إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بالشارقة المرأة وكسر الذكورية في ملتقى أردني لهيئة المسرح - الماكياج لا يساوي الحرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بالشارقة المرأة وكسر الذكورية في ملتقى أردني لهيئة المسرح - الماكياج لا يساوي الحرية




    المرأة وكسر الذكورية في ملتقى أردني لهيئة المسرح بالشارقة
    «الماكياج» لا يساوي الحرية
    توفيق عابد
    ثلاث قضايا نسائية سيطرت على ست جلسات عمل لملتقى المرأة في المسرح الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح ومقرها في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة هي: الحريات والاضطهاد الموجه للفتيات وتسربهن من الاستمرار في عملهن المسرحي، واختطافهن من قبل التلفزيون وذكورية الرجل في المسرح.
    والهدف من الملتقى، وضع استراتيجية عربية للتنمية المسرحية تكون الحريات أبرز عناوينها، ومشاركة واسعة من المرأة التي يبدو من خلال الحوارات أنها كانت شبه محيدة أو مضطهدة لا تمارس دورها في النهوض بالمجتمع كما ينبغي أن يكون.
    هذه القضايا تناولتها 30 مسرحية عربية على مدى يومين بالتدقيق والتمحيص في حوار يخبو أحياناً ويسخن أحياناً أخرى، خاصة عندما يتدخل الرجال في الحوار وهم من أبناء المهنة الذين يعرفون الخبايا والخفايا، لكنه يبقى في إطار المصلحة العامة التي تتبنى النهوض بالمسرح العربي واستعادة تألقه وتوهجه، باعتباره أداة تأثير وتغيير وسط ما تشهده الميادين والشوارع العربية من حراك شعبي مغمس بالدم والاعتقالات.
    أمين الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله خاطب المسرحيات العربيات بقوله: “لا مسرح دون حريات”، وأن الهيئة، كما أرادها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ستكون سقفاً لتأمين الطريق نحو مسرح عربي يحمل الراية للأجيال المقبلة، وقال إن قضايا المرأة وقضايا المجتمع النسوي قائمة ولازمة والمسكوت عنه يتوجب البوح به الآن وليس غداً.
    وتحدث عبدالله لـ”الاتحاد الثقافي” عن مشروعات مسرحية طموحة تتبناها الهيئة العربية في موريتانيا وجزر القمر والسودان، تبدأ من المدارس هدفها رعاية المواهب وخلق جيل يؤمن بالمسرح ودوره على مختلف الصعد.

    ذكورية المسرح
    المخرج الأردني عبداللطيف شما قام برصد 226 فتاة وسيدة التحقن بالفعل المسرحي منذ 1965 تراوحت أعمالهن بين المسرح الرسمي والمسرج الجامعي سجلت منهن 73 ديمومة تجاوزت ثلاثة أعمال، منهن 26 لم يقفن على الخشبة منذ سنوات وخطفهن التلفزيون من خلف الكواليس.
    وحدد شما بدقة أسباب تسرب الصبايا من العمل بالمسرح، أبرزها قيود تعليمية تربوية ثقافية والتقاليد والجري وراء الشهرة والدخل المعقول وليس فتات المسرح، ومن وجهة نظره فإن الحل لا يكون بالتأمل، بل بالفعل الذي يسمى فن المسرح، فعلى المسرحيين وفي مقدمتهم المرأة الفنانة العمل للخروج من قبو “سي السيد”، وكسر طوق ذكورية المسرح.
    وقال: إن الفتاة التي تفجرت موهبتها في المسرح الجامعي تجد صعوبة في إقناع زوج المستقبل عندما يتقدم لخطبتها، وإذا حدث واستطاعت إقناعه فلا يترك لها مجالاً للاختيار إذا ما عرض عليها عمل مرحي دون أن يبدي رأيه بالعمل والمشاركين، مما يثبط من همتها وعزيمتها فتغادر الخشبة والحسرة تفتك بها “إنها هيمنة ظروف الرجل وقناعاته”.

    مغادرة الصمت
    بدورها، حصدت الفنانة التونسية رجاء بن عمار إعجاب زميلاتها وهي تتحدث عمّا أفرزته الثورة التونسية بعنوان “مفاتيح منحتها ليّ الثورة”، فقالت: “رأيت الشرارة وهي تبدأ وكانت رائعة وسعدت كلّما رأيتها تنتشر.. فجأة نعيد اكتشاف العالم.. كمن أزاح فجأة من أمامنا حجاباً باهتاً عن الأشياء والكائنات.. كمن كان يعاني انهياراً عصبياً وتعافى”.
    وتقول: “لا يمكن للخطاب المسرحي وعلاقته بالمتقبل اليوم أن يبقى على ما كان عليه بالأمس”، وفي هذا دعوة لزملائها وزميلاتها للقفز نحو الحرية والكرامة وحق الحياة بالفعل والخلق والإبداع والخروج من الصمت والمخابئ.
    وتضيف: اكتشفنا الشعور بالانعتاق عبر اكتشفنا لحرية ان نقول “لا”، تلك الحرية التي أضافت لرصيدنا قيمة.. هذا سؤال ما زلنا، بصفتنا فنانين، نحاول الإجابة عنه فالفن يجد حريته في المهمة الذي يستمده من لقائه بهويته العميقة.
    وتساءلت: هل ما زلنا قادرين على تحمل صور لجنود ينهالون ضرباً وركلاً وصفعاً وبصقاً على مدنيين سوريين مقيدين جرحى.. وجوه متورمة ودماء تسيل.. أنوف في التراب.. مدنيين عزل في حالة عجز! وكيف يمكن أن نحكي عن أنفسنا دون أن نحكي قصة ذاك الجسد الذي احترق “البوعزيزي” قربانا في الساحة العامة لأنه وقع اعتداء على القيمة الجوهرية المطلقة المؤسسة لكيانه: الكرامة.

    وتقول الفنانة التونسية: ندخل القرن الواحد والعشرين ونحن شركاء في الركود والتعفن وانسداد الأفق يعيشه العالم، فالغرب والشرق وضعا ودافعا عن القيم نفسها وصنعا الرفاهية والثروات ولكن أيضا القحط وفشل الحضارات على الأرض.
    ومن وجهة نظرها، فإن أكثر من نصف سكان العالم نساء، فإنه لا جدوى ترجى من أي تكوين أو نقلة للمعرفة في ظل تغييب وتجاهل هذا الوضع والقبول بالاختلاف والآخر الذي هو الانفتاح على إمكانات وفرص لا تحصى ولا تعد.
    وتساءلت للمرة الثانية: كيف نستطيع الآن تمثيل شخصية امرأة دون تبني حق المرأة في أبسط أمورها اليومية؟ وترى أن الخلق والإبداع اختلاف وتأمل وتمرد متواصل.
    وانبرت لها العراقية شذى سالم، وقالت حرفياً “سمعنا كلاماً جميلاً، ولكن هل منحتني الثورة دفئاً وفعلاً؟ نحتاج للفعل وما الذي تحقق مسرحياً عقب الثورة التونسية؟”.
    الفنان الأردني شايش النعيمي فجر قنبلة صوتية في واحدة من الجلسات عندما كشف الكثير ممّا يجري وراء الكواليس سواء في المسرح أو المسلسلات البدوية، عندما قال إن الفنانة المسرحية تهتم بجمالها وماكياجها و”شسروة” شعرها أكثر من تقمص دورها ومراجعته قبل مواجهة الجمهور، وما يهمها أن يراها الجمهور جميلة وليس تقييمها من خلال الدور الذي تؤديه.
    وطرح سؤالاً مهماً بقوله: كيف يمكن أن تحتفظ الممثلة بماكياجها وكحلة عينها أثناء نومها أو في خيمة حارة وسط الصحراء، حيث لا مراوح ولا مكيفات؟ هل تستطيع أي فنانة تقديم إجابة؟.

    لا اضطهاد
    وفي حديث لـ”الاتحاد الثقافي”، نفت الفلسطينية مديرة مسرح عشتار في رام الله إيمان عون أي اضطهاد للفنانة الفلسطينية مسرحياً، فهناك قائدات يدرن مؤسسات ومشاريع يمتلكن فكراً ورؤية، ولكن مشكلتنا تكمن في إقبال الفتيات على العمل المسرحي خاصة في جنوب الضفة الغربية.
    وحول قدرة المسرح الفلسطيني على التعبير عن نبض الشارع، رأت عون أنه يرتبط ارتباطاً كلياً وعضوياً بالشارع الفلسطيني والهم المجتمعي والسياسي، فهو مسرح المقاومة وإعلاء الصوت.
    ولا أبالغ إذا قلت إن المسرح الفلسطيني تناول قضايا تهم العالم، ففي عام 2005 شاركت في كتابة وإخراج عمل مسرحي حول معتقلي جوانتنامو ومثلث التجارة بالأسلحة والصحافة والإرهاب بعنوان “زمن الحيتان”، وما يميزنا عن كثير من الدول العربية أن مسرحنا ثاقب الرؤية وتطلعه عالمي وليس محلياً ضيقاً.
    وفي ما يتعلق بتأثير التمويل الأجنبي، قالت عون: عندي عمل مسرحي جديد بعنوان “money” يتمحور حول دور المانحين في فلسطين.. هل خلقوا تنمية أم اعتماداً؟ وهل أدخلونا في “كوما” سياسية أم ساعدونا على الصحوة؟ من المسؤول نحن أم المانحون؟
    وهنا أود القول هناك عدة أشكال من الدعم ومن يصيغ المشروع هم فلسطينيون وأغلب المنح دون شروط، ولكن أجندة الممول ووجوده في فلسطين من أجل الحفاظ على عدم تدهور المجتمع الفلسطيني للحفاظ على امن إسرائيل.
    من جانبها، نفت الفنانة الأردنية نهى سماره أي اضطهاد للمرأة مسرحياً، وقالت إنها لا تشعر بوجود أي اضطهاد من زملائها سواء أكانوا ممثلين أو مخرجين.. “تلقيت دعماً من الرجال في عائلتي أو العاملين بالمسرح”، لكنها استدركت بالقول إنه إذا وجد، فإنه موجه للجنسين والوسط الفني ما زال قلقاً تجاه الفتيات اللاتي يصعب العثور عليهم من قبل المخرجين.
    وقالت: رفضت العمل في التلفزيون؛ لأنني أعشق المسرح “شغفي وحلمي” وفي المجتمع الأردني لا اضطهاد للأنثى فنياً.

    الأوكسجين النقي
    بدوره قال الناقد الكويتي عبدالستار ناجي، إن قضية الحريات في المسرح بغاية التعقيد وانخفاض سقف الحريات على مساحات كبيرة في العالم العربي أدى لانخفاض سقف حرية الكاتب في خوفه من الرقابة وشغف الإبداع لدى المخرج والمنتج، فبتنا نشاهد إنتاجات مسرحية بلا ملامح أو مشوهة، وبالتالي بلا هوية أو مضمون.
    وقال لـ”الاتحاد الثقافي”: إن الحريات في المسرح هي الديمقراطيات والمؤسسات البرلمانية الحقيقية والفعل الثقافي الذي يؤمن بالفرد والمجتمع وحينما يتنفس مسرحنا الأوكسجين النقي سنشاهد مسرحاً يعبر عني وعنك وقضايا المجتمعات.
    وطالب برفع سقف الحريات حتى يمكن عرض عمل تونسي مثلاً، حيث تصل درجة الحرية لـ90% في دولة عربية أخرى لا يتجاوز سقف حريتها 20% وتساءل كيف نحقق ذلك؟.

    مجرد رقم
    وحول دور المبدعين في الحراك العربي، قالت الفنانة الأردنية نادرة عمران إنه يفترض أن يكون لهم دور مهم في اللقاء مع الشمس، لكن للأسف أجد عجزاً واضحاً للمبدعين والمثقفين العرب، وما يحدث الآن ناتج عن انفصال المبدع عن ناسه وقضاياهم.
    وحول وقوف بعض الفنانين ضد جماهيرهم ودعم الأنظمة، قالت إن دور المبدعين عموماً في الثورات يكون مترادفاً مع دور الناس العاديين، إلا أنه في الثورات العربية يسبق الإنسان العادي المثقف بأحلامه وإرادته ملايين السنين.
    ورأت أن الفنانين والمثقفين الذين وقفوا في صف القمع والقتل والسلطات ليسوا فنانين أو مبدعين؛ لأن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يكون مكانه إلا مع الناس لأنه صنيعتهم ولهم ومنهم.. أما عكس ذلك فهو مجرد رقم في جداول السلطات.
    بقيت الإشارة إلى أن الفنانة الأردنية مجد القصص طالبت بكوتا نسائية في الهيئة العربية للمسرح، وقالت إن كل العاملين من الرجال.
يعمل...
X