إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موسم "الكرز" في قرية عرنة - سلمى راضي ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسم "الكرز" في قرية عرنة - سلمى راضي ..

    موسم "الكرز".. قوس قزح "عرنة"
    سلمى راضي

    قرية عرنة


    يبدأ أهالي قرية "عرنة" عطلتهم الصيفية بالتجهيز لقطاف المحاصيل، وتكون البداية مع محصول "الكرز" بكافة أنواعه؛ الذي يتميز قطافه بتجهيزات وطقوس اجتماعية لها دلالاتها من تعاون ومساعدة وتبادل للمأكولات، والقصص والأهازيج.
    يعد موسم "الكرز" من أهم المواسم الصيفية في قرية "عرنة"، الذي بدأت زراعته منذ بداية الخمسينيات وكانت مقتصرة على بعض الأصناف المحلية، وفي بداية السبعينيات تطورت الزراعة، ووصل عدد أنواع الكرز في قرية "عرنة" اليوم إلى أكثر من 10 أنواع وبألوان مختلفة، مثل: "النواري"، و"قوس قزح"، و"الكستنا"، و"الزيتوني"، و"البياضي"، و"الطلياني"، و"المحلب"، وغيرها الكثير.

    مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 حزيران 2015، "عهد كبول" أحد مزارعي قرية "عرنة"؛ الذي حدثنا بالقول: «يبدأ وقت قطاف الكرز في بداية العطلة الصيفية من كل عام، حيث يجتمع جميع أفراد العائلة شباباً وصبايا وكباراً وصغاراً في الصباح الباكر، وذلك يتم بعد الاتفاق ليلاً حيث تقوم كل عائلة بإحضار زوادة الطعام الخاصة بها ويتم الانطلاق مستخدمين الآليات الزراعية من جرارات "تركتورات" أو عزاقات "فرامات"، التي تكون مملوءة بصناديق البلاستيك الفارغة لوضع المحصول داخلها، وعند الوصول إلى الحقل يقوم الأب أو الشخص المسؤول بتوزيع مهام القطاف فيما بينهم؛ فالشبان يتسلقون الأشجار ويقطفون الأغصان العالية ويستعينون بالسلالم الخشبية في بعض الأحيان،

    عهد كبولأما النساء فيعملون على قطف الأغصان المنخفضة، ويقوم الأطفال بالتقاط الثمار المتساقطة على الأرض».

    ويتابع: «وبعد مدة زمنية من العمل قد تصل إلى خمس ساعات وأكثر نأخذ قسطاً من الراحة لتناول ما تحمله زوادتنا من طعام؛ حيث تضع كل عائلة طعامها الذي أحضرته معها ليتم تناوله من قبل الجميع، ويتم هنا تبادل المأكولات وتبدأ جلسة تقييم الطعام وخاصة إذ كانت هناك أكلة مميزة، وبعد الانتهاء من تناول الطعام نتبادل بعض الأحاديث؛ منها ما يخص محصول الكرز وجودته وكميته والفروقات بين هذا الموسم والموسم الذي قبله، إضافة إلى تذكر كل من هو غائب عن القطاف والاستفسار عنه والاطمئنان عليه، ولا تخلو الاستراحة من غناء بعض الأهازيج التي يتم ترديدها في الحفلات والأعراس والمناسبات السعيدة؛ التي لها خصوصيتها لدى أهالي "عرنة"».

    كما التقينا "جواد مسعود" ليحدثنا عن توقيت القطاف وعن مشاركة المرأة في أعمال الأرض بالقول: «لا تتجاوز مدة جني المحصول أكثر من شهر ونصف الشهر فيبدأ من شهر حزيران حتى منتصف شهر آب، لذلك

    أشجار الكرزنعمل بكل جهدنا لنحصل على نتيجة تعبنا الذي بذلناه طوال العام، فنستيقظ باكراً ونذهب إلى الحقل حتى نملأ الصناديق، وعند العودة إلى البيت نقوم بتعبئة الكرز في علب بلاستيكية صغيرة، وتجهيزها بشكل جميل لبيعها في السوق، أما الثمار المتساقطة على الأرض فنقوم بتعبئتها في صناديق فلين "سيربول"، ومن هذه الثمار المتساقطة تعمل المرأة مربى الكرز، لذلك يكون نصيب المرأة من الجهد كبيراً؛ فهي من تقوم بالقطاف والاهتمام بشؤون المنزل بعد عودتها من الحقل».

    ويتابع: «يكون القطاف مسلياً إذا اجتمعت العائلة بأسرها في الحقل، الأطفال يلعبون، والنسوة يتحدثن، والرجال يتكلمون في أمور الأسعار والموسم، لكن ومع انتشار التعليم، ولأن الكثيرين من أبنائنا من طلبة الشهادات العامة والجامعات، فإننا نلجأ في بعض الأحيان إلى "الفعالة" "عمال للقطاف" لنجني المحصول، وبعد الانتهاء نقوم بتوزيع قسم من الكرز على الجيران والأهل والأصدقاء ليس فقط في داخل القرية بل خارجها وخاصة لمن يسكنون في المدن، بعدها نقوم ببيع الثمار في السوق، وهناك بعض الفلاحين الذين يقومون بوضع ثمارهم

    نوع من أنواع الكرزداخل "البرادات" من أجل بيعه في وقت لاحق بسعر مرتفع.

    وقد أثبتت شجرة الكرز قدرتها على النمو والتأقلم مع أجواء القرية ومناخها وتربتها الطينية، وزاد الاهتمام بها نتيجة محصولها الوافر والطلب الزائد عليها لكونها ثمرة لذيذة ومفيدة؛ حيث تحوي فيتامين c، ويعدّ كرز "عرنة" من أشهى أنواع الكرز في المنطقة، وهو مرغوب كثيراً بأنواعه المختلفة».


يعمل...
X