إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابتزاز أميركا ...!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابتزاز أميركا ...!

    ابتزاز أميركا ...!

    و ضجيج «سكود»


    الأحد 25-4-2010م
    بقلم: نواف أبو الهيجاء



    مشكلتنا المستعصية كأمة مع الإدارات الأميركية منذ أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، أي بعد بدء الدخول الأميركي القوي إلى المنطقة عبر إنشاء أحلاف عسكرية والتمسك بالتحالف مع (إسرائيل) استراتيجياً،

    أننا غير مصدقين وأن ما نقوله يكون موضع شك هناك على العكس تماماً مما تقوله أو حتى تفعله تل أبيب، تل أبيب دائماً صادقة وعلى صواب ونحن دائماً نكذب وعدوانيون و(ظلمة) حيث إننا- كعرب- نعتدي على (إسرائيل) وحتى إن كانت هي دائماً البادئة بالحرب وبالعدوان (تارة منفردة وتارة بدعم أوروبي أو أميركي وبمشاركة أوروبية، والأمثلة هي العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 وهو العدوان الصهيوني البريطاني الفرنسي).‏
    وحرب حزيران 1967 وحرب 1982 على لبنان والحرب الوحيدة التي هزمت خلالها تل أبيب هي حرب تشرين الأول عام 1973- ومع ذلك لاتزال تل أبيب تشن الحرب تلو الحرب- وآخر حربين كانتا في عامي 2006 و2009 -2010 الأولى ضد المقاومة اللبنانية خصوصاً وضد لبنان عموماً والثانية ضد المقاومة الفلسطينية خصوصاً وضد أهلنا في قطاع غزة عموماً. وفي العدوانين كانت النتيجة الهزيمة المرة للخطط العسكرية من باب، والفشل في تحقيق الأهداف السياسية لكل من العدوانين من باب آخر.‏
    مجيء حكومة نتنياهو مثل في حقيقة الأمر التجلي الأكبر للمأزق الوجودي الصهيوني في المنطقة - وفي الوقت عينه كان التزامن مع انتصار الديمقراطيين وفوز الرئيس أوباما - حافزاً للصهاينة لكي يؤكدوا قدرتهم على إدارة الدفة في السياسات الأميركية (فلا فرق بين من يكون على رأس الإدارة (جمهورية أم ديمقراطية) بل المهم أن تمارس تل أبيب سياسات الهروب من استحقاقات دولية ومن إدانات صارخة ومن تحد دائم لقرارات الشرعية الدولية والنتائج الطبيعية للشعور الفلسطيني - العربي بالظلم الفادح نتيجة تعامل المجتمع الدولي عموماً مع الطرفين بازدواجية مرعبة.. نتيجة لهيمنة القطب الواحد. عليه إذا كان ثمة أي نوع من التوجه صوب مزيد من التفهم الدولي للمواقف العربية وللمظالم التي تمارس ضد العرب من قبل المحتلين ومن يحتضنهم وبالذات الولايات المتحدة- فإن المأزق لابد له من مخرج والمخرج الجاهز دائماً هو المتشعب ما بين (مسكنة) كاذبة تدعيها الدولة المحتلة والعنصرية العدوانية من جهة واستعداء العالم على العرب عموماً وعلى مواطن قوتهم خاصة وفي الحالة الراهنة المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والعراق إلى جانب مواقف سورية المبدئية الرافضة للتنازل عن حقوقها المشروعة وحقوق الأمة في فلسطين والجولان وأجزاء من أراض لبنانية ولاتزال تحت الاحتلال، من جهة أخرى.‏
    من هنا - وفي ظل الخانق الصهيوني الناتج عن التحدي الوجودي للعنصرية هناك وفي محاولة لصرف الانتباه عن سياسات الضم والتهويد والتعسف والالتفاف على القرارات والاتفاقيات والتقارير التي تدين ساسة تل أبيب وعسكرييها، وإبعاد الأنظار عن امتلاكها أسلحة نووية ورفضها التوقيع على معاهدة الانتشار النووي عمدت تل أبيب إلى إثارة ضجة مفتعلة حول مزاعم تسليم سورية صواريخ سكود لحزب الله، النفي السوري (لم يقنع) واشنطن.. ولم يقنعها لسبب بسيط جداً هو أن ساسة واشنطن يرون ما تراه تل أبيب ويسمعون ما تسمعه تل أبيب أو ما تريد لهم أن يسمعوه ويقولون ما تريد لهم تل أبيب أن يقولوا. الدليل البسيط الماثل الآخر هو تنصل الإدارة الأميركية من كل ما قالته منذ البداية عن حل الدولتين وعن ضرورة وقف الاستيطان والحفاظ على حقوق شعب فلسطين ومزاعم (الحياد) بين الحق العربي والباطل الصهيوني.‏
    هذه الضجة لها مآرب أخرى من بينها بالتأكيد السعي الصهيوني إلى إبقاء أجواء العلاقات بين العرب والولايات المتحدة متوترة وأن تبقى الإدارات الأميركية على موقفها الدائم الضامن لأمن (إسرائيل) واعتباره جزءاً من الأمن القومي الأميركي والمتنكر للحقوق العربية وهو موقف لاينقصه الابتزاز اعتماداً على اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ذاتها. ولعل فشل سياسة حصار دمشق، ونتائج الثبات السوري الباهرة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، تقفان وراء الضجيج في تل أبيب وصداه الأعمى في واشنطن، مع أن معرفتنا حقيقة الأيديولوجية العدوانية العنصرية الصهيونية تحتم علينا توخي الحذر والاستعداد لكل الاحتمالات، فقد يكون لدى نتنياهو وطاقم العنصريين في تل أبيب ما يدفعهم نحو الحرب والعدوان.. ليس فقط هروباً من استحقاقات السلام والقرارات الدولية بل في الأساس: السعي لإثبات قوة (إسرائيل) وزرع الثقة من جديد في النفوس الخائرة العدوانية بعد الهزائم المتتالية التي مني بها (الجيش الذي كان لا يقهر). ألم يقل نتنياهو إن قوة (إسرائيل) هي السبيل الوحيد للسلام (أي لفرض الاستسلام على العرب).‏
يعمل...
X