناع .
    الشم :
    تصور في خيالك :
    - نكهة الخبز وهو يشوى في الفرن .
    - رائحة قطعة الصابون بنكهة الصندل وهي تفتح من غلافها لأول مرة .
    - نكهة قصبة القرفة .
    - نكهة حبة ليمون وهي تقشر للتو .
    الخيال الفائق الحساسية :
    بمقدورك أن تطور حواسك المرهفة من خلال أن تتصور داخلياً تجارب حسية متكاملة .
    باشر بممارسة التمرين أدناه ثم أخلق لنفسك تمارينك الخاصة المتكاملة من أجل تشجيع خيالك على إنتاج تجارب خيالية متكاملة .
    تخيل :
    تخيل أنك تجد نفسك في مقهى من مقاهي خمسينات القرن الماضي ، من المذياع تنطلق تلك الأغاني الخمسينية أو الأربعينية الكلاسيكية الجميلة الدافئة ، تخيل نفسك وأنت ترنو ببصرك جهة الأفق حيث الغروب يوشك على الحلول ، أنظر للناس بأزياء الخمسينات وهم يدخنون ويحتسون الشاي والقهوة ، هناك بضع نساء بأزياء النصف الأول من القرن الماضي ، يتجولن على مهل قبالة المقهى الذي تجلس فيه أنت ، أنظر لهن بعناية تأمل ملابسهن ، نمط الزينة التي كانت تستعمل آنذاك ، أنظر للباعة في الشارع ، تأمل بضائع أيام زمان ، تأمل الأجواء عامةٍ وتمعن بها بشغف واهتمام وحب .
    التعلم والنمو :
    من ميزات العقل الفتي أنه في حالة توسع معرفي دائم ، إنه يستحصل المعارف وينميها ويختبرها ويتطور من خلالها ، إنه ينمو من اكتساب الخبرات الجديدة دوماً وتكوين المعارف باستمرار ، فإن شئت أن تنال عقلاً فتياً عليك أن تتعامل مع المعرفة والثقافة من خلال عقل وعيون الشاب الصغير .
    تعلم خبرات جديدة باستمرار ، مارس هوايات جديدة لم تمارسها من قبل .
    قد تجد في اقتراحاتنا أدناه ما يمكن أن يشكل علامات استدلال نافعة توفر عليك الحيرة والتساؤل
    - أقرأ الأدب الكلاسيكي ، شكسبير ، تولستوي ، تورجنيف ، فولكنر …الخ . أقرأ الأدب الخيالي
    - أقرأ الشعر الكلاسيكي : بايرون ، بليك ، طاغور ، وتحول لاحقاً للشعر الحديث .
    - أقرأ الكتابات الروحية ، أساطير ، أديان متنوعة ، تراث شعبي .
    _ تعلم لغة أجنبية أو أكثر من لغة ، فهذا يساعدك على تطوير ثقافتك ومعارفك ويغني شخصيتك
    - تعلم الرقص ( ولو بشكل فردي ومستقل في البدء إذا كنت تخجل من الآخرين
    - تعلم الرسم من خلال كورس دراسي خاص ، ولو لمجرد المتعة وتنويع أفاق حياتك .
    - حاول أن تكتب أفكارك ومشاعرك ولا تعنى بمدى كفاءاتك الكتابية ، المهم أن تتعلم كيف تعبر عن ذاتك وتتواصل مع ذاتك عبر الورق .
    - حاول أن تبرمج أوقات فراغك بشكل متنوع وبحدود إمكاناتك المادية ، وإذا أمكن قم بزيارة بلدٍ آخر .
    - حاول أن تزور المتاحف ومعارض الرسم في مدينتك أو بلدك .
    - أذهب للعروض الفنية والموسيقية في مدينتك أو بلدك ولا تتردد بسبب العمر إذا كنت فعلاً حريص على أن تعيش عمراً طويلاً وشباباً مديداً .
    حسناً …مثل هذا وغيره الكثير مما بمقدورك أن تفعله للمحافظة على شباب دائم ، لا تخف
    على قيمتك الذاتية من أن تهتز من خلال القيام بمثل هذه الأنشطة أو غيرها ، فأولئك الذين
    يلومونك أو ينظرون لك ببعض الشك أو السلبية ، هم أولئك الذين لا يجرءون على أن يعيشوا بحرية وانسجام مع أنفسهم ، إنهم الخائفون من التغيير ، إنهم يحسدونك على فتوة عقلك ولكنهم لا يجرءون على أن يفعلوا مثلك .
    - ضع نفسك دائماً في صميم تطورات الحياة ، تابع الجديد في العلم والطب والتكنولوجيا والفن ، تصرف كالفتيان الذين ينبهرون بكل جديد ، تنل مثلهم عقلاً فتياً وجسداً لا يشيخ .
    اللعب … المرح… الضحك :
    العقل الفتي هو ذلك العقل الصاخب الضاج بالحيوية والمفعم بالمرح الصادق المنبعث من القلب .
    لا أظنك تنسى أيام طفولتك حين كنت بالكاد تمسك نفسك من فرط الضحك لكل شيء وعلى كل شيء ، أليس كذلك ..؟
    إنه زمن البراءة والتألق الصادق والانبهار العذب بالحياة وبراعمها التي تتفتح بين يديك وحولك من خلال أهلك وأصدقائك واهتمام الناس بك وسعادتك وأنت تحب لأول مرة ، وأنت تكتشف عناصر قوتك وسمات شخصيتك .
    الضحك والمرح هي سمات الروح الحرة التي لا تؤمن بالعمر ولا بالقيود ولا بالموت….. الروح المفعمة بالسحر والجمال والمولعة بالغرابة والغموض والمجهول الجميل …الروح التي لا تعبأ بالجسد ولا تعنى بالزمن ولا تعتبر المكان …!
    اللعب ينسيك الزمان والمكان ، يشغلك عن الحال والواقع وبالتالي فهو يشحنك بطاقات خلق عظيمة …أنه يعيد خلق الروح ذاتها إذ يحررها ولو لبرهة من التزاماتها الأنانية وواجباتها المملة الكئيبة .
    الروح ذاتها هي لعبة الطبيعة …لعبة غموض الطبيعة وغرابتها ، وبالتالي فكلما لعبت كلما تحررت من هذا الكئيب المقرف الذي تعرف لتنال الغامض الجميل الذي لا تعرف بعد …!
    وإذا كانت النفس الأنانية مشغولة دوماً بالقوة والسيطرة وتأمين القيمة الذاتية والاحترام الذاتي الزائف ، لأن جوهر الذات السفلى قائمٌ على الخوف ، ولهذا فهي متشنجة متوترة وغير واثقة بعكس الروح الحقيقية الصافية التي تتوجه صوب المرح والضحك واللعب ، لأنها واثقة مطمئنة مكتفية بذاتها ولا تخاف من شيء أبداً .
    عندما تقلل من سيطرة نفسك الأنانية وتتوجه قليلا صوب الروح ، فإنك ستنال السعادة الحق وتستمتع بالمرح الحقيقي وتلعب وتلهو بغير حذر كبير ، وبالنتيجة ستنال شبابا دائماً وعمراً مديداً
    الضحك هو العلاج الأكثر توفيقاً مع كل أمراض الجسد والنفس بذات الوقت وليس هذا ببدعة منا فقد أكد العلم الحديث ببحوثه المتنوعة على إن الضحك والمرح والاسترخاء واللعب ينفع في علاج كل الأمراض وإطالة العمر وتجديد الحيوية والشباب .
    مقترحاتٌ لبند اللعب والمرح :
    - خصص بعض الوقت لتكون فيه مع الأطفال .
    - أذهب إلى محلات بيع لعب الأطفال .
    - ألعب مع أطفالك أو مع حيواناتك البيتية ( إن وجدت ) ، تماماً كما يفعل الطفل مع الكلب أو القطة .
    - أذهب بين الحين والآخر إلى مسرح الطفل وتابع العروض المسرحية أو الرقصات المخصصة للأطفال
    - تابع الأفلام الكوميدية والمسرحيات وتجاهل كونها سخيفة مثلاً وأمتنع عن التقييم لأنك تريد أن تعيش بعقلية طفل أو شاب ولو لبعض الوقت فما حاجتك للتقييم العقلي الزائف .
    - قم بممارسة الفعاليات الرياضية البسيطة ذات الطابع المرح .
    - أذهب إلى الشواطئ وتصرف بتلقائية وأسبح والعب كما يفعل الشباب الصغار
    - اذهب إلى مباريات كرة القدم .
    - أقرأ الكتب التي تعنى بالطرائف والدعابات وحاول أن تتعلم كيف تقول النكتة وجرب مع نفسك أولاً إن لم تكن ماهراً في ذلك .
    - حاول أن تدخل المطبخ لتعجن لنفسك أو لأطفالك بعض المعجنات أو الفطائر .
    - حاول أن ترسم ، أقتني ألوان مائية وأشرع بالرسم والتلوين الحر .
    - قم بالتجول بحرية وبلا هدف في مراكز التسوق أو في الشوارع وراقب الناس بتلقائية ( كما يفعل الطفل ) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ




  • #2
    رد: تأثير الحب على العمر البيولوجي - تأليف ديبيك تشوبرا - إعداد المحامي : بسام المعراوي

    مقالة حب في حب ....تسلم ايدك يا أستاذ ع المقالة الرائعة!!!!

    تعليق

    يعمل...
    X