أيها العابرون

[حسن إبراهيم رمضان]

أيها العابرون

أيها العابرونَ فوق سطوحِ السنينْ
تعبُرُ غيومُ الغبارْ
قد يتساقطُ الوحلُ
وإنما من بعدِهِ تتساقطُ الأمطارْ
تُنظّفُ الأرضَ
وتُشرقُ الشمسُ في بلاد الطيّبينْ
تسلّلْتُمْ ذاتَ ليلْ
كان القمرُ في قيلولةٍ
أصابَ النجومَ النعاسُ فنامتْ
ليتها لم تفعلْ
ركبتُمْ على ظهورنا
كُنّا سُكارى
صفّقنا لكمْ
غنّينا لكمْ
سلّمناكم عقولَنا
ورضينا أنْ تُفكِّروا عنّا
كُنّا سُكارى
تبولونَ علينا فننتعِشُ
نظُنُّ أنَّ البولَ ماءْ
كلّفتُمُ اللصوصَ بإمامتنا في الصّلاةْ
كُنّا سُكارى
أطلقتُمْ خفافيشَ الليلِ ذاتَ ليلٍ
صدّقناكم فتفرّقْنا
تقاتلْنا
تذابحْنا
كُنّا سُكارى
أوهمتُمونا بأنَّ الذئبَ حمَلٌ
بعتُمْ دماءنا وأشلاءنا وأحلامنا
كأنَّ قانا لم تكُنْ
محَوْتُمْ من ذاكرتنا صُوَرَ المقتولينْ
أزلْتُمْ من خارطتنا كفرقاسمْ ودير ياسينْ
صغَّرْتُمْ فلسطينْ
كُنّا سُكارى
أيها العابرونَ فوق السنينِ العِجافْ
لا شيئَ أنتمْ ومنكم لن نخافْ
زالَ مفعولُ الخمرِ
قامَ القمرُ
إستيقظتِ النجومْ
إنّا نراكمْ
دقّتْ ساعةُ الغِيابْ
وقبلَ الرحيلِ
بيننا وبينكم جردةُ حِسابْ
إدفعوا ثمنَ دموعِنا التي ذُرفتْ على ضحايانا
كُلُّ دمعةٍ بألفٍ منكمْ
لن يُسامحَنا قتلانا
إدفعوا ثمنَ الأمتارِ التي أبعدتْنا عن قُرانا
كُلُّ مترٍ بألفٍ منكمْ
لن تُسامحَنا قُرانا
إدفعوا ثمن الدماءِ التي سالتْ من جرحانا
كُلُّ جرحٍ بألفٍ منكمْ
لن تُسامحَنا دِمانا
عاد الطفلُ الى مدرستِهِ
يتعلّمُ أحرفَ الهِجاءْ
عاد الفلاّحُ الى حقلِهِ
يُغنّي أغاني الفِداءْ
عاد الشاعرُ الى قصيدتِهِ
يكتبُ أبياتَ الرّجاءْ
لنْ تُمطرَ بعدكمُ السماءُ وُحولا
لن يكونَ حضورُكمُ فاعِلاً مفعولا
كشفْنا كِذبةَ " دراكولا "
كُنّا سُكارى
دماؤنا " كفّاراتٍ " عن فعل الصمتْ
نعتذرُ للعصافيرْ
نعتذرُ لأجدادنا...لآبائنا...لأمّهاتِنا...لصغارِنا
نعتذرُ للحقولِ عن هجْرِ المعاوِلْ
للسهولِ عن سَفَرِ المناجِلْ
للجبالِ والأوديةِ عن نومِ المراجلْ
كُنّا سُكارى
نعتذرُ للمعابدْ
للكنائسِ والمساجِدْ
زالّ مفعولُ الخمرِ الشيطانيّ
إستيقظْنا على أذانٍ جنوبيّ
فتحنا عيونَنا على صبرٍ غزّاويّ
أيها العابرونَ فوق السنين العِجافْ
لا شيئَ أنتمْ ومنكْ لن نخافْ
سنونُنا القادمة
زاخِرةٌ بالحِنطةِ
والعشقُ فيها سيّدٌ
مُرصّعٌ بالفِطنةِ
لن تُباعَ قلوبُنا
ولن تُباعَ دماؤنا
وإنْ تبوسوا حذاءنا
سيغضبُ حذاؤنا
تطهّر الحذاءْ
من أرضنا المِعطاءْ
شفاهُكم مُنَجّسة
وطاهِرٌ حذاؤنا
******************
ح.إ.ر

[ميسر حرب]

رد: أيها العابرون

ايها العابر من واحتنا ألقيت علينا كلام ثقيل ثقيل
تدمع له العين وتدمي القلب
كلمات عبرت عن واقعنا بالماضي والحاضر
وقفت عند كلماتك كثيرا وجدت بداخلها كل الوطنية والحب للوطن والقهر على الأحوال
وتصوير للواقع على علاته
نعم شاعرنا إننا كالسكارى وهذا التشبية مر في القرآن الكريم
عن أهوال يوم القيامة وها أنت تستخدمه في أهوال امتنا القابعة بلا حراك
دمت بخير ودام إبداعك

[الهادي الزغيدي]

رد: أيها العابرون

الشاعر حسن إبراهيم رمضان

أشكرك على هذه القصيدة الرائعة التي ستبقى خالدة لأنها تؤكد أن للشعر وظيفة

تتمثل في كشف الموجود و المستور و تطمح بما تزرعه من أمل إلى المنشود في

قالب شعري جمع بين جمال الصورة و عمق المضمون و خفة الإيقاع و بساطة

المعجم و بلاغته . و لا شكّ أنك بهذه القصيدة تعمل جاهدا على أن يستفيق العرب

من سكرتهم و أن يدافعوا ما استطاعو عن كرامتهم .

دمت مبدعا

[المعتز بالله]

رد: أيها العابرون

الشاعر حسن إبراهيم رمضان

ألف تحية وألف شكر

قصيدة شعرية مثقلة بالهموم لاتمرّ بهدوء على قارئها ففيها من المعاني
ولغة الخطاب مايشحذ الهمم وما يفيق من السكرة .

شعوبنا ثملت وأجمل مافي هذه القصيدة روح الأمل المعقود فيها وروح التحدي
الممزوج بخطابها وبساطة الحرف والكلمة والجملة فيها يعطيها لغة رائعة بالوصول
السهل للمتلقي .

شاعر يحمل همّ أمة
شكراً لك ودام إبداعك
وماأسعد الواحة بك شاعرنا الفاضل.

[سامية هنداوى]

رد: أيها العابرون

الرائع

حسن إبراهيم رمضان

احترقت انفاسى بلهيب حروفك المتدفقه

وثورة أحشاء بداخل اعماقك

يرتعد حرفى بإختناق مخارجه

كم لبوحك من أثر خطاه على قلمى

دام خطى حرفك ببلوغ هدفه

ولا حرمنا الله من فكرك الراقى

تحياتى وتقديرى

[همس الورد]

رد: أيها العابرون

الرائع المبدع حسن إبراهيم

عبرت بقلمك بلاد و أوطان و سنوات
أحداث و أنتكاسات و آلام
طفت على كل جرح في جسد عربي كان حسرة
خططت كلماتك صحوة
ليت من سقانا عارنا يموت خجلا أو نموت نحن خزلانا و ضعفا

لو كان هناك مسابقة لأفضل قصيدة في الوطن العربي كله لكانت هذه القصيدة هي الأولي في السباق
دمت مبدعاً قلماً و كلمة و إحساساً