إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مدينة يبرود من قرية زراعية إلى مركز صناعي وحرفي وصل أميركا اللاتينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مدينة يبرود من قرية زراعية إلى مركز صناعي وحرفي وصل أميركا اللاتينية

    يبرود .. من قرية زراعية إلى مركز صناعي وحرفي
    يصدر منتجاته إلى أميركا اللاتينية



    ريف دمشق - سانا
    بدأت مدينة يبرود كغيرها من المراكز الصناعية في الريف السوري تجمعاً سكانياً زراعياً يلبي احتياجاته بتصنيع أدوات تناسب طبيعة الأعمال التي يقوم بها أبناؤه ومتطلبات الحياة المعيشية البسيطة ثم تحولت إلى مركز صناعي وتجاري جذب جميع التجمعات السكانية المحيطة وأصبحت البضائع التي تنتجها هذه القرية تصدر إلى مختلف دول المنطقة وكثير من دول العالم وخاصة دول أميركا اللاتينية.
    وقال عضو مكتب القلمون في غرفة صناعة دمشق وريفها عبد الله ميبر إن التحول الاقتصادي المتميز الذي حدث في يبرود أسهمت فيه عدة عوامل توالت منذ بداية نشوئها وكان أبرزها قدم الحاضرة ونشوء التجمعات السكنية حولها وانفتاح أبنائها على العالم الخارجي واغترابهم إلى العديد من الدول حول العالم وخاصة إلى أميركا اللاتينية ما وفر لهم رؤوس الأموال اللازمة للاستثمار إضافة لطبيعة اليبرودي المحب للعمل.
    وبين ميبر أن يبرود هي أقدم حاضرة مسكونة في القلمون ويتجاوز عمرها آلاف السنين ما جعلها سوقا مركزية للمنتجات الصناعية والحرفية والتي بدأت بأعمال حرفية بسيطة تلبي احتياجات الناس هناك وفي القرى المجاورة ثم تطورت فكثر الحرفيون وتعددت المنتجات مع سيطرة العمل الزراعي والصيد حيث عمل اليبرودي في حياكة الشعر إلى جانب الزراعة وبالتالي فالفلاح كان حرفيا أيضا.
    وأضاف ميبر أن المحطة الثانية في هذا التحول تمثلت باحتكاك أبناء يبرود ببلدان المغترب وخاصة الأرجنتين منذ بداية القرن الماضي ثم عندما بدأ بعضهم بالعودة للوطن جالبين معهم خبرات أدت لإنشاء حرف جديدة وتطوير القديمة مستفيدين من توافر رأس المال والخبرات ما ساعد على إنشاء معامل متميزة كان بعضها الوحيد على مستوى الشرق الاوسط كمعمل بوابير سيروس العريق الذي كان يصدر بضائعه إلى كثير من دول العالم وكذلك مصانع الفراشي والمساحات الارضية المدافئ حيث بدأ الانتاج يأخذ منحى جديداً تميز بتطوير نمط العمل بإعتماده على الآلة وخط الانتاج الحديثين.
    واعتبر ميبر أن المحطة الثالثة جاءت مع اغتراب أبناء يبرود بإتجاه دول الخليج العربية مع ارتفاع أسعار النفط بداية السبعينيات ما أدى إلى تطور كبير في نمط الحياة بشكل عام ما خلق حاجة كبيرة لصناعات متطورة.
    وأوضح عضو الغرفة أن الأموال التي حولها المغتربون إلى الوطن أصبح جزء منها ينفق على العمران الذي توسع أفقيا ورأسيا وبات ضروريا لتلبية حاجات التزايد السكاني وتغير نمط الحياة الاجتماعي و الاقتصادي والطلب على المصنوعات الحديدية والخشبية والإسمنتية والقماشية أما الجزء الثاني من أموال المغتربين فقد استخدم في تطوير المصانع والحرف الموجودة لتكون مصدر دخل دائما للأسر اليبرودية حيث بدأت كفة الصناعة ترجح على الزراعة ولاسيما أن هذه المرحلة ترافقت مع ضيق مساحة الأراضي الزراعية وضعف خصوبتها بسبب الجفاف وقلة الأمطار.
    وأخذت كثير من الأسواق في يبرود أسماء الحرف التي تمارس فيها كسوق النحاسين والشعارين والنجارين والسكافيين وزقاق الحدادين إذ كانت هذه الأسواق تصنع متطلبات الحياة اليومية للفلاح فيما كان الفائض يصدر إلى المناطق والدول المجاورة ومن أبرزها الأحذية التي كانت تصنع وجوهها من جلود الحيوانات وأسفالها من إطارات السيارات فضلا عن السلع المستخدمة في البناء والاكساء والفرش والتي كانت تصنع من مواد محلية ولا سيما اللبن الطين مع القش والذي جاء البلوك بديلا عنه وأبواب ونوافذ الخشب والحديد ووسائد الصوف وغيرها.
    واستطاع الحرفي اليبرودي تطوير نفسه ومهاراته ما أدى إلى توسع العملية الانتاجية بإطراد مع تطور الحياة وتعقدها وازدياد الحاجات المحلية وارتفاع مستوى الطلب الخارجي على صناعات يبرود وتوسع المنشآت الصناعية التي تشغل جميع عمال المدينة فضلا عن كثير من أبناء المناطق الأخرى ولا سيما الحسكة والرقة وديرالزور وريف حلب.
    وفي أواخر السبعينيات تحول هؤلاء إلى استخدام الآلات الميكانيكية التي تستخدم المحرك الكهربائي إلى أن دخلت الآلات الألكترونية التي تتميز بالسرعة والدقة الفائقتين فضلا عن الجمالية وتعدد الألوان والنماذج والتي تنتج بضائع متميزة.
    يذكر أن مدينة يبرود التي يقطنها نحو 60ألف نسمة كانت إحدى الممالك الكنعانية مملكة إفاظ وأنشئء فيها معبد للرومان هو معبد الإله جوبيتر أومعبد الشمس الذي لا يزال قائماً حتى الآن كما كانت مصيفاً للملكة زنوبيا وعثر فيها على عدد من الاكتشافات التي وجدها العالم الألماني روست عام 1930في وادي اسكفتا ونشرها في كتابه مغاور يبرود عام 1950باللغة الألمانية ترجم لاحقاً إلى العربية.

يعمل...
X